كان المتنبي عالما باللغة حافظا للشعر، وقد قيل إن أبا علي القالي سأله يوما كم لنا من الجموع على وزن فِعلى؟ فأجابه بديهة حجلى ( جمع حجل) و ظربى (جمع ظربان حيوان قصير القوائم)، قال أبو علي فسهرت ثلاث ليال و أنا أقلب كتبى ودفاترى فلم أعثر على ثالث لهما. وقد جاء في كتاب الوسيط أن الشيخ اجْدود بن اكتوشن العلوي استدرك جمعا ثالثا على جموع المتنبى هو معزى ، وما لفت انتباهي في بيت ول اكتوشن ليس العثور على اللفظ – فالشناقطة متقنون لعلوم اللغة العربية- بل أمانته العلمية النادرة حين عزا المعلومة لكتاب الدمَامينى المعروف. فقال :
وثالث اللفظين لفظ يعزى *** إلى الدماميني وهو معزى
وتكثر الثلاثيات في الثقافة الإسلامية؛ ومن أمثلة ذلك ثلاثيات البخاري المشهورة؛ وهي اثنان وعشرون حديثا ليس بينه وبين النبي صلى الله عليه وسلم فيها إلا ثلاثة رجال، وللإمام أحمد أيضا ثلاثيات وكذلك الدارمي والطبراني وعبد بن حميد … وللفقهاء مثلثات في الحج منها أن أنواع الإحرام ثلاثة: إفراد وقران وتمتع، وأنواع الطواف ثلاثة: قدوم وإفاضة ووداع، وأن الخطب فيه ثلاث وكذلك الاغتسالات… وقد جمعها الشيخ ميارة في قوله:
مثلثات الحج فيــما أذكروا *** غسل طواف خطبة تستحضروا
رمي وإسراع مبيت بمنى *** دم وإحــــرام ظــــــفرت بالمنى
ومن تثليث النحاة قولهم إن الكلمة اسم أو فعل أو حرف، وأن الاسم إما متمكن أمكن وهو التام الإعراب، وإما متمكن غير أمكن وهو الممنوع من الصرف، وإما غير متمكن ولا أمكن وهو المبني، وأن النوع الأول لا يخلو من إحدى ثلاث: التنوين والإضافة والتعريف بالألف واللام، ولعلماء اللغة مثلثات من أشهرها مثلث قطرب ومثلث ابن مالك، وثلاثيات الأفعال له أيضا، وذكر أهل السير والأنساب أن العواتك ثلاث، وأن لعمر بن الخطاب ثلاثة بنين كلهم اسمه عبد الرحمن، فكانوا يميزون بينهم بالأكبر والأوسط والأصغر، وهو الاصطلاح الذي درج عليه النحاة للتفريق بين الأخافش الثلاثة، أمَّا المحدثون فقد أطلقوا الكبير والمتوسط والصغير على معاجم الطبراني الثلاثة للتفريق بينها، وكذلك فعل فقهاء المالكية في التمييز بين شروح بهرام على المختصر…
فإن الحق مقطعه ثلاث *** يمين أو نفار أو جلاء
تعطى ثقافة مجتمع “البيظان” أهمية بالغة لما يسمى ب ” الثلاثيات” تجلت في أكثر من مجال فالأعياد وأيام الضيافة ثلاثة، و الأثافي والوجبات اليومية ثلاث، و كذلك جيمات الشاي و عدة إدارة كؤوسه، و طرق “الهول ” و شواهد ” الكَرسْ” ورحلات الشرع، و ضربات الرحيل …
ضربوا الطبل للرحيل ثلاثا *** و استمروا يقوضون الأثاثا
ثم شدوا رحالهم فــوق بزل *** من بنات الجديل لسن غراثا
قدَمـوا الخيل و العتاق تليها *** صوب تنواكديل تهوي حثاثا
فإذا ضـل أو تخــلف ركب*** ضربوا الطبل عند ذاك ثلاثا
و قد تناول الشيخ أحمدُّ بن احبيب رحمه الله خصائص العدد ثلاثة في كتابه المرقوم الموسوم بكتب الأعداد، كما اعتنى أيضا بموضوع الثلاثيات كل من الفكاهي البميجى المختار بن ألجد بن انديه و الظريف الأبهمي انداه بن محمد الحص رحمة الله عليهما ، حيث وظفاها في نقد المسلكيات الاجتماعية المستهجنة، و منهجيتهما قائمة على إدراج النكتة في المسألة الثالثة ، وتكون البواقي بمثابة التقديم لها.
