الرئيسية / قراءات أدبية / رسالة الفيـــــــــــــــــش (الجزء الثالث)

رسالة الفيـــــــــــــــــش (الجزء الثالث)

قال أهل العيش: الحمد لله إذ قبلتم الدعوة إلى الإنصاف فاعلموا علمكم الله أن ما عبتم به العيش هو منه براء وما حليتم به الكسكس هو منه عراء ونحن متعرضون لذلك فمبينون من ذلك وجه الصواب ليهلك من هلك عن بينة ويحيى من حيي عن بينة فنقول: قال أهل العيش: الحمد لله إذ قبلتم الدعوة إلى الإنصاف فاعلموا علمكم الله أن ما عبتم به العيش هو منه براء وما حليتم به الكسكس هو منه عراء ونحن متعرضون لذلك فمبينون من ذلك وجه الصواب ليهلك من هلك عن بينة ويحيى من حيي عن بينة فنقول: أما قولكم إن العيش لا يدخل على الأرز فهو كذلك ولا عار على العيش فيه فهذا النهار لا يجتمع مع الليل ولا عيب في ذلك على واحد منهما بل فيه دليل على شرف العيش وعزة نفسه لأنه أصبح نظير الأرز وكفؤا له ومن المعلوم أن النظيرين لا يحتملهما مكان واحد لما قد يلزم من التمانع في بعض الأحيان في ما يجب لكل واحد منهما ولذلك قال بعض الظرفاء إن شيخي التربية لا يمكن أن يسكنا في محلة واحدة قياسا على فحلي الإبل الذين لا يمكن أن يطلقا في هجمة واحدة والعيش لا يجتمع مع الأرز إباء منه عن الضيم واعتزازا بنفسه واعتدادا بها قال:

[| [( ولا يقيم على ضيم يراد به۞إلا الأذلان عير القوم والوتد )] |]

