الرئيسية / أدب المراثي / تأبينات المرحوم عبد الله بن أحمد سالم “بل بن ديد” رحمه الله “تحت التحديث”

تأبينات المرحوم عبد الله بن أحمد سالم “بل بن ديد” رحمه الله “تحت التحديث”

إكس ولد إكس إكرك

بلّي ولد ديدي في ذمة الله

وما الدهرُ في حال السكون بساكن :: ولكنه مستجمعٌ لوثوب

تقف الكلمات مكسرة الجفون مقصوصة الجناح وقد نعى الناعي فتى فتيان الوطن الأديب عبد الله ولد أحمد سالم الملقب بلّي ولد ديدِي، انفرط عقد اللقاء ونحن في هدأة خداعة للزمن القصير، غاب الوجه الأريحي المشرق البشوش وسكت الصوت الجميل، ورحل دون أن يودعنا أروع فتيان الوطن رحل بلِّي تاركا للوطن حزنا مؤلما يزاحم آلامه الموجعة في كل حي من أحيائه، رحل الصوت وبقي الرجع الحزين يجوس خلال الديار والمرابع والمساجد والحارات، رجع يحمل ألق الراحل ليذكرنا بما لم ننس من خصاله وهو الغائب الحاضر، رحل بلّي والحالُ أن الفتى ما مُلّ مثواه،


مامل في قاعة التدريس مجلسه :: إذ يشرح النص يجلو كنه َ معناهُ
ولا تقلبه في الساجدين وقد:: حلى أمام مصلاهم مصلاهُ
مامل صوت وطرف منه غضهما :: ولا على الأرض هونا مُلّ ممشاهُ
ما مل طيب سجاياه وسيرته :: ولا السكينة ذاتُ الله آتاه


بلّي ليس فردا في تعداد ساكنة هذا المنتبذ القصي بل هو أديب بحجم وطن وأبعاد مجتمع، هو الفتى الحاضر بين أبناء الوطن وزواياه هو الحاضر في كل محافل الوطن هو الإبتسامة المرسومة على الوجود أينما شع، هو الحاضر في أعيادنا بمدائحه العِذاب، وفي سمرنا بمقاطعه الشجية وفي همومنا بمشاعله المضيئة، بلّي لم تغب ونحن هنا لا نودعك لأنك ستكون أكثر حضورا الآن بروحك النقية و خصالك الطاهرة فأمثالك لا يرحلون

إنّا لله وإنّا إليهِ رَاجعُون
رحم الله السلف وبارك في الخلف

كامل المواساة

 ********************************************************************************************************

 

محمد باب بن أحمد يور

فتى فتيان اگيدي عامة بلي بن احمدسالم ول ديدي الى رحمة الله تعالى

ستبكي المكرمات و كل فن@ عليه ومسند الخبر المنير
ويضحي الشعر منتثر القوافي @ ويمسي النحو منكسر الضمير
وهذا من مناقبه قليل @ وقد يبدو القليل من الكثير

اللهم اغفر له وارحمه واعف عنه

*******************************************************************************************************

سيد محمد بن متال 

عرفته في منتصف سبعينيات القرن الماضي.. في المذرذره و روصو.. لم يزاملنا في الدراسة مع أنه كان قريبا منا.. كان من هؤلاء الذين يدخلون عالمك دون استئذان.. نظرا لقربه من النفس و خفة ظله… اختفى فترة ليعود إلى عالمنا و نحن نعِد امتحانات البكالوريا في ثانوية روصو… أسدى لنا نصائح العارف بالامتحانات الوطنية…. كان يستبق الأحداث بذكائه و فطنته و نكتته
التقينا عدة مرات و كان احتكاكنا الفعلي في حملة بلديات المذرذره الأولى سنة 1987… ما زلت أتذكر حتى الآن بيتا من رائعته الشعرية التي عرضها علي و نحن في طريقنا إلى بوتمبطايه.. و كم ضحكت من قوله:

