تلقينا ببالغ الحزن والأسى خبر نعي الشيخ سيد محمد (بدَّاهْ) بن التَّاهْ بن سيد (دِدَّالِّ) بن اليدَّالي (حِمينَّ) ولا حول ولا قوة إلا بالله.
ولد الشيخ بداه سنة 1920 وشبّ وترعرع في بيت علم وصلاح وسؤدد، قعيدته الشيخة ميمون بنت محمد (ميْمِّيهْ)، وقد حرص والداه على أن يصنعا منه ومن إخوته علماء أجلاء تُضرب إليهم أكباد الإبل، فحفظ كتاب الله وهو غض الإهاب وأتقن علومه رسماً وتجويداً وتدبراً، وأخذ الأمهات والمتمات عن أخواله العلماء محمدن والمختار ابني المحبوبي، كما درس على عمه النوازلي محمد بن حمين.
لم تله الشيخ بداه تجارة ولا لهو عن ذكر الله، فتفرغ لتعليم وتربية النشء، كما أصبح الإمام الراتب للمسجد، والوجيه المطاع في قومه، والعين الساهرة على إدارة شؤون حيه، كما عرف عنه تمسكه الشديد بطبع مُضَّغ القتاد فكلامه لا لغو فيه ولا فضول، جله مفهوم وباقيه إشارات وإماءات.
من ناحية أخرى فقد عرف الشيخ بداه بمهارته في تأليف التصانيف ونسخ الكتب، فقد خط مصحفا بيده وبقي يتعهده بالقراءة والتدبر حتى لقي ربه، كما خط نسخة جميلة من طرة العلامة المختار بن بون كان يعتمد عليها أثناء التدريس.
نسج الشيخ بداه علاقات وطيدة مع جميع أحياء اليداليين فقد كان عارفاً بأهل العارف، موقراً لأهل تندكسمي، محترماً لأهل اسبيخات، محباً لأهل بلشان، مقدراً لأهل المنار، مصافياً لأهل باجليلاي.
ولا شك أن مفقده يمثل ثلمة في الدين والدنيا، ومصيبة عمت جميع الأحساء في إكيد. فقد كانت الأشياء تنفعل بهمته والعليل يشفى بنفثاته، والزائغ الضال يهدى بدعائه، والقليل يَكثُر ببركته .. ولا يستطيع خبر نعي أن يحيط بعشر مناقب هذا الطود العلمي الشامخ بله علومه وأياديه وفواضله التي عمت البلاد والعباد. تقبلها الله وجعلها في ميزان حسناته، وقد ووري جثمانه الثرى بمقبرة تندكسمي، سحت على ضريحه سواري الرحمة وغوادي المغفرة.
تنتهز أسرة موقع أخبار إنيفرار هذه السانحة لتقدم تعازيها القلبية الخالصة إلى جميع المجموعات الشمشوية،وتخص عشير اليداليين ودوحة آل حمينَّ الرضى العلامة، كما تعزي أسر أهل بدَّاه وأهل المحبوبي وأهل أحمد بن اجَّمد و أهل اليدالي بن أحمدُّ سالم بن القطب، وأهل ألمَّا، سائلة المولى عزّ وجلّ أن يربط على قلوبهم ويرزقهم حلاوة التسليم وأجر الصابرين وإنا لله وإنا إليه راجعون.
موقع أخبار انيفرار