وقد استوقفتني ثلاثية أشار إليها الكاتب المبدع بدَّاح بن محفوظ رحمه الله في مقال بديع يستشرف فيه- بأسلوبه المتهكم الساخر- مستقبل السياسة والحكم في موريتانيا منتصف القرن الواحد و العشرين حيث قال إن كل شيء فيها سيكون قد تغير ما عدا ثلاثة أشياء: هي المادة 11 من قانون المطبوعات الموريتاني، ومدير ديوان رئيس الدولة، وفيدرالي الحزب الجمهوري في إحدى ولايات الوطن.
ويكثر استخدام أسلوب “الثلاثيات” في جمع النظائر واللطائف النادرة، و قد سجلت خلال عملي في عدة مناطق من الوطن شيئا يسيرا من ذلك ؛ فمنه على سبيل المثال لا الحصر أنني حللت ضيفا – سنة 2010-على الرجل الشهم محمدُّ بن اظمين في قرية “المَدُّوبْ” الواقعة في سفح الجبل المعروف ب “اڮـْـليـْـبْ إنيميش” وهو أحد المواقع السياحية المعروفة في ولاية الحوض الغربي ، وقد زاده شهرة إطلاق اسمه على أحد أعذب الأشرطة التي أنتجها الثنائي الشهير “سدوم وديم” في الثمانينات. و خلال ذلك السمر الشيق ناقشنا أسباب اختلاف نطق حرف الجيم ، و كان من بين الحاضرين من يتعصب للجيم الشديدة و يؤكد على فصاحتها ويستشهد على ذلك بأنها تستخدم كثيرا في الخطاب العادي فقاطعه مضيفنا قائلا: أما سمعت مقولة السيد حمَّ بن اعبيدنَ الشهيرة إن الجيم الشديدة لم ترد في الحسانية إلا في ثلاث كلمات وكلها مذمومة وهي “اچَّفْ وچَّــنـْـكَ و اچَّنـْـڮُورْ” .. فضحك الجمع و انفض الساهرون و بدأنا نخلد للنوم.
كانت ليلة “المَدُّوبْ” مقمرة وقد زينت فيها السماء الدنيا بمصابيح كثيرة، وكنت غارقا في تأمل تلك النجوم الهاوية الهادية في نفس الوقت ، وفجأة قطع تفكيري كلام السيد ميلود بن يغلَ وهو شيخ كبير يقيم في “المَدُّوبْ” منذ نعومة أظفاره، يعمل على تنمية حرثه وماشيته. قال لي ميلود يا بني لقد ارتحت لرؤيتك و تمنيت أن أقدم إليك هدية من الزرع والضرع و حال المَحْلُ والسنة الشهباء دون ذلك، لكنى قررت أن أتحفك بثلاث حكم تفيدك في حياتك فأنت شاب لم تر من الدنيا مثلما رأيت. فنهضت وجلست بجانبه و قلت له لا عليك يا شيخ فو الله لَحِكمك أحب إلي من حمر النعم. فأخذ بخنصر يدي اليمنى وقال: (..اعلم يا بني أن هنالك ثلاثة أمور مشينة يمكن للإنسان سترها من خلال ثلاثة أفعال بسيطة: فالجهل يمكن ستره بالصمت، والنسب الوضيع يستر بالحدَّ من النزاعات و الفتن ، والفقر ستره يكمن في قلة الدائنين.