أيام كان هنا ( صربنيا ) في سعة **** و الناس تهديه أعياشا و ألبانا…

لقد لمع في هذه الحملة الانتخابية…كما لمع في تدريس اللغة العربية في عداديتي المذرذره و روصو…
كان عبد الله_ رحمه الله_ جزءا من حياتنا….
كان تقيا ورعا خفيا في عبادته و نوافله التي يقول عنها عنها أحد زملائنا الأساتذة إنها غريبة… فعندما يعود بلي إلى بيته في وقت متأخر من الليل يبدأ تلك النوافل…. كانت السبحة لا تفارق يده… و الذكر لا يفارق شفتيه… كل ذلك مع الطرافة و الفكاهة و المرَح….
هاتفني مرة بقطعة شعرية حسانية, نشرتها هنا في هذه المدونة.. كما نشرت سجالا بينه مع صديقنا المشترك أحمد ولد إبراهيم اخليل
يقول فيه أحمد:

بلي صاحب و اديب*** ال لفطح ما يفسخ
و إدور إتم   احبيب ***  ال لفطح و إتم أخ.

بالفعل سيبقى بلي معنا دائما و إن غيبه اللحد في ثرى بئر السعادة الذي يقول في محييه الولي محمذ ولد محمودا…
محمذن ابن محمودا ولي  *** و بعض الأمر يدركه الغبي..
رحم الله السلف و بارك في الخلف….. إنا للله و إنا إليه راجعون….

********************************************************************************************************

محمد بن أحمد بن الميداح

رحم الله أخي بل ولد ديدي
ما إن أتيحت لي هذا الصباح فرصة الاستفادة من شبكة الانترنت (و أنا علي وشك الانتهاء من سفر طويل و شاق) حتي جاءني الخبر الأول صادما و محزنا إلي درجة لا تطاق : لقد رحل عن دنيانا الفانية أخي و صديقي و مؤنسي بل ولد ديدي !
لن أستفيض في ذكر محاسن الفقيد… أقول فقط إنه يترك وراءه فراغا ليس سده بالأمر الهين… لقد اجتمعت فيه ثقافات مختلفة و متكاملة يُمَكِّنُ جمعُها من امتلاك ناصية العلوم و الآداب و الفتوة بكل معانيها !
أجل، لقد رأي النور في قرية انيفرار و تربي في كنف والده العلامة و القاضي أحمد سالم ولد سيد محمد (انظر الصورة) حتي نال النصيب الأوفر من رصيد تلك البلدة الطيبة ثم جال في الفضاء الايكيدي و نهل من لبان “الديمين” و “اتمحصير” السامية، فأتقن فنون الآداب باختلاف مشاربها و عاش سالما من التكلف و العقد النفسية.
رحم الله ذلك الفتي العالم و الشاعر المرح، المحب للجميع و الذي سلم الناس من يده و لسانه، و ألهم أهله و أصدقاءه و محبيهم جميعا الصبر و السلوان و “إنَّا لله و إنَّا إليه راجعون”.

********************************************************************************************************

النبهاني ولد أمغر

لله ما أخذ وله ما اعطى

رحم الله الأديب اللبيب الأريب الأستاذ بلي ولد احمد سالم ولد ديدي ووسع نزله وسقى روضته في احسي السعادة شآبيب عفوه ورضوانه ورزق كل أهله ومحبيه جميل الصبر وحسن السلوان

خالص العزاء إلى الأهل في حاضرة انيفرار العامرة ومقاطعة المذرذرة عموما

إنا لله وإنا إليه راجعون.

********************************************************************************************************

محمد سالم بن الشيخ “الشرفه”

علمت ببالغ الاسى و الحزن برحيل الفتى و الشاعر و الإنسان الخلوق بلي ولد ديدي ، بهذه المناسبة الأليمة أعزي الأسرة الكريمة و أهلنا في أنيفرار .. و عموم أهل إيكيدي في هذا المصاب الجلل ، و.. إنا لله و إنا إليه راجعون ..

