ما كان إيد عن الوصول بعيدا
بل عاش يسعى للسعادة إيدا
متعلقا بالله جل جلاله
عن زخرف الدنيا يصد صدودا
يا أيها الناعي لسيد محمد
روعت أفئدة وهجت هجودا
وأثرت مدمع أعين ملتاعة
أدمت من الخطب العظيم خدودا
ولقد تركت يد الفخار مهيضة
والبيض من حلل المكارم سودا
أو ما علمت بأن من تنعى لنا
إيد الفتى أوفى الأنام عهودا
أو ما علمت علومه وفهومه
أو ما سمعت لإيد قط قصيدا
قد فاق قيس بن الخطيم ودِعبلا
والفحل علقمة وفاق لبيدا
أو ما حضرت مجالسا من إيد ما
شهد الزمان لمثلهن نديدا
أو ما رأيت خلائقا محمودة
من إيد فاقت لؤلؤا وفريدا
أو ما رأيت مكارما وشمائلا
قد شنفت أذن الزمان نشيدا
إن الفتوة ودعت إذ ودعوا
إيد بنَ بِد بنِ الإمام فريدا
فارفع لواء العز أحمد سالما
واضمم إلى المجد التليد جديدا
واتبع رعاك الله في مسعى العلا
آلاً أولي مجد غطارف صيدا
أبناء عبد الله أشفغ لم يزل
مسعاهم في المكرمات حميدا
والحبر زياد بدا أبناؤه
بالعلم في جيد البلاد عقودا
والشيخ أحمد آله أهل العلى
طلعوا لمرتادي الصعود سعودا
تلك الشناشن من بني عمر الألى
بذوا الأنام مكارما وجدودا
من بيرهم بير المساجد شأوهم
في المجد والعلياء بات بعيدا
يا رب فارحم إيد واسق ضريحه
غيثا سريعا وافرا ومديدا
واحفظ ذويه جميعهم من بعده
وجنى الجنان أنله فيه خلودا.