شرح – اخبار انيفرار https://niefrar.org Thu, 04 Aug 2022 12:03:21 +0000 ar hourly 1 https://wordpress.org/?v=6.4.3 91258333 وصية البشير الأمباركي : فصل فى بر الوالدين https://niefrar.org/?p=5201 https://niefrar.org/?p=5201#respond Thu, 09 Jan 2020 16:04:53 +0000 http://niefrar.org/wordpress/?p=5201 وصية البشير الأمباركي : فصل فى بر الوالدين

واشدد على فعل البـرورعزمكا*** لاسيما أمك ثم أمكـــا

ولاتعاند والديك ولتــــــــكن***إن يغضبا مستمعا ومستكـــن

حتى إذا مافرغا من الملام***فاعتذرن بليّن من الكــــــــلام

وامتثلن قول الإله : “وقضى***ربك ” والصدر اجعلنه كالفضا

وإن تجد أكبر منك في خبر*** تعلم عكسه وأنه خــــــــــوَر

فلا تكذّب واستمعه جِــــدا*** حتى كأنه عليـــــــــــك جَدا

كذاك إن سمعته يقـــــــول*** حكاية مـــــــــضغها العجول

فاصغ له كأنه أمر عجــــب***لم تــــــعه قطُّ فذا هو الأدب

]]>
https://niefrar.org/?feed=rss2&p=5201 0 5201
صدور كتاب “الإعجاز النبوي في معرفة رسول الله صلى الله عليه وسلم بألسنة العرب” https://niefrar.org/?p=3372 https://niefrar.org/?p=3372#respond Wed, 07 Jun 2017 13:14:43 +0000 http://niefrar.org/wordpress/?p=3372 صدر مؤخرا كتاب (الإعجاز النبوي في معرفة رسول الله صلي الله عليه وسلم بألسنة العرب) ، لمؤلفه الأستاذ الباحث يعقوب بن عبدالله بن أبن، وقد عالج الكاتب فيه معرفة رسول الله صلى الله عليه وسلم بألسنة العرب من خلال تسليطه للضوء على ثلاثة كتب  أرسلها لكل من بنى نهد و همدان وأهل حضرموت.

افتتح المؤلف الكتاب بمقدمة نفيسة ضمنها الكثير من المعلومات التاريخية النادرة، ثم قام بتخريج الأحاديث وترجمة أصحابها و شرح جميع العبارات الغريبة الواردة في الكتب والخطب مع توشيحها بالشواهد الشعرية وبعض النكت العلمية النادرة.

قدم الكتاب الدكتور في علم اللسانيات يحي بن البراء ،كما قرظته كوكبة من العلماء كالشيخ سيد محمد بن عبد الرزاق والعلامة أحمدًّ بن التاه حمينَّ و الدكتور الشيخ بن الزين عضو المجلس الإسلامي الأعلى، والشيخين محمدفال بن عبد اللطيف و عبد الرحيم بن أحمدسالم إضافة للعديد من الدكاترة والأدباء المتميزين. يقول الشيخ محمدفال بن عبد اللطيف:

كـــــتاب ملـــــيح كــلــــه وفـــصيح *** فنـــادوا به بـــين العباد وصيحوا

فصاحة خــــير الخـــلق وهي مجاله ***مــــجال فســــيح في ذراه فسيحوا

أتته وفــــود العرب مــن كل وجهة *** وبـــالدين دانــــوا مـــبكر ومريح

فـــخاطب كــــــلا مـــــنهم بلــسانه *** كــــلام يــــلوح الــــنور منه مليح

وبالبشر والإحسان والـخير والهدى *** تلــــقاهــــمُ وجـــه أغـــــر صبيح

لقد جـــاءنا يعـــــقوب منــــها بنبذة *** تـــريح وللــــــكرب العظيم تزيح

أحاديث ليســــت بالأغـــاليط وزنها *** رجيح ، وكسب في المعال ربيح

وشــــرح بـه شرح الصدور ومنهج *** قــــويم وأســــلوب ألـــــذ فصيح

كـــتابك يا يعــــقوب جــــاء مباركا *** وأنــــت ابنــه فالعزو منه صحيح

وكــــل الذي قــــد قيـــل فـيه مدبجا *** صحـــيح وللـــــمداح مـــنه مديح

 

يوجد الكتاب اليوم لدى المكتبة الإسلامية  في سوق العاصمة ومكتبة القرنين قرب عمارة المامي.

IMG_0567

 

 

]]>
https://niefrar.org/?feed=rss2&p=3372 0 3372
كتاب الجوهرة الوضاءة للعلامة المختار بن محمد بن أحمد سالم https://niefrar.org/?p=3346 https://niefrar.org/?p=3346#comments Mon, 03 Apr 2017 09:57:27 +0000 http://niefrar.org/wordpress/?p=3346 التعريف بالمؤلف:

هو الشيخ العلامة المختار بن محمد بن أحمد سالم بن علي بن سيذن بن محمذن بن أعمر إيديقب, أمه آمنة بنت محمذن بن بتا  اليدالية.

كان رحمه الله تعالى متبحرا في كل العلوم العقلية و النقلية أديبا ظريفا شاعرا حلو المفاكهة لا يمل حديثه كثير الفوائد كامل الورع مقبلا على العبادة أخذ عن والده وأحمذ بن زياد وغيرهما من علماء الأهل.

وأخذ الطريقة عن الشيخ محمدن بن الشيخ أحمد بن الفاضل رحمه الله تعالى, وكانت لـه وفادة إلى الشيخ احمد بنب في مدينة طوبى وكان بنوه من بعده يرسلون إليه أن يقدم عليهم.

وقد أخذ عن المؤلف العديد من شيوخنا كالشيخ عبد الله بن أحمد, والشيخ سيد محمد بن النجيب وسائر عصر الوسط رحمهم الله تعالى.

لـه مؤلفات منها:

– شرح حسن على إضاءة الدجنة سماه الجوهرة الوضاءة في شرح الإضاءة أجاد فيه ما شاء الله, وهو الذي نقدم له.

– نظم جيد لمقدمة ابن آجروم بالحسانية

– أنظام متفرقة, وأشعار كثيرة جيدة, منها قوله متوسلا :

يا عالما بحــــــــــــالنـا***عــــــجل لنا بالــــفرج

ومن جداك أولــــــــــــنـا*** أكثر مـــــما نــرتجي  

و افتح من أبواب الغنى***و اليسر كل مرتـجي

        و جد لنا من كل هـــــم***م ربنا بالمـــــــــخرج    

توفي رحمه الله سنة 1957 أي سنة 1376 هجرية و دفن في انبيكت أولاد ساس, مع أبيه وأخويه, ورثي بمراث كثيرة .

التعريف بالكتاب:

هذا الكتاب وضعه المؤلف رحمه الله شرحا على متن إضاءة الدجنة في عقائد أهل السنة, وقد اعتمد فيه على كتاب “فرائد الفوائد” لجده الشيخ محمد اليدالي, وعلى شروح الإضاءة كابن الأعمش وغيره, وشروح السنوسية, وغيرهم, وقد وصفه القاضي الشيخ أحمد سالم بن سيد محمد بأنه “جيد مستوف للمطلوب مع الاختصار غير المخل”.

وهذه النسخة نسخها المؤلف رحمه الله من نسخته الأم, ووهبها لربيبه الشيخ العلامة يحظيه بن ابا رحمه الله, وعليها آثار المقابلة, وهي محفوظة في موقع المكتبة الألمانية, كما هو مثبت بأسفل الصفحات, وتوجد من الكتاب نسخة أخرى بخط المؤلف وهبها لابن أخيه الشيخ العلامة عبد الله بن أحمد رحمه الله, وهي محفوظة في مكتبتهم.