********************************************************************************************************

موقع انواكشوط
انتقل إلي رحمة الباري اليوم الجمعة السيد الفاضل  بلي ولد احمد سالم ولد ديدي وقد عرف الفقيد الذي ينحدر من بيت صلاح ودين وعلم بالتدين والكرم كما كان مضربا للمثل في الفتوة  والعلم  و شاعرا لا يبارى   إلي جانب معرفته الواسعة  بالأدب والنحو وعلوم اللغة
وبهذه المناسبة تتقدم “نواكشوط” بخالص العزاء وصادق المساواة إلي أسرة أهل ديدي الكريمة وجميع سكان قرية “انفرار ” وسكان مقاطعة المذرذرة عموما راجية من المولى العلي لقدير أن يتغمد الفقيد برحمته ويدخله فراديس جنته  ويلهم الأهل الصبر ويضاعف لهم الأجر انه ولي ذلك والقادر عليه.

*******************************************************************************************************
أحمدو اجريفين
تعزية في رحيل قامة أدبية
في ذمة أستاذي الأديب الأريب الفتى الألمعي: عبد الله بن أحمد سالم الملقب (بلِّ ول ديدِي علما), اللهم ارحمه واغفر له واعف عنه وعافه, اللهم أوسع مدحله وأكرم نزله واجعل الجنة داره هو ووالدينا وجميع موتى المسلمين.
لقد درسني اللغة العربية السنة الأولى الإعدادية شنة 1987م في روصو سنة تخرجه على ما أعتقد, لقد كان قمة في الفتوة والمعرفة وسمو الأخلاق. رحمة الله على والدينا وعليه.
وبهذه المناسبة الأليمة أتقدم إلى ساكنة ولاية الترارزة عموما ومقاطعة المذرذرة خاضة وأسرة الفقيد أسرة العلم والصلاح أهل سيد محمد بن الشيخ أحمد الفاللي بأصدق تعازي القلبي, شاءلا المولى عز وجل أن يتغمد الفقيد بواسع رحمته, ويحسن العزاء فيه.
وإنا لله وإنا إليه راجعون.

********************************************************************************************************
في ذمة الله بلي ولد ديدي فقد رحل عن هذه الدار بسمعة لا تجارى ومكانة لا تسامى جمع إلى فضل تليد مؤثل وعز معم ومخول حبا في القلوب ومعزة لدى كل من عرفه. عرفته ونحنفي فصول الدراسة فكان النابغة الذكي وفي المجالس واللقاءات فكان الأديب الأريب الطريف اللبيب. يحبه الجميع ويرتاح له الجميع في حديثه حلاوة وفي بديهته الطرافة والأدب. بلي ولد ديدي سليل مدرسة ايكيدية في الأدب والشعر أسس امحمد بن أحمد يوره دعائمها ومدد المختار بن حامدن أطنابها ووسع بباه ولد عبد اللطيف أطال الله عمره أرجاءها. لا أعرف وانا أتذكر ابن الخالة بلي هل أنا المعزي أم المعزى فقد ترك في نفسي وفي عالمي فراغا لا أظن أنه بالإمكان ملؤه.
كان من آخر ما خاطبني به بلي بيتان ذكرني انا و الاديبين دمب ولد الميداح Mohd Ould Ahd Meiddah والمرابط ولد دياه لمرابط ول دياه حين قال:

محمد تعليقه سرنى ۞ فهو اللوا شعرا لمن أنصفوه
أما سيدأحمد فشكرا له ۞ أما المرابط فلا فض فوه

رحم الله بلي ولد ديدي وادخله فسيح جناته.
********************************************************************************************************