وأما قولكم إن العيش يوسخ لحية الشيخ الكبير إلى غير ذلك فهو شيء مشترك الإلزام لأن نفس الشيء يحدث في الكسكس بل الكسكس أشد لأن حبة الكسكس إذا دخلت تجاعيد اللحية وغضون الوجه فلا ينفع فيها الغسل ولا المسح. وأما قولكم إن العيش لا يصلح في أي فصل من فصول السنة فهو افتراء على العيش فأين أنتم من عيش البشنة الذي لا يقاوم حر الخريف وخصوصا “شتنبر” إلا به وأين أنتم من “انجل الحامي” الذي الذي لا يرد برد الشتاء إلا هو وكذلك الشأن في عيش الربيع فإنه أطيب ما يكون لاعتدال الجو وصفاء المزاج وكونه يهيج الدم صحيح أيضا إلا أن ذلك بشرط أكله حاميا فليس أمرا لازما وقد قال أهل البصيرة اللهم إن كان في العيش ضر أو في الدهن أذى فصب علينا ضر العيش وصب علينا أذى الدهن . وأما كون العيش حافيا في الصيف فلا عيب فيه على العيش لأن الصيف لا يشترط فيه إدام في طعام بل قالوا إن لقمة الصيف مأدومة بنفسها فوجودها عين إدامها فليس العيش بدعا في ذلك
[| [( وهل أنا إلا من غزية إن غوت۞غويت وإن ترشد غزية أرشد )] |] مع أنه لا يوجد طعام يمكن أن يؤكل حافيا غير العيش وذلك أن الغرض من الإدام هو تليين الطعام والعيش لين بالطبع. وأما قولكم إن العيش شرطه يغني عنه فصحيح لكنه ليس بالذي يعير فيه العيش لأن الأمر إذا توقف على أمر محمود يصبح محمودا . وأما قولكم إن العيش قد يكون “خاسرا” ففيه نظر لأن ما كان خاسرا لا يصدق عليه اسم العيش حقيقة وإنما سمي عيشا مجازا لعلاقته المشابهة في الصورة الظاهرة وإن قلتم فلم يقول الناس عيش صالح قلنا هو من باب الصفة الكاشفة التي لا مفهوم لها نحو ولا طائر يطير بجناحيه وهو باب شائع ذائع. وأما قولكم إن العيش تعلوه إذا برد قشرة يصعب اختراقها فجوابه أنه من سنن الله في الأشياء الثمينة أن تكون مصانة في ظرف يمنعها من الامتهان ألا ترى الدر كيف صار في الأصداف وإلى الكتاب كيف صار في الختام وإلى العسل كيف صار في الحبح وإلى غير ذلك فالحقيقة أن عيبكم للعيش بهذه القشرة قصور منكم. وأما قولكم إن “نفكة” العيش لا تنزل فيها البركة لأنها لا جوانب لها فبين السقوط لأن المراد بالجوانب ما قابل القنة ولا شك أن نفكة العيش لها قنة وجوانب مع أن ماهية العيش تعقل بدون القنة فصاحب العيش حر في ما يفعل بعيشه إذا شاء كبره وإذا شاء صغره وإذا شاء قننه وإذا شاء نشره هذا مع أن القدماء لم يجعلوا للعيش قنة أصلا وإنما القنة مما استحسنه المتأخرون لتبقى بارزة من الإدام لتدل الضيف هل ما قدم له لبن أو عيش وذلك لما كثر في الناس غمس الضيوف أيديهم في اللبن وشربهم لإدامهم في بعض الأحيان. وأما ما ذكرتم من ابتذال العيش وتفاهته فينافيه ما أجمع عليه القوم من أنه لا تبلغ كرامة الولي إلى مسائل وعدوا منها “نفكة” العيش الميدومة يجدها من غير اكتساب. وأما قولكم عيش “آز” وعيش “إينيت” فجوابه أن هذه الأشياء ليست عيشا في الحقيقة فالعيش الذي نعني هنا هو ما صدق عليه اسم العيش بلا قيد وهذه المذكورات مقيدة بالإضافة إلى “آز” و”إينيت”. هذا فيما يتعلق بالشبة التي رميتم بها العيش وأما ما وصفتم به الكسكس من المحامد فرد عليه قول الشاعر
[| [( وعين الرضا عن كل عيب كليلة۞ولكن عين السخط تبدي المساويا )] |] فقولكم إن الكسكس يدخل على جميع الأطعمة وتدخل عليه لا عيب ولا عار أشد على الكسكس منه فهو دليل على الخفة والسخافة ألا ترى أن الحروف التي تدخل على الاسم والفعل معا لم تعمل شيئا كهل مثلا بخلاف الحروف التي اختصت بالفعل أو بالاسم فإنها تعمل والعامل أفضل من غير العامل بالضرورة. وأما ما ذكرتم من حرمان المسلمين فليس كل امتناع عن الأكل من حرمان فقد يأمر الطبيب المريض بتجنب أطعمة مخصوصة حرصا على صحته ولا يعد ذلك حرمانا ومن عادة الحكيم أن لا يراعي ما يسره فيما يضره. وأما قولكم إن الأتاي يكون طيبا إذا شرب على الكسكس فلا غرو فإن الطعام إذا كان بطيء الانهضام فإن شرب الأتاي يحسن لأن الأتاي مهضم. وأما قولكم إن الأتاي ملازم للدسم والمرق فقد تقدم جوابه عند الكلام على اللحم فما يقال في اللحم يقال فيهما على أن الكسكس ليس ملازما لهاتين المادتين لأنه لا يظهر إلا عند عجز الناس عن وجود العيش واللبن فهو لا يظهر إلا في زمن القحط وهذا كاف في ضعته وقد قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه قبح الله تلك الوجوه التي لا تظهر إلا عند الشر . وأما قولكم إن الإنسان يستطيع أن يأكل أربعة أمداد من الكسكس من غير أن يشبع فما هو بفخر للكسكس فهو دليل على أن البركة لم تنزل فيه لأنها لو نزلت فيه لكان قليله يكفي فكأن آكل الكسكس يأكل بسبعة أمعاء والعياذ بالله وليس طيب الطعام بكثرة ما يأكل منه الشخص ألا ترون أن زهم النعام لا يقدر الإنسان أن يزيد منه على ملعقتين ومن القواعد المسلمة عند أهل هذا الفن أن الطعام المحسون ما قل وأشبع ويستأنس له بقول الشاعر:
[| [( تعيرنا أنا قليل عديدنا۞ فقلت لها إن الكرام قليل )] |] وأما قولكم إن الكسكس مبروم والإبرام خير في كل شيء فلا يصح لأن الصفة في نفسها لا تكون خيرا ولا شرا إلا بحسب ما يوصف بها كما جزم به أهل الحق فهناك البلاء المبرم والعياذ بالله فالإبرام فيه ليس خيرا وهناك الأمر المبرم وهو خير قال:
[| [( لعمري لنعم السيدان وجدتما ۞ على كل حال من سحيل ومبرم )] |] ولا شك أن الكسكس من القسم الأول لأن العرب كانوا يعيرون ببيع البرم وهو القرور التي يطبخ فيها الثريد قال:
[| [( ليست من السود أعقابا إذا انصرفت ۞ ولا تبيع بجنبي نخلة البرمــــا )] |] وليس ببعيد أن يكون اشتقاق البرم للذي لا يشارك في الميسر من برم الكسكس كأنه يستغني بالكسكس عن نحر الإبل للميسر قال:
[| [( لا يبرمون إذا ما الأفق جلله ۞ برد الشتاء من الأمحال كالأدم )] |] فانظروا يرحكم الله إلى هذه الحجج التي ساق أنصار الكسكس كيف تبين أنها أوهى من بيت العنكبوت فإن من تعرض للعيش يريد أن يحط من قدره فهو
[| [( كناطح صخرة يوما ليوهنها۞ فلم يضرها وأوهى قرنه الوعل )] |] ولقد تواتر عند أهل القبلة أنه لا يسب العيش أحد إلا ابتلي بحبه ولو بعد حين وقالوا إذا رأيت الرجل يسب العيش فتوقع أن يكون من أكلته الكبار والعيش كما هو معلوم طعام الأولياء وأرباب القلوب ومن تعرض للنيل منه يخشى عليه من الهلكة ثم للعيش فضائل جمة منها أن العرب الذين جعلت الحكمة على ألسنتهم ما أقسموا بشيء بعد الكعبة إقسامهم بالعيش قال
[| [( بعيشك هل ضممت إليك ليلى۞ قبيل الصبح أو قبلت فــــــاها )] |] وقال
[| [( قالت وعيش أخي وحرمة والدي ۞ لأنبهن الحي إن لم تخــــــرج )] |] وقد تغنى شعراؤهم بالعيش قال
أمست فؤادي ذات الخال سالبة ۞ والعيش إن حم لي عيش من العجب )] |] وقد عاب الشعراء من أمثال الشيخ بن مكي على الساحل خلوه من العيش فرحم الله من عرف الفضل لأهله واعترف لكل ذي فضل بفضله.
قال أهل الكسكس: إن أبغض الرجال عند الله الألد الخصم وما نزع الله نور العلم من قوم إلا وأوتوا الجدل ونحن لم ندخل منكم في هذه المساجلة لنعيب طعاما فما عاب صلى الله عليه وسلم طعاما قط وإنما أردنا أن نبين الحق ونعترف لكل ذي فضل بفضله ونلحق كل فرع بأصله فلما تبين أنكم تذهبون بالأمر غير هذا المذهب رأينا السكوت عن الجدال هو الأسلم والأصوب ليلا نقع فيما وقع فيه المبطلون الذين ضاعت أعمارهم في الجدل فيا طول حسرتهم ويا طول بكائهم يوم القيامة فالكسكس من الفضل بحيث لا ينكره إلا معاند وجاهل حاسد ولقد جاءكم من الأنباء ما فيه مزدجر
[| [( لسنا نعيب العيش لكننا۞ نقول كسكس هو الأفضل )] |] [| [( وإن في طبخهما شاهدا ۞ لذا فذا يعلو وذا يسفـــــل )] |] وليس ذلك من عدم وجود عيب في العيش كيف لا وثلثا العيب في العيش وهما العين والياء.
[| [( ولكننا صنا عن الفحش ألسنا۞ معودة أن لا يقال بها هجــــر )] |] فمع تقدم الأيام ومرور الأعوام سيظهر المحق من المبطل. فإذا عمت الحضارة والبنيان واتسعت العمارة والعمران وكثرت السيارات والدراجات وظهرت الشاحنات والحافلات وكثرت الدجاج و”اكويرات” وقلت النعاج والبقرات فليست الأرض لعيش مقاما ولولا كلمة سبقت من ربك لكان لزاما .
قال أهل العيش: متى تكهنت يا عامر من غلبته الدنيا يقول جاءت الآخرة أتعدون العيش أن الكسكس طارده عما قريب إن هذا لشيء عجيب لقد أحدثتم في الأوساط دويا بقولكم كاد العيش أن يكون بدويا كلا فمن ادعى أن العيش ينافي الحضارة أو تنافيه فقد كبرت كلمة تخرج من فيه فالعيش صالح لكل زمان ومكان متكيف مع متطلبات النظام والزمان مع أن البداوة التي عبتموه بها في الحقيقة ليست بعيب ألم تسمعوا قول أبي الطيب:
[| [( حسن الحضارة مجلوب بتطرية۞ وفي البداوة حسن غير مجلوب )] |] ولو لم يكن للعيش إلا قول الشاعر لكان كافيا:
[| [( أبت أذني أن أسمع قـــــول واش۞يقول العـــــيش أفضل للمعاش
ومن داع إلى الشركاش يـــــدعو۞له مــــــيل إلى الشركاش ناش
دع الإكثار إن العيش أحلـــــــى ۞من أنواع المعاش ولا أحاشي
وكل حلاوة لسواه كانــــــــــــت۞سخاء مقتر وســــــــــنام حاش
وما يدعونه بالعـــــــــــــيش إلا ۞لكون عشائه خير المعـــــــاش
ومن قد قال كسكس منه أحـــلى ۞ليمش مذمما إن كــــــــان ماش
)] |]