واعلم كذلك أن ثلاثة لا تحيى إلا بثلاثة: فالعلم حياته بالعمل به و حياة الحديث في صدق القول وحياة القرابة بالمنفعة بين الأقارب.
وثلاثة آفتها في ثلاثة فالأنثى في “الخِفَّ” (كثرة التحرك) وآفة الدقيق “السَّفِّ” (تكرار التذوق) و آفة المراهق “الڮـُفَّ” (اللمة).) ثم ودعني وانصرف وبت ليلتي أفكر في حكم ميلود النادرة التي لو جمعت كلها لصار حكيم المدوب هو ثالث الحكيمين الشهيرين لقمان وابن عطاء الله السكندري .
يَلاَّلِ مَـــبْعَدْ عَادْ قورْ *** وَ اللَّباَتْ أشَعْبَانَ
مِنْ عَظْمْ النُّورْ أبَيْبُّورْ *** وكْـدَيَّاتْ أرْدُبَّانَ
و زرت مرة السيد ديدِ العمدة السابق لبلدية “ارظيظيع” و قاضى جماعة أ ولاد إعل ، وكان ينظر في دعوى لقوم في فرسٍ و بعدما استفسر الشهود، التفت إلي وقال إن الشهادة على الخيل صعبة لتغير لونها في بداية عمرها، كما أخبرني أيضا أن عتاق الخيل في أرضنا تعرف بطول ثلاث وقصر ثلاثة : طول “الرڮبة” االعنق و”السَّفافَ” العذار و”التمغيليت” و هي الذيل، و قصر االظهر والرسغ والأذن. وقد وجدت بعد ذلك أنها جمعت في ثلاثية عامية ( إلاَ اطْوَالُ اثلاثَ و اكْصَارُ أثلاثَ مَرِّتْ وَرَّاثَ)
تســـــائلنى بنو جشم بن بكر *** أغــــراء العرادة أم بـهيمُ
هي الفرس التي كرت عليهم *** عليها الشيخ كالأسد الكليمُ
كميتٌ غـــير محلفة ولـكن *** كلون الصِّرف عُلَّ به الأديم
توالى من قـــوائمها ثـــلاث *** بتــــحجــــيل وقائــمة بهيم
وكنت بعد ذلك ببرهة في مهمة تتعلق بالعمل في نواحي بلدية “مَالْ” مع السيد أحمد بن سيد أوبك الكنتي في قرية ” ابلخطاير” و أتحفني بمسألة غريبة حدثت له في شبابه، وهي أنه اشترى تبيعا مع شريك له بهدف ذبحه ، وكلف صديقه بالإشراف على تقسيم اللحم، لكنه فوجئ جدا بقلة الكمية التي أرسلت إليه، فهبَّ غضبانا متسرعًا، يريد أن يستفسر زميله عن فعلته، فمرَّ في طريقه بشيخ يعمل في كيره ،فأمسك الأخير ثوبه وقال له ، لعلك يا أحمد لم تسمع المقولة الشهيرة التي تؤكد أن شركة الكريمين محمودة ، وشركة الكريم والبخيل تفضي إلى الغبن و شركة البخيلين قد تؤدى إلى ما لا تحمد عقباه. (إلا اشْتَرْكُ جِيْدَيْنْ احْلُوَّ وِابْنِينَ ، وِلاَ اشترَكْ جِيِّدْ وِاحْرِيصْ خِلْڮتْ لِغْبِينَ وِ الاَ اشْتَرْكُ احْرِيصَيْنْ انْكْفَاتْ السَّفِينَ)
فراحوا فريق في الإسار و مثله *** قتيل و مثل لاذ بالبحر هاربه
و جاء في كتاب “الموسويين المتأيد” أن القاضى محمد موسى بن احميّد رحمه الله أوصى بنيه عند وفاته بثلاث مسائل: أولها أن لا يتتلمذوا على الأشياخ و الثانية أن لا ينخرطوا في سلك “ڮُــومْيَاتْ” المعروف و الثالثة أن لا يستعملوا ذات الدخان ” امانيج” ومن الطريف أنه قال لهم إن كان و لابد من انتهاك النهي فالثالثة أخف عندي من الثانية والثانية أخف من الأولى.
