الرئيسية / مؤلفات / شرح ألغاز بن بون للعلامة أحمذ بن زياد

شرح ألغاز بن بون للعلامة أحمذ بن زياد

 

المؤلف:

هو العالم العلامة الحبر البحر الصوفي الورع المربي المدرس القاضي المفتي أحمذ الملقب بد بن زياد بن حامدت الصغير بن عبيدي بن محمذن بن ألفغ عبد الله , وقد تقدم بعض التعريف به عند تقديم شرحه على المنهج المنتخب للزقاق .
موضوع الكتاب:

شرح المؤلف رحمه الله تعالى في كتابه هذا ألغازا في علم الكلام وجهها العلامة المختار بن بون الجكني إلى اليعقوبيين ضمن المناظرات التي وقعت بينه وبينهم, وقد خص بها منهم العلامة الشاعر مولود بن أحمد الجواد كما صرح بذلك في قوله في أحد أبيات القصيدة: وما وجه يا مولود فصل محمد إلخ.
وقد أشار الأديب أحمد بن الأمين العلوي في كتابه الوسيط إلى بعض ما جرى بين المختار واليعقوبيين, وذكر قصصا من ذلك نورد منه قوله في ترجمة مولود : (ص: 193): ” وكان مولود رحمه الله، من أكابر تلاميذ العلامة المختار بن بون الجكني ، حتى وقع بينه وبين قبيلته ما وقع، فصار هو خصمه الألد, وكان المختار أقل منهم مرتبة في الشعر، وهم أقل منه في علم النحو والكلام، فكان يلقي عليهم الألغاز، فيتصدى مولود لحلها، فربما حل البعض وعجز عن البعض، فاتفق أنه ألقى عليهم لغزا وقال: إن أجبتموه كفرتم، وإن سكتم غلبتم، فمكث مولود مدة معتزلا عن الناس، يفكر في ذلك اللغز، فخرج عليهم في وقت حر فقالوا له: ما فعلت مع زركة المختار؟ والزركة (بزاي وراء وكاف معقودة مفتوحة وبعدها هاء تأنيث) بمعنى الرمية، وهم يعبرون عن اللغز بذلك، فقال: بركت عنها”.
وقوله في ترجمة المختار بن بون (ص: 279): ولما ظهر المختار بن بون ، انتشر ذكره في ذلك الإقليم، فصارت الناس تنثال إليه من كل وجهة، وأرى الناس الطريق النافعة في التعليم، على أنه وجد العلوم في ذلك العصر حية، وكان من أجل قبائل الزوايا في العلم: قبيلة إديقب , خصوصاً في علم العربية، فاستجلبوه إليهم، ليأخذوا عنه علم النحو والكلام, وكان لا يجارى فيهما, فأقام عندهم برهة فوقع بينه وبينهم مناظرات آلت إلى الشقاق، وكان المناضل له حقيقة أكبر تلامذته محمد بن حبيب الله ، المعروف با لمجيدري ، و مولود بن أحمد الجواد , وصاروا كلهم يدا واحدة عليه, وكانوا إذا صاروا إلى الشعر يغلبونه، لأنهم أمهر منه في نسجه فإذا صاروا إلى الألغاز الكلامية يغلبهم, وأطالوا معه الشقاق، ثم استسمحوه بعد ذلك وقالوا له: ( تا لله لقد آثرك الله علينا وإن كنا لخاطئين ) فقال: ( لا تثريب عليكم اليوم يغفر الله لكم، وهو أرحم الراحمين ).
وقد اشتهرت تلك الألغاز في ذلك العصر وتصدى لها العلماء بالجواب والشرح, ومن أبرز ما كتب في شرحها إضافة إلى الكتاب الذي بين أيدينا كتاب الشيخ العلامة محمد فال (ببها) بن محمذن بن أحمد بن العاقل الديماني الأبهمي رحمه الله, وهو شرح مطول مسهب العبارة.
أما شرح الشيخ أحمذ فقد جاء مختصرا موجزا, ولم يبين سبب تأليفه له, لكنه أشار في آخره إلى أن بعض الأشياخ طلبه منه, إذ يقول في خاتمته: وتجشمته على عجل امتثالا لأمركم ووفاء بحق الأشياخ.
وقد أكثر فيه النقل عن السنوسي إذ هو إمام فن علم الكلام في المغرب, كما نقل أيضا عن الفرائد للشيخ محمد اليدالي, وعن ألفية السيوطي في البيان, ومصادر أخرى.

مصدر النسخة:

وقد حصلنا على هذه النسخة من طرف حفيد المؤلف أخينا الأستاذ محمد فال بن محمد محمود جزاه الله خيرا, وأضفنا لها بعض التنسيقات, كما قمنا بمقارنة النص مع ما في شرح ببها , فوجدناهما متطابقين, فقول المؤلف رحمه الله في خاتمته: انتهى ما وجدت منها وروايتي لها وجادية إلخ, هو من باب الورع وهضم النفس على ما جرت به عادة السلف رحمهم الله تعالى, والله الموفق.
محمد الأزعر بن حامد بن يحظيه عفا الله عنه وعن والديه.

 

 

 

تعليق واحد

  1. كتاب قيم جزاكم الله خيرا

اترك رد