الرئيسية / الاخبار / التدخين والشاي بموريتانيا.. تقاطع التاريخ بالأدب والعادات

التدخين والشاي بموريتانيا.. تقاطع التاريخ بالأدب والعادات

تؤكد الاستقراءات التي تحصَّلت عندي أن مادة التبغ وصلت إلى موريتانيا مبكرا بل قد تكون موريتانيا من أولى مناطق شمال إفريقيا وغربها التي عرف سكانُها التدخينَ تجارةً ومارسوه عادةً، وبحث فقهاؤها حكمه وعرضوه على محك الشريعة ليعرفوا أهو حلال أم حرام؟تؤكد الاستقراءات التي تحصَّلت عندي أن مادة التبغ وصلت إلى موريتانيا مبكرا بل قد تكون موريتانيا من أولى مناطق شمال إفريقيا وغربها التي عرف سكانُها التدخينَ تجارةً ومارسوه عادةً، وبحث فقهاؤها حكمه وعرضوه على محك الشريعة ليعرفوا أهو حلال أم حرام؟

الموريتانيون من أول تعاطى مع التدخين استعمالا وفقها

وصل التبغ أو “امَّانَيْجه” إلى موريتانيا عبر التجارة الأطلسية مع البرتغاليين في القرن السادس عشر فعرف سكانُ بلادِنا هذه المادةَ في وقت مبكر نسبيا ومن هنا من موريتانيا ذهب التجار والرحالة بالتبغ مع غيره من المواد المحلية شمالا نحو المغرب. وفي الوقت الذي كان علماء تنبكتو و ولاتة و ودان يتطارحون فتاوى في شأن التبغ فإننا لا نجد له ذكرا موثقا في المغرب ولا الحديث عنه في متون النوازل المغربية إلا ما سيحصل في وقت متأخر جدا عن الفترة التي كان الموريتانيون يتحدثون عنه. فمن هنا ومن الربوع الموريتانية توجه التجار بالتبغ نحو أسواق تافلالت والسوس بالمغرب فانتشر هناك، ومن هذه الربوع أيضا كانت أولى الفتاوى الفقهية المالكية المتعلقة بحكم التبغ.

التبغ من اللفظ الإسباني “تاباكو” (Tabaco ) المأخوذ من لهجة الأراواك ، وهم من قبائل الهنود الحمر البائدة، وكانوا أول من استوطن جاميكا وهايتي وكوبا ومن أول من احتك بالمستكشفين الإسبان نهايات القرن الخامس عشر الميلادي. وتعني “تاباكو” آلة التدخين عند الأراواك. ومن باب المجاز انتقل اللفظ من الدلالة على آلة التدخين إلى الدلالة على مادته وهو ما يسميه أهل البيان باستعمال المحل للدلالة على الحالَّ به (بتشديد لام الحالّ). ومن الإسبانية أخذت لغات العالم لفظ “تاباكو” وعبرت عنه كل لغة بطريقتها الخاصة فصار في لغتنا العربية يعرف بالتبغ أو الطبغ في بعض المناطق المغاربية، وفي الفرنسية (Tabac) وفي الإنجليزية (Tobacco) وفي البربرية يسمونها “تباكه”.

أما في لهجتنا الحسانية فيطلقون في الاستعمال الدارج على التبغ لفظ “امَّانيجَه”. ويبدو لي أن لفظ امَّانيجَه مأخوذ من البرتغالية حيث يقول البرتغاليون لقبضة اليد من التبغ: ” manejatabaco “. فلعل البرتغاليين أثناء المقايضة التجارية والتبادل مع الموريتانيين كان يجعلون القبضة من التبغ وحدة التبادل، فصار لفظ القبضة أو “امَّانَيْجه” علما بالغلبة على التبغ.

وقد يصير علما بالغلبهْ ۞ مضافا أو مصحوبَ “أل” كالعقبه

كما قال صاحب الألفية في قاعدته اللغوية الجميلة.