قال أهل الكسكس: وأنتم أما سمعتم قول أحد الأدباء على لسان الكسكس فلقد أفاد وأجاد:
[| [( أنا الكسكس الجعد الذي تعرفونــه ۞صـــــــــــــــــبيحا مليحا أنور المتجرد
تلذ لذي الألباب رؤية طلـــــــــعتي۞ولثمهم خدي وتــــــــــــــــــقبيلهم يدي
ولي في قلوب العارفين أولي التقى۞هوى ما هوى ما ازداد في العمر يزدد
وإن تبغني في حلقة القوم تلقنـــــي۞وإن تقتنصني في الحوانيت تـــــــصعد
إذا جئت جاء الحق أبلج واضحــا ۞ فلا دد مني لا ولا أنا مـــــــــــــن دد
)] |]

وقول آخر:
[| [( لسنا نعيب العيش لكننا۞نقول كسكس هو الأفضل
وإن في طبخهما شاهدا۞لذا فذا يعلو وذا يسفـــــل
)] |]

وقول ابن الطلب :
[| [( ظعائن لم تألف عصيدا ولم تبت۞سواهر ليل الهرجس المتهزج )] |] وقول الآخر في العيش :
[| [( إذا لم تجد شيئا سوى العيس فالتمس۞غذاء سواء لا غـــــــذيت حراما
فإنك لا تسطاع أكل جهنــــــــــــــم۞إذا لم تكن بـــــــردا عليك سلاما
فشرب إدام والنجاة من اللظــــــــى۞أخــــــف وأولى لا عدمت إداما
وإن يكن لعيش الذي نلت بــــــاردا۞فذلك عــــــــيش بات ظل وداما
فلا خير فيه فهو يورث محـــــــورا۞إذا انتاب شخصا لا يذوق مناما
)] |]

فتوبوا إلى الله توبة المتقين وانظروا إلى إلهكم الذي ظلتم عليه عاكفين وهذا آخر ما سنقول لكم وعليكم السلام وهديتم الصواب.

