وصلت بريد الموقع ليلة البارحة رسالة تضمنت تأبينا جيد السبك والحبك صادق العاطفة ، كتبه الأستاذ عبدالله بن الهادى وبعث به إلى أسرة الفقيد غب وفاته، وهذا نص الرسالة:
بسم الله الرحمن الرحيم وصلى الله على نبيه الكريم
ذي الخلق العظيم والنور التميم، والصراط المستقيم، وعلى آله الطيبين الطاهرين، مصابيح الظلام، وقدوة الأنام، وصحابته الغر الميامين، المحجلين المقتدين، بالهدى منه أسنى تسليم وتكريم.
الحمد لله رب العالمين الذي أنعم بالخلق، والرزق واللطف والرفق ،وحلى قلوب أوليائه بأنوار التوجه والصدق، فأورثهم من جحيمه بنصيب العتق، وأوقر في صدورهم أنوار اليقين، وحلى صدورهم ببالغ السر الدفين، فنتج شكل القلوب السليمة، والصدور الحليمة، والنفوس اللوامة والمليمة، فأنذر وبشر، ووعد وبر، ووفى وصدق
وبعد
فلقد علمنا ببالغ الأسى والحزن، بأفول بدر من بدور العلم والفهم، والكرم والصدق والحلم،وانهيار ركن ركين من أركان الدين الحنيف، وقد كان ذا مجد منيف، وقدر ومرتبة في أسمى الشفوف، ونحمد الله أن من بكم، فكنتم الخلفاء من بعده تزينون عقد دره النظيم، وتنيرون دياجير الظلام، وتخلدون مجدا قديما، وعزا قويما، فلا زال ذلك السر ساريا غاديا ورائحا، وأبقاكم الله ذخرا، للمسلمين وثملا للمسنتين المرملين.
ولقد كان للكلمة محلها الذي لا تلام عليه الأقدام والأقلام فنرجوا منكم القبول والصفح عن العثرات والزلات فشيمة الكمل الإغضاء والنصف.
ونتمثل بهذه الأبيات لعل مضمونها يفي ببعض ما في خلجات النفوس وخطرات الصدور: قال الشاعر:
فأنت امرؤ من أهل بيت ذؤابة *** لهم قدم معروفة ومفاخر
وقول الآخر:
أنا ابن أناس موَّلَ الناس جـــودهم *** فأضـــحى حديثا بالنوال المشهر
فلم يخل من تأبيــــنهم لفظ مخير *** ولم يخل من تقريظهم بطن دفتر
وقول آخر:
وترى الكريم كشمعة من عنبر *** ضاعت فإن طفئت تضوع نشرها
وقول آخر:
وكنا على بين ففرق شملنا *** فأعقبه البين الذي شتت الشملا
فيا عجبا ضدان واللفظ واحد *** فللــــه لفــــظ ما أمــــر ومـا أحلى
وقول آخر:
اصبر نك بك صابرين فإنما *** صبر الرعية عند صبر الراس
خير من العباس أجرك بعده *** والله خير منـــــك للعباس
وقول آخر:
إنى اعزيك لا أنى على طمع *** من البـــقاء ولكــــــن سنة الدين
فما المُعَزى بباق بعــد صاحبه *** ولا المُعَزى وإن عاشا على حين
وإليكم نص المحاولة:
لقــــد قضــــى بعـــاشر المحرم *** نجم الهــــــــدى مجتـــنب المحرم
بعــــام تســــع وثلاثـــــين خلت *** من بعـــــد أربــــــع مئـــين قد تلت
ألفـــا بهـــجرة النــــــبي الهادى *** سيـــد كـــل حـــاضـــــــر وبـــادى
صلى عليه الله مع صحب كرام *** وآلــــــــه وعـــتـــرة ذوى احـــــترام
أحــــمد ســالم حفــيد الــداه *** حفـــيد أحــــمد الكــــــــريم الداهي
العالم القاضـــــى الأريب الماجد *** سلالـــة العـــاقل ذي المــــــحامد
المخـــبــــت المــــــسالم الأواه *** الأريـــحـــي الـــزاهـــــــد عبدالله
الصـــادق الصـــابر والمســـتغفر *** لـــربــــه كــــل نــداء ســـــــــحر
المدمــــن الصـــوم مع الصلــاة *** والبــــر للأرحــــــام والـــــــــصلات
وباركــــا إلهــــنا فــي الخــــلف *** واجعـلــــهم مثل هــــداة السلف
ولتعطـــهم نيــل المنى والأمن *** والنصـــــر والســـــــداد ثم اليمن
ولترحمــا إلــــهنا مــــن سلفا *** برحـــمــــة تخـــــــلف بـــــرا ووفا
أدخلــــــهم فـــــرادس الجنان *** مع صحابة النـــبـــي العـــــــدنان
وتابعـــــيهم ومن أســــلم من *** بــــعد فـــــإنــك بفــــــضلك تمن
وارزق لـــــنا حلاوة الإيــــــمان *** سلامـــة القــــــلب مـــع الأمان
وصلــــيا وسلــــــما عـــدد ما *** خلقت في أرضك ثم في السما
على النبي الحاشـــــر المدثر *** العاقـــب الــــنور ثـــمال الـكوثر