الرئيسية / مقالات / بحوث يعقوب بن عبد الله بن أبن / قراءة فى شعر مجالس الشعار

قراءة فى شعر مجالس الشعار

توطئة
تهدف هذه القراءة إلى لفت أنظار الباحثين المتخصصين إلى ضرورة انتشال النصوص الشعرية اللتى قَــرِّظَ بها الشعراء الموريتانيون فنانيهم القدماء .خصوصا مع ما يهددها فى الوقت الراهن من أخطار مثل: فقد الرواة واختلاف الروايات وقدم الأسطوانات. وتنقسم إلى ثلاثة أجزاء: توطئة
تهدف هذه القراءة إلى لفت أنظار الباحثين المتخصصين إلى ضرورة انتشال النصوص الشعرية اللتى قَــرِّظَ بها الشعراء الموريتانيون فنانيهم القدماء .خصوصا مع ما يهددها فى الوقت الراهن من أخطار مثل: فقد الرواة واختلاف الروايات وقدم الأسطوانات. وتنقسم إلى ثلاثة أجزاء:

الجزء الأول: مدخل عام نعرض فيه لصناعة الغناء و لأشهر الأسر الفنية الموريتانية
الجزء الثانى: قراءة فى نماذج من شعر مجالس أزوان بمنطقة القبلة.
الجزء الثالث: قراءة عمودية فى بعض تقاريظ أعصار أهل انيفرار لمختلف الشعار.

الجزء الأول

1.مدخل عام

قال بعض أهل التفسير في قول الله تعالى :  ( يَزِيدُ  فِي الْخَلْقِ مَا يَشَاءُ ) هو الصوت الحسن.
وقال النبي صلى الله عليه وسلم لأبى موسى الأشعري لما أعجبه حسن صوته :(لقد أوتيت مزمارا من مزامير آل داوود). وقال الإمام أبو حامد الغزالي : من لم يحركه الربيع وأزهاره، والعود و أوتاره، فهو فاسد المزاج ليس له علاج.
ويؤكد أهل العلم بالطب أن الصوت الحسن يرتاح له القلب وتهتز له الجوارح ومن أجل ذلك كرهوا للطفل أن ينوم على أثر البكاء حتى يرقص ويطرب. وزعم الفلاسفة أن النغم فضل بقي من المنطق لم يقدر اللسان على استخراجه فاستخرجته الطبيعة بالألحان على الترجيع لا على التقطيع.
و تحب البهائم الصوت الحسن وتعرف فضله فالإبل تطرب على الحداء والنحل على الغناء والطير ينزله من السماء يقول الراجز:

والطير قد يسوقه للموت *** إصغاؤه إلى حنين الصوت 

وقال ابن خلدون فى صناعة الغناء: ” هذه الصناعة هي آخر ما يحصل فى العمران من الصنائع لأنها كمالية من غير وظيفة من الوظائف إلا الفرح ”
وقد عرف الغناء تطورا كبيرا وازدهارا واسعا فى ممالك الفرس والروم وكان الأكاسرة يقربون أهل هذه الصناعة ويجزلون لهم العطاء دون غيرهم فانتشر الغناء فى الشرق والغرب.
وأول من غنى من العرب قينتان لعاد يقال لهما “الجرادتان ” ، ثم صاربعد ذلك عندهم على ثلاثة أوجه: غناء الركبان والقينات ويدعى بالنصب ، والثقيل الكثير الترجيع وهوالسناد أما الهزج فهو الخفيف كله وهو الذى يثير القلوب ويهيج الحليم.
ثم تطورت بعد ذلك صناعته كثيرا حيث نجد الملك الضليل امرئ القيس بن حجر يصف قينة فى القرن الخامس الميلادي و يشبه صوت كَرانها (عودها) بالجيش فيقول:

و إن أمس مكروبا فيا رب قـــينة *** منعمة أعمـــــــلتها بكران
لها مزهر يعلو الخميس بــصوته *** أجشُّ إذا ما حركته اليدان 

ثم صارالغناء متداولا بعد ذلك في أمهات القرى ومجامع أسواق العرب مثل يثرب والطائف وخيبر ووادى القرى ودومة الجندل. و لعل ذلك هو ما جعل أهل القرى ألطف نظرا من أهل البادية ، الشيئ الذى تؤكده مقولة الشاعر النابغة الذبيانى عندما سمع أصواتا من شعره يتغنى بها أهل يثرب فتنبه إلى عيوب الإقواء وخصوصا فى بيتيه الشهيرين من قصيدته التى مطلعها :

