اخبار انيفرار
قرأت خبر نعي السيدة منت أبنو بنت أحمد سالم بن الميداح عبر وسائل التواصل الاجتماعي، فأثر في تأثيراً كبيراً، وأثار لدي حزناً عميقاً، ويرجع ذلك إلى العلاقة الوطيدة التي تربط العائلة بأهل الميداح، والتي تعود لخمسة عقود من الزمن حيث ارتبطت الوالدتان افَّال وممَّاه- رحمة الله عليهما- بصداقة إلهية قوية، تركتاها كلمة باقية في عقبيهما لله الحمد.
فكرت وأنا أقرأ خبر النعي أن أول ما يوضع في الميزان حسن الخلق، ويتفق كل من عرف منت أبنو على مسالمتها وسلامة المسلمين من لسانها فلم تكن من صويحبات الهمز واللمز والغمز واجَّفِّ..
فكرت أيضا – وأنا أقرأ نعي منت ابن- في أن الميت يتمنى الرجوع إلى الدنيا لكي يتصدق، ويشهد أهل الصنكة لمنت ابنو بالإنفاق الدائم سراً وعلانية، فقد كانت تحرص على التصدق على اليتيم والعديم وابن السبيل والفقير الذين لا يسألون الناس إلحافاً، فقد وفقها الله إلى تمييزهم ومساعدتهم كلما وجدت إلى ذلك سبيلاً، وفي هذا السياق يعرف الأقربون من منت أبنو أنها كانت تخفي المبالغ المالية المخصصة للصدقة في مصحفها وفي كتاب دلائل الخيرات..
لا خوف عليك يا أم المساكين فالصدقة تطفئ غضب الرب وتجنب مصارع السوء وتدفع البلاء وتزيد في العمر،
عاشت الفقيدة حوالي تسعين سنة، فهي من مواليد 1931 وقد قسمت برنامجها اليومي ما بين صلة الرحم وعيادة المريض ووصل القريب فضلا عن أداء الصلاة في الوقت وقراءة ورد من القرآن ومن دلائل الخيرات، وفي خواتم عمرها قرّت في بيتها وصبرت واحتسبت ورضيت بقضاء الله وقدره، ولم تفارق الابتسامة للضيف وجهها، كما واصلت إرسال صدقاتها إلى أصدقائها والتواصل مع أحبابها.
منح الله منت أبنو قلباً صافياً فهي لا تريد علواً في الأرض ولا فساداً، كما منحها ذرية مميزة – حفظهم الله ورعاهم- يشهد لهم الجميغ بدماثة الخلق والذكاء الاجتماعي وسعة الاطلاع والخبرة في المجالات الثقافية والفنية.
صعدت روح الفقيدة ليلة الجمعة – وتلك منة إلهية عظيمة- ، وصلت عليها جموع غفيرة في مسجد الدعاة بمقاطعة الرياض، كما شيعها العديد من الأقارب والأهل والمحبين إلى مثواها الأخير، حيث ووري جثمانها في مقبرة المذرذرة بين والديها أحمد سالم ومماه، حلت على ضريحها شآبيب الرحمة والمغفرة.
أنتهز هذه السانحة لتقديم خالص العزاء إلى ساكنة اترارزة والمذرذرة كما أخص بالتعزية دوحة أهل الميداح وخاصة أسر أهل محمد سالم و أهل مشالم وأهل أباي بن محمد السالك وأهل عماد الدين الدبش، كما اقدم تعزيتي الخاصة لاختي الني بنت الرجال سائلا المولى عز وجل أن يرزقهم الصبر والسلوان وحلاوة التسليم و إنا لله وإنا إليه راجعون.
يعقوب بن اليدالي