تلقينا ببالغ الحزن والأسى نبأ نعي الشيخ محمدن بن المحفوظ بن أبوبي ، فجر يوم الجمعة الموافق الحادي عشر من رمضان 1442، فإنا لله وإنا إليه راجعون.
ولد الفقيد سنة 1953م، وتلقى تعليمه المحظري والنظامي في قرية ابير التورس، وتخرج مطلع الثمانينيات من المدرسة الوطنية لتكوين الأساتذة، ثم عمل أستاذاً لمادتي التاريخ والجغرافيا والتربية الإسلامية، في ثانويتي روصو والميناء فأشادت إداراتهما بأدائه ورضي طلابهما عن منهجيته وإتقانه للمحتوى الذي يدرسه، ثم اشتغل بعد ذلك مديراً للدروس ومديراً عاما في عدة مؤسسات تعليمية في كل من ازويرات وودان وعرفات، وحمدت في الكل سيرته، وأشاد كل من عرفه بتفانيه وإخلاصه في العمل، وشدة اطلاعه ودماثة أخلاقه، وسعة علاقاته.
من ناحية أخرى، فقد عرف الفقيد بحسن سمته ولين عريكته وقد استطاع أن يسع الجميع بأخلاقه، حتى حسب كل من يعرفه أنه يخصه بذلك دون غيره، وموازاة مع التدريس ألف الشيخ محمدن بن المحفوظ عدة تآليف منها تحقيقه لكتاب الشيخ محمد اليدالي “شيَّم الزوايا”، الذي أعده كمشروع تخرج من المدرسة الوطنية لتكوين الأساتذة، كما كان مهتما بمجال الأنساب حيث ألف كتابا حافلا جمع فيه أنساب آل محنض اعديج وأهل المختار أكد عثمان، كما عمل مؤخراً على تحديث جزء عقود الجمان المتعلق بمجموعته.
صام الفقيد ما مضى من شهر رمضان، وقام آخر ليلة له في الدنيا، وقد كان صواما قواما حريصا على أداء الصلاة في الجماعة مسالما خلوقا بشوشا، يدفع السيئة بالحسنة، ويحمل الكَلَّ ويعين على نوائب الدهر، وقد صعدت روحه إلى بارئها فجر يوم العروبة ووري جثمانه الثرى في مقبرة ابير التورس ، جعل الله ضريحه روضة من رياض الجنة و تقبل منه صالح العمل وأسكنه فسيح جناته.
تنتهز أسرة موقع أخبار إنيفرار هذه الفرصة لتقدم تعازيها القلبية الصادقة إلى عموم أهل إكيد، ومجموعة بني محنض إعديج، كما تعزي على وجه الخصوص أسر: أهل محمدن بن المحفوظ، و أهل محمذن السالم، وأهل محمد الديوان ، وأهل أحمدُّزين بن أسامة وأهل أحمد سالم بن بابّا وأهل مامون بن اسلامَ، سائلة المولى عزَّ وجل أن يربط على قلوبهم ويثيبهم أجر الصبر ويرزقهم حلاوة التسليم وإنا لله وإنا إليه راجعون.