الرئيسية / تأبين المرحومة خديجة بنت محمدصالح / الأستاذ يعقوب بن اليدالي في تأبين الأستاذة خديجة بنت محمد صالح “انَّنَّ” رحمها الله

الأستاذ يعقوب بن اليدالي في تأبين الأستاذة خديجة بنت محمد صالح “انَّنَّ” رحمها الله

الأستاذة خديجة بنت محمد صالح “انَّنَّ” في ذمة الله
لم يتم تكذيب الخبر مع الأسف !!، تمنيت لو أن ذلك المدون الذي لا أعرفه – رغم صداقتنا الافتراضية- حذف منشوره بعدما تأكد من عدم صحة الخبر.. ولكن هيهات فقد حدّث الناعي وأنبأ وخبّر برحيل السيدة الصالحة خديجة بنت محمد صالح بن محمد سيديا بن الشيخ أحمد بن محمذُ بن الفالل بن المامون بن محمذن بن أعمر؛ عن هذه الدنيا الفانية. فإنا لله وإنا إليه راجعون.

حداد ما كسا الجو اسوداده *** أم الدخان أم عام الرماده
بلي فالمجد أعلنه حدادا *** ونكس كل أعلام السياده


خدي منت انَّنَّ سليلة بيت من بيوتات المجد والسؤدد؛ فوالدها الشيخ الإداري محمد صالح، الذي أصبح اسمه مقرونًا – لدى السامع- بالعلم والحلم والسيادة والفتوة والإدارة والعبادة والزهد وعلو الكعب في سلوك القوم… أمّا والدتها فهي الحَصَانُ الرزان مريم “فيْلَّح” بنت بزيد سليلة البيت الشمشوي الذي ضرب أطنابه في المجد.


لقد أعجبتني لا سقوطًا قناعها *** إذا ما مشت ولا بذات تلفت
تحل بمنجاة من اللوم بــــــيتها *** إذا ما بيوت بالملامة حلت


سميت الفقيدة تيمنا باسم أمنا خديجة بنت خويلد رضي الله عنها؛ فشملتها بركة الاسم؛ كما سرت إليها أسرار أسرتها؛ فكانت مصداقًا لكشوفات جدها الشيخ محمد والد بن خالنا الذي قال إن كل بنت من نسله تسمت باسم “خديجة” فسيكون لها شأن؛ فأشبهت عمتها خديجة السالم، وجدتها هاكو؛ “خديجات” قليلات العيوب نقيات الجيوب رحمة الله عليهن.
درست الفقيدة في العاصمة نواكشوط؛ حيث تخرجت من المدرسة العليا لتكوين الأساتذة؛ كما حصلت من مدرسة والدها الصوفية على شهادة حسن سيرة وسلوك؛ فعبت من معين الحقيقة المحمدية إسلامًا وإيمانًا وإحسانا، فتحَلت وتخَلّت ولم تخالط – طيلة حياتها- إلا من ينهضها حاله، ويدلها على الله مقاله


لها خلق عف ودين ومحتد *** وخلق سوي في الحياء ومنطق


تزوجت خدِّ بالمهندس محمد سالم بن محمد سيديا، فكان منزلهم في انواذيبو وبيتهم في نواكشوط ومسكنهم بالمذرذرة ودارهم في جدة.. محط رحال الغريب والمعتر وعابر السبيل والجار ذي القربى، وكانت تحرص – من وراء حجاب- على راحة الضيوف وسد خلات زوار البيت من الأقارب والأباعد.


من الأوانس مثل الشمس لم يرها *** في ساحة الدار لا بعل ولا جار


عرفت الفقيدة بحسن الخلق والتواضع والرفق بالمسلمين والسعي في أمورهم، كما كانت تعدُّ من الذاكرات الله كثيرا، والمنفقات سرا وعلانية تقبل الله أعمالها وجعلهم في ميزان حسناتها.
عاشت الفقيدة عمرا عريضا، كانت فيه نموذجا للأم المربية والزوج الطاهرة والأستاذة النصوحة، والسيدة المحترمة؛ ثم أسلمت روحها إلى بارئها مساء اليوم، ووري جثمانها الثرى في مقبرة بئر السعادة وكأنها تنشد قول الشيخ الأديب أوفى بن يحظيه في والدها عام “الهوْفً” :


أقول لنفسي حين حــــان ارتحالها***عن أكجوجت المعروفة اليوم حالها
رويدك إن انن فيها وكم فـــــــــتى***بــــــــه شرفت أرض وراق جمالها
كريم السجايا فيه أنشد من مضى*** وما فضــــــــــل الأرجاء إلا رجالها

انتهز هذه السانحة لأقدم خالص العزاء لأهل أعمرإيديقب و إيديقب عمومًا وخصوصا إلى أسر أهل ميمَّاه و أهل محمد صالح وأهل أحمد مسك و أهل عبد الله بن دحمان وأهل ببها بن اميي؛ وأرجو من الله العلي القدير أن يلهمهم الصبر والسلوان و أن تحل شآبيب الرحمة على قبر الفقيدة. إنه سميع مجيب.

اترك رد