زارت النحاتة الفرنسية أنا كينكان ( Anna Quinquand ) موريتانيا منتصف عشرينيات القرن العشرين قادمة من سنيلوي ، فألقت عصا التسيار بمحصر الترارزة وهي تمتطي جوادا، وكان ذلك في فترة الأمير أحمد سالم ولد إبراهيم السالم . وقد زارت كينكان أحياء بدوية موريتانية، وبيدها عدتها من أقلام رصاص وأوراق للرسم، وقد أخذت رسومات كثيرة للعديد من الموريتانيين والموريتانيات.زارت النحاتة الفرنسية أنا كينكان ( Anna Quinquand ) موريتانيا منتصف عشرينيات القرن العشرين قادمة من سنيلوي ، فألقت عصا التسيار بمحصر الترارزة وهي تمتطي جوادا، وكان ذلك في فترة الأمير أحمد سالم ولد إبراهيم السالم . وقد زارت كينكان أحياء بدوية موريتانية، وبيدها عدتها من أقلام رصاص وأوراق للرسم، وقد أخذت رسومات كثيرة للعديد من الموريتانيين والموريتانيات.
يبدو أن الصحراء الموريتانية وساكنتها أغرت هذه الفنانة الفرنسية، فجعلها انبساط الصحراء الموريتانية وبساطة أهلها تحلق في عوالم فنية وأحلام شاعرية. فكانت رسومها التي حولت بعضها فيما بعد إلى تماثيل معدنية غاية في الروعة والجمال، وربما كان هذا أول مرة يدخل فيها هذا فن النحت الجميل إلى بلادنا.
نحتت هذه الفنانة تمثالا لأمير الترارزة أحمد سالم ولد إبراهيم السالم ، كما نحتت تمثالا للعالم والقاضي أحمد ولد أبنو عبدم الديماني الفاضلي وهو من أبرز قضاة وأعيان أولاد ديمان، ونحت آخر للزعيم الأصيل والشيخ القوي محمد ولد الخليل الركيبي شيخ أولاد موسى من الركيبات ، وهو أحد شخصيات الساحل الشهيرة في بداية القرن العشرين.
تم عرض تلك المجسمات والرسوم في معرض مهيب بمدينة اندر نهاية أكتوبر وبداية نوفمبر 1926 ، وضم المعرض، فضلا هم رسوم ومجسمات لشخصيات موريتانية، رسوما أخرى ومجسمات أخرى لشخصيات من إفريقيا الغربية.
كان من بين الحضور المدعو لهذا الحفل البهيج من موريتانيا الأمير ولد إبراهيم السالم وكذلك القاضي محمذن ولد محمد فال رحم الله الجميع وغيرهما.
ولرغبة الفنانة كينكان في الترويج لمجسماتها الموريتانية كان تبالغ في الأوصاف التي تعطيها لساكنة بلادنا وهي مبالغات فيها الكثير من الشاعرية وفيها أيضا بعض التجاوزات التاريخية.
كانت كينكان تقول عن المجتمع الموريتاني في ملاحظاتها وخلال شروحها لمعارضها بأن “نساء موريتانيا في غاية الجمال وأن لدى الرجال الموريتانيين ملامحَ بيزنطية في الشفتين والعينين ممزوجة بملامح المكر العربي”، هكذا تقول كينكان .
أما تمثال أحمد سالم ولد إبراهيم ، أمير الترارزة وهي إحدى الإمارات الأربع التي تشكل موريتانيا –والكلام لكينكان- فيعطي انطباعا مهيبا، بل إنه يشبه إلى حد بعيد أحد الأباطرة البزنطيين .
وتبالغ الفنانة كينكان ، التي تريد دون شك أن تجذب قلوب وعيون زبنائها وزوارها إلى المعرض ومحتوياته، فتقول إن الأمير ولد إبراهيم السالم قضى على عشرين أميرا تروزيا كانوا يطمحون إلى اعتلاء الحكم في إمارة الترارزة فقتل عشرة وشرد عشرة”. وهذه الإشارات التاريخية ما أنزل الله بها من سلطان، فلم يعرف أن أحمد سالم ولد إبراهيم السالم أنه قتل عشرة أمراء وشرد عشرة آخرين، بل إن ولد إبراهيم السالم كان أمير سلم وعافية ووئام ومصالحة، وقد تقلد منصب الإمارة في ظروف توافقية، رغم بعض المجابهات التي حصلت بينه وبين أبناء سيدي ولد محمد الحبيب في بداية تقلده للإمارة، وهي مواجهات لم يكن فيها ما تحدثت عنه الفنانة الفرنسية من قتل وتشريد. انتهت تلك المجابهات بين ولد إبراهيم السالم وأبناء سيدي بهجرة سيدي ولد سيدي رحمه الله إلى الشمال رغبة في الجهاد وابتعادا عن الفرنسيين، كما انتهت باتفاق أحمد ولد الديد وولد إبراهيم السالم وتصالحهما. وقد عاش ولد إبراهيم السالم أربعا وعشرين سنة في الإمارة، وكانت أيامه أيام عافية وسلم كما هو مشهور عند المؤرخين.
