خواطر – اخبار انيفرار https://niefrar.org Wed, 05 Oct 2022 10:01:57 +0000 ar hourly 1 https://wordpress.org/?v=6.4.3 91258333 ليلة بِيظَ في انيفرار https://niefrar.org/?p=6475 https://niefrar.org/?p=6475#respond Mon, 19 Sep 2022 06:48:53 +0000 https://niefrar.org/?p=6475
انطلقت يوم أمس في قرية انيفرار حرسها الله فعاليات النسخة الرابعة من أسبوع انيفرار الثقافي، وقد وصل المنسق العام للتظاهرة الأستاذ عبد اللطيف بن يعقوب ومعاونيه ليلهم بنهارهم منذ أسابيع لكي ينفذوا برنامجاً طموحاً عكفوا على إعداده وتمويله وتنظيمه، ودعوا إليه دعوة الجفلى رجال الحي واكهولتُ وشبابُ، ليقيموا ثلاث ليالٍ سوياً مع الأبهميين في بئر المساجد، فيستمعون لدروس الشيوخ، ومحاضرات الباحثين، وأشعار الأدباء المبدعين، فتسمع بهم العرب والزوايا ويعودون غير ندامى ولاخزايا.
شحن الشباب برنامج الليلة الأولى وحمّلوه ما لا يطيق، فما كانت ليلتهم نابغية، بل سهرة رمضانية وسمرا علميا وأدبيا كأن الشيخ سيدمحمد بن الشيخ سيديا يصفه في النونية، ويعنيه الشيخ المختار بن حامد باللامية واللقطات الحية، فقد نثر فيه شيخنا محمد فال بن عبد اللطيف دررا من دقائق كلام القوم ورقائق أحوالهم وحقائق مقاماتهم من التخلي للتحلي فالتجلي، ثم قدم نظرة عامة عن التصوف والطرق الصوفية في انيفرار فظن خيراً ولا تسأل عن الخبر.
وحاضر الأستاذ المحبُّ أحمد سالم بن محمدن بن بك الملقب سلامي عن الفضائل النبوية، فصالَ وجالَ وأحالَ إلى الترمذي في الشمائل الأحمدية وللقاضي عياض في الشفا ولبَبَّاه اعل بَبَّها في المواهب اللدنية.
ثم قدم الدكتور عبد الله بن سيد المختار مداخلة متميزة ركز فيها على أهمية الوعي الصحي في الوقاية من الأمراض المزمنة، فكأن أبقراط بعث من مرقده يتكلم في أعراض الأمراض، وجالينوس يحاضر عن الداء والدواء، وابن سيناء يصف العلاج والمزاج ، فكانت محاضرته عمدة في الوقاية من العلل والأدواء أوفى فيها على المطلوب وشفى الله على يديه المرضى كما شفى القميص يعقوب عليه السلام.
ثم صعد المنبر الشيخ الدكتور محمد سالم بن محمد سيديا فتحدث عن الزراعة وأهميتها الاقتصادية وما توفره سهول شمامه من فرص العمل ومقدرات التنمية الواعدة، فكأن نهر السنغال نيل مصر يسيلان بالخير العميم، والمزارع تعطي أكلها كل حين، وتخرج من كل زوج بهيج، وحث الشيخ الجالس الشباب الواقفين على تغيير العقليات ونبذ بائد المسلكيات وأن يبادروا إلى الزراعة كما كان آباؤهم يزرعون ويحصدون من بساتين إكيد الزرع والهبيد وحب الحصيد.
وتحدث الأستاذ التاه بن بك في محاضرته عن منظومة الأخلاق الإيكيدية واستعرض نتفاً من شيم الزوايا واللؤلؤ والمرجان في كلام بني ديمان وذات ألواح ودسر ، وحث الشباب على التمسك بطبع مضغ القتاد ومجافاة الثقلاء وإجيك، ثم ساق نماذج من ظرافة باب فال وطرافة حبذا وبلاغة ألمين بن شيبة ونباهة المختار بن ألجد بن انديه.
