تلقينا ببالغ الحزن الأسى نعْيَ العالمة العاملة عائشة بنت المختار بن حامدٌ بن محمذ بن محنض باب بن اعبيد، بعد وعكة صحية ألمت بها، وقد أقيمت صلاة الجنازة على جسدها الطاهر في مسجد الرابع و العشرين وتم دفنها في مقبرة عين التنضب “آمنيكير” فإنا لله و إنا إليه راجعون.
ولدت الفقيدة سنة 1946 ، وكرست حياتها للعبادة والإفادة والسيادة ونصح المسلمين وتوجيههم بالقول والفعل، كما عرفت بالزهد والتواضع والتدريس والتأليف فكانت محظرتها -في العاصمة-نبراسًا ينير دياجير ظلمات الجهل، وعينًا لا تنضب، نهلت منها طالبات العلم علوم القرآن والسيرة النبوية والمباحث الفقهية، فضلا عن متون المتمات المعهودة. كما عرفت الشيخة الصالحة عيشة بمحبة المصطفى صلى الله عليه وسلم والعض على سنته واتباعها، ونشر شمائله و التحلي بها، فضلا عن كثرة الصلاة عليه و تزيين مجلسها بالسيرة النبوية العطرة والأمداح البهية النيرة .عرفت الفقيدة أيضا بالوعظ وإرشاد العباد إلى الله والنهي عن المنكر وتجنب مجالس اللغو والفضول، هذا مع الدوام على الذكر والإنابة والإخبات وقد أشار والدها الشيخ المختار بن حامدٌ إلى بعض مناقبها في تائيته الشهيرة فقال:
إذ كنت أسمع من تسجيل عائشةٍ ** وَعْظاً يُخيّل أن الساعة اقتربت
وكنت أسمع منها كل آونة ** ذكرا عليه بحمد الله قد دأبت
حجت عيشة بيت الله الحرام واعتمرت وجاورت في طيبة المنورة أطيب خلق ربه وأطهره، كما ألفت عدة مصنفات في مجال الشمائل المحمدية و الحث على محبة المصطفى صلى الله عليه وسلم تقبل الله منها صالح الأعمال وجعلها في ميزان حسناتها.
تنتهز أسرة موقع أخبار انيفرار هذه السانحة لتقدم تعازيها القلبية الصادقة إلى أبناء يعقوب الله جميعا، و خصوصًا عشير بني بارك الله فيه، ودوحة العلم والمجد والسؤدد آل محنض باب بن اعبيد و أسرتي أهل المختار بن حامد و أهل الشيخ بن محنض أشفغ، كما توجه تعزية خالصة إلى لمرابط محنض باب بن امين و إلى جميع تلاميذ الفقيدة ومحبيها وترجو لهم الصبر والسلوان وللفقيدة الرحمة والمغفرة و إنا لله و إنا إليه راجعون.
رحم الله الفقيدة رحمة واسعة لقد كانت لعمري ركيزة من ركائز إكيد حظاها الله بعمر عريض وظفته في فضائل الأعمال فبثت العلوم في قلوب نساء و رجال كثر وماذلك عليها بالغريب فهي سليلة علامة موريتانيا و مؤرخها و شاعرها و مؤلفها و …و.. و… المختار بن حامد و شقيقة جهبذ الرياضيات المرحوم يحيى بن حامد. جمعهم الله في فردوسه الأعلى.