عز الدين بن كراي بن أحمد يور

حين يحول الرثاء دون الرثاء

يُحكى أن محمدو بن البراء بن بڭي الفاضلي لما همَّ برثاء امحمد ول أحمد يورَ، قال له بعض من حوله ما مضمونه: “لا مانع من رثاء امحمد بشرط أن تكون المرثية على مستوى مرثيته هو لوالدك البراء”، عندها أمسك محمدو عن رثاء امحمد، خشية أن يُقصر فيما همَّ به عن مستوى القطعة الشهيرة التي أولها :

أصاب الزمانُ فما قصَّرَا °° ولم يُبقِ كسرَى ولا قيصرَا
ولم يُبقِ ظبيًا ولا ظبيةً °° ولم يُبقِ ليثًا ولا جُؤذَرَا
محمدُ صبرًا فأنتَ الذي °° جديرٌ بمثلكَ أن يصبرَا
أبوكَ البرَا فاق أهلَ البرَى °° وأنت الخليفةُ بعدَ البرا

وكأن لسان الحال-بعد وفاة الشاعر المُجيد المرحوم ” بَلِّ ول أحمد سالم ول ديدي”-يخاطبني بمثل ما خاطب به بعضهم آنفًا العلامة محمدو ول البراء، وأنا الذي ما زالت مسامعي تستعيد ألحان إنشاد الفقيد لمرثية عصماء أتانا بها في محفل عزاء بالمنزل في نواكشوط صيفَ سنة 1999، فقد صنفها الحاضرون من العارفين بالأدب آنذاك في صدارة المراثي، وقد أسعفتني بها الذاكرة إلا ما كان كالبيتين أو الثلاثة :

وداعًا أيا حِبرًا فلا صبرَ لا صبرَا °° فرزؤُكَ قد ذُقنا بهِ الصَّابَ والصِّبرَا
عليكَ وإلا لن تجُودَ دُموعُنا °° ولن يُصبحَ المحزونُ ذا كَبدٍ حرَّى
أڭـرايُ لا تبعُدْ فدتكَ نفوسُنا °° فما كنتَ إلا العلمَ والخصلةَ البِكْـرَا
نشرتَ علومَ الشرعِ سرَّأ وجهرةً °° فقيدتها شعرًا وأطلقتها نثرَا
على بابكَ الأضيافُ تترَى دؤوبةً °° تُلقَّى بخيرِ النُّزلِ يترَى كما تترَى
مُعوَّدةً جُودًا وبِشرًا من أسرةٍ °° سجيتُها أن لا تملَّ ولا تكرَى
فللجاهلِ الإقرَا وللمُعدمِ الغنا °° وللخائفِ المأوى وللمُعسِرِ الإبرَا
مآثرُ تُبقِي الشيخَ في النَّاسِ خالدًا °° فتُحيَى بها في كُل يومٍ لهُ ذِكرَى
إذا ما أبان الرأي في فهمِ مُشكلٍ °° ترَى العُلمَا حَسْرَى يُفدّونهُ قَسْرَا
فأيامهُ في الفقهِ غرَّا مُنيرةٌ °° وللسِّيرةِ الغرَّاءِ أيَّامُها الغرَّا
وللمسجدِ المعمُورِ أيَّةُ حصَّةٍ °° بها آثرَ الأورادَ والشفعَ والوِترَا
وأيَّامَ يُملِي سيرةَ العُربِ طِرفةً °° نعيشُ بها أيَّامَ داحسَ والغبرَا
فيا بحرُ قد أزرَى بكَ الشيخُ في العطَا °° فبحرُ عطاءِ الشيخِ لا يعرفُ الجزرَا
فمفقدُهُ كُبرَى قضايَا سليبـَةٍ °° فمن يُنقضُ الكُبرىَ بمُوجبةٍ صُغرَى
لقد أُتحِفَ الميمُونُ أنورَ روضةٍ °° كأنِّي بهِ قد هزَّ أعطافهُ فخرَا
عسَى سُحبُ الرُّحمَى تُمدُّ ضريحهُ °° بديمتها الوطفَى ودمعتها الشَّكرَى
ولا زالَ فينا قائمٌ بعدَ فقدهِ °° إمامٌ هُمامٌ يُصدِرُ النَّهيَ والأمرَا
وصبرًا بنِي بيرِ السَّبيلِ فإنَّنا °° نُشاطِرُكُم حُزنًا فنحنُ بهِ أحرَى

