بدر الكبرى هي أول معركة قتالية جمعت الرسول صلوات الله وسلامه عليه و أصحابه مع قريش كانت في 17 من رمضان في السنة الثانية من الهجرة واحتفل المسلمون بعدها بباكورة انتصاراتهم على هامش تخليد أول عيد فطر في الإسلام ، ومن الغريب أن آخر معركة جمعت المهاجرين والأنصار، ببني النضر بن كنانة كانت أيضا في أواسط رمضان في السنة الثامنة للهجرة وهي غزوة فتح مكة .
بزغ نجم شيبة بن هاشم بعد وفاة عمه المطلب بن عبد مناف وحل محله في السيادة و السقاية والرفادة، إلا أن عمه نوفل سرعان ما بدأ في مضايقته حيث اغتصب منه بعض الأفنية والساحات المجاورة للحرم ، حاول عبد المطلب أن يجد حلا للنزاع العقاري من داخل البيت القرشي، لكن سادة مكة فضلوا الحياد وقرروا عدم الدخول بين الرجل وعمه. فلجأ عبد المطلب إلى أخواله من بني النجار فتدخلوا بسرعة وأرغموا العم على رد أملاكه لإبن أخيه.
بعد هذه الحادثة حالف نوفل بني أخيه غير الشقيق عبد شمس (أم نوفل واقدة بنت عمرو المازنية)، فاضطر عبد المطلب إلى عقد حلف مكتوب مع أخواله خزاعة (أم قصي هي فاطمة بنت سعد الخزاعية). وقد جلبت وثيقة الحلف المذكور إلى الرسول صلى الله عليه وسلم وهو مبسوط بنصه في السيرة الحلبية. وبعد توقيع صلح الحديبية اختارت خزاعة الدخول في عقد رسول الله صلى الله عليه وسلم و وقد دام السلم الأهلي بعدها 18 شهرا.
ذهب مالك بن عباد الحضرمي قبيل الإسلام بتجارته إلى خزاعة، فاغتالوه ونهبوا أمواله و كان حلفه إلى الأسود بن رزن البكري، فعمد الأخير إلى رجل من خزاعة فقتله بدم حليفه، فردت خزاعة بقوة على هذا الحادث حيث قتلت أبناء الأسود الثلاثة سلمى وكلثوم وذؤيب بعرفة عند أنصاب الحرم. وكانت بنو الديل من هامة كنانة ولشرفهم يؤدون ديتين.
منع ظهور الإسلام المفاجئ والأحداث المتسارعة التى تلت الهجرة المباركة، بني بكر من أخذ ثأرهم من خزاعة، لكن ما إن استتب الأمن بعد صلح الحديبية حتى تذكر بنو الديل الطعن بعد نسيان فبيَّت نوفل بن معاوية ورهطه بني نفاثة خزاعة بماء لهم أسفل مكة يُدعى الوتير و أصابوا منهم رجلا يدعى منبها، وهربت خزاعة إلى الحرم إلا أن نوفلا لم يحترم الحرم وقال لأصحابه: إنكم لتسرقون في الحرم فكيف لا تأخذون بثأركم فيه. فقتلوا منهم رجالا فلجأت خزاعة إلى دار بديل بن ورقاء في مكة. ومن المؤكد أن هذه الغارة كانت بدعم وتخطيط من قريش حيث أن بكرا قررت الدخول في عهدها و لا يمكن لها خرق اتفاق الحديبية دون مباركة حليفتها .
بادر عمرو بن سالم الخزاعي بالذهاب إلى المدينة بهدف إشعار حلفائه بغارة بكر الخاطفة، وأراد أن يكون وقع رسالته مؤثراً فجعلها شعراً رجزياً رائعاً و أنشده بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو جالس بين أصحابه فقال:
يارب إنــي ناشــــد محـــمدا *** حلف أبــــــــينا و أبيه الأتلدا
قد كـــــــــنتم ولدا وكنا والدا *** ثمت أسلـــــمنا فلم نـنزع يدا
فانصر هداك الله نصرا أيدا *** وادع عـــــباد الله يـــأتوا مددا
فيهم رســـــــول الله قد تجردا *** إن سيم خســــفا وجهه تربدا
إن قريشا أخـــــلفوك الموعدا *** ونقــــضوا ميثــاقك المؤكدا
وجعلوا لى في “كداء “رصدا *** وزعموا أن لست أدعو أحدا
هم بيــــتونا بالوتـــــير هجدا *** وقتــــــــلونا ركـــعا وسجدا
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم “نصرت ياعمرو بن سالم” ثم عرض عنان من السماء فقال إن هذه السحابة لتستهل بنصر بنى كعب، كانت هذه الكلمات كافية لإعلان الحرب على قريش وحلفائها. خصوصا بعد قدوم بديل بن ورقاء في أربعين رجلاً من خزاعة كانوا بمثابة شهود العيان، حيث رووا للمسلمين تفاصيل الهجوم الليلى وأكدوا تورط قريش فيه.
