الرئيسية / فيسبوكيات / ويرحل “بباي”…

ويرحل “بباي”…

توالت وتسابقت الأخبار لنعي المفضال ابن المفضال والشهم ابن الشهم والصالح ابن “الصالح” ، تقرأ الخبر وتمشي الهوينا-خشية التأكد بالخبر الموالي- على شاشة هاتف امتلأت عرقا جراء إصبع تائه على زجاج أوربي الصنع… ويصدق الخبر أخيرا، هذا ماوعدنا ربنا
مضى ابن سعيد حينَ لم يبق مشرق***ولا مغرب إلا له فيه مادح
عبدالله ول انن أو “بباي” كما يحلوا لي أن أسميه..
استيقظت على صباح انواكشوطيٍ مشمس تحمل أشعة شمسه الدافئة الخبر التعيس، ويحمل غباره شريط ذكريات جميلة، قرأت الخبر وبئس ماقرأت
فذلك حكم الدهر فاخضع لحكمه***(وكن ساكنا تحت الذي برَّك الدهر)
كان بباي لي بمثابة الأب الحنون وكنت أنا الولد البار بالوالد، أتدلل بين يديه وأفضل مجالسته على مجالسة الرفاق واللعب معه على اللعب معهم، أجد راحتي النفسية بالاستماع إلى مذياع “بباي” المتفرنس وأجد طعم الحياة باستنشاق رائحة “السيچارة” الخاصة به ، كنت أحزن لذهابه وأفرح بإيابه ، كان مرحا ممازحا “ولاهو من اهل الكَدَرْ” وتلك لأيم الله نعمة منَّ اللهُ بها عليه ، لا تفارق الابتسامة ثغره ولايخلوا حديثه -رغم قلته- من طرافة ، ولايريد علواً في الارض ولا فسادا.
لئن حسُنت فيك المراثي وذكرها*** فقد حسنت من قبل فيك المدائح
ما إن عقلت وكبرت وعرفت “بباي” حق المعرفة وبلغت من لدني عذرا حتى انتهت علاقة دامت لسنين وما أنهينيها إلاَّ الطبع الإگيدي، ولازال يدور في ذهني الخلقُ الحسن والكلام الحلو للأب الحنون.
قدَرُ الله وماشاء فعل، منذ عقد من الزمن “وبباي” فريش المرض ، لا يكلم الناس وكهلا ومن الصالحين ،لم أوفق بزيارته رغم توفر الوسائل ، ولم أوفق بالاتصال به قط ، إلى أن سلم روحه الطاهرة إلى بارئها.
أوحشَ النِّيشُ بعدَ أترابِ جملٍ***ولقد كان آهــلاً معمورا
نرفع تعازينا القلبية إلى آل محمدسيديا نجل الشيخ أحمد، وإلى دوحة العلم والصلاح والسيادة “أهل باركلل”
بنوا القطب بازيد على الناس قد سموا***و وخيرتهم تسموا على كل وخيرتِ
تغمد الله بباي بواسع رحمته ورزقه جناتٍ ونهرٍ في مقعدِ صدقٍ عندَ مليكٍ مُقتدِر

اترك رد