أمن آل مية رائح أم مغتدى*** عجلان ذا زاد وغير مزود 

فقال: ” قدمت إلى الحجاز وفي شعري صنعة ورحلت عنه و أنا أشعر الناس.”
ولما جاء الإسلام وفتحت الأمصار و تحسنت الظروف الإقتصادية للمسلمين جراء الغنائم وما أفاء الله عليهم من الشام والعراق ، تفرق المغنون من الروم و الفرس فى قرى الحجاز بعد أن صاروا موالي للعرب فغنوا جميعا بالعيدان والطنابير والمعازف وسمع العرب تلحينهم للأصوات فلحنوا عليه أشعارهم.
وأول من غنى فى الإسلام بالغناء الرقيق طويس ونشيط الفارس وعلم طويس ابن سريج والدلال ونئومة الضحى فكانوا فى المدينة ، ثم نبغ بعد ذلك سلم الخاسر مولى الصحابي الجليل عبدالله بن جعفر الذى كان هو معلم معبد وعلى يدي معبد تعلم الغريض فكانا فى مكة.

أجاد طُوَيْسٌ والسُّرَيْجيُّ بعدَه … وما قَصَبَاتُ السَّبْقِ إلا لمَعْبَدِ 

وقد اختلف الناس فى الغناء فأجازه عامة أهل الحجاز وكرهه أهل العراق ، وأدى ذلك إلى كثرة المغنين بالحجاز مقارنة مع العراق. ومما يؤكد ذلك سفر حنين(المغنى الوحيد فى العراق آنذاك) إلى الحجاز استجابة لدعوة أصدقائه الثلاث (معبد والغريض وابن سريج) ومن المفارقة أن سفره ذلك كان سبب وفاته إثر تدافع حصل بين الجمهور المدني فى منزل الشريفة سكينة بنت الحسين رضي الله عنهما.
هذا مع أننا نجد أبياتا للشاعر عمر بن أبى ربيعة نظمها إثر زيارة سياحية قام بها لمدينة الكوفة تؤكد انبهاره من صوت مغنيتين سمعهما بمنزل صديقه عبد الله بن هلال حيث يقول:

يا أهل بابل ما نفست عليكم *** من عيشكم إلا ثلاث خصال
ماء الفرات وطيب ليل بارد *** وغناء مسمعـتين لإبن هلال

ووصلت صناعة الغناء إلى ذروتها زمن الخليفة العباسي هارون الرشيد، عندما ظهر ابراهيم الموصلي وابنه إسحاق وابن جامع السهمي ومخارق وطبقة أخرى دونهم منهم زلزل وعمرو الغزال و الزامر برصوما.
ثم إن ابراهيم الموصلي عَـــلَّمَ غلاما له يدعى زرياب(علي بن نافع) أسرار الصنعة وفنونها فأتقنها الأخير أيما إتقان. إلا أن الموصلي قرر التخلص منه خوفا على مكانته عند الرشيد، فصرفه إلى القيروان، لكن المغني العبقري لم يجد بها ما يريده فقرر اجتياز البحرنحو الأندلس وعندما علم به الخليفة الأموي الحكم بن هشام ركب للقائه وخلع عليه وقربه و أجزل له العطاء.
و تطورت الصنعة مع قدوم زرياب إلى الأندلس وتذوقها المجتمع و أحبها من خلال الإيقاعات الجميلة الجديدة التى ابتدعها زرياب خصوصا بعدما أضاف وترا خامسا إلى العود العربي الرباعي. ثم انتشرت صناعة الغناء في المجتمع الأندلسي مع صعود نجم زرياب فعلم الجوارى والقينات واخترع الموضة والتشريفات.
وبعد التدخل العسكري للدولة المرابطية في الأندلس – الذى أدى إلى تأخير سقوطها بأزيد من ثلاثة قرون- نشأ تواصل وتبادل ثقافي بين الأندلسيين و صحراء الملثمين ، وقد حدثت هجرات بشرية كبيرة مع بداية سقوط ممالك الأندلس إلى الصحراء خوفا من اضطهاد المسيحيين ولا شك أن تلك المجتمعات المهاجرة جلبت معها ثقافتها ونمط عيشها وفلكلورها الشعبي إلى وطنها الجديد.
2. استنطاق تاريخي لبعض مصطلحات الموسيقى الموريتانية:
تؤكد المفردات المستخدمة حتى الآن فى الموسيقى الموريتانية على وجود ثلاث حضارات -على الأقل- تراكمت لتضمن ثراءا وتنوعا للموسيقى “البيظانية” ميزاها عن جاراتها فى شبه المنطقة. فلا تزال مفردات اللهجة الصنهاجية الباقية شاهدة على أن قبائل صنهاجة كانوا متذوقين ومستمعين للفن الأصيل، كما أن وفرة المفردات الحسانية في الأدبيات الفنية تؤكد القيمة المضافة الكبيرة التى أثرت بها القبائل المعقلية تلك الموسيقى . أما المفردات الزنجية القليلة فتمثل دليلا على آثار الاحتكاك الجغرافي الطبيعي بين القوميات المتجاورة.
نماذج من المصطلحات الصنهاجية:
تيدينيت: وهي مركبة من كلمة ” تِــذْ ” وتعنى آلة و ” تــذِهْ” العزف أو الضرب وبالتالى فهي آلة العزف أو” لخبيط” كما يسمونه محليا.
أزوان : مركبة من كلمتين ( أََأزبنْ وتعنى الشَّعَرْ و آوَجْ وتعنى الكلام) أي هي كلام الشَّـعَــرِ حسب الترجمة الحرفية للمصطلح أو صوت الأوتار بمعنى أعم.
وبما أنهم كانو يصنعون أوتارالتيدينيت من أذناب الخيل فلا غرابة إذن بأن يطلقوا لقب ” الأمهار” والمُهر إبن الفرس على الوترين الطويلين فى التيدينيت. أما الوتران القصيران فيها فقد سموهما ب “التيشبطن” ولعله مستوحا من مصطلح الشبوط الذى أطلقه الغلام زُلْــزُلْ على العود تشبيها له بسمك الشبوط النهري.
آردين: هي كلمة (أَرْ أَثـِـينْ) بالصنهاجية وتعنى معزف الجارية ولذلك لا يعزف آردين إلا النساء ويعزفن عليه جميع المقامات الموسيقية. .