وفي انتظار أن تتيسر لنا طباعة هذا الكتاب النفيس, فإننا نكتفي اليوم بعرض هذه النسخة الخطية كما هي, ولا يفوتنا أن نتوجه بالشكر إلى أخينا الأستاذ سعدنا بن أحمدو بن حمينا الذي كان له الفضل في اكتشافها, جزاه الله خيرا.

كتبه محمد الأزعر بن حامد غفر الله له ولوالديه

 

لقراءة أفضل الرجاء تحميل الكتاب أو تفعيل خاصية “plein écran”  :

 

]]>
https://niefrar.org/?feed=rss2&p=3346 5 3346
شرح “لقد كان خير الخلق” للأستاذ محمد الأزعر بن حامد https://niefrar.org/?p=249 https://niefrar.org/?p=249#comments Wed, 07 Dec 2016 10:08:03 +0000 قال محمد بن حامد بن يحظيه غفر الله له ولوالديه:
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف المرسلين واشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثــــــيرا, وبعد فهذا شرح مختصر على قصيدة: لقد كان خير الخلق, كتبته مستعينا بالله تعالى امتثالا لأمر بعض من لاتسع مخالفته, وجل اعتمادي فيه على القاموس وشرحي الشفا وشمائل الترمذي, وهي للشيخ زروق شارح الرسالة والإرشاد, وهو أحمد بن محمد بن أحمد المالكي البرنسي الفاسي ولد بطرابلس ليبيا سنة 846 وتوفي رحمه الله سنة 899.

]]>
https://niefrar.org/?feed=rss2&p=249 5 249
جولة في ديوان “لخلاط”. بقلم الأستاذ الأديب بدال ولد ابراهيم اخليل https://niefrar.org/?p=3267 https://niefrar.org/?p=3267#comments Tue, 29 Nov 2016 10:56:27 +0000 http://niefrar.org/wordpress/?p=3267 أهداني صديق نفيس ديوانا نفيسا لشاعر تحس وأنت تقرأ له أنه يجول بك في كل أنماط وأساليب الأدب الحساني بتمكن منقطع النظير. إنه “ديوان لخلاط” للأديب عبد الله ولد اسنيد المذرذراوي عموما، النيفراري خصوصا.

أول ما يحز في نفس القارئ لهذا الديوان الجزل أن المحص غائب فيه، مع أهميته القصوى في الشعر الحساني لصعوبة قراءته دون وضع ما أمكن من الحركات على الأحرف. غير أن الساعي إلى الغوص في “ديوان لخلاط” يجد فيه من المتعة الأدبية ما يغفر “زلة” غياب المحص.

يذهب بنا الشاعر في ديوانه كل مذهب جميل، مذكرا بأغراض وأساليب كبار الأدباء، فعندما يفتخر ولد أبنُ بقوله:

آسيّةُ لا اتـْـظـــنّي   عَنِّ شاطنـِّي امْغـَـنِّ،

ينبري ولد اسنيد لغرض الفخر، معبرا، ربما، عن استيائه من تطاول شعراء إحدى المسابقات، بقوله:

اعـْـــلــيّـانَ لا اتناعـــــرْ    لفشاعرْ مليونْ شاعرْ

من شاعرْ فاكطاع واعرْ    ننــجح فيـــــــه، البيهْ

ذاكْ الِّ ما كان جاعـــــرْ    يـــجــعرْ فيهْ، ؤ فـــيهْ

يسكتْ ذاكْ الكانْ يَبْدَعْ    منهم كَــــبْــــلْ انجيهْ

يَسْوَ فيهْ اسغيرْ واجْدَعْ    واسْوَ شــــيَّبْ فــــيهْ

 

لا يترك الشاعر غرضا إلا وتناوله بإتقان، ففي ديوانه مديحيات طوال حسان، وفيه بكائيات طللية اكلاسيكية عذبة، كما لا يخلو من الغزل والمناظرات والتآييد والتراحيب. حتى اللواعج واللوعات تراها بادية في قريضه، فعلى شاكلة كبار الشعراء، يعاني ولد اسنيد من حرقة الزمان والمكان كلما تذكر ليلة أمضاها عند بئر يصعب نسيان تفاصيل مجريات أحداثها:

اعْطـَـــيْتْ ليْلَ فانزيْـلَ    فاحْسَيْ مانِ لُ ناسِـــــي

يـَ احْريكْ ذيْلْ امّكْ ليْلَ    ؤ يـَ احْريكْ ذيْلْ امّكْ حَاس

 

ولعل من أغرب المفارقات أن نفس الحزن الذي استبد بالشاعر النفراري ولد الولايه، استبد أيضا بالشاعر النفراري ولد اسنيد، فهنا وهناك “شخص” يرحل تاركا ثغرة كبيرة في وجدان الشاعرين. يقول ولد الولايه:

ركبتْ ذِ الْنـَبْـصَـرْ   لحْمَيـّـرْ لخظـــــرْ

وامش يجّـرْجَـــرْ   منْ هـُـونْ الصّاتِ

وابْكـيْتْ انـْـكـَـرّرْ   والـــذاريـــــــــاتِ،

فيما يقول ولد اسنيد:

رَكبتْ فـ ارْحيلْ    سبّتْ لكــتيلْ

خـَيْ ابْذِ الحيلْ   فـ البــــــــاديّ

رَحّــــالْ إميــلْ   وَقــْـتْ اعشيّ

ذاكْ أرَحّــــــالْ    بيــــهَ هـــــيّ

لَعَــــادْ الْمَــالْ    مــــالتْ بــــيّ

 

لا شك أن كبار الشعراء “يتهاتفون” في مخيلاتهم، في أحاسيسهم، في “ما ورائياتهم الأدبية”: نفس المشاغل، نفس الأدوات، وتارة نفس المفردات تقريبا. يقول الشاعر المرحوم أحمد ولد الطالب:

ذَ الِّ زاكـــلْ فيكْ افـْ ذَ الشّـط ْ    ما زكلُ فيـــــكْ امنادم كَــطْ

امناظـــــــرْ لك يامسْ لخبَــط ْ    وامْنْ الّ زاكلْ فيكْ: اسْكَيْتْ

الطفـْـلـَـه واكْفـَـيْتْ اعْلَ البطْ     الْفيهْ ازريـــكَ تشـّـغـْـلــــيتْ

وبأسلوب رائع بديع، يأتي الشاعر ولد اسنيد ليقول:

يلِّ منّـــــك فـ اهْـــــلاكْ    جَيْتْ انـْـدَوّرْ نلكـــــاكْ

وُوكفـْتْ اشوَيْ ابْهــــاكْ    افـــــزرّك نــتـْـــــــوَطّ

سَوّلــــتكْ ذ الْوَسّـــــاكْ    مَلْحَفتـــــك مــشـّـطّ

وافـّـمّـــــكْ من مسواكْ    اشـْــــظـَـيّ مُـــخـَـطّ

شنهُ؟ واطـْفـَيـْلْ احْذاكْ    يلعـــــبْ فـَ ايْــــدُ بَطّ!

وازريكَ من لفـــــــــريكْ    فـ امْـــــدَيْدَ من يَــــطّ

فـَ ايْدكْ! كلتيلِ، بيــــكْ     المَــــــلاحْ: اتـْـخَــــطّ

 

فهذا الإناء الصغير (“بـُـط” و”امْدَيْدَه”) يشغل بال الشاعرين، وذلك المذق (ازريكْ) “فيه ما فيه”، وبين كل تلك التلميحات يتراقص، في القطعتين، حرف الطاء بفخامته في جلسة أدبية نادرة “جمعت” شاعرين من جيلين مختلفين، ربما لم يعرف أي منهما شيئا عن الآخر.