أوصل الأوروبيون وخصوصا البرتغاليون التبغ إلى الشواطئ الموريتانية ودخل في التبادلات التجارية بينا وبينهم، وما لبثت هذه المادة أن انتشرت في حوض نهر السنغال ثم انتشرت في حوض نهر النيجر وأصبح التدخين عادة منتشرة هنا وهناك وبعد ذلك ذهب رماة الجيش المغربي السعدي ورسلهم بداية القرن السابع عشر بعد سقوط تنبكتو بالتبغ للمغرب بعد أن تعرفوا عليه في تنبكتو وما يليها من المناطق.

وفي هذه الفترة ألف الفقيه الجليل أحمد بابا التنبكتي وطنا الوداني أصلا المتوفى في إبريل 1627م رسالة سماها ” اللُّمَعْ في حكم شرب طَبَغْ “، وقد هذا الفقيه بجواز التبغ وهي فتوى من أول ما ألفَه علماء المالكية في حكم التبغ كما أنه بداية اهتمام فقهاء منطقتنا بالتدخين وحكمه الشرعي وبذلك كان لفقهائنا السبق في هذا المجال من النوازل.

ولن نصل إلى سنة 1602 حتى نجد السلطان المغربي أحمد المنصور الذهبي السعدي يستفتي فقهاء المغرب عن حكم التدخين الذي سرت عدواه إلى المغرب فأفتاه محمد بن قاسم القصار وسيدي عبد الله بن حسون بتحريمه ووجوب إتلافه. وقد أمر حينئذ السلطان المنصور الذهبي بانتزاع التبغ من باعته، فكدس أكواما في ديوان فاس الجديد وأحرقها على رؤوس الأشهاد. غير أن مدة اختفاء التبغ من الأسواق المغربية لم تطل فتجدد رواجه في غمرة الفتن التي أعقبت وفاة أحمد المنصور الذهبي.

ومن أبرز من أفتى بجواز التبغ العالم المالكي المصري علي الأجهوري وذلك في رسالته: غاية التبان لحل شرب ما لا يغيب العقل من الدخان ، رد فيها على إبراهيم اللقاني ومؤيدا وجهة نظر ابن أبي محلي في حلية التبغ. وكان ابن أبي محلي قد ألف رسالة مطولة دعاها ” الحكاية الأدبية والرسالة الطلبية مع الإشارة الشجرية ” وبعث بها إلى شيخه سالم السنهوري إمام المالكية بمصر سائلا عن حكم الدخان تناولا وتجارة وزراعة، مناقشا أدلة التحريم مستبعدا لها. وقد اختلف فقهاء مصر وخصوصا المالكيين منهم فحرمها إبراهيم اللقاني في رسالته: نصيحة الاخوان باجتناب الدخان . وحللها الأجهوري .

وسار أغلب متأخري المالكية من موريتانيين وغيرهم على رأي الأجهوري و أحمد بابا التنبكتي في حلية التدخين. ومن ذلك الشيخ محمد المالي الذي قال في حكم استعمال (امَّانَيْجه):
فاسلك بها سبل التحليل أو شبها ۞ كأنها ظعن من دونها جبل
رميتها في سواد الليل جافلة ۞ رميَ الغزال الذي يعزى له المثل

ويشير الشيخ محمد المامي في بيتيه وقد بحث أدلة المحللين وأدلة المحرمين للتبغ إلى أن الحلية قد تكون الأنسب (فاسلك بها سبل التحليل). وفي الشطر الأخير يشبه حاله وقد جال في كتب الفقه بحثا عن حكم التبغ بحال ذلك الرامي الموريتاني الماهر المشهور في المثل الحساني ” غزال ولد ارڮَيڮَ ” وهو رجل رام كان أحس بغزال ليلا فرماه دون أن يراه، فقالوا له أخطأته فقال: ” ألا اكتلتووللَّ خصرت اعشاه “.

وقد ظل الأصل البرتغالي الأوروبي للتبغ حاضرا في الأدب الموريتاني من ذلك قول الشاعر المجيد امحمد بن أحمد يوره رحمهما الله في نظمه لبعض قصص أحمد بزيد بن يعقوب الجد الجامع لأ هل بارك الل ه رحمه الله:

ءُڮَالت الاخرَ دَيْرَه من دارْ ۞ نصراني هك ابْديراتُو

وهما “تافلويتان” من طلعة امحمد الشهيرة:

ننظمْ لأغلَ غِيدْ التشهارْ ۞ أخبار اصحيحَه من الاَخبار
“بزيد” امشَ واعد ڮَنّار ۞ هوّ وامناتُوواخواتُو
باتُو فابلد ما فيه اعمارْ ۞ غير ألا من كيفن باتو …
إلى آخر النص.

