قديما سئل أحد الحكماء عن أحسن طريقة يمكن للمرء أن يعيش بها حياته فأجاب : ما عليه إلا أن يتصور مايريد أن يقال عنه يوم مماته ويعملَ من أجله.
تحضرني هذه المقولة اليوم و نحن نودع الدكتور محمد بن محمد صالح رحمه الله. لقد كان الفقيد رجلا من طينة خاصة سطر عمره بأحرف من ذهب. فكان الطبيبَ المداويَ و الأبَ الناصحَ و القدوة الحسنة. تربى في بيت عز و كرم فحمل المشعل وسار على الدرب.
كنت أزوره في عيادة الصداقة و أنا حينها طفل يافع فيتلقاني بالبشر و انصرف عنه وقد ذهب الداء من دون دواء.
كان آخر عهد لي به حين زرته في مدينة مرسيليا حيث كان يتلقى العلاج فتذكرت مقولة الشيخ المختار بن حامدن في مقامته الأطارية:
* فيارب يوم لك منهن صالح * ولا سيما يوم عند محمد صالح *
فكان ما كان مما لست أذكره=فظن خيرا ولا تسأل عن الخبر
و أخيرا أقول ما قال محمد ولد هدار في مرثيته لامحمد بن الطلبة :
يعمل ذاك إل يفعل كان * إراه امحمد كْدامُ
رحمه الله و أسكنه فسيح جناته و الهمنا و ذويه الصبر و السلوان