وكجل شعراء البيظان، يظل ولد اسنيد مهموما، في شعره، بإشكالية “استَـكـْـهيلْ” خاصة عندما يتعلق الأمر بالوجد:

لغـــــلانَ كَطـّـيْـــتْ     أوَنــّـامسْ جَيْـتْ

وَاثــْـرِ كاعْ ابْطــَـيْتْ     عَنـْـهَ، لا حَــــوْلَ!..

كالتْ لِ غـَــــزّيـْـتْ     ماهِ مغـــــــسولَ

ذاكْ الِّ وَسّــــــيْتْ     شغلتْ لكـْـهُــولَ

إنه إنما يؤكد هنا سيْره الحثيث في فلك فحول الشعراء المحبطين من “حرب السنين” غير الرحيمة. يقول أحد الضحايا المساكين:

عَنْـدْ آكنـْـزْ انـْـــزَيـْـلَ     نـَـوْعَـــــدْهَ كلْ لّيْلَ

فيهَ فـــمْ اطـْــفـَـيْـلَ    هيّ سبّتْ لكـْــتيلْ

يَـغيـــرْ امْـغـَـيْـسيلَ:    كالتْ لِ يَـ لكـْـهَيـْـلْ

لـَـوَدْ لـَــكْ لكـْـهَيـْـلَ     تـَـمْ أوْعَدْهَ فـ الليْـلْ

 

يتميز شعر ولد اسنيد بما يمكن تسميته “الإبدالات”. فهو مولع بتقديم عبارة أو تأخير أخرى، وإحلال الواحدة محل الأخرى مع القدرة على سبك المعنى المراد في صيغ جديدة. إنه أسلوب معقد يحوّل فيه الشاعر الكلمة ويبدلها بأخرى معارة من مكان آخر دون أن يتأثر المضمون سلبا. يقول الشاعر، في رده على كاف صديقه ابـّـيْبيه:

لا دَلـّـيْتْ ابْحَدْ غالِ    ليْدْ ؤ رغْتْ ابْكـَـيْدْ

نرفدْ عنُّ ليْدْ مـا لِ    يَبْكَ حَدْ افـْــليْــــدْ

والمراد، في الصيغة المباشرة: “ما يَبْكَا لِ حَدْ افليْدْ”. لقد سلّمتْ “يبْكَ” مكانها لـ “لِ”، وسلمت “لِ” مكانها لـ”يَبْكَ”، ولم يفقد “الكاف” رونقه ومهارته في الرد على كاف ابيبيه:

رانِ نبغ ما ايْـــدلِّ    بيّ ولد اسنيـدْ

ليْدْ ابّدْع ؤ لا امّلِّ    يرفدْ عَنّي ليْــدْ

 

هذه الإبدالات، مع ما تعنيه من جمل اعتراضية شيقة، نجدها واضحة في قول ولد اسنيد:

تتـْـعَدّلْ غَيْبتْ حَدْ غـــــابْ    شَورْ أولادْ، ؤ ذِ ماهِ

كذبَ – بالبرْكـَـه- بوسْحابْ:   محفــوظ ؤ عبد اللهِ

بل يمضي أبعد في تعقيد ذلك الأسلوب النادر في قوله:

انكصْ يَـ العَكْلْ ألّا اشْوَيْ    للمحارم تخراصَـــكْ

واعْلَ ولـِّـي لـُخظتْ حَيْ   راصَكْ لعدتْ افراصكْ

 

إنه يريد أن يختط لنفسه أسلوبا يخلو من الانسيابية المملة تارة، لهذا أخّـرَ المجرور في الشطر قبل الأخير، واضعا إياه في مقدمة الشطر الأخير، ثائرا بذلك على الروتين.

 

وفي المقطوعة التالية يعكس عبارة “لاهِ انـْـرَ” فيجعلها “انـْرَ لاهِ” في سويعات لقاء لا يعتقد أنه سيتكرر أبدا:

نختيرْ انــراكْ   عاكبْ يَرْعاكْ

ملكَـــانَ ذاكْ   الِّـــــــي زاهِ

والْمانِ شاكْ   انُّـــــــــو لاهِ

كدْ الْوَسّيْتْ    يـَ تــنـــــزاهِ

الْنوْعُ تـــيْتْ    انـْـــــــرَ لاهِ

 

كما لا نعدم سرعة البديهة في شعر ولد اسنيد. فعندما طلب منه الشاعر العملاق المرحوم الطيب ولد ديدي شرابا وشايا وقطعة شعر، لم يتردد في تلبية طلبه، فقال:

الطيّبْ لاجَ عَنـْـدُ جَايْ   غايَ ما نختيرْ انسَكْريهْ:

ازريــكَ ذيكــيّ، وأتايْ   ذاكـُـوّ، والكافْ أراعــــيهْ

 

ولا يمكن لقارئ ديوان “لخلاط” إلا أن يستحسن قدرة الشاعر على “صب” الإسم غير منقوص ودون إخلال بالعروض، الأمر الذي يفشل فيه حتى مشاهير الشعراء أحيانا. هاكم قوله:

مريضْ إيلَ غلْبُ فـ ادْوَاهْ   حَدْ إعيـــنُ رَ منْ حينُ

محمــد خــونَ ولد ابّــاه   ولد أمينُ فيهْ إعِـــــينُ

 

أما قمة الإبداع لدى ولد اسنيد فتكمن في نجاحه الباهر في دخول “المدرسة الباكّاهية” والتخرج منها بامتياز فشلَ فيه كل، أو جل المحاولين. لقد تمكن الشاعر من حبك الجمل القصيرة، والخروج على “قانون” الوقف عند القافية، وإعطاء الأولوية للنقاط والفواصل، حتى لتبدو القطعة كأنها نثر محكم التنسيق والتنميق. لنرى قوله “شبه المنثور”:

“مرحْبَ، مرحْبَ. ذ بَلْ مرحْبَ بيكم، بلْ أهلْ مرحْبَ بيكمْ، بَلْ أصلْ    مرحْبَ بيكمْ فـَـ أصلـْـهَ. مرْسُولَ منْ كبْلَ، منْ تـَـلْ، من ساحلْ، من شـَـرْكْ. أصلـْـهَ واحدْ من شـَـعْبْ ابْلا مَفـْـصَلْ.  ما يكدرْ حَدْ إفـَـصّلـْـهَ…”.

عند إعادة بناء القطعة، نجد:

مرحْبَ، مرحْــــــبَ. ذ بَــــــــلْ    مرحْبَ بيــــــــــكم، بلْ أهــــــلْ

مرحْبَ بيـــكمْ، بَلْ أصــــــــــلْ    مرحْــــــــــبَ بــــيكمْ فـَـ أصلـْـهَ

مرْسُولَ منْ كــبْلَ، منْ تـَــــلْ،    من ساحلْ، من شـَـرْكْ. أصلـْـهَ

واحدْ من شـَـعْبْ ابْلا مَفـْـصَلْ    ما يـــــكدرْ حَــــــــــــدْ إفـَـصّلـْـهَ

 

لقد استطاع ولد اسنيد أن يكون أحد رواد هذه المدرسة، وأحد كبار المدافعين عن نهجها الفريد، بل لعله الوريث الشرعي لمؤسسها المرحوم محمد ولد باكا. لنترك شعره المنساب بحرية يعبر بنفسه عن نفسه، ونترك القارئ، هذه المرة، يحاول إعادة بنائه عموديا:

مرحْبَ – واسْوَ فـَ اهْلْ إلاهْ ما تنكالْ- احْنَ كلناهَ. مرحْبَ كلناهَ: واللهْ الَّ مرحْبَ، مَعْناهَ مرحْبَ بالوَفـْـدْ الّ جابْ للنفرارْ اخـْـبَرْ لنتسابْ فالنفرارْ امجيهْ، ؤُ لا غابْ  عَنُّ حَدْ؛ الناسْ الْكَاهَ: اكْهُولَ، رَجّالَ، شبَابْ،  اعْلَيَاتْ: أصْلًا سَوَاهَ.