امْنَينْ انتـَّــمْ اعْڮـَابْ اللَّيلْ *** إِجـِــينِ سَــقْمْ إفذَ أنَوَالْ
وَيْلْ اجْمَلْ تَحْتِ وَللَّ وَيْلْ *** صَيْدَحْ وَللَّ وَيْلْ أزُزَالْ
و حدثني صديقي الشيخ سيدأحمد البكاي بن آدبَّ رحمه الله أن العلامة الشاعر محمد بن الطلب ، كان يقطع المنطقة المعروفة بتيرس في ليلة كاملة؛ يختم فيها القرآن الكريم وهو ما يعنى أن الثلاثة متساوية : طول منطقة تيرس وتوقيت الختمة وطول الليلة.
سرى يخبط الظلماء من بطن تيريسٍ *** إليَّ لدى ابْرَيْبِيرَ لم يتعرج
وقد روينا عن العلامة لمرابط محمد سالم بن عدود رحمه الله أن اللهجة البربرية تتميز بثلاث صفات نادرة هي : (أن الناطقين بها من الزوايا يعدون من عليتهم، و أنها إذا سمعها الخائف أمِنَ، كما أنها لا تشتمل على كلمة فحش ) و لعل ذلك هو السبب في أن خطاب الصغير للكبير لا يتم عُرفيا إلا بها .
و لولا ثلاث هن من عيشة الفتى *** وجدك لم أحفل متى قام عودى
فمنهن سبقى العـــاذلات بشربة *** كميت متى ما تعـــل بالماء تزبد
وكرى إذا نـــاد المضاف محنبا *** كـــسيد الغـــضا نبه،ته المتورد
وتقصيرُ يوم الدَّجن والدجن معجب *** ببهــكنة تحت الخباء المعمد
أما استخدام أهل إيڮيد للثلاثيات في جمع النظائر فشائع ذائع ، فقد روى الشيخ سيدأحمد بن اسمه في كتابه ذات ألواح ودسر أن الشيخ الفالل بن باب أحمد قال: إنه تعلم العلم لثلاثة أمور أولها ليكون عالما و ثانيها ليصاهر الشيخ أحمد أڮذ المختار و ثالثها لله، و أحمد أڮذ المختار الألفغي هو جد فخذ أولاد حبين . وهذا الشيخ هو أول من عرف تاريخ وفاته في منطقة الڮبلة، وكان ذلك سنة 1040 هجرية وقبره عند اند صج.
و قد سجلت شخصيا في هذا الباب ثلاثية استوقفتني وهي عبارة عن ثلاث كليات نادرة الوقوع حدثت في منطقة إيكيد أولها قول الشيخ باب أحمد بن يعقبنلل رحمه الله لصاحبيه في محنة سيد ابراهيم العروسي ( كل ما يخطه القلم فأنا أتولاه عنكم) والثانية جواب الشيخ الكوري بن سيد الفالل لرئيس انڮادس لما جاءه مستشفعا في بقر مغصوب (إن الزوايا كلهم عيالي) والثالثة قول الشيخ أحمد بن محمد العاقل لتلميذه محمد النابغة الغلاوي لما أخبره أنه قدم من بعيد للدرس (مَشَّ) وهي كلمة تعنى قدرته على تدريس كل فن يريده، والقصص الثلاث مبسوطة في شيم الزوايا و كرامات أولياء تشمش والوسيط …
وكان الإيڮيديون يستدلون على عدم تبحر الضيف في علوم الفقه من خلال الأمور الثلاثة التالية: إذا ما استقبل أو استدبر القبلة وقت قضاء الحاجة، أو أسمع في صلاته وهو فذ أو أطال الجلسة الوسطى.