فشلت الزيارة الدبلوماسية التى قام بها أبو سفيان بن حرب بعد الحادث مباشرة إلى المدينة، بهدف توثيق العهد وزيادة مدته، حيث طوت عنه ابنته أم حبيبة الفراش النبوي و أعرض عنه رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولم يجد عند الخلفاء الراشدين رشدا، ولعب به علي بن أبي طالب رضي الله عنه، فرجع صفر اليدين إلى مكة.
خرج الجيش الإسلامي من المدينة باتجاه مكة بعد عصرالأربعاء الموافق 10 رمضان، وخلف صلى الله عليه وسلم على المدينة أبا رهم الغفارى، ولم يـُوَرِّ عن الوجهة كعادته، بل أكد أنه متجه إلى مكة، لكنه سأل ربه أن يكتم أخبار تحرك الجيش عن قريش.
أفشل علي والزبير والمقداد رضي الله عنهم – في روضة خاخ- محاولة استخباراتية لتسريب بعض المعلومات إلى قريش، كان وراءها حاطب بن أبى بلتعة اللخمي، عندما أرسل مكتوبا مع قينة لبنى المطلب تدعى سارة، كانت قد قدمت إلى المدينة طلباً للمساعدة واشتكت من كساد الغناء في مكة بعد مصائب بدر، فزودها صلى الله عليه وسلم بحمل بعير، ولما همت بالرجوع كلفها حاطب بنقل رسالة خطية لسادة مكة مقابل دراهم معدودة. وقد شهد الله في القرآن بالإيمان لحاطب بعد الحادثة كما بشر رسول الله صلى الله عليه وسلم أصحاب بدر بغفران الله لذنوبهم فلا يضرهم ما صنعوا.
التقى خاتم المرسلين بخاتم المهاجرين العباس بن عبد المطلب في الجحفة حيث كان خارجا بعياله إلى المدينة، كما التقى أيضا في نيق العقاب بابن عمه الشاعر أبى سفيان بن الحارث بن عبد المطلب وابن عمته عاتكة و صهره عبد الله بن أمية، فأعرض عنهما في البداية لكنه قبل إسلامهما شفقة على أبى سفيان وولده خاصة بعدما لوح الأخير بانتحارهما، وكذلك بعد وساطة أم سلمة وتوجيه ذكي لأبى سفيان من علي بن أبى طالب رضي الله عنه. و قد قال أبو سفيان بعد إسلامه قصيدة جيدة مطلعها :
لعمرك إني يوم أحمل راية ***لتغلب خــــيل اللات خيل محمد
لكالمدلج الحيران أظلم ليله*** فهذا أواني حين أهدى و أهتدي…
نزل ابن العواتك من سليم مرَّ الظهران في عشرة آلاف مسلم من سليم ومزينة وجهينة وغفار وكنانة والمهاجرين والأنصار ومن أوعب معهم من القبائل الأخرى كتميم وقيس و أشجع و أسد… و أمر كل جندي أن يوقد نارا فهالت النيران زعماء مكة كأبي سفيان وحكيم بن حزام وبديل بن ورقاء الخزاعى الذين خرجوا تلك الليلة يتحسسون الأخبار.