 

إنه أسلوب رائع يشي بقدرة الشاعر على اعتلاء عرش تلك المدرسة وفرضها على الواقع الأدبي الذي لم تزل فيه غريبة، منعزلة، غير مفهومة إلا لمن رحم ربك من عباقرة النقاد ودعاة التجديد. لنقرأ له أيضا، دون أن “نـُـفـَـلـْوي” احتراما لمشاعر “الباكاهيين”:

بَـاسْمْ الشعبْ امْأيّدْ قواتْ العاشر تموز: اسْتـَـوْلاتْ اعْلَ حُكـْـمْ البلاد، ؤ جَاتْ الدّوْرْ امْنْ التخريبْ اتـْـحدْ. اعْطاتْ الوَعْدْ اعْلَ شيّاتْ لاهِ تتحقق ماهِ رَدْ، ما تحتاجْ اعْلَ سنواتْ اطـْـوالْ، ؤ لا تحتاجْ الحَدْ إروغْ الشعبْ ابْسياساتْ لستعمارْ الّ ما تنعَدْ. أبَدَ، مَانـَـللّ، ما سنْتـَـاتْ ابْذاكْ النوع أصلًا من عندْ الراصْ. ألّا كامتْ واتلاتْ اتروغ ابجهودْ اتشيّدْ ذاكْ الّحْكتْ مهدومْ، ؤ رَاتْ  امْنْ الشعب افـّـاشْ اتسنّدْ. سَوّاتْ المشاكلْ، خَوَاتْ    الشعْبَ، أدّاتْ الواجبْ، مَدّتْ ليْدْ ؤ سدّتْ حاجياتْ البلادْ اعْلَ طـُـولْ، ابْسَدْ حاجيات الفرْدْ، ؤ وَسّاتْ ياسر ما ذاكُ، ما ينعَدْ. ياسرْ: منُّ تركْ الفسادْ، ؤ منُّ تركْ استغلالْ الفـَـرْدْ للفــَـرْدْ، ؤ منُّ لَعـْـتِمادْ اعْلَ النفـْـسْ ؤ قيّامْ الحَدْ.

ولنختم إبداعات الشاعر، في المدرسة التي تبناها واستحق تاج عرشها بعد رحيل مؤسسها، بقوله:

هاذَ شَعْبْ الصنكَه موجودْ كاملْ،

وامْرَحّبْ بالوفودْ كاملْ،

وابْتـَـحقيقْ الوُعُودْ كاملْ،

ذيكْ اْلطَ، باشْ إعِينْ معاويّ شعْبُ وايْعُودْ شعْبُ ماهُ ضعيفْ: اعْتينْ

طاهَ وابْذلْ جهْدْ ؤ مَجْهُودْ امتانْ افنـَـوْبَ بَعْدْ امتينْ الحالْ، ؤ رَيْتْ اْلذاكْ اشهودْ عيّانْ، ؤ شَهْدُ بَـيْنْ أيْدينْ الناسْ انْ هاذَ ش ما كانْ اكـْـبَيْـلْ إصحْ افمُورتانْ تعدالُ،

ما كانْ افلمكانْ تعدالُ،

غافسْ لكْ لكينْ..

 

وأخيرا، أعتقد أنه لو قــُـدّر للشاعر ولد اسنيد أن ينكبّ على مدرسة التنقيط الباكاهية، وحدها، دون غيرها، لعرف من خلالها وعرفت من خلاله رواجا كبيرا، ولطرق بها وطرقت به أبوابا وآفاقا جديدة. إنها بالفعل تحتاج إلى شاعر متمكن باستطاعته أن يطورها ويعطيها دفعا فيقنع بها رواد عكاظات حسانية لم يفهموها بعد.

ومجمل القول أن “لخلاط” يمثل خليطا أو “خلـّـيْطة” من الأساليب والمدارس والإبداعات غير المسبوقة.

بدال ولد ابراهيم اخليل

 

 

 

 

 

 

 

 

.

 

 

 

 

 

]]>
https://niefrar.org/?feed=rss2&p=3267 6 3267
رسالة الشيخ عبد الرزاق بن سيد محمد حول دلائل العجمة في المفردات العربية https://niefrar.org/?p=2395 https://niefrar.org/?p=2395#respond Tue, 15 Sep 2015 14:23:34 +0000 http://niefrar.org/?p=2395 نواصل مع السادة المتصفحين الكرام نشر رسالة الشيخ عبد الرزاق بن سيد محمد حول دلائل العجمة في المفردات العربية واليوم سنكون على موعد مع جزئها الثانى و الأخير

الجزء الثانى

و من ذلك الجوسق كجورب معرب و هو القصر و الحصن قال:

فسيان بيت العنكبوت وجوسق *** رفيع إذا لم تقض فيه الحوائج

و قرية بمصر اتجاه بلبيس و أخرى بالعراق على دجيل كزبير الخ، و كذا الجاثليق كالعالمين لرئيس النصارى وهو تحت بطريق انطاكية ثم المطران كعجلان تحت يده ثم الأسقف تحت المطران ثم القسيس ثم الشماس الخ، و الجُرامُقة لقوم من العجم بالموصل واحده جرمقاني بضم جيمه و ميمه، و الجُرموق كعصفور لما يجعل على الخف معرب جرموزة ، والجَردق كجعفر وبهاء الرغيف و تعجم ذاله فارسيته كرده و جردقان للحافظ معرب كرده بان أي حافظ الرغيف، و كذا الجَوالق بضم جيمه و فتح لامه و بكسرهما للغرارة معرب كواله جمعه جواليق و جوالق و جواليقات، و الجُهاليق بالضم للبندق معرب، وكذا الجُوق بالضم كالجوقة لجماعة الناس أو لجماعة السفلة كالرعاء، والقولنج بضم قافه و لامه و فتحهما و تكسر لامه أو هو لازم لانعقاد أخلاط الطعام في قلون فلا تنزل ويعسر خروج الريح و يصعد البخار إلى الدماغ فيهلك الشخص وهو أقسام ، وروى أبو نعيم: أكل الشمر أمان من القولنج الخ، وقولون سادس الأمعاء السبعة أولها المعدة ثم ثلاثة تتصل بها هي البواب فالصائم فالرقيق وهذه الثلاث رقيقة ثم العور فقولون فالمستقيم و طرفه الدبر و هذه غليظة و لصاحب الأصل:

هي معـــدة فثلاثة وصلت بها *** بوابها مع صائم فرقيق

فالأعور القالون ثم المستقيم *** فهذه الأمـعاء يالتحقيق

وكذا القبج كفلس كما في القاموس و اللسان ، قال ابن الطيب : و لا قائل به بل هو كحجل وزنا و معنى لطائر معروف معرب كبج، و الجعفليق كزنجبيل للمرأة العظيمة كالجنفليق بالنون ، قال أبو حبيبة الشيباني:

قام إلى عــــــذراء جعــفلــيق *** قد زينــت بكـــعثب محلوق

يمشى بمثل النخلة السحوق *** معـــــجر مبــــجر معـــروق

هامتـــــه كصخــرة فــي نيق*** فشق منها أضيق المضايق

طـــرفه للعـــــمل المومــوق *** ياحـــــبذا ذلـــك مـن طريق

و بكعثب لغة و كذا الجقة بالكسر للناقة الهرمة و جق الطائر إذا ذرق الخ، فما ذكر هنا كله معرب شأن ما اجتمع فيه جيم و قاف غير حكاية صوت وهو باب مطرد عند الأئمة كالجوهري و خاله الفارابي وغير وغير، و أما قُجْ ككم زنة ومعنى، وقِج بالكسر للرجل كجق بمعنى اخرج فهو من التركية لا من العربية الخ.