هذه صورة أميرة والو انضاته يالا امبودج وهي خالة أمير الترارزة: اعلي ولد محمد الحبيب .

وكنت قد زرت سنة 2001، صحبة الباحث الألماني الشاب فيليب كولترمان ،منطقة الجُريدةِ التاريخية وهي إلى شمال العاصمة نواكشوط وتعرف قديما ب انْجَيْلْ للوقوف على بعض معالمها التاريخية وخاصة ما تبقى من آثار الدار التي بناها الهولنديون بها منتصف القرن السابع عشر. وقد عثرنا على بقية مما ترك أولئك الهولنديون ومنها غليون للتدخين أبيض اللون من مادة جيرية كان من بين الآثار التي سلمناها بعد ذلك للمعهد الموريتاني للبحث العلمي.ويشبه هذا الغليون إلى حد كبير ” الطوبة ” المعكوفة التي تستعملها بعض النسوة الموريتانيات للتدخين.

يسمي الشعراء الموريتانيون التبغ في شعرهم: ” طابِه ” وهو قريب من اللفظ الفرنسي (Tabac)، ويسمونها ذات الدخان. يقول امحمد بن أحمد يوره رحمهما الله:

عللوني بشرب “طابَه” المصون ۞ واعذلوني في شربها أو ذروني
إن قلبي به تدور شجون ۞ دوران المجنون والمنجنون

ول لمختار بن حامدن رحمهما الله تعالى مقامة أدبية بسط فيها مناظرة شيقة بين الشاي وطابة (التبغ) وقد أبدع فيها وأجاد.

صدرنا التبغ للمغرب فصدر إلينا الشاي

عرفت موريتانيا الشاي أو الأتايْ في فترة متأخرة مقارنة مع تداول التبغ وانتشاره في بلادنا. وإذا كنا بموريتانيا قد أصدرنا للمغرب التبغَ مع بدايات القرن السابع عشر الميلادي فإن الشاي جاءنا من الشمال كما يؤكد الباحث الفرنسي الخبير بالشأن الموريتاني ألبير لريش ؛ إذ يرجح أن الشاي دخل موريتانيا ما بين 1858 و1875. ويذكر لريش نقلا عن المختار بن حامدن أن التاجر السباعي عبد المعطي وهو من أولاد البڮار كان أول من استورد مادة الشاي إلى موريتانيا وكان ذلك سنة 1875.

كان ذلك في عهد أمير آدرار العادل أحمد ولد امحم د رحمه الله تعالى الذي شجع هذه الحركة التجارية بل إن الأمير أحمد ولد امحمد كان على تواصل مع المغاربة والإسبان وكانت له ديبلوماسية حيوية مع هذه القوى الموجودة بشمال بلادنا. استقبل أحمد ولد امحمد سنة 1880 وهو فيتنواكة بشمال البلاد وفدا من السلطان المغربي الحسن الأول محملا بهدايا سنية. كما استقبل سنة 1886 وفدا إسبانيا وهو في كدية الجل بشمال البلاد أيضا، وقد بحث ذلك الوفد مع الأمير الآدراري سبل إقامة علاقات تجارية بين إسبانيا وموريتانيا وخصوصا منطقة آدرار.

وهذه الإشارات توحي بأن عهد الأمير أحمد ولد امحمد كان عهد تواصل مع الدول المجاورة وعرف تشجيعا للتبادل التجاري وفي هذا السياق التاريخي دخل الشاي إلى بلادنا على يدي عبد المعطي السباعي البڮاري .