وإلى تدوينة موالية عن الليلة الثانية
يعقوب بن اليدالي 
]]>
https://niefrar.org/?feed=rss2&p=6475 0 6475
الولية عيش فال بنت أبُنْ تجري اتصالا مرئيا سنة 1985 https://niefrar.org/?p=5343 https://niefrar.org/?p=5343#respond Wed, 26 Aug 2020 13:29:32 +0000 http://niefrar.org/wordpress/?p=5343
أجريت بالأمس اتصالا هاتفيا مصورا مع أحد الإخوة المقيمين في باريس، حدثني خلاله عن نقاش دار بينه مع بعض الشباب الذين ينكرون كرامات الصالحين، ويتندرون بها، فقلت له هل تعلم أن كلامي معك مباشرة، ورؤيتك لي كفاحًا، ونحن تفصلنا قارات ومحيطات، حقيقة لا ينكرها أي مثقف مادي في سنة 2020 ،ولكني أحيطك علما أن نفس الاتصال المرئي جرى سنة 1985 بين امرأة لم تجتز حدود إكيد، وشاب يدرس في فرنسا، ولم ينكره أهل انيفرار آنذاك! فقال لي متعجبا بالله عليك كيف حدث ذلك؟
كانت عقارب الساعة تشير إلى قرب موعد النشرة المسائية، عندما طلبت “لِمْرَابْطَ” من إحدى بناتها أن تشغل الراديو، لأنه وسيلة الإخبار والترفيه الوحيدة الموجودة في القرى النائية، قامت البنت متثاقلة بسبب التعب الناتج عن صوم يوم من الشعرى، قد سال لعابه، و لم يقها من حره إلا رداء خفيف كانت ترشه بالماء – بين الفينة و الأخرى- وتغطي بها وجهها فيخفف عنها من لفح السموم، فتحت البنت الجهاز، وحاولت التقاط بث الإذاعة الوطنية عبر الموجة الطويلة، وفجأة أذاع المذيع بلاغا -قبل النشرة – يحمل نعي أحد الطلاب الموريتانيين المقيمين في فرنسا. والذي توفي بعد تعرضه لحادث سير مؤلم، وحددت وزارة التعليم لذويه تاريخ قدوم الرحلة التي تحمل جثمانه، وطلبت منهم الحضور إلى المطار لاستلامه ودفنه، ضربت البنت يدها على صدرها وفغرت فاها في ذهول ، فالرجل الذي نعى الناعي يحمل اسم أحد خيرة شباب الحي يتابع آنذاك دراساته في الجامعات الفرنسية. قالت البنت لوالدتها: وعيناها تذرفان الدموع أماه أسمعت ما سمعت؟ فأجابتها بصوت تخنقه الحسرة “أَيَّوْ” – وتعني أجل بالصنهاجية- ولكن تكتمي يا بنيتي على هذا الخبر- الذي أرجو من الله أن يكون “اسْمْ إعْلَ اسْمْ”- لا تنث الخبر لصويحباتك، حتى لا يتسرب إلى ذويه الذين أسأل الله العلي القدير أن يربط على قلوبهم. ساد الخيمة صمت رهيب، تقطعه أدعية وابتهالات العجوز التي يبدو أنها لا تزال تحت تأثير الصدمة، رغم محاولتها إخفاء ذلك عن بنيتها.
مع بزوغ أشعة الشمس بدا الحي وكأنه قد صبحه نعي، فسريان الخبر جعل الألسنة عاجزة عن النطق، فبدت الوجوه شاحبة حزينة، والحقيقة أن معظم الساكنة تلقو الخبر إما من المذياع مباشرة أو عن طريق بعض الشباب الذين تعودوا على متابعة برامج الإذاعة خلال سهرهم الرمضاني، لقد نكأ الخبر الصادم جرحا غائرا، فقد فقد الحي – في نفس الفترة من السنة المنصرمة-، فتى من فتيان أهل أعمر إيديقب البارزين علما ودينا ومروءة، هو السيد أحمدُّ السالم بن محمذباب بن داداه رحمه الله و أبدل له شبابه بالجنة، لذلك فهم لا يريدون تكرار الفاجعة و الألم، ويتشبثون بالتفاؤل و الأمل، رجاء أن تكون آذان المستمعين قد خانتهم، و لكن تطابق الاسماء أيضا يدعو إلى القلق، والشفيق مولع بسوء الظن كما يقولون.. ولكن لا هواتف ولا مراسلات يمكن أن تكذب مرجمات الظنون، ولا ملجأ من الله إلا إليه، وكان من عادة السلف الصالح التوكل على الله والالتجاء إليه فالدعاء مخ العبادة كما جاء في الأثر، ثم يقومون بإخراج الصدقة سرا، فالصدقة تدفع البلاء وتزيد في العمر، كما يلتمسون صالح الدعاء من الشيوخ والعلماء وعباد الله الصالحين، فضلا عن قراءة المدائح النبوية المجربة في كشف الغم وطرد الهم وتفريج الكرب.
كان اعتماد الحي في تواصله مع العالم الخارجي، يقوم على سيارة نقل تربطه بانواكشوط، ونظرا لندرة المسافرين، و قلة التبادلات التجارية، فقد يفصل أسبوعان بين رحلتي الذهاب والعودة. وهو ما ينتج عنه شح في المؤونة والأخبار، ظل القوم سحابة يومهم في هم وغم، وبلغت القلوب الحناجر، فالسيد محمدن بن محمد محمود بن زياد أعز فتى في القبيلة، و قد عرف بالذكاء و المثابرة والتفوق، فضلا عن ورعه وعلمه وعبادته و إخباته، ومنذ سنتين وهو يتابع دراسته للرياضيات المعمقة في فرنسا، بعدما نجح متفوقا في الباكالوريا شعبة الرياضيات من ثانوية اكزافيى كبولاني في روصو.