العاشر: من أدلة العجمة أصلا اجتماع الجيم والكاف كالسُكُرجة بضمتين وفتح رائه مشددا و ضم رائه خطأ، ويقال أسكرجة بضم الهمز للثقوة بالضم لإناء توضع فيه الكوامج من الجوارش على الموائد حول الأطعمة للتشهى و الهضم معرب اسكره، وفى الحديث ما أكل صلى الله عليه وسلم على خوان و سركجة، والكماج لخبز مصر واحده كماجة، والجنك لآلة للطرب ككمنجل لرباب الطرب معروف قال:

انهـــض خــليل بادر *** إلى سمـــاع كمنجا

وليس من صد تيها *** و راح عـنا كمــــن جا

ومنها: اجتماع صاد و طاء كالاصطبل لموقف الدواب، والأصطُبَّة بالضم و شد الباء للمشاقة معرب و أغفله القاموس، و الإصطفلينة واحد الإصطفلين لجزر يؤكل، و من كتاب معاوية إلى قيصر : و لأنتزعنك من الملك انتزاع الاصطفلينة الخ، و أما الصراط فصاده بدل من السين لا لغتين أصلا وهو إبدال مطرد عند وجود الطاء و ما بعدها مما فى قول صاحب الأصل:

بالسين أو الصاد فه *** عنــــــد حـروف أربع

أوائـــل فــي قولنــا *** قد خـــــاب غير طيع

و الحاء زد فى لغــة *** لكلب كالسفح فعى

فالقاف كسقر و صقر ، والخاء كصخاب و سخاب و صرخ وسرخ ، والغين كسغب و صغب و صبغ و سبغ ، والطاء كاستفلين و اصطفلين و كالسراط و الصراط، والحاء كالسفح و الصفح في لغة كلب، و لا يشترط اتصال الصاد أو السين بما ذكر الخ.

ومنها: اجتماع سين و ذال فلذا أستاذ و سذاب و ساذج معربات ، وكذا السين و الزاي كسرموزة.

ومنها: كون مادته ب س ت كبست بالضم لمدينة بكابل بين هراة و غرنة، قال الخطابي البشتي صاحب معالم السنن:

و إنى غريب بيــــن بست و أهـــلها *** و إن كان فيـــها أسـرتى و بها أهلى

و ما غربة الإنسان في شقة النوى *** و لكــــنها و اللــه في عــدم الشـكل

و منها: مادة ب ق م و لا و ب م و لا م ب ق فلذا كان بقم كشمر معربا، و كذا مركب ج ر م ن  وتصرفه إلا ما اشتق منه المرجان و لم أجد له فعلا، و لبعضهم أنه معرب وهو به حر.

ومنها: التركيب من حرف واحد إلا قولهم غلام ببة للسمين، وفي كلام عمر رضي الله عنه لئن بقيت إلى قابل لأجعلن الناس ببانا واحدا، أي طريقة واحدة في العطاء، و قيل ليس هذا بعربي محض أو نونه أصلي فلا إشكال. و قال ابن درستويه في شرح الفصيح: لا يجوز كون فاء الكلمة و عينها مثلين إلا بفصل ككوكب و قبقب ، و أما ببة فلقب كأنه حكاية صوت ،

وزعم الخليل أن ددا حكاية صوت اللعب و اللهو لا هما الخ، وهو أضيق مما ذكر و قوله زعم أي قال هنا، وهو منقوص كيد و لامه واو كقفا،، وددد و ددن بثلاث محركات و بالنون كعصا وديد كزيد و كزيدان لغات ، و في أثر : لست من دد و لا الدد منى رواه البخارى في الأدب و الطبرانى ، وروى ابن عساكر : لست من دد و لا دد منى.

فائدة: ببة لقب عبد الله بن الحارث بن نوفل بن الحارث بن عبد المطلب لقول أمه هند بنت أبى سفيان ترقصه:

لأنكحـــن ببه *** جـــــارية خدبة

مكرمة محبة ***تجث أهل الكعبة

أي تغلب نساءهم فى الحسن ، وعاش ببة رضي الله عنه بعد يزيد و كان بالبصرة فوليها و كان يشبه النبي صلى اله عليه وسلم.

ومنها: كون آخره واوا ساكنا قبله واو مضموم، و لذا لما عربوا خسرو للملك المعروف بنوه على فعلى و أبدلوا خاءه كافا فصار كسرى بالوجهين، و كذا وزن فوعلاء بضم فسكون فكسر ممدودا ، قال الأندلسي في المقصور و الممدود : هي بنية لا توجد إلا معربة كصورياء مدينة بالروم و لوثياء للحوت الذى عليه الأرض و بورياء للبارى و جودياء للكساء نبطية و لوبياء لموضع ونوع من القطنية و سوبياء لشراب، وقد كان يصح إدراج هذا في الدليل الثانى كما مر و أفرد للبيان هنا.

المتم العشرين: من أدلة المعرب و عجمة الأصالة كون اللفظ الرباعي فصاعدا ليس فيه أحد حروف الذلاقة الستة التى يجمعها  مر بنفل ، وهي الذلق كالحمر كأنه جمع أذلق، ثم هي ذلوقية نسبة للذولق كجورب للسان لأنها من ذلقها لطرفه وزنا و معنى ل ر ن ، و شفوية لأنها من ذلق الشفة لطرفها ب ف م ، وسميت كلها ذلقا لأن ذلاقة المنطق أي حدته في ذلق اللسان و الشفة، و هذه الستة هي أخف الحروف فلذا كثرت في الألفاظ العربية بحيث ما إذا وجد فى العربية رباعي فصاعدا بلا زيادة ليس فيه بعضها حكم بعجمته و تعريبه، ولذا سمي غيرها من الحروف بالمصمتة أي ببناء مفعول الرباعي المؤنث أي المصموت عنها إذ العرب سكتت عن بناء رباعي فأعلى منها سالما من بعض اللذاقة ، هذا وقد تقوم مقام الذلق السين لشبه السين بالنون في تفشى الغنة ، فلذا كان العسجد للذهب و الجوهر و العسقد كقنفذ للطويل الأحمق عربيين، فحكم علي قارى في قاموسه على العسجد بالعجمة و التعريب بما مر غفلة عن هذا، وقد شنع عليه ذلك غير واحد كابن الطيب على القاموس الخ، و كذا اختلف في القسطاس للميزان  هل هو عربي أو رومي معرب أو توافقت فيه اللغتان أقوال، و ليس يوسف عربيا لوجود الفاء و ذلك أنه مما عرفت عجمته بالنقل كالوجه الأول، وكذا أسماء الأنبياء و الملائكة غير هود و شعيب و صالح و محمد صلى الله عليه وسلم العربيين الخ، و قد قيل عدم الخلو من الذلاقة علامة العربي و حكم العلامة لزوم طردها لا عكسها، أي فيلزم من وجود الخلو في الرباعي الخ العجمة و لا يلزم من عدم الخلو عدم العجمة ، فارتفع استشكال عجمة يوسف و نحوه مما فيه ذلقي وهو جيد، لكن كلامهم كالصريح في أن ما فيه ذلاقي فعربيته محضة حتى يخرجه نقل أو علامة كما مر.

وزاد بعضهم في أدلة العجمة عدم دخول أل و خطأ الحكم بتعريف المسيح لهذا. وهو غفلة فقد قال التبريزي في شرح ديوان أبى تمام عند قوله:

من عهد اسكندر أو قبل ذلك قد *** شابت نواصى الليالى وهي لم تشب

المتعارف أن الإسكندر فيه أل فحذفها كما صنع أيضا في قوله : ما بين أندلس إلى صنعاء الخ المعروف أن الأندلس بأل الخ أي واللفظان عجميان أصلا اتفاقا فهو صريح في دخول أل على الأعجمي ، وفي شرح الأبنية من شرح كتاب سيبويه: وقد تعرب الأسماء العجمية فتلحقها العرب بأبنيتها أي و استعملتها باستعمالها و ربما تركوها بحالها إذا وافقت حروفهم الخ.