وما هذه إلا إحدى روائعه التي منها أيضا قصيدة قالها قبل سنتين من تلك أطرب بها “الجمع الغفير”، يقول منها:

أدِيرِي بيننا يا أمَّ عمْرٍو ** كؤوسَ الشاي مُترعةً أدِيرِي
فقدْ غنَّى حَمامُ الأيكِ لحْنًا ** على الباناتِ معسُول الصَّفيرِ
فبالبَاناتِ والرَّبواتِ جذلِي ** وبالطير المُغرِّدِ والغديرِ
بشائرُ نصركمْ طلعتْ بُدورًا ** تُحيلُ الليلَ صُبحًا للسَّميرِ
بشائرُ نصركمْ طلعت نُجومًا ** ” تلوحُ لذي البصيرةِ والبصيرِ”
ذكرتُ بكَ الخلاصَ زمانَ كانتْ ** بلادُكَ كالمهيض وكالكَسيرِ
وأيَّامَ السجونُ تضجُّ أسْرَى ** أسيرٌ في أسيرٍ في أسيرِ
وأيَّامَ الخيالُ بلا شعُورٍ ** ولوْ قامَ الخيالُ ” الشَّكْسَبيري “
وما قُلتُ الكثيرَ لكُمْ ولكنْ ** قليلُ الشعرِ عبَّرَ عن كثيرِ

رحم الله ابنَ الخالةِ : بلِّ بن أحمد سالم بن ديدي برحمته الواسعة وجادت رمسه شآبيبُ المغفرة والرضوان

********************************************************************************************************

محمدو ولد سيد عبد الله ـ سنغال

أستاذي بلّي ولد ديدي…واختفت قطعة الماس ….
إنا لله وإنا إليه راجعون

إنطفأ ذالك الأوار الساطع ، وانحسر المصب المتدفق ، واختفت قطعة الماس التي تتزين بها قرى ومدن إكيدي ، وتُرصع قلائد المجالس من تخوم لعكللْ إلى ضفاف شمامة ، وسكت ذالك الصوت المتناغم مع الضاد ولغة موليير وحسّانية ولد مانو ،لك الله يا أستاذي بلّي ولد ديدي حين قلت من آخر إنتاجك الشعري الجميل :

ويغفر الله ما أمضيتُ من زلل *** عمدا ويصــــفحُ عن ما قلت من قولى
والله يلــــطف بى دنيا و آخرة **** بالمصـــــطفى خير مرجـو لمسؤول