نماذج من المصطلحات الحسانية:
لا تقف المصطلحات الحسانية فى الموسيقى الموريتانية تحت الحصر، ف “اسروزى” هو السرج، و لكحال والزراك ولبياظ عبارة عن ألوان و “بيكى ولعتيك” هما الباقى العتيق، و”الشور” هو الجهة، أما “لكنيدية” (وهي تصغير كنداية) فتعنى المزج بين لوني السواد والبياض.
نماذج من المصطلحات الإفريقية:
إيكيو : هى فى الأصل كلمة زنجية ف ” كَــيوَلْ” تطلق على الشريحة التى تمتهن الفن.
مك موسى : هو”كر اجانب البيظ” أما أصل التسمية فيزعمون أن عازفا يدعى موسى عزف لحنا استوحاه من تمايل أعواد الذرة (مكة) جراء هبوب الرياح فأضيف اللحن إليه.
هُــدُ : تطلق على التيدينت باللهجة البولارية وهو ما اعتبره البعض تحريفا لكلمة عود.
3. أشهر الأسر الفنية الموريتانية:
أهل مانو: من أشهر بيوتات الترارزة وقد اختصوا بأبناء أحمد بن دامان وكان بيتهم مهابا من العامة والخاصة حتى أن الرجل يلتقى فيه بقاتل أبيه فلا يستطيع الأخذ بثأره احتراما له.
وقد شاع مانو وكذلك حفيده أحمدُ بن أعمر الملقب بالميداح و عرفت العائلة من خلالهما فى شرق البلاد وغربها بخبرتها فى العزف، وتميزها فى نظم الملاحم الشعرية المعروفة ب “اتهيدين”.
. تميز أهل مانو بالعبقرية فى مجال العزف و الشدو والشعر والعلوم الدرائية والروائية والثقافية والذكاء وحسن الأخلاق. وقد خاطبهم العالم الأديب المختار بن حامد بقطعة شعرية منها:

مُداحُ خير الورى أبـــناء مُداحه*** دُراس سيرته حُــــــــفاظ أمداحه

الباسطون للاقــــــيهم وجوههمُ *** جُلاب أفراحه طُـــــــراد أتراحه

ساقوا مسامعه من راح شدوهمُ *** فينتشى بالذى يســـقاه من راحـه

والدارسون متون الفقه يقرؤها *** فصيحة نشؤهم من قبل إفصاحه

أهل الببان: أسرة عريقة من شعار الترارزة تميز أفرادها بحسن الصوت وجودة اللحن والأدب والثقافة.، وقد شاع صيتها من خلال أصواتها التى قامت الإذاعة الوطنية بتسجيلها. وإليها تنتمى الفنانة فاطمة السالم بنت الببان التى خاطبها العالم الصالح امحمد بن أحمد يوره بقوله:

