قال الأديب عبد الفتاح بن محمد سالم في رثاء فتى العشير محمد فال بن احماد رحمه الله
خلت الربى أم كل ربع بلقع
أم أغرقت كل الجفون الأدمع
أم أصبحت كل النفوس كئيبة
أسفا بليل مدلهم يفزع
لمصيبة حلت بكل فضيلة
منها الحشا متحرق والأضلع
فالناس من هول المصاب كأنهم
بكم فهم من شر خطب هجع
ولى الذي كانوا جميعا عنده
حقا سواء ذا وهذا ينفع
ويعمهم بمودة قد زانها
بسماحة كل الشماتة تدفع
ويعمهم بعطائه وببذله
وصنائع المعروف كلا يصنع
يرعى مصالحم وتلك سجية
من أخزم معروفة تتضوع
من سادة ميمونة أحسابهم
فكأن كلا هاشم ومجمع
فحمد فال الكريم حديثه
أدب الزمان والاصمعي المصقع
صحب العبادة والسيادة والفصا
حة والبلاغة فهو بحر مترع
وحوى المعارف والرزانة والندى
وعلى المروءة عرشها يتربع
وحوى البشاشة والتواضع والعلا
فهو الفتى وهو الأمين الأورع
وموطأ الأكناف شهد خلقه
وشذى المحبة فيه حقا أجمع
والشاعرية طوعه منسابة
فتراه حقا بالسلاسة يبدع
وبجنح ليل عنده سيارة
ملك الضعاف بنقلهم تتطوع
وإذا العشيرة اعوزتها حاجة
كان الكفيل بها الهمام الطيع
وإذا اشتكى شخص يعز دواؤه
فهو الملاذ لكل داء يرفع
وتراه في عين العناية منشدا
(( يامن يرى ما في الضمير ويسمع ))
ولسانه رطب بذكر إلهه
وتراه يسجد للعلي ويركع
ورثاءه صعب يعز تماضرا
أحرى على كبد هنا تتقطع
وكأنه في موته مقروءة
(( الحزن يقلق والتجمل يردع ))
أرجوا له الرحمى من افضل راحم
ومقام صدق فضله لا يقطع
وعزاؤنا الخلف الكريم فإنهم
بحر من اسرار المحبة ينبع
أبقاهم في بيت عز ربهم
فهو الكريم وخير باب يقرع
صلى الاله على النبي محمد
من هو فينا شافع ومشفع