الرئيسية / أدب المراثي / الأديب أحمد سالم بن محمدن (سلام) في رثاء الفقيد الشيخ بُننّ بن الشّيخ الطّالب بُويَ رحمهم الله

الأديب أحمد سالم بن محمدن (سلام) في رثاء الفقيد الشيخ بُننّ بن الشّيخ الطّالب بُويَ رحمهم الله

الحمد لله ربّ العالمين والصّلاة والسّلام على أشرف المرسلين وآله وصحبه والتّابعين وبعدُ فهذه مرثيّة كنت قد شاركت بها يوم أمس في مجلس العزاء بحضرة النّمجاط المحروسة بمناسبة رحيل الخليفة العام لأسرة الشّرفاء أهل الشّيخ سعد أبيه: الشيخ بُننّ بن الشّيخ الطّالب بُويَ بن الشّيخ سعدأبيه رحمهم الله :

خطبٌ ألمَّ وايُّ خطبٍ مُــــــؤْلمُ *** كادتْ ضُحًى منهُ تلُوحُ الأنْجُمُ

خطـــبٌ به دُنـــــيا الوُجوهِ كأنَّها *** والشّمسُ طالعةٌ قَـــتامٌ مُظلِمُ

اليومَ غــــابَ إمامُنا وهُمـــامُــنا *** وشــريفُنا وعرِيفُـــنا المُتَـقدِّمُ

الشّيخُ والفردُ الخلِيفــــةُ مَن سما ***قدْرًا فلا وصفٌ يَفِي أوْ مَيْسِمُ

علمُ الْهُداةِ بُــنَــنَّ مَنْ كُلُّ الورى *** مِن سَمْــتِــهِ وبهـــدْيه يتعلَّــمُ

وبِوجهه شمْسُ المَعارفِ أشْرقتْ *** وبِبَــــذلِ راحته يفُوز المُعدمُ

وبنظْــرةٍ منهُ تُنـــــالُ مواهبٌ *** وبِنور فطْــــنَتـه يَبــيـــنُ المُبهَمُ

ولِسانه تُـشْفى الصُّدورُ بنُطقهِ *** وبشرْحهِ صلْـــــدُ القريحة يَفْهَم

وإذا تقدّم للسّيـــادة أبْـــــرقتْ *** سِيمَا الفُــــتُوَّةِ واسْتبانَ الْمَنْسِمُ

وإذا تعَمّـــمَ للْمـكارِمِ عِـــمَّــةً *** وضَــعَ العمائمَ حوْلهُ المُتعمِّـــمُ

نَــوِّهْ بـه يومَ النّـِضالِ فــــإنّه *** ذُو الرّيشةِ الْبطلُ الشُّجاعُ الْمُعْلِمُ

يا بدْر أعْلامِ المشايخِ يابْنَ مَنْ *** كانَ الْفَخارُ له التّــليدُ الأقْـــــدمُ

بِالطّالِبِ الأمْجادِ بُويَ نهَلْتَ من*** ســرّ الخلافـة وهْوَ فيها المُلْهمُ

والشّيخُ سعدُ أبيهِ منهُ تنسّمتْ *** فيكم نسائـــمُ عَرْفُها يُتَنـــسَّــــــمُ

قدْ نال من إرْث النُّبُـوّةِ رُتْــــبةً *** أعْــيتْ فليْس ينالُها المُتجشِّـــمُ

من أسرةٍ كانُــوا بُــدورًا كلّهـم *** لـــكِنّهُ شـمـسُ الظّــــهيرةِ منهُمُ

يا طوْدَ جودٍ حلّ ضيفًا مُــكْرما *** ربْعًا به بحــرُ العلومِ الْخضْرمُ

لِيَهْنِكَ النُّــزُلُ الكريمُ فكـــلُّ من *** قـــد حلّ ضيفًا ثَمَّ فهْوَ المُكْرَمُ

يا قُبّةً شرُفتْ فكانـــتْ كعْبــــةً *** فِي أرضنا فيها المَقامُ وزمْزمُ

فالنّاسُ إمّا زائــرٌ مُسْـــتَرْشِـــدٌ *** أو طائفٌ بحَريمِ بيتِكِ مُحْــــرِمُ

دُومِي على رغْم الحسودِ منارةً *** أنْفُ الحسود بها دوامًا يُرْغــمُ

وسقاكِ ربُّك وابلاً من روْحِه *** لا ما به الشِّعْرى أتَتْ والْمــِرْزَمُ

وبكِ الْعزَا يا دوْحةَ الشّرفِ الّتي *** منحَ الفَخارَ الأبْطحِيُّ وعبْـدمُ

ولنا بأبْنــاء الْخـــلافـــةِ سَــلْوةٌ *** كأسُ الهمُومِ بصخْرها تتحطّـمُ

لا زال فيهم سيّدٌ مَن حــــــوْله *** خلْــــق به بيْـــن البرِيّةِ يُرْحـمُ

بمُحمّدٍ سرِّ الوجُودِ وتاجِه *** مَنْ خصَّ بالْكرمِ الكريــــمُ الأكْـرمُ

ثمّ الصّلاة على الحبيب وآله *** فالْبدْء طاب بها وطاب الْمَخْـــتمُ

الأديب أحمد سالم بن محمدن (سلام)

اترك رد