أسلم زعيم مكة صخر بن حرب بعد إجارة العباس وحبس بمضيق الوادى حتى مرت عليه الكتائب الإسلامية، ورأى بأم عينه الخيل تدخل من “كداء” و كأنها تنفذ أوامر الشاعر الصحابي حسان بن ثابت حين قال :
عدمنا خيلنا إن لم تروها *** تثير النقــــع موعدها كداء
ينازعن الأعنة مصغيات *** على أكتافها الأسل الظماء
تظل جــــيادنا متمطرات *** يلطمهـــــن بالخمر النساء
مرت الكتيبة الخضراء بالقرب من أبى سفيان، فسمع وعيد حامل اللواء سعد بن عبادة بأن “اليوم يوم الملحمة” فارتعدت فرائصه ودخل مكة على عجل ووجل محذراً أهلها من مغبة التعرض للجيش فلقد أتاهم رسول الله صلى الله عليه وسلم بما لا قبل لهم به فمن المكيين من دخل داره، ومنهم من أغلق عليه بابه ومنهم من احتمى بالحرم.
وعيد سعد نقله صخر إلى هند ونظمه ضرار بن الخطاب في قصيدة من أروع ما قال ختمها بطلب عزل سعد عن القيادة فاستبدله صلى الله عليه وسلم – بعدما تيقن الخبر- بابنه قيس يقول ضرار:
يا نبي الهـــــدى إليك لجا حي *** قريش و لات حـــين لجاء
حــــين ضاقت عليهم سعة الأر*** ض وعــاداهم إله السماء
والتقت حلقتا البطان على القوم *** ونودوا بالصيلم الصلعاء
إن ســـــعدا يريد قاصمة الظهر *** بأهل الحجون والبطحاء
خزرجي لو يستطيع من الغيظ *** رمانا بالــــــنسر والعواء
وغر الصدر لا يهم بشـيئ*** غير سفك الدما و سبي النساء
قد تلظى على البطاح وجاءت ***عنه هند بالســـوءة السوآء
إذ ينــادى بـــذل حي قريش *** وابن حرب بذا من الشهداء
فلئن أقــــــحم اللــواء ونادى *** ياحــماة اللـواء أهل اللواء
ثم ثابت إليه من بهم الخزرج ***والأوس أنــــجم الهـــيجاء
لتكــــــونن بالبطــــاح قريش ***فقعة القاع في أكف الإماء
فانهـــــــــينه فإنه أسد الأسد *** لدى الغاب والغ في الدماء
أصدر صلى الله عليه وسلم أمرا بقتل تسعة من مجرمي الحرب ما بين سفاك وناخس ومحرف للوحي و مغنية سابة ومحرض على الله ورسوله، فاستأمن عدة أشخاص لخمسة منهم فأسلموا ونجوا كعبد الله بن أبى سرح و عكرمة بن أبى جهل وهبار بن الأسود و القينة سارة و قينة لعبد الله بن خطل تدعى قريبة، و نفذ الحكم في أربعة وهم :عبد الله بن خطل التميمي وقينته فرتنى و الحويرث بن نفيل بن وهب و مقيس بن صبابة الكناني.
كما أمر قادة الكتائب بعدم البدء بالقتال وخطط اقتحام الحرم تخطيطاً محكماً، فكان خالد بن الوليد ومعه القبائل العربية على المجنبة اليمنى وقد دخل من الليط أسفل مكة و كان الزبير بن العوام ومعه المهاجرون على المجنبة اليسرى وقد دخل من كداء و سار حتى بلغ الحجون، أما أبو عبيدة بن الجراح فكان على المشاة وقد دخل من أذاخر يتقدم بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى نزل بأعلى مكة حيث ضربت له هناك قبة، ودخل سعد بن عبادة ومعه الأنصار من بطن الوادي فأحكمت القبضة على مكة من جهاتها الأربع.
ورغم تحذيرات أبى سفيان وحكيم بن حزام إلا أن بعض المقاتلين تجمعوا عند جبل الخندمة بقيادة عكرمة وصفوان وسهيل، واعترضوا جيش خالد الذي دخل مكة من أسفلها فأعمل فيهم السيف وقتل منهم 11 رجلا واستشهد ثلاثة من جيش خالد وهم كرز بن جابر الفهري وخنيس بن خالد بن ربيعة (أخو أم معبد) و سلمة بن الميلاء الجهني .