وتؤكد أبيات العلامة الجليل بابا بن الشيخ سيديا رحمه الله الاصل المغربي للشاي فقد كان يستورد إلى هذه البلاد من طنجة بشمال المغرب:

يُقيمُ لنا مولايُ والليلُ مقمرٌ ۞ وأضواءُ مِصباح الزجاجة تُزْهِرُ
وقد نسَمَت ريحُ الشمال على الرُّبى ۞ نسيما بأذيال الدجى يتعَثرُ
كؤوسًا من الشاه الشهيِّ شهيةً ۞ يطيب بها ليل التمام فيقصُرُ
تُخِير من تجار طنجة شاهُها ۞ وخِير لها من تلج وهران سكّرُ

**أدب الشاي.. الرأي والرأي الآخر

كما تعرض الفقهاء لحكم التبغ فإن الشاي دخل هو الآخر فقه النوازل من بابه الواسع فاختلف الفقهاء في شأنه بين محلل ومحرم. ومن العلماء الذين ساروا في اتجاه القول بالمنع العالم المؤلف محمد الحسن الشهير بلقبه: بيدَرْ ولد الإمام الجكني الڮلالي رحمه الله المتوفى سنة 1952 حين يقول:

إن الأتاي وإن سحت سحائبُه۞لم يجدِ شيئا به تقوى مذاهبه
لم يغن عن غيره يوما وقيمته۞يوما بها يكتفي الأيام صاحبه
وما يجر له إلا حلاوته۞لدى الحساة وذا يدريه راغبه
وفعله دائما جرا حلاوته۞فيه ارتكاب الهوى المنهي راكبه
من أجل ذا صار مجموع الأتا سرفا۞لا تسرفوا قال من تخشى عواقبه

وعلى نهج بيدر ولد الإمام سار العالم الأديب بابه بن محمودا بن محنض بابه الديماني رحمه الله حين قال:

نحِّ عني الأتايَ إن ارتشافِي۞لكؤوس من الأتاي ضلالُ
تَلَفُ المالِ واستدارة شِرْبٍ۞ وفضولٌ من المقال يقالُ
وكفاهُ أن الأطباءَ قالوا ۞ إنه في الجسوم داءٌ عضالُ

وكان يحظيه بن عبد الودود الجكني رحمه الله الشهير بلقبه ” ابّاهْ ” لا يرى شرب الشاي حتى عالجه الطبيب التقليدي الماهر محمد ولد أوفى بالشاي فقال أحد ظرفاء تلامذته في أسلوب يجمع بين الحسانية والفصحى:

إنَّالأتايَ علي التحريم “جَبَّاهُ” ۞قوم وأولُ من “جَبَّاهُ”أبّاهُ
داواهُ بالشاي طبّابٌ فقال له۞لبِّ النداء علي شايٍ فلبّاه

لكنَّ العلامة محمد العاقب ولد مايابىالجكني رحمه الله تعالى كان يرى التخفيف في شأن الشاي ويذهب إلى إباحته:

أتانا “أتايٌ” لابس ثوبَ شبهة۞تنازعه فيه الإباحة والحظر
فطورا له شبه العسول وتارة۞يريك بكبريائه أنه الخمر
هو الخمر إلا أن فيه منافعا۞وليس به إثم كبير ولا سكر

وعلى نهج ابن مايابى سار العالم الشاعر أبو مدين بن الشيخ أحمدو بن سليمان الديماني رحمهم الله حين قال من قصيدة رائعة:

ألا فاسقني كأساتِ شاي ولا تذرْ ۞بساحتها من لا يعين على السمر
فوقت شراب الشاي وقت مسرة۞يزول به عن قلب شاربه الكدر

وأدب الشاي أوسع ورمزيته في الثقافة الموريتانية أعمق ومكانته في الحياة الاجتماعية أعرق من أن يتسع لها هذا المقال. وقد نشر الكثير من المدونين والكتاب على الشبكة نصوصا أدبية فصيحة وحسانية وأخبارا تاريخية عن الشاي. وكان أحد الظرفاء قد قرر تغيير بعض عاداته الغذائية ونظم ذلك في هذا الڮاف فقال:

اتركتْ الدَّيْرَه بالتغريشْ۞وأتايْ اعزمتْ اعلَ ترْكُ
ءُ لاَ فتْ اعرفتْ آنَ والعيْشْ۞ فالتركْ أشلاهِي نشتركُ

انتهى.


