مُحمّدُ فالُ غادرنا جِهارا
إلى مولاهُ تارِكَنا حَيارى
فصارَ سَنَا النهارِ غَداةَ ولّى
ظلامًا، والسّما لَبِسَتْ غُبارا
وظل الهمُّ يعبثُ في حِمانا
وباتَ الحزنُ يَعْتَصِرُ اعْتِصارا
فإِنْ جَزِعَتْ بنُو عُمَرٍ عليهِ
فقدْ رُزِئتْ بنُو عُمَرٍ مَنارا
له في المَكْرُماتِ طويلُ باعٍ
وفي الخُلُقِ الأصيلِ فلا يُجارى
كريمٌ، في شؤونِ القوْمِ يَسْعى
ويحْمِي إنْ دَعا الدّاعي الذِّمارا
مآثِرُ فيهِ منْ أبّا تَجلّتْ
وزَيّاد تعاهدَها شِعارا
أفاضَ عليه طِفْلاً جارُ طَهَ
عُلومًا والطريقَ له أنارا
إمامٌ في المديحِ، بحُبِّ طَهَ
وحُبِّ الآلِ يُعْرَفُ، لا يُبارى
أريبٌ حاذقٌ نَبِهٌ تقيٌّ
يَحوزُ مهابةً تعْلو وَقارا
لَئِنْ كُنّا نَدِينُ بُكاءَ فَقْدٍ
فهذا حيّنا أضحى قِفارا
ولكنّا قَضاءَ اللهِ نَرْضَى
ونشكره فقدْ أبقى ثِمارا
لقَدْ ترك الفقيدُ لنا خِصالاً
لها دَحْمانُ يسلكُها مَسارا
على قبرِ الفقيدِ دَوامُ رُحْمَى
تَسُحُّ وتنْهَمي سُحبًا غِزارا
بجاه المصطفى صلّى عليه
دوامًا ربّنا أَبَدًا مِرارا