وقد خلد الشاعر حِماس بن قيس بن خالد البكري تلك المناوشات التى جرت عند جبل الخندمة في أبيات طريفة شهيرة يخاطب بها زوجه عند ما ذكرته بوعد كان قد قطعه لها وهو أن يخدمها بعض المسلمين فقال:
إنك لو شهدت يوم الخندمه *** إذ فر صـفوان وفر عكرمه
و أبو يزيد قائم كالمـــوتمة *** واستقبلتنا بالسيوف المسلمه
يقطعن كل ساعد وجمجمه *** ضربا فلا يسمع إلا غمغمه
لهم نهيت خلفنا وهمــهمه*** لم تنطـــــقي باللوم أدنى كلمه
كان الشعر أيضا وراء إسلام الشاعر عبد الله بن الزِّبَعْرَى فبعد لجوئه السياسي إلى نجران أرسل له حسان بن ثابت بيتا يتيما كان كفيلا بإدخاله دائرة الإسلام وهو :
لا تعدمن رجلا أحلك بغضه *** نجران في عيش أحذ لئيم
أسلم الشاعر القرشي ووفد على رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو في مكة و أنشده قصيدته الطنانة التي يقول في أولها:
منع الرقـــــــاد بلابل وهمــــوم *** والليل معـــتلج الرواق بهيم
مما أتانى أن أحـــــــــمد لا منى ***فيه فـــــــــبت كأنني محموم
ياخير من حملت على أوصالها ***عيرانة سرح اليــــدين غشوم
إني لمعتذر إلـــــيك من الذي *** أسديت إذ أنا في الضلال أهيم
أيام تـأمرني بأغـــــــوى خطة *** سهـــــم وتأمرني بها مخزوم
و أمد أسباب الردى ويقودني *** أمر الغــــواة و أمرهم مشؤوم….
دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم مكة يوم الجمعة لعشرين خلت من رمضان معتجرا بشقة بردة حمراء متواضعا لله تعالى مردفا خلفه أسامة بن زيد – وقد اختلف الفقهاء في فتحها هل كان عنوة أم صلحا- فحطم الأصنام وأمر بلالا فأذن فوق الكعبة و عفا عن قريش و بعث السرايا ينشرون دين الله ويحطمون اللات والعزى ومناة الثالثة الأخرى ..
يعقوب بن عبدالله بن أبن
أطربتنا أخي يعقوب تتجاذب القارئ في هذا الفتح الأكبر ثلاثة أركان
ـ الأدب الرفيع
ـ وحس المحبة الصادقة
ـ وطول الباع في أنساب العرب وأيامها
زدنا من هذا بارك الله فيك
أخي يعقوب جئت بالفتح في مقال ممتع أوجزت دون إخلال وبسطت دون إملال وكل في محله فأتيت بالعجب العجاب بارك الله فيك ولا عدمناك أيها الأديب السيري العارف، وفي الفتح يقول شيخنا حفظه الله ورعاه: الفتح كان يوم سبعة عشر == من رمضان وبه الحق ظهر. وهكذا بدر وذا التفصيل == أتى به البيان والتحصيل
مقال جميل رسين مفيد…
ولكن لتصحيح معلوماتي فقط لدي التساؤلات التالية:
أليس يمتاز فتح مكة بأنه هو الذي يسمى فتح الفتوح لأن العرب كانت تنتظر بإسلامها إسلام قريش وتقـول:”هم أهل الحرم ،وقد أجارهم الله من أصحاب الفيل ،فإن غُلبوا فلاطاقة لأحد بمحمد ،فلما فتح الله مكة دخلوا فى دين الله أفواجا،بعد أن كانوا يدخلون فيه فرادى،ولم تقم بعد الفتح للشرك قائمة.
ولذلك قال العلامة ابن القيم فى:”زاد المعاد،فى هدي خير العباد”إنه الهدي الأعظم ،الذى أعز الله به دينه ورسوله وجنوده وحرمه الأمين ،واستنقذ به بلده وبيته الذى جعله هدى للعالمين ،من أيدى الكفار والمشركين ،وهو الفتح الذى استبشر به أهل السماء وضربت أطناب عزه على مناكب الجوزاء،ودخل الناس فى دينه أفواجا، وأشرق به وجه الأرض ضيــاء وابتهاجا”.
يذكر بعض أهل السيرة وخاصة السيري الكبيرأحمد البدوى ان قتلاء غزوة :”فتح مكة”من المشركين 12وذلك مايشير إليه فى نظم الغزات بقوله:
وشهد المأزِق فيه حُطمــــا@رمز(يب)من قومه فـانهزمـــا
ومن المعلوم أن (يب)بنقط الحروف :ي:10+ب:2=12قتيلا؟
وهذا ماذكره أبي على حسن بن محمد فى إنارة الدجى فى مغازى خير الورى الصفحة192.
