..ربما لم يغدق الله عليَّ بنعمة التعرف على الراحلة ديدَّ منت ببها عن قرب، ولكني لازمتُ وعرفتُ حق المعرفة قرةَّ عينها وفلذة كبدها سيدي محمد -أليس هذا كافياً لأحكم على الفقيدة..؟ أظنه كافياً وأكثر-
تجلتْ أمامي من حديثه الشجي وإبتسامته التي رسمت بعناية إلهية، وتواضعه اللامعقول ورؤيته الواضحة كوضوح الشمس في رابعة النهار وطرافته المعهودة.. حينها أدركت حقيقة واضحة المعالم، أنه بلا شك إبن إمرأة تنازعتها كل الفضائل وكل الصفات الحميدة وصقلتها مكارم الأخلاق وحسن الطباع..
وكيف لا تكون وهي إبنة بئة تتوارث المكارم وسليلة ينابيع سلسالة من الفضل ترافقت مع الأجيال وأعلم علمَ اليقين أن لولاها لما تربى سيدي محمد في حضن يفرض التميز سلوكاً وتعلماً وتفانياً في خدمة الناس…
رحلت الوالدة فانهمرت الدموع واختنقت العبرات وزاغت العيون وتاهت الكلمات وتأجلت عندنا كل المشاريع وتحول الفجر إلى ليلٍ وتحولت الأيام إلى قطع من العتمة المضجرة بالآهات والأنين وعزاؤنا فيها أنها قد وجبت لها الجنة بما قدمت لها من عمل شهد عليه الناس، كل الناس..
لله ما أخذ وله ما أبقى وكل شيء عنده بأجل مسمى، أغدق الله عليها شآبيب الرحمات والمغفرة، وجعل قبرها مناراً مستضاء لا تشكو فيه ظلمة ولا ضيق وبشرها بروح وريحان وجنة نعيم..
كامل التعازي والمواساة لأخي وصديقي
Sidi Med Didi
-ومن خلاله للأسرة الكريمة- في مصابه الجلل وإنا لله وإنا إليه راجعون، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم..