أعلن في العاصمة نواكشوط مساء أمس عن انتقال الشيخ أحمد سالم بن ابَّا إلى الرفيق الأعلى فإنا لله وإنا إليه راجعون.
ولد الشيخ أحمد سالم بن محمد بن ابَّا في حدود 1928م وشب وترعرع في انيفرار ولعبونه وحفظ القرآن يافعاً وأخذ العلوم الشرعية عمن أدركهم من علماء أهل انيفرار، وعبَّ من الحقيقة زلالاً صافياً وكيف لا وقد رباه جده لمرابط محمدن بن الشيخ أحمد الفال وكلأه برعايته.
شبَّ أحمد سالم عن الطوق وبدت عليه مبكراً مخايل النجابة ودلائل السؤدد ورجاحة العقل، وقسم عمره بين العبادة الدائمة، واكتساب الرزق الحلال وصرفه بين الحقوق والصدقات والمروءات، إضافة إلى القيام بما ينوبه من متعلقات الأمر العام وتمثيل أهل أعمر إديقب سواء في السنغال أو نواكشوط، فدكانه كان دستاً إيكيدياً يرتاده أعيان أهل إكيد وفتيان المحصر كما يعرف العافون والمملقون نعته وعطفه.
بمفقد الشيخ أحمد سالم بن ابا تحترق مكتبة متنوعة كان يختزنها صدره ويغذيها عقله وينشرها لسانه، مكتبة زاخرة بالنكت والفوائد تجمع شيم الزوايا وحصافة بني ديمان، إلى تاريخ منطقة إكيد وسياقاته المختلفة، والأنساب والأحساب بله العلوم الشرعية واللغوية، والمقطعات الشعرية وأمات لبتيت وشواهد التدينيت.
كان الشيخ أحمد سالم حسن السمت طاهر الإزار وقوراً مهيباً مشاركاً في العلوم ماهراً في كتاب الله يتلوه في جوف الليل كثير الصَّلاة والصِّلات والصلاة على الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم، لا يشتغل إلا في تحصيل درهم معاش أو حسنة معاد، محب للقريب ناصح للبعيد حسن الخلق موطأ الأكناف، يعرف من أين تؤكل الكتف، يلاطف الجليس ويتحفه بفوائده وموائده. تقبل الله منه صالح العمل وأسكنه فسيح جناته.
أصيب الفقيد بوعكة صحية، وأسلم روحه إلى بارئها مساء الاثنين وصلت عليه جموع غفيرة في مسجد الرابع والعشرين أمهم الشيخ محمد فال بن عبداللطيف، وووري جثمانه الثرى في مقبرة “أغكجس” بين ظهراني شيوخ كمل نالت الفخر بهم تلك البقع، حلت على ضريحه سواري الرحمة وغوادي المغفرة.
تنتهز أسرة موقع أخبار انيفرار هذه السانحة لتقدم تعازيها القلبية الصادقة لعموم أهل انيفرار وأهل أبكاك، وتخص بالتعزية أسر أهل أحمد سالم بن ابَّا وأهل محمد سيديا بن ابَّا وأهل محمد بن امو إضافة إلى أبناء وبنات خالات الفقيد وترجو لهم أجر الصبر وحلاوة التسليم وإنا لله وإنا إليه راجعون.
موقع أخبار انيفرار