أما بخصوص حِماس بن قيس فسبب أبياته أنه عاد إلى بيته منهزما ثم قال لأمرأته:أغلقى علي بابي فقالت له أين ماكنت تقول لي فأنشد الأبيات
إنك لوشهدت يوم الخندمة@إذفر صفوان وفر عِكرمة..
وهما :صفوان بن أمية وعِكرمة بن أبي جهل،ومكانهمافى الشجاعة والبسالةبالمقام المعروف والمشهود،وقد أسلما رضي الله عنهما.
وقد كان حِماس بن قيس أعطى وعدا لأمرأته بأن رجال المسلمين سيكونون لها خوَلا وخدما…وذلك أنه كان يشحذ سلاحه ويصلحه قبل قدوم الرسول (ص)،فقالت له أمرأته :لماذا تعد سلاحك؟فيقول لمحمد وأصحابه،فتقول لا أرى محمدا وأصحابه يقوم لهم شييء، فيقول أرجو أن أخدمك منهم وأنشد بيته المشهور:
(إن يُقـبلوا الــيوم فمالي علة@هذا سـلاح كامــل وألــه)
وروي :ب”أن يَغلبوا”.والروايتان صحيحتان.
وهذا هو الذي يشير إليه أحمد البدوي فى نظم الغزوات بقــوله:
وزعم ابن قيس أن سيُحفــــذا@رجالهم خُلته ،فـــأنشــدا
(إن يَغلبوا اليوم فمالي علة@هذا ســلاح كامل وألــــه)
وشهد المأزِق فيه حــطمــــا@رمز[يَب]من قومـه فـانهزما
وجـاء فاستغلق بابه البتول@فاستفهمته أين مـاكنت تقول؟
فقال والفزع زعفر دمـــــه@[إنك لوشهدت يــوم الخندمه]
[إذفر صفوان وفــر عِـكرمـة@واستقبلتنا بالسيوف المسلمة.
أما رديفه يوم الفتح فقدوقع فيه خلاف مع أني وجدت لكل من القولين دليلا ،مع أن البدوى فى غزواته لم يذكر شيئا فى ذلك.
وأمر الرسول (ص) بلالا بأن يؤذن الظهر على ظهر الكعبةليغيظ المشركين ،وقريشٌ فوق رؤوس الجبال وقد فر جماعة من وجوههم وتغيبوا،وأبوسفيان وعتاب بن أسيد وخالد والحارث بن هشام بفناء الكعبة ،وقد أسلمو بعد ذلك رضي الله عنهم، فقال الحارث :أما والله لو أعلم أنه محق لاتبعته ،..وقال الحكم بن أبي العاص :هذا والله هو الحدث العظيم….وتواصلت الأقاويل…وكما فى شرح المواهب أن جبريل أخبر الرسول(ص)بماتحدثوا فخرج عليهم الرسول(ص)قائلا:(قد علمت الذي قلتم وأخبرهم)فقال الحارث وعتاب :نشهد أنك رسول الله ،ما اطلع على هذا أحد كان معنا.وأخبر كذلك فَصالة بن عُمير ماكان يعتزم من محاولة قتله طارحا يده الشريفة على صدره فقال فَضالة :”والله مارفع يده عن صدري حتى ما خلق الله شيئا أحب إلي منه” فقال فى ذلك أبياته الشهيرةالتى يخاطب فيها إمرأة كان يتحدث إليها :
قالت هلم إلى الحديث فقلت لا @يأبى علي الله ولإســـــلامُ
لو مارأيتُ محمدا وقبيــــله@بالفتح يوم تُكسر الأصنامُ
لرأيتِ دين الله أضحى بينـــــا@والشرك يغشى وجهَه الإظلامُ
وبعد ذلك أخبرهم بما كانو يقولونه فى بلال بن رواحة…
،وبدأ صلى الله عليه وسلم الطواف ولمافرغ منه أتى الصفا وعلا منه حتى رأى البيت وشرع يحمد الله ويذكره..والأنصار تحته فقال بعضهم البعض :أما الرجل فأدركته رغبة فى قريته …فأخبره جبرئيل كذلك بماكانو يقولون فأخبرهم به وقال لهم :(فإن الله ورسوله يعذِرانكم ويصدقانكم)….