ولم نزل نسمع الحكماء ينهون عن تنازع ثلاث: (“نِوَاشْتْ لحِوارْ و نِوَاشِتْ ارْشَ و نِوَاشِتْ اشْيَاخَ )
ومن الطريف أن الناقد الظريف أحمدُّ بن سيد سالم رحمه الله كان يعجب بثلاثة و يقول إنه لم يبلغ أحد مبلغهم وهم إمام اللغة مجد الدين الفيروز أبادي صاحب القاموس، والعلامة اللغوي أبو محمد الحريري صاحب المقامات والفنان القدير محمد عبد الرحمان بن انڮذي صاحب الحنجرة الذهبية.
ثلاث خصال ليس فيهن من مثل *** لعيش و أعنى عيش بنتُ محمد إعل
ملاحة وجــه فى ملاحـــــة مبسم *** تســــليك عن لــيلى وهند وعن جمل
و حـــسن غناء ما لـــــــعزة مثله *** وليس لإســحاق المغــنى ولا الفــضل
وضرب يد لم تسمع الأذن مثله *** لموقـــعه في الـقلب يذهــــب بالعــــقل
و روينا عن الأديب الشاعر لمرابط بن ديَّاه ، عن قريبة له تدعى مريم ، أنها كانت تتعالج من علة على يد الشيخ الطبيب محمد يحظيه بن أوفى رحمه الله فقال لها مرة:(… لتعلمي يا مريم إن يدي إن لم تكن شافية فذلك منى شخصيا وليس منها، وذلك لأننى كتبت بها ستين حزبا، و لمست بها الحجر الأسود و غسَّلتُ بها العلامة محمد سالم بن ألمَّا)
و مما سمعناه أيضا من مرويات الثلاثيات أن الشيخ سهل بن بتَّا اليدالي رحمه الله كان يعرض بقرة للبيع وقد لاحظ عليها ثلاثة عيوب فمولودها ذكر و لبنها قليل وليست ذلولا، فأتاه مشترٍ وتفاوضا في السعر و بعدما اتفقا على الثمن أراد سهل أن يطلع المشتري على عيوب البقرة انطلاقا من قول خليل (…ووجب تبيين ما يكره) ، فقال له سل عن ما بدا لك من أمر البقرة فلن أكتمك : فقال المشترى ما جنس ولدها؟ قال: عجل لكنك تعلم أن العجل أعجل نفعا من العجلة، فقال المشترى صدقت فهل هي حافل؟ قال سهل لا بل لبنها قليل ومن المسلم عند أهل البقر أن الحافل هي أول ما يتأثر بالمَحْلِ، قال المشترى صدقت فهل هي ذلول؟ قال سهل لا بل قد تنطح من يقترب منها ، و ذلك بإذن الله هو ما يمنع الأبقار من استضعافها و أكل طعامها. فساق المشترى بقرته على علاتها بعد ما حولها سهل بفطنته إلى صفات حميدة.
امْشَ يَامِسْ مَا عـَظَّمْناَهْ*** اعْـــلَ الله الـــحَمْدُ للهْ
واليَومْ أرَ يَامِسْ شـِـفْناَه*** و الدَّهْرْ الاَّ ذَ كِيفُ تَامْ
ذوكْ الصُّبحْ اشْكيفُ شُرَاهْ*** و أجنابُ ذوكْ اشْفيهُمْ لاَمْ
أحَدْ اليـُـوم أُهَذا مَحْتومْ*** فالدَّهْرْ إلَى رَدْ التِّخْمَامْ
الدَّهْرْ الَّا يَامِسْ وِاليُومْ*** وِالصُّبْحْ الدَّهْرْ أثلِتْ أيَّامْ