فائدة: قال فى الشفا : لا توجد الظاء و الضاد فى غير العربية ، أما الضاد فبلا نزاع، و أما الظاء فلا توجد بمخرجها الخاص بها في غير العربية، قال الفيوضي وهو من أهل القرن الحادى عشر:

كن كيسا سهل الجناب و لا تكن ***صـعـب المراس فإنه ازدراء

انظر لحرف الضاد أصبح ساقطا *** لما تعــسر و استقام الظاء

وعن ابن الأعرابي : يجوز تعاقب الضاد و الظاء و أنشد:

إلى الله أشكو من خليل أوده *** ثلاث خصال كلها لى غائض

بالضاد أي غائظ الخ، لكن قال التبريزي و غيره أنه من غاضه إذا نقصه لا من الغيظ الخ.

تذييل: اختلف في فساد الصلاة بهذا الإبدال ، واختار متأخروا الحنفية الفساد في القادر على الفرق و إلا فلا، و قد أسلمت العجم في الصدر الأول و لم ينقل حثهم على الفرق و لا تعليمه لهم من الصحابة ولو لزم ذلك لفعلوه ونقل إلينا.

وهنا انتهى ما رمته من اختصار رسالة العلامة شهاب الدين أحمد بن أحمد بن اسماعيل الحلوانى الخليجى الشافعى المسماة بقطع اللجاج فى مسألة الأجاج ، قال فيها إنه فرغ منها سنة 1300 فهو من أهل هذا القرن و أواخر الماضى.

والحمد لله أولا و آخرا وصل اللهم وسلم على سيدنا محمد و آله باطنا و ظاهرا من كان فى سائر الفضائل و المكارم مثلا سائرا. اللهم واستعملنا فلى مرضاتك وعاملنا بكرامتك آمين آمين آمين.

وكتب الشيخ سيد محمد بعد ذلك:

هكذا صورة ما كتب والدنا عبد الرزاق رحمه الله عند انتهاء تأليفه هذا ومن خطه نقلت

]]>
https://niefrar.org/?feed=rss2&p=2395 0 2395
تصحيحات الشيخ العلامة محنض باب بن اعبيد لأخطاء شائعة في بعض المقررات المحظرية https://niefrar.org/?p=2200 https://niefrar.org/?p=2200#comments Fri, 05 Jun 2015 09:56:38 +0000 http://niefrar.org/?p=2200 “عيون الإصابة في مناقب الشيخ محنض باب بن اعبيد الديمانى” مصنف مرقون على الآلة الطابعة لا يزيد عدد صفحاته على الخمسين، لكن قيمته العلمية والبحثية لا تقدر بثمن، فقد ألفه تلميذ نجيب في مناقب شيخ كان نسيجا وحده، وبما أن المصنِّفَ كان تلميذ الشيخ وابن خالته فلاشك أنه كان يُسِر له ما لا يسر لغيره. ويعلم منه ما لا يعلم الآخرون وقد تجلى ذلك واضحا بين سطور الكتاب.

مؤلف الكتاب هو الشيخ ميلود بن المختار خي بن عبد الله بن شدَّك بن يعقوب بن بارك الله ، وقد أخذ هو وأخوه سيدأحمد عن الشيخ محنض باب بن اعبيد و صارا من أوعية العلم ومظنته و إلى ذلك يشير الشيخ المختار بن حامد في لقطاته الحية بقوله: (… والعلم حي في بنى المختار خي).

وقد ألف الشيخ ميلود عدة مصنفات تشى بغزارة علمه منها شرح على إيضاح المرام للرد على جيم الإعجام ، وكتاب عيون الإصابة في مناقب الشيخ محنض باب.

يعتبر الشيخ ميلود أحد القلائل – في أرضنا- الذين كتبوا نثرا فنيا تحدثوا فيه عن سلوك أشياخهم بعد رحيلهم. حيث تحدث في فصول كتابه عيون الإصابة عن نسب الشيخ محنض بابه ومكانته العلمية و خصاله وجده ومثابرته و نبوغه كما  تكلم عن توليته للقضاء و قيامه بدور الإمام الأعظم و إنكار العلماء عليه ذلك و مناقشته لهم، و أوضح طريقته في القضاء و درجته في الفقه و ساق أمثلة من فتواه بغير المشهور.

كما تحدث عن إقامته للحدود و احتياطه فى الفتوى و القضاء ، ثم تحدث عن مدرسته وعن تآليفه وعن تلامذته وخص كتابه الميسر بالذكر و نبه إلى القيمة التى أضافها إلى المحظرة الشنقيطية.واستطرد تقاريظ العلماء المعاصرين للشيخ لذلك الكتاب النفيس. ثم تحدث بعد ذلك عن وفاته وعمره وعن أساتذته الذين أخذ عنهم وذكر نتفا جميلة من شعره وختم الكتاب بفصل خصصه لمناقب أخوال الشيخ الشرفاء أهل الطالب أجود.

وقد خصص المؤلف فصلا للتصحيحات التى قام بها الشيخ محنض باب رحمه الله لبعض الأخطاء التى كانت متداولة في أهم المتون المحظرية كالشيخ خليل و الستُّ وغيرهما. و سنتحف القراء الكرام بها نقلا عن الكتاب بدون أبسط تصرف.

قال الشيخ ميلود في الصفحة 16 ،17 و 18 من كتاب عيون الإصابة:

استدراكات الميسر على الشروح الأخرى:

بين فيه تحريفات في نص المختصر – لم تبين قبله- عمي على الشراح وجهها، فصاروا يشرحونها بما لا يطابقها منها:

-قوله- أول بيوع الآجال ( … ومنع لتهمة ما كثر قصده …) فقد شرحوها : ” للتهمة ” بلام التعريف و جعلوا ” ما” نائب ” منع” و هو خطأ واضح ، لأن ما كثر قصده ممنوع ، ولو لم تكن تهمة ، وليس الإخبار عن منعه بمراد و إنما المراد منع ما كانت فيه تهمة.

فالصواب – كما قاله الشيخ رحمه الله- ” لتهمة”  بغير لام تعريف ، و إضافة ” تهمة” إلى ” ما” فيكون نائب “منع” ضميرا يرجع إلى البيع.

كما قال في فصل المرابحة : وجاز مرابحةً بنصب مرابحة وفاعل “جاز” ضمير يرجع إلى البيع في أول الباب.

وكذا قوله (… وحرم في نقد وطعام ربي فضل ونساء…) فالشراح ينونون “طعام” و يضيفون ربى إلى ” فضل” و يجعلونه فاعل ” حرم” فيكون المعنى : أن جميع الطعام يدخله ربى الفضل و ذلك باطل

فالصواب ما قاله الشيخ : من إضافة “طعام” إلى “ربي”  و رفع “فضل” والنساء معا دون غيرها من الطعام فإنما يحرم فيه النساء فقط.

وكذا قوله في الخيار عند الكلام على بيع الطعام قبل قبضه (… أو كلبن شاة..) رواه شارحه بالإفراد و لا وجه له لأن لبن شاة منفردة لا يصح شراءه و إنما يصح شراء لبن شياه متعددة نحو العشرة.

فالصواب ما قاله الشيخ : إنه ” لبن شاء” بالهمز ليكون جمعا.

وكذا قوله في الصداق : (…و تمهل سنة – إن اشترطت- لتغربة أو صغر ) رواه الشراح ” لتغربة” بهاء التأنيث فهو مصدره ولم يوجد له سماع في كلام العرب ومثل هذا كثير.