من يدعى لابنة البــــبان مشبهة *** يوم اللقاء بإذن الله ينــــهزم
إذا التقت من عيون الناس أربعة *** فإن واحدة منــهن تحـــتشم 

 

أهل انكــــذي: بيت فني عريق فى “القبلة” أنتج سلالات وقامات فنية سامقة كأهل اشويخ و أسرة محمد الطيرش و الفنان الخالد امحمد بن انكذي الملقب “لعور” الذى خاطبه الباشا البيضاوي الجكنى بأبياته الشهيرة:

لعمرى لقد خضت القرى من كـــناكر *** وجاوزت أرض الصــــين بعد الجزائر

وبالمغرب الأقصى ديارى ومنشـــأى *** وسامرت أرباب الغــــــــــنا والمزامر

فما سمعت أذنى و لا ناظــــرى رأى *** كذا الأصلعَ المشـــــهور عن كل شاعر 

أهل إعل وركان : من الأسر الفنية التروزية المعروفة ، شاعت بالفتوة والعزف والظرافة و إلى هذه الأسرة تنتمى الفنانة المتألقة كمبان التى عناها الأستاذ الشاعربلى بن ديدى الأبهمى بقوله:

واها لكمـــــــــــــــبان قد غنت لنا الآنا *** ما هاج للقلب تبريـحا و أشـــجانا

صوت أجـــــــــش قد أطرانا و أطربنا *** و أرسل الدمع تســـكابا وتهـــــتانا

صارت به القوم صرعى لا حراك بهم *** كأنــــما قد سقوا من خمر “هافانا” 

أهل أحمد لول: اشتهروا بحسن العزف والشدو واللباقة ونظم الشعر الشعبي، وتنتمى إليهم فنانات شهيرات منهن صاحبة أبيات الشاعر المختار بن ميلود اليداجي:

يا بنت أحمد لولى الله ينــهانى *** عن حضرة اللهو لولا نهيه الثانـى
قلبَ المنيب إلى مولاه محتسبا *** لكنت أول آت أو أنا الـــــــــــــثانى 

أهل سدوم بن انجرتو : هو الشاعر الذرب المبدع والفنان الملحن المخترع ، و تمثله اليوم أسر عريقة مثل أهل همدفال و أهل آب و أهل مُحمادو. ومن حفدته الفنان العظيم ذى الصوت الرخيم و الذوق السليم سيدات بن آب الذى يقول فيه القاضى بي بن سليمان الناصرى :

ألا بلغن سيدات إن كنت غاديا *** رسالة قاض بالعــــيون دعى بيا

أشاعر موريتان أرقــت مقلتى *** وذكرتنى عـــــهد الصبا وشبابيا

بترداد بيت للمــــــلوح موهنا *** دعونى دعـــونى قد أطلتم عذابيا

فكرره لى وهنا ببيـــك بلحنكم *** فمن لحنكم أشفى همومى ودائيا 

أهل سدوم المختار: عاشت هذه الأسرة فى تكانت و لعصابة وقد أخرجت لنا العديد من الفنانين المتميزين المشهورين فى العزف والشدو وخصوصا أبناء أيده و أهل أعمر إيكيو. وقد شاع منهم الفنان سدوم و أخوه الراحل الخليفة الذى رثاه الشاعر أبو شجة الكنتي بقوله:

 

تبكى القلوب خليــــــفة الإلهام *** إذ لا خليفة مـــنه فى الأوهام

لما خبا النجم الذى بغنــــــائه *** كانت تلـــوح كواكــــب الإلهام

تبكيه إذ تبكى الوشائج بيـــننا *** شجو الخليفة نكـــس الأعلام

إن الخليفة ليس منه خلـــــيفة*** إلا العزاء بربـــــــقة الإســلام 

أهل الدندان : أسرة عريقة فى الحوضين وتضم أسرة أهل أعمر تيشيت الذائعة الصيت و أهل أحمد سالم وأهل إعل خدجة . وقد عاشت هذه الأسرة فى الحوض الغربي وتميزت بالظرافة وحسن العزف والشدو. وفى كرمى بنت بن إعل خدجة يقول محمد محمود بن أحمذيه الحسنى:

