“كذا فليَجلَّ الخطبُ وليَفدحِ الأمرُ فليسَ لعين لم يفضْ ماؤها عذرُ
توفيتِ الآمالُ بعدَ محمد وأصبحَ في شُغْلٍ عنِ السَّفَرِ السَّفْرُ…”
أحيانا أجد قلمي عاجزا عن التعبير أمام هول الصدمة ولكن في حالتي هذه لن أحتاج إلإ إلى سرد بعض ما قيل في الدكتور محمد محمد صالح وأبيه من قبله فمحمد رحمه الله تعالى كان -كما النن- “يطلب المجد حتى لم يدع من فنونه اليوم فنا…”.
“إنَّ في ذِي البِلاد من تَتَمنَّى ** فاسْتقَر الحَشـــا به واطْمأنَّا
سَيِّد أيِّــــــــــــــدٌ جَواد إذا ما ** دام مَحْل يُــــــــغادِر الحُر قِنَّا
عُودُه للصَّديق ألْــــــــــينُ عُود ** وإذا مَــــــسَّه العَدُو اقْسَأنَّا
وإذا جَارُه يَخاف مَخُوفــــــــــــا ** كان مِنْ دُون مَا يَخَافُ مِجَنَّا
وترى النَّنَّ يَطلب المجدَ حتى ** لم يدَعْ من فُنونه اليوم فنَّا”
“وتعرف فيه من أبيه شمائلا ومن خاله ومن “بزيد” ومن حجر…”
فلقد كان رحمه الله “كريم السجايا” “إذا قيل من فتى خال أنه عني فلم يكسل ولم يتبلد…”
“رويدك إن النن فيها وكم فتى == به شرفت أرض وراق جمالها
كريم السجايا فيه أنشد من مضى == وما فضل الأرجاء الا رجالها”
ولقد كفاني المؤونة -وماهي بأول أفضاله علينا- خالي وابن عمتي قاضي القضاة محمد عبد الله ولد محمد موسى (اباه علما) بقوله في النن وكأنه يصف محمدا رحم الله الجميع :
“وهذا قليل من سخاء محمد::فتى صالح دنيا وطبعا موافق”
وهي من قطعة وقفت عليها -مع أخريات- قبل سنوات في أحد المواقع الالكترونية وها أنا أتعزى بها الآن :
ألا إن طبع “النن” طبع موافق*** يليق بكل الناس في الحسن رائق
ومجلسه عذب وحلو مزاره ***وفي وجهه يلفي البشارة رامق
ولست ترى من دون لقياه حاجبا ***وليس يرى من دون جدواه عائق
لدى بابه تُلفى العفاة وقاطن*** وتُلفى ضعاف والضيوف الطوارق
ويصلح بين الناس فيما ينوبهم***وهو لدى الإصلاح بالبذل سابق
وليس يُسامى في السخاء لأنه***له قائد نحو السخاء وسائق
وهذا قليل من سخاء محمد***فتى صالح دنيا وطبعا موافق
ولقد شابه الرجل أباه -حد التطابق – وما ظلم :
“رويدك إن النن فيها وكم فتى == به شرفت أرض وراق جمالها
كريم السجايا فيه أنشد من مضى == وما فضل الأرجاء الا رجالها”
رحمك الله “لئن حسنت فيك المراثي وذكرها لقد حسنت من قبلك فيك المدائح…”
“ثَوَى في الثَّرَى مَنْ كانَ يَحيا به الثَّرَى ويغمرُ صرفَ الدهرِ نائلُهُ الغمرُ
عليك سَلامُ اللهِ وَقْفاً فإنَّني رَأيتُ الكريمَ الحُرَّ ليسَ له عُمْرُ
مضى طاهر الأثواب لم تبق روضة غداة ثوى إلا اشتهت أنها قبر…”
نسأل الله سبحانه وتعالى أن يتقبله في عليين مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا… وأنا إذ أعزي أهلنا جميعا بل وأعزي كل أهل الفضل في مشارق الأرض ومغاربها فإنني أخص بالتعزية خالي العلامة الدكتور محمد بن أحمد مسكة حفظه الله تعالى ومتعنا به زمنا طويلا… كذلك أعزي الوالدة الكريمة أدام الله بقاءها ومتعها بالصحة والعافية بصفة خاصة ، وإنا لله وإنا إليه راجعون.
يَا رَبِّ تَرْحَمْ وُتْسَامِحْ **عَبْدَكْ مُحَمَّل لِنَّنَّ
مُحَمَّدْ مُحَمَّدْ صَالِحْ **وُتْوَاسِي مَثْوَاهِ الْجَنَّة
آمين…
محمد أبو المعالي محمد سيد أحمد الباركي