ليلة بِيظَ في انيفرار

انطلقت يوم أمس في قرية انيفرار حرسها الله فعاليات النسخة الرابعة من أسبوع انيفرار الثقافي، وقد وصل المنسق العام للتظاهرة الأستاذ عبد اللطيف بن يعقوب ومعاونيه ليلهم بنهارهم منذ أسابيع لكي ينفذوا برنامجاً طموحاً عكفوا على إعداده وتمويله وتنظيمه، ودعوا إليه دعوة الجفلى رجال الحي واكهولتُ وشبابُ، ليقيموا ثلاث ليالٍ سوياً مع الأبهميين في بئر المساجد، فيستمعون لدروس الشيوخ، ومحاضرات الباحثين، وأشعار الأدباء المبدعين، فتسمع بهم العرب والزوايا ويعودون غير ندامى ولاخزايا.
شحن الشباب برنامج الليلة الأولى وحمّلوه ما لا يطيق، فما كانت ليلتهم نابغية، بل سهرة رمضانية وسمرا علميا وأدبيا كأن الشيخ سيدمحمد بن الشيخ سيديا يصفه في النونية، ويعنيه الشيخ المختار بن حامد باللامية واللقطات الحية، فقد نثر فيه شيخنا محمد فال بن عبد اللطيف دررا من دقائق كلام القوم ورقائق أحوالهم وحقائق مقاماتهم من التخلي للتحلي فالتجلي، ثم قدم نظرة عامة عن التصوف والطرق الصوفية في انيفرار فظن خيراً ولا تسأل عن الخبر.
وحاضر الأستاذ المحبُّ أحمد سالم بن محمدن بن بك الملقب سلامي عن الفضائل النبوية، فصالَ وجالَ وأحالَ إلى الترمذي في الشمائل الأحمدية وللقاضي عياض في الشفا ولبَبَّاه اعل بَبَّها في المواهب اللدنية.
ثم قدم الدكتور عبد الله بن سيد المختار مداخلة متميزة ركز فيها على أهمية الوعي الصحي في الوقاية من الأمراض المزمنة، فكأن أبقراط بعث من مرقده يتكلم في أعراض الأمراض، وجالينوس يحاضر عن الداء والدواء، وابن سيناء يصف العلاج والمزاج ، فكانت محاضرته عمدة في الوقاية من العلل والأدواء أوفى فيها على المطلوب وشفى الله على يديه المرضى كما شفى القميص يعقوب عليه السلام.
ثم صعد المنبر الشيخ الدكتور محمد سالم بن محمد سيديا فتحدث عن الزراعة وأهميتها الاقتصادية وما توفره سهول شمامه من فرص العمل ومقدرات التنمية الواعدة، فكأن نهر السنغال نيل مصر يسيلان بالخير العميم، والمزارع تعطي أكلها كل حين، وتخرج من كل زوج بهيج، وحث الشيخ الجالس الشباب الواقفين على تغيير العقليات ونبذ بائد المسلكيات وأن يبادروا إلى الزراعة كما كان آباؤهم يزرعون ويحصدون من بساتين إكيد الزرع والهبيد وحب الحصيد.
وتحدث الأستاذ التاه بن بك في محاضرته عن منظومة الأخلاق الإيكيدية واستعرض نتفاً من شيم الزوايا واللؤلؤ والمرجان في كلام بني ديمان وذات ألواح ودسر ، وحث الشباب على التمسك بطبع مضغ القتاد ومجافاة الثقلاء وإجيك، ثم ساق نماذج من ظرافة باب فال وطرافة حبذا وبلاغة ألمين بن شيبة ونباهة المختار بن ألجد بن انديه.
وإلى تدوينة موالية عن الليلة الثانية
يعقوب بن اليدالي 

اترك رد