للاتصال بسيدي أحمد ولد الأمير:
ahmeds@aljazeera.net
ouldlemir63@gmail.com

8 تعليقات

  1. ملا حظة : النص للتعليق علي تعليق *المقلع عن التدخين ]بقلم ذ/محمدن بن عبدالله [الملك]فيه حذف وهي[كمثل الحمار يحمل أسفارا ]]الاية 5سورة الجمعة وفي تفسير الطبري للآية أن من يحفظ الشرع ولا يعرف معناه، ولا يعمل بما جاءبه كمثل حمار يحمل [أسفارا]مجلدات من المتون المفيدة فهي ثقل علي ظهره ، وفي أسباب النزول [أنها نزلت في أحبار اليهود، أو أهل الكتاب عامة والله أعلم وزيادة علي ذلك قال المناطقة [فاقد الشى ء لا يعطيه]فمثلا تجد:من يوصف بالعلم ويتكلم فيه وهو منه براء براءة الذيب من أكل يوسف عليه السلام وللتذكير *هناك حلقات عن فضل العلم ]علي موقعنا ليتابعهامن يريد
    القول الفصل في هذا وغيره من أمور تهم الفرد والمجتمع.
    أمّا من باب الجدل[فلو سلمنا جدلا أن أيمة المذاهب رضي الله عنهم كما تقولون ؟، نتج عن ذلك *أنهم ليسوا عدولا وليسوا من أهل القرون المزكاة ]ونتج عن ذلك أن الأخذللسنة والكتاب عن معاصريهم ،لا فائدة فيه، لأن ما يجوز علي المثل يجوز علي مماثله ،أو جاز بصيغة الماضي علي مماثله ، وهو ما لن يكون ، فما بني علي باطل فهوباطل فالأيمة وأهل القرون المزكاة قبلنا ،هم من أوصلوا لنا هذه النصوص،حديثا كانت أو قرآنا ، والقرآن محفوظ ، والحديث له حفاظ وهم حجة عند السواد الأعظم ، والطامة الكبري [هي أنك إذا سألت عن رواة الحديث أو متنه أحدا ممن يدعون جواز أخذ الأحكام منه،اليوم وفي الأمس ؟ فسيكون جوابهم جاء في الصحاح[البخاري ومسلم والخ…بما فيها مو طأ مالك رحمهم الله جميعا، والذي يحتج بعضهم عليه في مسائل ومنها القبض[بأحاديث أوردها في الموطأ]وهو أعلم بصحة المتن وصحة الرواة [وهناك تابعون يقطنون المدينة ،وقدرأوالمدة غير قصيرة من رءا صلاة الرسول صلي الله عليه وسلم، القائل[صلوا كما رأيتموني أصلي..]]أو كما قال صلي الله عليه وسلم فلماذا إذن يترك النص ؟ الذي أورده في أحاديث القبض وغيرها،والجواب بسيط إمّا لعلة تبينت في المتن أو في الرواة ولم يرها من يتشدقون بمعرفتهم للحديث والعلم؟وقد أمرنا الرسول صلي الله عليه وسلم أن نصلي كما رأيناه يصلي،بواسطة صحابته الذين قال عنهم [أصحابي كالنجوم بأيهم اقتديتم أهتديتم أو كماقال صلي الله عليه وسلم ، وفي الأمر أعظم مشكلة في تاريخ الاسلام
    فالحقيقة أن الناس أخذت من الفراغ الروحي والديني كمية لم تدع فيهم ولا في قلوبهم مثقال ذرة من [ نور البصيرة ]ليعلم حقيقة الأشياء المعنوية ،فالمعاني فيهاما هو محسوس [فإذا أمرت إنساناأن يسجد لصنم فلن يفعل]لا لأنه غير مطيع لآمره،بل لاعتقاده[بمادية ] الكون لا غير؟ أليس هذا صنم مجسم ؟ فلم يجعله كسائر الماديات التي ملأت عليه عقله وتفكيره ،أعاذنا الله من الفتن ما ظهر منها وما بطن ورضي عن حذيفة ابن اليمان صاحب سر رسول اللله عليه وسلم [فالخيركثير]والشر موجود في آخرالزمان بكمية أكثر من غيره ففي الحديث قد جاء [فتن كقطع الليل المظلم الخ الحديث أو كما قال صلي الله عليه وسلم]]ولنا عودة الي متابعة التعليق علي بعض الأحكام والعادات وآخر دعوينا أن الحمدلله رب العالمين .