ثم أخذمفتاح الكعبة من عثمان بن طلحة وقد دار عليه جدل بين عثمان وأمه إلا أنها فى الأخير أعطته أياه،ففتح به الرسول ثم رده إليهم …دخل الرسول الكعبة فوجد فيها 360 صنما فكسرها وهو يقول :(وقل جاء الحق وزهق الباطل)…وهذا ما نظمه المؤلف بقوله:
وأخبر النبي بارئ النـــسم@بقولهم يَسكُــن بعدها الحرم
وبالذي قالوه إذ لم يُرهقـا@تداركته رحمة فأشفقــــــا
وبالذي قالوه فى المــؤذن@وبالذي به فَضـالة عـُـــــنى
وأخذ المفتاح ثـــــم رده@عن رغم قومه الذين عـــنده.
إذا كانت خاطئة فانتزعها من رأسي …وإن كانت صحيحة فهي تكملة للموضوع..وأحداث مهمة فيه…
دمت متميزا يا أخي يعقوب…شكرا جزيلا ..بكرة وأصيلا..
عذرا أخى أحمد عن تأخير الجواب فقد كنت على جناح سفر
الشاعر عبدالله بن الزيعرى من بنى سهم بن عمرو ين هصيص
وهو ابن قيس بن عدي والزيعرى أمه واشتهرت نسبته إليها
السلام عليكم أستاذ امن
شكرا لكم على التعليق الذى أكد لى أنكم تتصفحون بعض ما أكتبه، و أما بخصوص التساؤل فالروايات والأقوال في السيرة النبوية كثيرة كما تعلمون، وقد اعتمدت فى المقال على شرح السهيلى على ابن هشام وعلى سيرة الأمين والمأمون المعروف بالسيرة الحلبية, فابن هشام لم يذكر شيئا عن الإرداف و أما السيرة الحلبيةفقد ورد في الجزء الثالث الصفحة 122 (…..و دخل صلى الله عليه وسلم مكة وهو راكب على ناقته القصواء مردفا أسامة بن زيد……)
وقد ورد في فتح البارى على صحيح البخارى الجزء الثامن الصفحة 17 الحديث رقم 4289: مايلى:
(وقال الليث حدثنى يونس قال أخبرنى نافع عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أقبل يوم الفتح من أعلى مكة على راحلته مردفا أسامة بن زيد و بلال ومعه عثمان بن طلحة من الحَجَبَـة حتى أناخ في المسجد…..)
وقد أردف صلى الله عليه وسلم أسامة قبل بدر على حمار في عيادته لسعد بن عبادة كما أردفه أيضا فى حجة الوداع بين عرفة والمزدلفة.
ويرى البعض أن في إرداف أسامة لحظة دخول مكة و أذان بلال على الكعبة إشارات واضحة إلى المساواة ونبذ الطبقية التى كانت سائدة في المجتمع المكي والله أعلم.
مقال رائع يفيض نورا وبركة فشكرا يعقوب. لكن هل من أردفه عليه الصلاة والسلام يوم الفتح هو أسامة بن زيد أم حفيده من زينب علي بن أبي العاصي بن الربيع؟ أم أنه أردف الاثنين؟
يقول المرابط ببها في “رب بطه”:
وابن أبي العاصي علي الأغر سليل بنت النور يا للمفتخر
أردفه أوان فتح الحرم مراهقا بحر الندى والكرم
مقال متميز كما مقالات يعقوب ولد اليدالي دائما ، ذكرني هذا المقال الجيد باشرطة طالما استمعت اليها يوم كنت طفلا بواد الناقة في تسعينيات القرن الماضي اشرطة للعلامة الكبير كراي ولد احد يورى رحمه الله وهو يروي بالحسانية بعض الغزوات ، شكرا يعقوب على الاسلوب العذب والفاصل الشعري القصير – لغة اهل الاذاعة – الذي يميز اغلب مقالاتك ، تحياتي
مقال حسن بسن وقد أزال عنى الغموض في كثير من الأمور لكنى أحب أن أعرف قبيلة الشاعر عبد الله بن الزبعرى وشكرا للأستاذ يعقوب بن اللا
Me9aloun ra23e ma chaaellah
تحليل رائع وسرد جميل بلغة عصرية ألا ليت المقال لم ينته وليتك كتبت لنا عن بدر و أحد والخندق …………