رحمك الله…. هكذا شاء الله وقدر، وما هو مقدر كائن ، رحلت عنا في ساعة تملكنا فيها الرضى بالقضاء وأقررنا بسريان قيومية القيوم في كل شيء ….لقد انطوى كشكول من القول الفصل والمعلومات الجمّة ووافر الذكاء والطرافة ،كل الأماكن والكلمات الجميلة و”لغن” الحساني يبكي نحيبا ، ويتحسر لوعة ..
بلِّي ولد ديدي ـ رحمه الله ـ….أتذكر جيدا تلك المرحلة من العمر التي وقف أمامي بكامل معاني الأستاذية كان فتى أنيقا في مقتبل العمر ، وكنت في السنة الأولى الإعدادية من العام الدراسي 1984/ 1985 ، مازلت أتذكر بكل التفاصيل تلك الحركات اللطيفة والكلمات الطريفة والمعلومات المنسابة بأريحية وحبور ، وكانت الطريقة المتبعة في تقديم الدرس تتم بحذق وذكاء لم أجدها عند أستاذ بعده طيلة مشواري الدراسي ، وقد تأثرت بها كثيرا ، وعندما تخرجت مدرسا في سلك التعليم لم يكن يخطر على بالي من أساتذتي إلا الأستاذ بلّي ولد ديدي ـ رحمه الله ـ  فكنت أتمثل طريقته في تقديمي للدرس لعلي استخلص منها ما يعينني على توصيل المعلومات ، وأظنني وفقت إلى حد كبير، ولكن شتان ما بيني وبينه رحمه الله، وأحمد الله أني قلت له بأني أتبع نهجه في تقديم الدروس وهو على قيد الحياة ليعلم في حياته أني ثمرة من ثمار ذالك الجد على الرغم من أنه لم يدرسني سوى سنة دراسية واحدة .
كانت مواقفه معنا لطيفة ومريحة ، يلطف جو الفصل وكدر الجِدّ بعبارات ولطائف تخرجنا إلى جو من المرح والسرور ، ولم يكن يترك صغيرة ولا كبيرة من جزئيات الدرس إلا تم التنبيه عليها بحصافة وبقدر من التعاطي والتفاعل البسيط .
ونظم رحمه الله قصيدة من شعره الفصيح يوجهنا بها ، لا أذكر منها سوى قوله :

يُدِلون المدرّسَ حين يُخطِي && لأنهمُ تلامِذة أدِلاّ

اللهم تجاوز عن الأستاذ الجوهرة النادرة ، والشريان المتدفق ذكاء ومعلومات ، عبد الله ولد أحمد سالم ولد ديدي الملقب ” بلّي” ، وألحقه اللهم بجدوده وآبائه الأبرار “الَّذِينَ آمَنُوا وَاتَّبَعَتْهُمْ ذُرِّيَّتُهُمْ بِإِيمَانٍ أَلْحَقْنَا بِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَمَا أَلَتْنَاهُمْ مِنْ عَمَلِهِمْ مِنْ شَيْءٍ ” ، وضاعف له أضعافا كثيرة ، إنك سميع مجيب رحمن رحيم ، إني أبث من هنا خالص العزاء والمواساة لكل التلاميذ الذين استمعوا مرة إلى حنجرته الحلوة ، وإلى كل ساكني إكيدي مدنا وقرى وبوادي ، وإلى أهلنا في انيفرار والمذرذرة  اللهم هون علينا مصاب فقده ، وألهم تلك الأسرة الكريمة ، أشبال العز والبركة موفور الصبر والسلوان ،و كن لهم عونا والطف بهم وبارك لهم … وإنا لله وإنا إليه راجعون .