قال المؤلف: ونبئت أن جماعة من أهل العيش من أهل الحل والعقد تشاوروا في الأمر وأجمع أمرهم بعد الأخذ والرد على الندم على ما فرط منهم ورأوا إصلاح ذات البين خير من الشقاق والتدابر فأوفدوا ركبا بغية الإصلاح فلما قدموا إلى المحلة أي محلة أهل الكسكس قال كبير أهل الكسكس أقسم بالله لقد جاءكم أبو الوليد بوجه غير الذي خرج به من عندكم ثم رحب كل من الفريقين بصاحبه وحضرت أطعمة الضيافة وجيء بالكسكس والعيش ووقع العتاب وحبرت الخطب وكان من أبرزها خطبتان نطق بهما رئيسا الفريقين.
قال خطيب أهل الكسكس: الحمد لله الذي نهى عن التناحر والتكابر وعن التدابر والتشاجر وأمر بالتواصل والتقارب وحث على التآلف والتحابب أحمده على نعمه التي لا تحصى وألطافه التي لا تستقصى. وبعد فقد علمتم ما جرى بيننا وبين إخواننا الذين سبقونا بالإيدام مما أوله كلام وآخره صدام أرضينا به الشيطان وسمنا به الخسران فناشدتكم الله إلا ما جعلتم الأمر دبر آذانكم وأقبلتم على إخوانكم فإن الكسكس والعيش أخوان في الجاهلية والإسلام مزية لهم دون سائر الطعام إن هي إلا حبة بذرت فنبتت ثم نضجت فطحنت فمنهم عاجنها ومنهم مكسكسها والحبة لم تزل هي نفسها والكل على هدى من ربه ولا خوف عليهم ولا هم يحزنون مع أن التفاضل في الطعام ليس من شأن الكرام بيد أنه من الربا المذموم شرعا وعرفا وطبعا فرحم الله من سمع مقالتي هذه وعمل بها دون هواه والسلام عليكم ورحمة الله.
قال خطيب أهل العيش: الحمد لله الذي جعل لكل شيء قنه ونهى عن الأخذ بالظنه أحمده وأشكره وأنزهه وأذكره وبعد فأشهدكم يا معشر الحاضرين من قاطنين ومسافرين أعطاكم الله عيشا حسنا إلى يوم الدين أن ما نطقت به الألسنة واعتقدته الأفئدة مما جرى بيننا وبين إخواننا حملة الكسكس أمر تقشعر له القلوب وتشمئز منه الأنفس إلا أنها الفتنة أكبر من أبيها وأمها كما في المثل فتنة أوقدها الشيطان فجاءه الوشاة بالحطب فظهر اللهب عن كثب فافتتن بها البر والفاجر والموظف والتاجر إلا أن الذين اتقوا إذا مسهم طائف من الشيطان تذكروا فإذا هم مبصرون ومن ذنوبهم يستغفرون ربنا اغفر لنا ولإخواننا ولا تسلطنا على أحد من عبادك المكرمين. واعلموا أيها الإخوان أن ما كان مما كان قد أصبحت صفقته مقلية وصفحته مطوية فليس الكسكس إلا العيش وليس العيش إلا الكسكس.
[| [( وإلا يكنها أو تكنه فإنه ۞ إخوها غذته أمه بلبانها )] |] وأنتم ترون إلى هذه القصعة المملوءة كسكسا فإني حامل عليها فآكل منها ليلا يرتاب المبطلون فمن اتبعني فهو مني ومن عصاني فأنا منه بريء والعيش منه أبرأ والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
قال المؤلف: وحدثت أنه بعد هذه الخطب قام كل من الفريقين يصافح الآخر وتناولوا من الطعامين ما لذ وطاب وكان في المجلس أحد الظرفاء ممن ليسوا من الفريقين فقال في هذه المناسبة شعرا:
[| [( ألا إنما العيش والكسكــــــس۞طـــــعامان تهواهما الأنفس
فلا العيش أنفس من كسكــس۞لديـــــــها ولا كسكس أنفس
وكل به ما به ظاهــــــــــــر۞وكل علـــــــى ما به يلبس
فكسكس في الصيف ذو جيئة۞يغيث بها أهلـــــه الكسكس
إذا أعوز الرسل ناداهــــــــم۞ سيأتيكم الرسل لا تيأسـوا
وللعيش رحلته في الشتـــــــا۞تسير الجواري بها الكنـس
وكل له في الورى صاحـــب۞وكل بصاحبه يأنــــــــــس
)] |]

قال المؤلف: وهذا آخر ما سمعناه في هذه المناظرة الشيقة والله نسأل القبول والمغفرة إنه على ذلك قدير وبالإجابة جدير.
انتهى 28 نوفمبر 1976م
[الجزء الأول->http://www.niefrar.org/spip.php?article149] [الجزء الثاني->http://www.niefrar.org/spip.php?article160]

4 تعليقات

  1. هذا هو الإبداع أو لا يكون

  2. الشعب يريد فتاوى الشياطين

  3. choukrannnnnnnn
    nou6alib bi VETAWI CHEYA6IN

  4. extra-ordinaire,que dieu vous protége pour nous.Amin yaraba el alemin

اترك رد