صدر هذا الأسبوع عن جامعة شنقيط العصرية كتاب تحت عنوان تحقيق حوادث السنين: نظم للشيخ أحمد الفاللي، لمؤلفه فضيلة الأمام أمين ولد الداهي ، وبهذه المناسبة فإن موقع انيفرار يتقدم بالشكر للقائمين على هذه الجامعة وخاصة الدكتور الشيخ محمد المختار ولد أباه على إنقاذهم لهذا المؤلف الثمين.
يعد هذا النظم تكملة لمقرر السيرة في المحظرة الموريتانية المعتمد أساسا على نظم الغزوات للبدوي ، ويتضح ذلك عند المقارنة بين النظمين، فقد كان الشيخ أحمد ينتقى في نظمه الأحداث التي لم تفصل في نظم البدوي، ولم يتعرض لغزوة بالتفصيل إلا لذكر ما لم يأت به البدوي، فنظم الغزوات –مثلا- لم يزد على 3 أبيات عند بيان أحداث مؤتة، ولا على 16 بيتا عند الحديث عن تبوك، بينما خصهما الشيخ بتفصيل أكثر في نظمه، ووصل عدد الأبيات إلى 20 بيتا في مؤتة و56 بيتا في تبوك، أما أحداث بدر الأولى فتساويا فيها من حيث عدد الأبيات (2)، لكن البدوي لم يذكر في بيتيه حامل اللواء ولا من استعمل على المدينة وقد ذكرهما الشيخ أحمد، ويشار إلى أن المرجع الأساسي للمؤلفين واحد، وهو عيون الأثر لابن سيد الناس . يقول البدوي:
… أرجوزة على عيون الأثر *** جل اعتماد نظمها في السير
ويقول الشيخ أحمد
واعلم بأن ما جرى به القلم*** ذكره ابن سيد الناس العلم
جاء الكتاب في 154 صفحة من الحجم المتوسط مقسمة على مقدمة وفصلين وفهارس، واحتوت المقدمة على تأطير لموضوع النظم وبيان لأسباب اختياره وللمنهجية المتبعة في تحقيقه، وخُصص الفصل الأول لتقديم النظم ولتحديد السياق التاريخي والاجتماعي لظهوره من خلال ترجمة لمؤلفه الشيخ أحمد الفاللي (1235-1319ه). أما الفصل الأخر فقد انصب فيه اهتمام المؤلف على تحقيق أبيات النظم. وجاءت الفهارس في أربعة مسارد: مسرد للآيات، ومسرد الأعلام ومسرد للأماكن وآخر للمراجع.
هذا وكان الموقع قد نشر[ ورقة عن نظم حوادث السنين للعلامة الشيخ أحمد الفاللي رحمه الله->http://niefrar.org/spip.php?article53]
خبر سار وكتاب مهم كان ينقص رفوف المكتبات الموريتانية ، لقد اهتم السلف الصالح بضبط الأحداث المباركة المتلاحقة التى بدأت عندما بركت القصواء أمام دار أبى أيوب الأنصارى.وانتهت عندما اختار رسول الله صلى الله عليه وسلم الرفيق الأعلى وذلك من خلال مجموعة من الأنظام التعليمية كالنظم الذى بين أيدينا ونظم الطوارى للشيخ ببهاونظم ثالث لحبيب الله البهني في نفس السياق.
جزى الله الشيخ الدكتور محمد المختار بن اباه بأحسن جزائه على طباعة ونشر هذا الكتاب القيم ، كما أشكر أخى وخليلي الدكتور بباه بن امين على اهتمامه بالتأليف والنشر فالإنتاج الثقافي صار في حكم النادر بعد أن كان صفة كاشفة في الحي.