تعتبر المساجلات موضوعا بالغ الأهمية فى الشعر العربي عبر التاريخ لمن طالعه ، كما أنه موضوع خصب. وسندخل هذا الموضوع من زاوية واسعة حيث ستشتمل على المنافرات والمعارضات على مر التاريخ .
وسنبدأ بمعارضة امرئ القيس بن حجر (1) مع علقمة بن عبدة التميمي (2) ، وكلاهما من أصحاب المعلقات، فلقد التقيا عندما كان امرؤ القيس مقيما فى طيئ إبان هروبه عن النعمان بن المنذر وتناشدا الشعر وادعى كل واحد منهما أنه أشعر من صاحبه ، فاتفقا على أن يقول كل واحد منهما قصيدة على نفس البحر والروي و أن يحكما أم جندب زوج امرئ القيس الطائية، فأنشد امرؤ القيس بائيته الشهيرة:
خليلي مرا بى على أم جندب *** نقضى لبانات الفؤاد المعذب
و أنشد علقمة قصيدته المعروفة أيضا :
ذهبت من الهجران فى غير مذهب *** ولم يك حقا كلُّ هذا التجنب
تعليق:
1-امرؤ القيس بن حجر بن الحارث بن عمرو المقصور بن آكل المرار، من كندة وسبب تسمية الأخير بهذا الإسم أنه كند أباه أي عقه. وكان امرؤ القيس من الشعراء الأوائل الذين تسموا بالمراقس وهو أشعرهم و يكنى بأبى كبشة ويلقب بالملك الضليل وقد طرق أبوابا من الشعر لم تطرق قبله .
2- علقمة بت عبدة التميمي الذى اشتهر بعلقمة الفحل و ذلك بعد فوزه فى هذه المعارضة على امرئ القيس ، وقد ذكره الفرزدق بهذا الإسم فى الفخر فقال:
و الفحل علقمة الذى كانت له *** حلل الملوك كلامه يتنحل
وللحديث بقية ….
وخيرت اب محمدن او لاه جايبه من لخل