تصحيحات محنض باب اللغوية

كما بين تحريفات شرح عليها الشنتمري أبيات من الديوان منها قول امرئ القيس :

عصافير و ذبان ودود *** و أجرى من مجلحة الذئاب

شرحها الشنتمري : واجرأ  من الجراءة وهذا ليس صحيح بل هي جمع “جرو” معطوف على عصافير

وكذا قول زهير:

لها متاع و أعوان غرو ن به *** قتب و غرب إذا ما أفرغ انسحقا

فالرواية “غدون” بالدال و لا معنى لها .

فقال الشيخ: بل هو  “غرون”  بالراء جمع غر بمعنى ملازم و صف لأعوان

وغير ذلك مما بينه رحمه الله من أبيات الديوان ، وغيره من معضلات اللغات و الأحكام

فمن ذلك أن حمادا شارح منظومات البدوي قال عند ذكر سارية بن زنيم أن في القاموس لفظة أعيت كل من لقيه ، وقد جال في البلاد يسأل عنها و ذلك أنه قال : زنيم كزبير و السارية ثم قال ” ونغاشي” رآه النبي صلى الله عليه وسلم فسجد شكرا لله والكلمة هي ونغاشي

فبين الشيخ أنه بالنون و الغين المعجمة ، أي رجل قصير أقصر ما يكون من الرجال ، أي أن زنيما – أيضا- اسم رجل قصير جدا، لما رآه النبي صلى الله عليه وسلم سجد شكرا لله إذ لم يخلقه على شكله.

كما أورد في الصفحة 27 قصة طريفة وقعت بين الشيخ و العلامة المختار بن بون وهي كالتالى:

ومن العلماء الذين عاصروه المختار بن بون الجكنى مؤلف الاحمرار و الوسيلة و غير ذلك من التواليف المفيدة ، توفي قريبا من عام ثلاثين ومائتين و ألف.وقد سأل شيخنا يوما عن هذا البيت :

يمسن كما اهتزت غصون تسفهت *** أعاليها من الرياح النواسم

قائلا: إن النحاة أوردوه شاهدا عند قول ابن مالك:

وربما أكسب ثان أولا ….. الخ

ولم أدر الشاهد فيه …

و ذلك لأنه قرأ ” من الرياح” الذى هو محل الشاهد من البيت بلفظ :” من الرياح ” فجعل الرياح مجرورا بمن التى من حروف الجر تصحيفا.

فقال له الشيخ محنض باب – بديهة-  لعله ” مر الرياح” بالراء ولم يسمعه قبل ذلك

فقال له ابن بون :” مخلمك”  وهي كلمة يمدح بها  قريبة المعنى من لله درك .

انتهى من كتاب عيون الإصابة في مناقب الشيخ محنض باب بدون أبسط تصرف

موقع انيفرار

 

]]>
https://niefrar.org/?feed=rss2&p=2200 2 2200
التقديم لكتاب شرح الشنفرية للشيخ احماد بن ابا رحمه الله. https://niefrar.org/?p=282 https://niefrar.org/?p=282#comments Sat, 29 Mar 2014 20:51:52 +0000 التعريف بالمؤلف:
هو شيخنا ووالدنا الإمام العالم العلامة الولي الصالح الشيخ احماد بن محمدو بن ابا الديماني ثم الأبهمي رحمه الله تعالى.
وقد قدمنا تعريفا مختصرا به في عرضنا لكتابه مبشرات الشيخ محمذن باب بن داداه رحمه الله, وأفرده بعض تلاميذه بالترجمة منهم المرحوم محمدن بن فال في كتابه دواء القلب والأستاذ عبد الله بن اليدالي في كتابه رسائل النور, كما ترجم له الأستاذ محمد فال بن عبد اللطيف في شرح الأنساب, والأستاذ بدّن بن سيد بن احمدناه في تقديمه لبعض كتبه.
التعريف بالكتاب:
شرح المؤلف في هذا الكتاب قصيدة الشنفرى المعروفة بلامية العرب, وسميت بذلك تمييزاً لها عن سائر القصائد اللامية في الأدب العربي، وذلك لما تحمله من قيم عربية، ولما حوته من مادة لغوية ، وجودة في الشاعرية ، وطرافة في المشاهد المصورة.

ولم تحظ قصيدة بمثل ما حظيت به هذه اللامية من اهتمام العلماء والأُدباء القدماء والمحدثين، فمنهم من تناولها بالشرح والإِعراب أو بالشرح من دون الإعراب، ومنهم من تناولها بالدراسة، وقد اختلفت طبيعة تلك الدراسات والشروح التي زادت على الخمسين شرحاً ودراسة، وفي ذلك دليلٌ على أَهميتها.
وقد ترجمها إلى الإنكليزية الباحث الإنكليزي (جمس ردهوس) (J. W. Redhouse) المتوفى سنة 1892.
وللشعراء عليها معارضات لعل أبرزها لامية العجم للطغرائي ولامية حسان الهند مير غلام علي آزاد البلجرامي, ولامية الصفدي التي أولها: الجد في الجد والحرمان بالكسل وقد أوردها السيد أحمد الهاشمي كاملة في كتابه جواهر الأدب.

قال البغدادي : والشنفرى شاعر جاهلي قحطاني من الأزد, وهو كما في الجمهرة وغيرها من بني الحارث بن ربيعة بن الأواس بن الحجر بن الهنء بن الأزد, وهو بفتح الشين وآخره ألف مقصورة وهو اسمه, وزعم بعضهم أن الشنفرى لقبه ومعناه عظيم الشفة وأن اسمه ثابت بن جابر , وهذا غلط كما غلط العيني في زعمه أن اسمه عمرو بن براق بفتح الباء وتشديد الراء المهملة بل هما صاحباه في التلصص وكان الثلاثة أعدى العدائين في العرب لم تلحقهم الخيل ولكن جرى المثل بالشنفرى فقيل: أعدى من الشنفرى.
ومن أبرز شراح لامية العرب المبرد وثعلب الخطيب التبريزي وابن الشجري والزمخشري , وهو الذي اعتمد عليه الشارح هنا فاختصره وزاد عليه من الشروح الأخرى.
وقد قرظ هذا الشرح الشيخ يعقوب بن عبد اللطيف رحمه الله بقوله:


أقرظ شرحكم هذا لعلــــــي**** سيذكر معكم اسمي في سجل
ومن يلحق بذكركم سيسـمو **** ويحظى بالمرام على الأقـــل
فهذا الشرح بالمقصود واف **** فلم يك بالمخل ولا الممـــــل 

قال المؤلف رحمه الله في آخرها :

انتهت هذه الاستعانات على تقريب عبارات الشنفرية مساء الجمعة الحادي عشرين من شهر رمضان من سنة 1392 هجرية على صاحبها أفضل الصلاة والسلام .
وتمت طباعة هذه النسخة المرفقة على يد امين بن حامد كان الله لهما وليا وناصرا من نسخة بخط الأستاذ بباه بن اميه رحمه الله أكمل نسخها لجامعه من خطه ضحوة الجمعة العاشرة من شهر رمضان المبارك من سنة 1394 هجريةـ.
وبعد مراجعة المؤلف لتلك النسخة أضاف بعض الطرر والتعليقات التكميلية هي التي تم وضعها في الحواشي السفلية.
وانتهت طباعته يوم الجمعة الرابع من شهر ربيع الثاني سنة 1431 للهجرة الموافق 20 مارس 2010 م.
محمد الأزعر بن حامد غفر الله ولوالديه

