أحمد سالم بن محمدن (سلاّمِي ) في رثاء المرحوم أحمدّ يحي بن أمبيريك

مرثيّة للمرحوم أحمدّ يحي بن أمبيريك رحم الله السّلف وبارك في الخلف :

أيا طارقًا بالخير إن كنتَ تـَطرِقُ *** هــلُــمّ فحـــدّثنا فأنتَ المُوفّــــقُ

بحقّـك خـــبّرني أحقًّا مضى الفتى *** فإنّي لعمْــري لا أكادُ أُصـــــدِّق

أحقًّا مضى عنّا فــــكادتْ لفـــقْده *** بأدمُعها غُــرُّ المحامــد تَغْــــرَقُ

نعمْ قــدْ مضى أحمدّ يحيى فهــذه *** دُمــوع المعالي والمكارم تُدْفَـــقُ

على الرجل القـــوّام بالذّكر لــيلَه ***على الرّجلِ الصّوّامِ والحرُّ يُحرِق

على رجلٍ نعم الفتى عاشَ عُمْره *** حميدًا لكسب المجد ما انْفكَّ يُعْنِق

أبِـــيٌّ ســـخيٌّ أرْيَحــِيٌّ تَــزيــنُه *** خـلائــقُ طبعٍ كَـــلَّ عنها التّخلُّقُ

إذا حضر الأقوامُ فهْـوَ عَريفـــهمْ *** وأرسخُهم في كلِّ مجدٍ وأعْــــرَقُ

له طلْعةٌ بيْــــن النَّدِيِّ إذا انْجَـلتْ *** تهــلّــلَ منها البارقُ المُـتــألِّــــــقُ

و واكفُ كفٍّ لا يكُفُّ عن النّدى *** يُغـــــاثُ به مُحْروبُ قومٍ ويُرْزقُ

يُـــذَمُّ له جودًا نـــدامَى بِـجِـلِّــقٍ *** بهم أشْــرقــتْ أيّامَ حسَّانَ جِـلِّـــقُ

سيَـــنْـدبُه جارٌ جـنـيبٌ و طارقٌ *** به مَغْـــربٌ يــرميه لـيْلاً ومشرقُ

و يبْــكيه بالنّظم المُدبَّـــج شاعرٌ *** فَــبَابُ المراثي اليومَ لا بدّ يًطرقُ

مــراثيَ لا تأتي خُناسُ بمثلـــها *** ولا ما به تبكي ابْنَ عشرين خرنقُ

على سابقٍ كان الجوادَ مُحَــجَّلاً *** ثلاثا وبــاقٍ في المكارم مُــطْـلــَقُ

ألا جلـَلٌ ذاك المُصابُ فصبْـرُهُ *** عليه عظيم الأجر أمرٌ مُـحَـقَّــــــقُ

أ إخوتنا أبْناءَ حُبَّـــينِ صبــرُكم *** به صبرُ كلّ الخمــس رهــنٌ مُعَلَّقُ

فلا يَغْلَقَنْ رهنٌ عليكم فكاكُه *** فَأنتم شموسُ الخمسِ في الأُفق تُشرقُ

وقم للمعالي يامحمّدُ رافـــعًا *** لــــــواءً بأمجـــادِ الأوائـــل يــخــفـــقُ

و أحْكِمْ لنا رتْقًا لفتْقٍ خُروقُهُ *** قد اتّــســعتْ يا من به الـفـتْــــقُ يُرتقُ

فلا زلتَ فينا و الخلائفَ سادةً *** بــكم يجمع الأمر الحكيــم ويـفــــرقُ

و لا زال في أعْلى الفراديس شيخُنا *** يُصبّح فــيها بالـــنّعيم و يُغْـبـقُ

و في الختم أُهدي للحبـــيــب محمّدٍ *** صلاةً بـتسليمٍ تــفوحُ وتعبـــــَقُ

أحمد سالم بن محمدن (سلاّمِي ) انواكشوط : 24-02-2016 م