شروط ابن البيضاء على ابن غبراء

نظر ابن البيضاء والصفراء إلى ابن غبراء شزرا وحدجه بنظرات من نوع آخر فيها شيء من الرأفة والسخرية ثم بسم في وجهه بسمة من هذا النوع من الابتسام الذى لا فرق بينه وبين العبوس إلا في انبساط يسير في أسارير الوجه فهو من فصيلة البسمات الخارجة من اللهاة مباشرة لترتسم على الشفتين والثنايا و الأنياب و لا علاقة لها بالقلب إطلاقا.نظر ابن البيضاء والصفراء إلى ابن غبراء شزرا وحدجه بنظرات من نوع آخر فيها شيء من الرأفة والسخرية ثم بسم في وجهه بسمة من هذا النوع من الابتسام الذى لا فرق بينه وبين العبوس إلا في انبساط يسير في أسارير الوجه فهو من فصيلة البسمات الخارجة من اللهاة مباشرة لترتسم على الشفتين والثنايا و الأنياب و لا علاقة لها بالقلب إطلاقا.
ونظر ابن البيضاء والصفراء إلى ابن غبراء وقال له لقد قررت في الأخير أن أجلس معك على طاولة المفاوضات على كثرة مشاغلى وتعقد مشاكلى فاعتبر نفسك سعيدا محظوظا، فاغتنم غياب طوالع النحوس وظهور طوالع السعود، واعلم أنها الفرص تنتهز و إلا فإنها لا تعود، واعلم أنى ما قبلت أن ألقاك إلا لأننى مستعد أن أساعدك في مسعاك، فقديما قيل إن من أذن في الدعاء فقد أذن في الإجابة.
إننى أعلم أنك تعيل قطعانا كثيرة من الجهلة والفقراء والمرضى من ذوى المذاهب المتعددة والمشارب المختلفة لا يحصيهم كتاب و لا يجمعهم حساب وهم في ازدياد بتضاعف بيوت الشطرنج صعب قودهم إلى سبيل الرشاد سهل قودهم إلى سبيل الهلاك، سمعوا بالديمقراطية فحسبوها الماء والكلأ، فإذا هي لا تشفى من العلل و لا تفرج الكروب إلا لشعب عمل وجد وغير ما به و كد، لقد حررت المعبدين وقربت المبعدين وقضيت على ما هنالك من الجور والحيف وفعلت وفعلت لكن ذلك لا يعنينا نحن أهل العالم الأول، أهل البيضاء والصفراء. تلك أمور تعنيكم أنتم وحدكم يا أهل العالم الثالث يا أهل الجنوب، ونحن في عونكم ما دمتم في عون أنفسكم مصالحكم ومصالحنا إذا قبلتم…
يا ابن غبراء أنا مستعد أن أدفع لك “هبة” بمبلغ مائة مليون من تلك العملة التى لا أصعب منها في الوجود، تلك العملة الخضراء التى سُكت في مدينة واشنطن و إن شئت ، جعلتها لك من ذوات الياء من اليورو والين . وهي لك هبة صافية ولكنها مشروطة بشروط، بها دفعها وصلاحها منوط، الشرط الأول : أن تدفعوا سبعين في المائة منها رواتب للمستشارين والاستشاريين والفنيين الذين سأضعهم تحت تصرفكم مجانا في إطار العلاقات الودية القائمة بين مؤسساتنا ومؤسساتكم. الشرط الثانى : أن تمنحوا عشرين في المائة منها لشرائك بلدي المتخصصة في شكل صفقات يتمعن فيها عبق الامتياز، لا بد من ذلك، و الشرط الثالث أن تسدد الفوائد المترتبة على القسط الباقي فلا يتأخر منها فلس واحد و إلا قطعنا السحب وعلقنا الاتفاقية من جانب واحد.
فإن كنت يابن غبراء ، بهذه الشروط قابلا ، وبها عاملا فهو حظك، و أنت منى و أنا منك ، ونحن أهل البيضاء والصفراء جميعا من ورائك، و إن كنت غير قابل بها، فأنت وما توليت منك وعليك إثم من فرط في مستقبل شعبه وبلاده، و أنا بعد ذلك لك بالمرصاد، لا قرض لك عندى و لا فرض، وسأحكم بسفهك وتفليسك وبطلان عملتك وعمولتك و أحذر أسرة الممولين منك، و أضع على أنقاب هذه المعمورة رجالا من خبرائى وعملائى يحذرون الناس منك.
و إن تماديت في غيك وقررت أن تتعامل مع غيرى، وزعمت أنه يمكن لمخلوق أن يفوق محمدا فسأصارحك العداء، و أدب لك الضراء، وستروى في العالم صحفى أنك تنتهك حقوق المرأة والإنسان، وتنكر حرية الأديان، فإن لم تنته أثبت للعالم، بما لا مجال للشك فيه أنك تمارس المخرقة، وتنكر المحرقة وتشجب الرسوم وتخصب اليورانيوم، فلا شيء عند ذلك أسهل من استصدار قرار من مجلس الأمن يقضى بمحاصرتك حتى تثوب إلى رشدك، و سأنفذه أنا من بينهم وحدى، هكذا ألهمنى رشدى.
فما كان من ابن غبراء إلا أن سعل سعلة المحرجين وبسم تبسم المخرجين ثم قال لابن البيضاء والصفراء : هات ورقتك أوقع عليها قالت العرب: دهرٌ رين سعد لقين، فما دمنا نقاسى الأمرين فلا بد من ارتكاب أحد الشرين، إلى أن ياتى الله بهذا الذهب الأسود فنسود به وجوه حسادنا، ونرجو أن لا يكون كسراب بقيعة إلى آخر الآية…
فوقع ابن الصفراء والبيضاء ووقع ابن غبراء وتبودلت الخطب وعلبت العلب وقيل الحمد لله رب العالمين.

بقلم الأستاذ: محمد فال بن عبد اللطيف

نقلا عن جريدة الشعب العدد 8742 الصادر بتاريخ الثلاثاء 21 اغشت 2007.

تعليق واحد

  1. وخيرت بالعالم الفقيه العارف بالله بباه الله ايطول عمر

اترك رد