  2. تعقيب علي تعليق *المقلع عن التدخين* بصيغة النكرةعلي مقالة د/سيداحمد ابن الأمير حفظه الله ، بقلم ذ/محمدن بن عبد الله[الملك]قلت:أما إجماع الأطباء علي تحريم [التدخين]فليس من الشرع في شىء
    لأن الإجماع المعتبر في الشرع [هو:إمّاداخل مذهب معين ، فيسمي اتفاقامن مجدديه وفقهائه، اللذين وصلوا رتبة *التبصر)ولا أقول الإجتهاد*لأن الإجتهاد لايكون إلا من الصحابي فقط لاالتابعي ..وأكثرهم يعبرعن التحريم[ بالمنع] ومن هم من القرون المزكاة *وقدذكر هذا كل متبحر في كل مذهب ،وأما الإجتهاد المطلق ما يسمونه [في الإصطلاح:فهوفي مالم يرد فيه نص من كتاب أو سنة ، ولم يسبق أن أجتهد فيه أهل القرن الأول ]]وأما كون إجماع الأطباء ليس حجة مطلقا[في باب :العلاج]فبالأحري في باب الأحكام الشرعية، وأذكر هنابمسالة هامة هي:[أن التحريم ليس لعلة علي الإطلاق،فالمشرع
    الذي هو الله تعالي [ والمبلغ عنه :هو الرسول الأعظم،يبين الشرع قال تعالي وماآتيكم الرسول فخذوه وما نهيكم عنه فانتهوا الخ الاية 7سورة الحشر.والأحكام، لأمته وقد وصلنا بالتواتر [أن أحكام الله لا تعلل]وهي قاعدة أصولية ،ومعروفة عند العام والخاص، واليوم وبعد بعد أن أفلت شمس الإستنباط ، بشروطها، ولم يبق علي البسيطة غير اثنين:
    إما مقلد يعرف أنه أسلم ،لأنه ليست لديه شروط الإستنباط ولا شروط التبصروبالأحري [الإجتهاد]فاختار اتباع علماء وأيمة الأمة [في القرون المزكاة ، علي حد سواء -بعيدا عن التعصب لأحد منهم، لأن أختلافهم ، جاء رحمة ،وتيسيرا علي هذه الأمة المرحومة ،وقدكان هاؤلاء
    أحرص علي تدوين شرع الله وتبيينه ممن يطعن في مذاهبهم ونهجهم السليم
    علي اختلافهم، وقد نجوا رحمهم الله تعالي ومن سار علي نهجهم ناج إن شاء الله الي يوم القيامة ]
    وإما مثقف مطلع علي التاريخ ،وعلي بعض ما يتعلق بالحركات التجديدية، المنحرفة [في نهايتها]ويعلم قليلا عن اللغة وعن الحديث نصا، لا سندا ولا..ولا … ولم يقرأ قط عن أمرئ القيس ابن حجر الكندي ،ولا عن غيره من شعراء العصر الجاهلي ولا العصر الإسلامي..ولا…فيحفظ في الشرق والغرب من المعمورة نصوصا معلبة لمتن كتب مثل [تنبيه الغافلين ] وغيرها من كتب القصاص للوعظ
    وعندما تتلقاه بعض المستقبلين البسطاء [في باب معرفة اللغة]وعلوم
    الشرع، وعلوم الحديث والأخبار وعلوم الجرح والتعديل ..الخ..يقول لمن حفظ عنه[أثرا] أو وعظا ترغيبا كان أو ترهيبا،بلغ ذلك ، وفي
    نفس الوقت يستشهدبقول الرسول صلي الله عليه وسلم [[بلغوا عني ولو آية،] كمارواه البخاري وصححه الخ… أو كما قال صلي الله عليه وسلم ]]فهذا حجة عليه لاله لأن ما بين يديه وما يعلمه عن هذا الشرع [الجانب الدعوي المرغب والمرهب فقط]ولا يعلم ، درجة صحته ،ولا صحة متنه لأمور،منها الجهل التام باللغة التي أنزل بها القرآن وجاءت بها السنة [الحديث]مبينة لأحكامه ، مخصصة لعموماته الخ…. وهذا طويل لكن خلاصةالقول:أن الشريعة ليست شريعة تحريم ،بل شرع ونظام،أمرنا الله بتطبيقه والتعبد به وفق ما ثبت عن النبي صلي الله عليه وسلم من قرآن وسنة الخ…وفي الاية ،[والراسخون في العلم يقولون آمنّا به كل من عند ربنا، وما يذكر إلا أولواألألباب ]الاية 7 سورة آل عمران.، ومعناه أنهم يومنون بمحكمه وبمفصله ولا قبل لهم بتاويله وإنما عليهم الإيمان بما عند الله وفق مراد الله ،ممالم يفسره النبي صلي الله عليه وسلم للصحابةرضوان الله عليهم وملخص القول في مسألة الأجتهاد والأخذ من القرآن والحديث [للأحكام]ليست في شىء، حسب منطق العقل [[وأضرب لك مثلا لمن يفعل ذلك:فهو كمثل الحمار يحمل أسفارا]]الخ الاية سورة الجمعة وستقول لي كيف ذلك[وهو من الواقع العادي فهوكمن أشتري شاة …أو سيارة جاهزة للا ستعمال والسفر، وقال مثلاأريد سيارة لكن هذه السيارة لا تصلح وسأبدأ صناعة سيارتي التي ترضاني وأقتنع بما تحتوي من تقنيات[وهو غير متخصص في الصناعة أصلا،ولا في صناعات السيارات من باب الأحري ]فيسرق الهيكل الموجود فيها ،ليبني عليه ، أو الماكينة ….أو غيرها ويبدأ تجاربه ليصنع سيارة علي طريقه، الخاصة به ]وهو شبه محال ،]] فكذلك اليوم من يريد الإجتهاد أو الإستنباط من الكتاب والسنة]]وهما أالعمودان الفقريان لشرع الله المبلغ عنه من رسوله خاتم الأنبياء محمدن ابن عبد الله بن عبد المطلب صلي الله عليه وعلي آله وأصحابه ومن تبعهم بإحسان الي يوم الدين ,ىخر دعوينا أن الحمد لله رب العالمين،سبحان ربك رب العزة عما يصون وسلام علي المرسلين