شغفت وضاق من شغف جنانى *** ولم يسعده آونة لســـانى
بمسمعة إذا غــــــنت بصوت *** أجابته المثالث والمـــــثانى 


أهل آوليل : لهذا الإسم عراقة فى الفن الموريتاني خصوصا فى منطقة الحوض وتمثله اليوم أسر شهيرة مثل أهل نفرو و أهل بوب جدو و أهل أحمد زيدان و أهل شغالى. ويكفى هذه الأسرة فخرا أنها أنجبت الفنان الكبير سيدأحمد البكاي بن عو، وإياه يعنى الشاعر الكنتي محمد الأمين بن خو بأبياته:

سيدأحمد إن شدوت ببيت شعر *** تركت لشدوه شـــــــــدو الشوادى
فلا شدو ســـــــــــواه به أبالى *** من الشدو الطريف ولا التــــــلاد 

أهل آكمتار : بيت عريق فى الحوض ويضم إلى جانب أسرة أهل النانة أسرتي أهل حمبارة و أهل السيد. وفى حمادى بن عثمان بن النانة يقول الشاعر المختار بن محمد يحيى الولاتى :

ما شدو ورقاء إذ تشــــــــدو بألحان *** تدعو الهديل على عــــــيدانة البان

و لا المثانى إذا رنت تجــــــــاذبها *** رُخْصُ البنان من القينات فى الحان

يوما يعادل بعض الشدو فى طرب*** ببيك من شدو حـــــــــماد بن عثمان 

 
أهل دندن: من الأسر الفنية المعروفة ومن أشهر رجالاتها العازف الكبير والمطرب الشهيرسيدى بن دندن الذى خاطبه الأديب الشاعر يعقوب بن أبو مدين بقوله من أبيات له:

تقاصر أهل الشدو عن نجل دندن *** فليس يحاكى نجل دندن فى الفن
يحرك منى شدوه كل ســـــــــاكن *** وتذهب أحزانى ويبــــعدها عنى 

أهل أسيساح: سكنوا آدرار واختصوا بأهله.وقد عرفوا بجودة الشدو والعزف، وفى ميماه بنت أوليده بن أسيساح يقول الشاعر السعد بن الشيخ حسنا بن الشيخ ماء العينين:

ميماه ما أنت إلا كعبة النادى*** سواء العاكف المعروف والبادى
قتلت كل لبيب قـــبل ساعته *** بمزمر وبصوت يطرب النــادى

يتبع بإذن الله

يعقوب بن عبدالله بن أبــن

المصادر المعتمدة فى الجزء الأول:
– العقد الفريد لإبن عبد ربه الجزء الثامن
– إحياء علوم الدين لأبى حامد الغزالى الجزء الثانى
– المقدمة لإبن خلدون
– أشعار الشعراء الستة للأعلم الشنتمرى
– الأغانى لأبى الفرج الأصفهانى الجزء الأول والثانى
– دراسة حول أزوان البظان للباحث محمد بن احظانا منشورة فى موقع الثقافة الشعبية البحرينية.
– مصدر النصوص الشعرية ونسبتها اعتمدنا فيهما على موسوعة الشيخ العلامة المختار بن حامد خصوصا جزء الأغانى والمغنين من خلال نسخة مرقونة لدى مكتبة المعهد الموريتانى للبحث العلمي.
– ديوان الأستاذ الشاعر الأبهمي عبد الله بن أحمدسالم الملقب بلى بن ديدى
– ديوان ذات البدع للشاعر الكنتي أبو شجة
– مقابلة عبر الهاتف مع السيد الحضرامى بن الميداح بتاريخ 15 اكتوبر 2013.
– مقابلة مع الفنان حمدن بن آب فى منزله فى مكطع لحجار بتاريخ 10 اكتوبر 2013

14 تعليقات

  1. تعلم فليس المرء يولد عالما
    وليس اخو علم كمن هو عالم

  2. حد يبغ يشرح شى

    شكرا لك يا أستاذ يعقوب على الموضوع القيم و اردت أن أنبه أمثالى من القراء الذين ليسوا متخصصين فى الشعر إلى البيتين الذين أشرت لهما فى المقدمة:
    قال النابغة الذبيانى فى بيته الثالث من قصيدته للمتجردة:
    زعم البوارح أن رحلتنا غدا *** وبذاك خبرنا الغداف الأسودُ
    فضمُّ الدال فى كلمة أسود هو ما يعنيه الكاتب بالإيقواء وهو اختلاف حركة الروي من الكسر إلى الضم وهو من عيوب القوافى كما هو معروف,
    البيت الثانى هو الثامن عشر من نفس القصيدة وهو :
    بمخضب رخص كأن بنانه *** عنم يكاد من اللطافة يعقد
    وشكرا مجددا و نحن متعطشون إلى الأجزاء الأخرى.

