لله ما أخذ وله ما أعطى ، وكل شيء عنده إلى أجل مسمى ، إنَّ العين لتدمع وإن القلب ليخشع وإنا على فراقكِ ياديدَّه لمحزونون ولكن لا نقول إلا ما يرضي الربَّ جلَّ جلالُه .
{ إِنَّا للَّه وإِنَّا إِليْهِ رَاجِعُونَ }
أذكّركم – و أنتم تعرفون – بقول الشافعي :
إني مُعزيكَ لا أنّي على ثقةٍ
من الخلود ولكنْ سُنّةُ الدِّيـــنِ
فلا المُعزَّى بباقٍ بَعْدَ ميتِه
ولا المُعزِّي ولوْ عَاشَا إلَى حِينِ
وقول شيخي محمدن ولد محمد عبد الله ولد الواثق في شيخه :
لوْ كانَ يُفدَى مِن مَنِيته فَتًى
نالَ الفِـــدا بالمَال والأبْــــدانِ
لكنَّنَا نَرْضَى بمَا المَوْلَى قَضَى
فرضُ القَضَا حَتْمٌ عَلَى الإنسانِ
عظيم حقيقة هو فقد أي شخص غالٍ أحرى أن يكون أماً ، لكن لا بقاءَ في هذه الدنيا ، وكما وصفها الأعرابي لمعاوية ابن أبي سفيان ” رخاء بعد شدة وشدة بعد رخاء يولد مولود ويهلك هالكٌ ” وهو ما يعرف عند أهل التصوف بتعاقب ” المنح والمحن” .
ولنا جميعًا في منام رسول الله صلى الله عليه وسلّم خيرُ عزاء ..
أذكّركم – كما تعلمون – بقصة موت العباس رضي الله عنه وحزن ولده عبدالله عليه حتى أحجم الناس عن تعزيته فجاء أعرابي بعد شهر فسأل عنه ، فقيل له ما تريد ؟ فقال أعزيه ، فلما رآه قال : السلام عليك يا أبا الفضل فردّ عليه ، فأنشد :
اصبِرْ نَكُنْ بِكَ صَابِرينَ فإنَّما
صَبْرُ الرّعيةِ عنْدَ صَبْر الرّاسِ
خَيْرٌ مِن العَبّاسِ صَـبرُك بَعْدَه
واللهُ خَــيْــرٌ منْك للـــعــَبـاسِ
رحم الله المرأة الفاضلة ديدَّه بنت ببّها برحمته التي وسِعت كلَّ شيء ، وأدخلها فسيح جناته إنّه ولي ذلك والقادر عليه .
عــزاؤنا لكم .
تحياتي