يعرف ولد إبراهيم السالم في الكتابات الفرنسية ب أحمد سالم الثالث ، إذ سبقه للإمارة عمه أحمد سالم بن محمد الحبيب وابن عمه أحمد سالم بن اعلي . وقد عرف عهده اكتمال السيطرة الفرنسية على موريتانيا. وكان أحمد سالم بن إبراهيم السالم شهما جليلا جميل المحيا عادلا محببا كريما حسن الخلق كثير المدائح. وممن مدحه الفنان الأديب ابَّفالْ ولد محمادو رحمه الله بقوله:
وصف أحمدْ سالم گال حدْ ۞ عنُّو شافُو باخلافُو
وصف أحمد سالم ما إگَدْ ۞ حد إكَولْ انُّو شافُو
يوجد مجسم ولد إبراهيم السالم الآن في مزاد علني في باريس وسعره المعروض يتراوح من ثلاثة ملايين وثلاثمائة ألف إلى أزيد من اربعة ملايين أوقية (من 8000 إلى 10000 أورو). وهذا المجسم يبلغ طوله 49 سم في 22 سم للعرض و13 سم للسمك. والمجسم من البرونز الذي تمت معالجته بالصهر حتى مال لونه إلى ما يعرف في الفنون الجميل بالزنجار ( vert-de-gris ) أو على الأصح الزنجار البني ( bronze à patine brune) ، وهو لون يتعمد النحاتون أن يجعلوه صبغة البرونز الرئيسية لأن لون الزنجاز يعطي لمعدن البرونز أبعادا جمالية جميلة.
ولدت النحاتة أنا كينكان سنة 1884 وتفيت سنة 1984 وكان من أبرز الفنانين ممن برعوا في نحت الأخشاب والمعادن وصناعة التماثيل والمشاركة في المعارض بداية القرن العشرين. وقد حصلت سنة 1924 على الجائزة الثانية للنحت بروما.
مشاركة موريتانيا في المعارض الدولية بداية القرن العشرين
منذ القرن التاسع عشر وبلادنا تشارك في بعض المعارض التي كانت تقيمها فرنسا هنا وهناك، ففي سنة 1900 أقام الفرنسيون في مدينة اندر السنغالية ( سينلوي ) معرضا يجسد حياة الناس ومعاشهم، اي معرضا “أتنوغرافيا”. وقد نصبوا خيمة موريتانية بجانب المعرض، ويبدو أن الخيمة الموريتانية التي نصبت لهذا الغرض كانت تضم بعض العناصر ذات الصلة بالحياة الموريتانية.
كما شاركت موريتانيا في معرض مدينة مرسيليا الشهير الذي تم تنظيمه سنة 1922 مشاركة مميزة حيث يبدو أن الأزياء الموريتانية كانت هدفا من أهداف منظمي المركز؛ حيث كان من ضمن من مثل موريتانيا في ذلك المعرض رجل موريتاني متميز× شكل شعره ولباسه وطريقة تقاطع طرفي لثامه على صدره وما يعلقه من تمائم عناصر بارزة يراد منها -فيما يبدو- تقديم صورة للزي الموريتاني في بعض العصور السابقة. وقد أحضر هذا الرجال معه جمله، وربما يكون هنالك غيره لكن الذي استطعت الحصول عليه هو ما يتعلق بهذا الموريتاني فقط.
وقد شاركت موريتانيا كذلك في معرض فينسين ( Vincennes ) بفرنسا سنة 1931، حيث كانت المشاركة أكثر تنوعا، إذ يبدو أن موريتانيا شمل تمثيلها في ذلك التاريخ بعض الجمالة مع رحالهم وقد جابوا شوارع مدينة فينسين الواقعة في الضواحي الشرقية لمدينة باريس في إقليم “فال دو مارن”
سيدي أحمد ولد الأمير
باحث موريتاني مقيم في
بحث رائع جداً
ونتمنى إظهار الكثير من المعلومات
والصور وطرحها عبر المواقع المهتمة
بالتاريخ والثقافات
بقلم محمدن الملك علي ما كتبه د/أمّد ولد لمير -حفظه الله –
لا أزيدكم علي:
بحثت وأخرجت الكنوز النفائسا ****أبنت من التاريخ بحثا منافسا
وأبديت ما أخفاه مستعمروما **** حكى من خرافات مضت ودسائسا
فأقبل علي البحث حتي تريهم **** أكاذيبهم عنّاوتنفي الو ساوسا
لك الحفظ من رب حفيظ مهيمن **** علي الملك يعطي كلّ من كان آيسا
صلاة وتسليم علي من بجاهــه *****ننال المراد المبتغي والنفا ئسا
شكرًا للدكتور سيدي احمد علي هذا البحث القيم والمفيد وقد احتوي علي معلومات مهمة لولاه لما برزت للعيان. أطال الله عمره و أعانه علي هذه البحوث القيمة .
خالص الود والاحترام له ولكم في الموقع الرائد
Charh Lanssab li Didi sur site Nifrar déjà.
En plus Emmed je te demande de contacter Ould Oumeir qui connais d’autres détails sur Anna Quinquand cette femme avait aussi d’autres particularités qui expliquent sa vision genre. Merci
أحسنت بارك الله فيك مقال رصين ومفيد
شكرا لك ياكريم ابن الاكارم
اريدفقط ان اعرف اين يمكن وجود شرح الاستاذ الكبير محمدفال ول عبد اللطيف لنظم الانساب للقاضي احمد سالم ول ديد
وشكرا
exellant comme d’ab