عهد جديد من الحقيقة تجلى في أفق الوجود..بمولد ذلك الرجل القرشي العظيم الذي نطق بلغة العرب وعاش بينهم . حدث أصاب البشرية بحيرة جديدة نقلتهم من الحيرة الأولى التي كانوا يقبعون بها إلى حيرة جديدة هي نهاية الحقيقة.. حيرة هزت العالم وأثرت في مجرى نواميس الطبيعة..حقيقة أو حيرة لمسها التاريخ تماما كما أحسها الحاضر بنفس القوة، وتحكمت في تفاصيل مستقبل الانسان ..فالحياة عقيدة. عهد نقل البشرية من مخلوقات تعيش في الطبيعة على حساب القوة إلى ملائكة يسيرون أفق صراط مستقيم لا يضل عنه غير زائغ.ومنح الانسان قوة جديدة لمواجهة الطبيعة؛ وفتح الباب واسعا بين الانسان وبين حقيقة الكون التي ظلت تؤرقه ردحا من الزمن، ممهدا السبل والوسائل القريبة لذلك. محمد صلى الله عليه وسلم جاء للانسان ولانقاذه ولنجدته من الجهل والحيرة والصدفة والعبثية، فلانسان عاقل فقط وقابل للاكتساب ؛أما هو صلى الله عليه وسلم فملهم موحى إليه منبه..ولكل من تلك المراتب درجة لا تدرك في هذه الحياة، كما قال التابعي الجليل أويس القرني.. من هنا قد يتضح ما للمولد النبوي من مكانة في مسيرة الانسان من البداية وحتى النهاية.. أيا كانت دولته أو عقيدته أو بشرته؛ فكما أن المثقفين العالميين يقفون وقفة إجلال وتمعن خلال دراستهم لأي ظاهرة جديدة على العالم عند الثورة الصناعية، وانفصال الفلسفة عن العلم واكتشافات العلماء ونتائج الحرب العالمية الثانية وغير ذلك من الأحداث التي غيرت مجرى العالم فإنه من الموضوعية أن نقف عند هذا الحدث العظيم لتحليل أي ظاهرة تتعلق بحياة الأنسان على الأقل، بالنسبة لنا كبشر .. وهنا تبرز مكانة المسلمين حيث أنهم هم أهل الحقيقة، وهم أحق بتقدير الحقائق ومنحها ما تستحق..ولا ينتهي الاحتفال بهذا اليوم على لبس الجديد وأكل أحسن المذاقات والذهاب في أفخر السيارات إلى نزهة تريح النفس فقط ، بل هو يوم لذكر شمائل ومكانة رجل عظيم يحتاجه الانسان مدى وجوده.. عيد سعيد أعاده الله علينا وعليكم باليمن والبركة.
ديدي النجيب