  3. تعليق موجز يبدو أن البيتين [محل الشاهد]لم يظهرا علي الموقع لماذا؟
    وهما من قول سابق لي :ذ/محمدن [الملك]
    فلو كان قول المدح مجد لقلته***ودبجت نثراعاليا وقصائــــــدا
    ولكن يكل المدح عن وصف بعض ما ***بلغت فأمسي النطق للصمت حاسدا
    وصلي الهي كلّ حين ولحظـــــة ****علي المصطفي من كان للخير قائدا

  4. تعليق علي[مقالة د/سيد احمد ولد الأمير :التدخين والشاي الخ… بقلم ذ/محمدن [الملك]نعم فقد تقاطع فيها التاريخ بالأدب،والعادات فلكم يادكتورأقول:
    جمعتم خصالا جمة ومحامدا **** وناولتمونا حكمة وفوائــــــدا
    لهافي نفوس الذائقين لذاذة*** و ريّافكانت مشربا ومــوائـــدا
    حلفت بمينا غيرذي مثنوية*** جمعت من العليا طريفا وتالـــدا
    ولا غروفالآسادأشبالها لها*** بها شبه إذشاكهتــها عوائـــدا
    وحسبي إذاضمنت ما قال شاعري***فأقواله تكفي لما كنت قاص

    دا
    [[فلوكان يكفي المدح فيك لقلته****وحبرت نثراعاليا وقصائدا
    ولكن رأيت القول قدكل عن مدي***خصال حسان حز تها ومحامدا]]
    وصلي الهي كل حين ولحظة**** علي المصطفي من كان للخير قائدا

  5. مقلع عن التدخين

    رائع جدا,إلا أني أشير إلى أن مبحث الفقهاء في التدخين كان يتعلق أساسا بأصله وهل هو مسكر أم لا,أما اليوم فقد رجح تحريمه بإجماع أطباء العصر على سميته .
    وأنبه هنا إلى أن تدخين النساء كان كما لا يزال مستهجنا وفي ذلك قال بعض الظرفاء:
    طـفله تكْـــمِ ** أتفُ بــيــهَ
    ؤماهْ امــسـمِّ ** حـد ايْجـيـهَ

اترك رد