]]>
https://niefrar.org/?feed=rss2&p=282 8 282
كتاب شرح المنهج https://niefrar.org/?p=117 https://niefrar.org/?p=117#comments Sat, 04 May 2013 14:28:46 +0000 أولا: التعريف بالكتاب وبفنه علم القواعد:
علم القواعد الفقهية هو العلم الذي يُبحث فيه عن القضايا الكلية التي جزئياتها قضايا فقهية, ويدخل في ذلك الضوابط الفقهية والكليات والفروق والنظائر ونحو ذلك.
ومن أشهر المؤلفات المختصرة في علم القواعد عند المالكية نظم المنهج المنتخب إلى أصول المذهب, للشيخ أبي الحسن علي بن قاسم بن محمد التجيبي الشهير بالزقاق من أهل فاس, توفي سنة 912هـ.
وقد خصص الزقاق القسم الأول من نظمه للهلّيات وهي القواعد الخلافية أي التي تبدأ بأداة الاستفهام “هل”, والقسم الثاني للقواعد الأخرى والضوابط والنظائر ونحوها.
وبما أن هذا النظم من أهم مؤلفات علم القواعد في المذهب فقد اعتنى كثير من العلماء الأجلاء بشرحه والتعليق عليه بدءا بالناظم, فابنه أحمد الزقاق ( ت931 ) ثم الشيخ أحمد بن علي المنجور ( ت995), وهو من أقدم وأشهر شروح المنهج, ثم شرحه الشيخ أبو الحسن علي بن عبد الواحد الأنصاري السجلماسي (ت1057) والشيخ العلامة عبد القادر السجلماسي (ت 1187هـ) والشيخ النابغة الغلاوي (ت1245), والشيخ أحمذ بن زياد الأبهمي الديماني (ت1322) والشيخ محمد الأمين بن أحمد زيدان الجكني (ت1325 ) والشيخ أبو القاسم محمد بن أحمد التواتي الليبي, وغيرهم .
وقد نظم الشيخ ميارة الفاسي تكميلا على هذا المنهج وشرَحه, وشرح هذا التكميل أيضا عبد القادر السجلماسي ومحمد محمود بن القاضي الإيجيبي (ت1277) ومحمد يحيى بن محمد المختار الولاتي (ت1330 ), وزين بن اجمد اليدالي (ت1358), وغيرهم .
وللشيخ محنض باب بن اعبيد الديماني (ت 1277) نظم على غرار تكميل ميارة على المنهج جعله تنقيحا له, وله عليه طرة.
والذي نقدم له اليوم من هذه السلسلة المباركة هو شرح الشيخ أحمذ بن زياد الأبهمي, وقد صرَّح في مقدمته أنه اختصره من شرح السجلماسي, والمقصود به عبد القادر السجلماسي شارح الهمزية والعاصمية, وشرحُه هذا على المنهج متوفر لدينا, ويغلب عليه الإسهاب والتطويل, يقول في مقدمته: “هذا شرح وضعته على المنهج المنتخب إلى قواعد المذهب، أتيت فيه بضمن ما لشارحه الشيخ أبي العباس أحمد بن علي المنجور، وتنزلت في الغالب إلى بيان نسبة الأقوال إلى أربابها وإلى تتمة بعض الفروع في أبوابها ، والتزمت الإتيان بمختصر الشيخ خليل في الفروع التي وقعت فيه ؛ ليكون طلبته على بصيرة فيما ارتكبه من الأقوال”.
وقد سار الشيخ أحمذ في هذا الشرح على طريقة الشيخين المنجور والسجلماسي, لكن باختصار, مع بعض الزيادات القيمة, وقد تكلم عن هذا الشرح الأستاذ الباحث رشيد بن محمد المدور المغربي في رسالة له بعنوان معلمة القواعد الفقهية عند المالكية ص78, تحت رقم 32 من نحو 200 مؤلف للمالكية في القواعد.
وقد تمت طباعة نسختنا هذه من نسخة مصورة من خط الشيخ يعقوب بن عبد اللطيف رحمه الله, نقلا من نسخة المؤلف التي ما زالت محفوظة بخطه.
وقد تم عرض نسخ من هذه الطبعة على الشيخ يعقوب, وعلى المرحوم بد بن الشاه, الذي كان يسعى من أجل إعداده للطبع, وعلى بعض حفدة المؤلف الآخرين.
وقد لاحظنا سقطا في موضعين من الكتاب أحدهما في شرح البيتين 210, 211, قدر ورقة لعلها سقطت في التصوير, وقد أثبتنا بدله مقابله من السجلماسي, والثاني: من قوله في شرح البيت 45: وأشار بقوله إلخ ويشمل بقية شرح البيت 45 والبيتين 46 و47 وأول شرحهما, والغريب أنه ساقط أيضا من نسختين مخطوطتين اطلعنا عليهما من السجلماسي, فلعل أصلهما هو أصل الشارح, أو لعل السجلماسي لم يشرح هذا الموضع أصلا, وقد أثبتنا مقابل هذا السقط من المنجور الذي اختصر منه السجلماسي الذي اختصر منه الشارح.
ثانيا: التعريف بالمؤلف:
هو العلامة أحمذ بن زياد بن حامدت بن عبيدي بن محمذن بن ألفغ عبد الله بن أعمر إيديقب, وأمه اعو يش بنت محنض بن مينّين واسمه محمذن بن الأمين بن حوبك بن الفال بن المختار أكد عثمان.
كان أحمذُ يلقب بدِّ وهو العالم العلامة الحبر البحر الصوفي الورع المربي المدرس القاضي المفتي نشأ يتيما فلم تزل عناية الله تكلؤه ولطفه محيطا به إلى أن أصبح مرجع القضاء والفتوى والتدريس في هذا الصقع كله, أخذ عمن عاصره من العلماء كمحنض بابه بن اعبيد ومحمذن بن ألجد ومحمد فال بن المنجي وابنعبدم بن الأمين بن محنض وغيرهم .
ولما تبحر في العلوم أخذ الطريقة على غوث القطر الشيخ أحمدُّ بن سليمان وكان الشيخ أحمدُّ محبا لـه ويكاتبه ويخاطبه بيا حبيبي وقرة عيني, وكان هو محبا لأشياخه معظما لهم, وكان مع ما هو منوط به من تدريس وفتوى و قضاء بين الناس وقرى الضيوف الكثيرين لا يفتر عن العبادة وقراءة القرآن والصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم.
ألف أحمذ رحمه الله تعالى عدة تآليف ما بين مطول وما بين مختصر منها:
– اختصار شرح السجلماسي على المنهج (وهو الذي بين أيدينا اليوم)
-كتاب حافل في القراءات السبع.
– اختصار العهود المحمدية للشعراني.
– مكتوب في آبار المدينة وشواهدها من الحديث.
– تعليق على ما اختصره ابن أبي جمرة من صحيح البخاري.
– نظم ذيَّل به نظم ابن جنكي لمدافن إيكيد .
– تفسيره المسمى ذا الفاتحتين ويسمى أيضا قرة العينين اعتمد على كثير من المصادر والتزم الذهب والجمل والجلالين, هذا بالإضافة إلى الكثير من التحريرات والتقييدات المفيدة.
توفي أحمذ رحمه الله سنة 1322عن عمر يزيد على الثمانين ودفن ببئر حيبل.
التعريف بصاحب النظم (المنهج):

هو العالم العلامة أبو الحسن علي بن قاسم بن محمد التجيبي المعروف بالزقاق, كان متقنا لمختصر خليل كثير الاعتناء به مشاركا في فنون من النحو والأصول والحديث والتفسير والتصريف, من مؤلفاته: نظم المنهج, وشرحه, ونظم اللامية في القضاء, وتقييد على مختصر خليل, وتوفي سنة 912هـ
التعريف بصاحب الأصل (الشرح المختصر):
وهو العلامة عبد القادر بن محمد بن عبد الملك الشريف العلوي الحسني السجلماسي من محدثي وحفاظ وأدباء وفقهاء المغرب مشارك في أكثر العلوم ولي قضاء مكناس, لـه مؤلفات جليلة مفيدة منها شرح على همزية البوصيري في المديح وشرح على تحفة ابن عاصم في القضاء, توفي سنة 1187هـ.
محمد الأزعر بن حامد

]]>
https://niefrar.org/?feed=rss2&p=117 8 117