توصلت اليوم بالقصيدة العصماء التي شارك بها فتى انيفرار وشاعر لعبون أخي الأود الأستاذ محمد فال بن محمد محمود بن زياد في اليوم الثقافي لقرية احسي المحصر.
إنها ملحمة أدبية أخذت من كل فن بطرف، فيها التاريخ والجغرافيا السياسية وأيام العرب وشيم الزوايا والمقاومة العسكرية والثقافية، وسلطت الضوء على مرتكزات النهضة الإيكيدية القائمة على السيف والقلم، كما أشارت إلى العلاقة الخاصة التي تربط أهل المحصر بأهل انيفرار…
لقد أحسن سفير انيفرار التمثيل فالنص يليق بالحدث.
هديل الوصال المستطاب وصــــول *** لطيــــــب شذاه رونق وقبول
سواجع أذكت في القلوب مواجـــداً***لـــــعهد له بين الضلوع طلول
تجلى بوجه الفجر نوراً بهـــــــــــاؤه***.مهيب و مغزاه العميق جليل
ربى تنبت المجد الـــمؤثل و الإبـــــا***و أنجد عــز في العلى و سهول
شماريخ من در التفرد صــــــــــاغها***شباب تســــامى للعلى و كهول
تآزر عدل يهزم الشـــــر وقعــــــــــه***على كل صيحات الشقاق يصول
إمارة عدل صيتها بلغ المـــــــــــدى***بعز عليه شاهد و دلـــــــــيل
حمت بيضة الدين الحنيف ورسخت***دعائم في العلياء لــيس تزول
قصيد صهيل الخيل يكتب بالقنــــــا***دواوين من بحر النجيع تسيــل
كتائب أذكت نار مجد تليـــــــــــــدة***يضيء سناها جعفر و عقيــــل
بحور طمت في كل جود و نائـــــل***و أسد مداها في الصراع طويل
أكف تكف البغي والجور بأسهـــــــا***شديد و جدواها المعد جـــــزيل
ملوك يحشون الحروب بأنــــــــفس***كثير الرزايا عندهــــــــــن قليل
يحبون طعم الموت حتى كأنـــــــها***تمد مدى أعمارهم و تطيـــــل
تراث سما شادوه بالعز و الإبــــــا ***.طويل يرد الطرف و هو كليــــل
مناقب سارت في الفضاء كأنمـــــا***لها عند مشتط النجوم ذحـــول
اولئك أهل المجد و الفضل و العلى***لهم في البرايا عزة و قبــــول
سل الروم عنهم كيف كان مراسهم***بأرعن وقع الموت فيه ثقيـــل
أبوا أن يساموا الخسف فانتدبوا له ***بهاليل تمضي بالردى و تجول
بأيام نصر خلد الدهر ذكرهــــــــــــا***لها غرر معروفة و حجــــــــــول
و قد حفظوا عهد الزوايا و حقـــــهم***ففاضت بأصناف العلوم عقــول
حضارة علم أنجبتها أصالــــــــــــــة***تروض فنوناً نهجهن أصــــــــيل
هنا أشرقت شمس المعالي وجودت***قوافي التآخي سبحة و خيول
هنا أينعت فقها مصونا بقــــــــــــوة***.معاقل بحث ما لهن مثــــــــيل
هنا شمخت أنف الحفاظ و أغدقت***شآبيب من بيض لهن صلــــــيل
تعتق فيها الفن يروي ملاحـــــــماً***تنافس فيها والد و سلــــــــــيل
بلحن تغنيه الحياة بنعمـــــــــــــة***لباب شذاها شيق و جمـــــــيل
مجالس فتح بالفتوة أشرقـــــــت*** مزامير شدت نبضهن طبـــــــول
مقام عظيم نجمه متـــــــــــــألق***مساعيه في المجد التليد تهول
منازل أعيت من يحاول سمتــــها***تكل الأماني دونها و تحـــــــــول
صراط على النهج القويم معبـــــد***هداه إلى حسن الثنــــاء سبيل
هو الدين و الدنيا يشد عراهمـــا***قؤول لما قال الــــــــــكرام فعول
بلوغ مرام السير أن يشرق المنى***و يفتــــــــــق رتق بالوفاء جزيل
إذا شمس عدل أشرقت بأمانـــــة***فلـــــــيس لنبراس السمو أفول
يعقوب بن اليدالي