********************************************************************************************************

ديد النجيب

لا جدال في أن الحياة هي أعظم فترة يجربها الانسان خلال مسيرته الوجودية وعليها يترتب ما بعدها من فترات الوجود. وداخلها نعيش أرجوحة وجودية نتردد بين الشيئ ونقيضه، في تمام وعينا ونحن على علم بنهاية الطريق، ونسير على مضض لاحتواء صدمات جميع الاحتمالات التي يوقظنا عليها الصباح والمساء، وفي قلوبنا يصطدم العقل بالغيب، ونحن نتجرع الحقائق الوجودية التي تتربطنا بعالمنا القريب، و الذي نسير نحوه بسرعة، ونناجي ذواتنا بكل خوف ورعبة وحزن ونخفي ذلك عن معرفتنا ونستسلم لعقلنا لنتمكن من مشاركة الآخر واقعه، ولكي لا نحرم الجسم من حقه في الوجود فهو ماثل في العيان. لكن شعورنا بأهمية الحياة يفوق وعينا الغيبي أحيانا أو لدى بعضنا وتظل الواقعية هي الوسط بين الحياة والايمان، والتمسك بالواقع حجاب نديره على وجوهنا لمقابلة الآخر ولمواجهة عقولنا الجريئة. إن الموت من تلك المنعطفات التي تمسك برقابنا وترغمنا على الالتفات صوب أنفسنا لإعادة النظر في حقيقتنا وما ينتظرنا من وقائع وجودية على الطريق. ولكن بعضنا يتمسك بحقيقة الجسم أكثر من غيرها ويبكي على فقده وينشد في ذلك شعرا ويحزن عليه حزنا شديدا ويخاف من المرحلة القادمة هل على جهل بها ؟أم على علم و تغافل، ؟ خلافا لبعضنا الآخر الذي يعيش وجهي النقيض في جميع الظروف..ويتجاوز البنية الوجودية للظواهر وقد يفسد ذلك عليه اجتماعه بالآخر. ونتفوق نحن المسلمون على غيرنا من مفكري العالم، فقد حبانا الله بفيض من المعرفة يتجاوز بنا كل نكبات الدهر وكل عتمة تطبق علينا أفق الحياة، حتى نزيح حجب الواقع. ورغم كون الموت لا يعدو انتقالا وجوديا من مرحلة لأخرى لكنه يترك في مساحتنا البشرية بقعا من الجزع والألم، وهو ما يشعرنا بمكانة وقيمة الذين يغادرونا فجأة ونبدأ في تعزية أنفسنا ويختلف الناس في التعبير عن ذلك الشعور فتستخدم النساء الدموع ويكتفي بعض الناس بكلمة في حق الفقيد، ويلجأ بعضهم للكلمات والشعر ليودعها ما يشكو ويكتفي بعضهم بالصمت والاختفاء وفي نفسه ما فيها من الحزن والحيرة. .ويبقى في النفس حزن مطبق من رحيل رجل ترك شعره عتبة في طريق من يهم برثائه بالشعر، وحذا في الفتوة حذو صاحب الفتاوي@..ومن إليه الخصماء تاوي

أعني بذاك ديد إن ديد@ تعرفه الأعيان في إكيدي

********************************************************************************************************

محمدن جنك

قبل امس يوم الجمعة حوالي الساعةالواحدةانتقل الي رحمةالله تعالي والصديق الشقيق والاديب اللبيب الاريحي اللوذعي الصالح الزاهدوالاوصاف تكثرالاوهوبل بن احمدسالم بن سيدمحمد بن الشيخ احمدبن الفالل اسرةمن اشهر اسراهل اكيدعلماوصلاحاوكرماوزهداوورعاوقددفن هذاالمرحوم في مقبرةبيرالسعادةوهي من المقابرالاربعةالتي زارهاالامام ناصرالدين وقال انه لايدفن فيهاشقي وقال ان امامهاسيدالفالل سيداولياءعصره وقدقلت بهذه المناسبة

امش بل ماه اعل عار # يغيرالص باطل لقدار#
ذهوكيفته كل انهار# يطرش مامديوراعليه
واحن مسلمين العمار#توف ذمامخالف فيه
غيرالاشمن الناس اعمار#امشي دخل مامسخ بيه#
تعطين لطفك ياالقهار#يل لطفك حك اتعطيه
اترحم بل فمنين الجاك#متهياكان الوقت امجيه#
واتبارك ياالحي الفكاك#فالخل طيه اليبغ فيه

تعليق واحد

  1. لّشْعـــَـــارْأُ فِــــــقـْـــــه الــــنََّــــازْلَ++++يَتــْـــــمُ وَالكَـــــــرْم الـــــدَّايـَــمْ
    بِـــــيــهُمْ عـَــنْ بـَــــــلِّ مـَــــاتْـــــلَ++++وَلْ احْــــــــمـَــدْ سَالــَــمْ سَالَـــــمْ
    رحم الله الفقيد بل بن ديد و أدخله فسيح جناته

اترك رد