  3. د : القطب الأنصاري

    مقال رائع اخي يعفوب دمت متالقا تقبل مرورري اخوك القطب

  4. الحضرامى بن الميداح

    يعقوب لقد والله قمت بعمل جيد ودقيق وممتاز لاغبار عليه .بارك الله فيك ولا اظن ان احدا يمكنه ان يضيف اجمل وادق مماكتب .اجدت واحسنت

  5. الله يحفظك

  6. محمد أحمد الميداح

    لقد قرأت هذا النص الجميل و ارتحت كثيرا لقراءته لأنه ناتج عن دراسة موضوعية و علمية بامتياز…
    و قد أفتدتني كثيرا من حيث أسماء و أنساب بعض الأسر الفنية و خاصة أسر الحوضين…
    ومما أحببته في هذه الدراسة خلاصتك بأن الفن ليس من الكماليات التي يمكن الإستغناء عنها و أنه من ضروريات الحياة و ذلك ما يحاول بعض أصحاب القلوب المتحجرة نكرانه…
    أود فقط أن أصحح معلومة تتعلق بجدنا أعمر ولد مانو : فهو ليس الميداح بل والده… الميداح هو احمدو ولد أعمر ولد مانو… و قد لقب بهذا اللقب لما رفض تمجيد الأمراء و تخصص في مدح النبي ص …
    و من الحكايات الشائعةأن بعض المدائح التي يتغني بها المداجون أصلها من شعر الميداح و الله أعلم…
    و من المعروف أول من مارس الغناء من أسرة أهل الميداج هم المختار (ولد محمد ولد اعلي ولد محمد ولد الميداح) و أحمدو و اعلى (أيناء محمد سالم ولد أحمدو ولد اعلي ولد محمد ولد الميداح)…
    أما قبلهم، فقد كان اختصاص الأسرة العزف و قد برعوا فيه كما قلت… شكرا لك علي هذا البحث و علي البحث الذي سبقه !

  7. هنيئا لك أخي العزيز يعقوب و شكرا على هذا البحث الشيق و الرصين، و إلى الأمام

  8. محمذباب بن كراي بن أحمديورة

    في الحقيقة كان بحثا ممتعا للغاية بروعته وانسيابيته وحسن اختيار نصوصه باختصار ابدعت ونريد المزيد

  9. كراي بن المختار بن الميداح

    أخي يعقوب، قرأت مقالك وهو في غاية الروعة والجمال! وقد منعني عدم تسجيلى الغير مقصود طبعا لرقمك، من الإتصال بك وتهنئتك عليه. بارك الله فيك وسدد خطاك! وأنا في تلهف لقراءة تتممة هذا البحث الرائع.ولك تحياتى.

  10. أجدت وأفدت كعادتك

  11. محمدن بن مناح تيب عليهما وعلي جميع المسلمين آ مين آ مين

    شكرا لكم ، شكرا لكم ، يا يعقوب ، قد أجدت وأبدعت بدون مجاملة في تقديمك في [قراءة في شعر مجالس الشعار ] وأتيت بما عليك دون إطناب ممّلّ، واختصار مخلّ، في الموضوع من جميع جوانبه واليك هذه الأبيات ،هدية وتقريظا علي ما قمت به وتقوم به من عمل مفيد ومتقن -ماشاء الله:أقول:
    لقد أبدعت في هذا المقال***وحاولت الو صول الي المحال
    فعد إن الكريم له معاد*** لتلبية المطالب لا يبالي
    أفدت بما كتبت لنا فصرنّا***بذا المكتوب في قمم المعالي
    كذاك العلم تنقله رجال***صحيحا في الصدور الي رجال الخ وشكراخاصامني كاتب التعليق محمدن بن مناح تيب عليهم وعلي جميع المسلمين آمين

  12. محمد سالم المبارك يمين

    لله درك استاذنا الفاضل يعقوب امتاع ومؤانسة وافادة شفيت وافدت فكفيت البحث بعد العرض حفظكم الله

  13. اجدت وافدت اخى يعقوب كما عودتنا دائما ما شاء الله وفقك الله لما يحبه ويرضاه

اترك رد