علمت الولية الصالحة عيش فال بنت عبد الله بن سيد بن أبُنْ، بالنبإ وذهبت ليلاً -صحبة نساء الحي- لمواساة أسرة أهل محمد محمود بن زياد، فالإخوان يعرفون عند الشدائد، ثم رجعت إلى البيت، وبعدما أنهت واجباتها المنزلية، وصلت نوافلها، و أكملت أورادها، و قامت ليلها، نامت واستيقظت وأطلعت أهل بيتها على خبر عجيب – وكل أخبار عيش فال عجيبة- قالت: ” لقد تأثرت جدا من حزن بنات عبد ربه، وسألت الله أن يرد إليهن شقيقهن سالما غانما، ثم ساحت روحي البارحة في عوالم الله ورأيت محمدن وهو يتوضأ واقفا في آنية ناصعة البياض، ولفت انتباهي ذلك المشهد، حيث أني لم أر في حياتي من يتوضأ واقفا”
استبشرت أسرة أهل عبد ربه وتيامنت بما أخبرت به “منت أبٌ”، ولا غرابة إذا صدقت بنات الشيخ محمد لفظل ذلك – فلا يعرف الولي إلا الولي- ثم تناقله أهل الحي كل حزب بما لديهم فرحون، فقد جربوا صدق كشوفات تلك الصالحة، فكم أخبرت بقدوم غائب طال انتظاره، وكم حدثت عن شفاء مريض أعجزت علته الأساة، وكم أنبأت من قنطوا من الإنجاب بقرة العين، حدث عن البحر ولا حرج… لقد وهب الله –عيش فال- قلبا سليما أنقى من الرق، فلم ترد علوا في الأرض ولا فسادا، تحب المسلمين جميعا سادة وسوقة، و تعتني بهم، كانت مقبلة على شأنها، عفيفة، قانعة، لا تأكل الغيبة ولا تسعى بالنميمة، من اللائي يأمن جارهن بوائقهن، وليست من السود أعقابا إذا انقلبت، لسانها رطب بذكر الله ووقتها مشحون بالطاعات.
جاءت السيارة بعد طول انتظار، فاستقبلتها الساكنة زرافات ووحدانا، متلهفين لسماع حديث ركابها، فأثلج البشير صدور أهل انيفرار عامة و أسرة أهل ابهي خاصة، لقد تأكد أن الموضوع مجرد تشابه في الأسماء، فهنأ الناس الأسرة على سلامة ابنها، و دعوا للفقيد بالرحمة والمغفرة.
بعد مرور أشهر عاد الطالب إلى القرية، و أكد لذويه أنه يتوضأ في تلك الآنية البيضاء خاصة للصلوات التي تحضر أثناء متابعة المحاضرات في الجامعة، والغريب أن عيش فال لم تزر مدينة انواكشوط ولا روصو طيلة عمرها، ولا رأت المراحيض الرخامية المعروفة في المدن.
توفيت المرأة الصالحة عيش فال سنة 1999 ودفنت في مقبرة “أغودس” قرب انيفرار ، وتركت فينا ذرية صالحة لله الحمد ، حلت على جدثها شآبيب الرحمة والرضوان.
ومن المؤكد أن الاكتشافات التكنولوجيا الحديثة، والتطور الهائل في وسائل التواصل، ساهم في تقبل العقل البشري القاصر للكثير من الأمور الغيبية التي كان يطلع الله عليها بعض عباده المصطفين الأخيار .. وقدرة الله لا يعجزها شيء . وقد روى البخاري في صحيحه من طريق أبي هريرة -رضي الله عنه- قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن الله تعالى قال: “مَنْ عَادَى لِي وَلِيًّا فَقْد آذَنْتهُ بِالْحَرْبِ، وَمَا تَقَرَّبَ إلَيَّ عَبْدِي بِشَيْءٍ أَحَبَّ إلَيَّ مِمَّا افْتَرَضْتُهُ عَلَيْهِ، وَلَا يَزَالُ عَبْدِي يَتَقَرَّبُ إلَيَّ بِالنَّوَافِلِ حَتَّى أُحِبَّهُ، فَإِذَا أَحْبَبْتُهُ كُنْت سَمْعَهُ الَّذِي يَسْمَعُ بِهِ، وَبَصَرَهُ الَّذِي يُبْصِرُ بِهِ، وَيَدَهُ الَّتِي يَبْطِشُ بِهَا، وَرِجْلَهُ الَّتِي يَمْشِي بِهَا، وَلَئِنْ سَأَلَنِي لَأُعْطِيَنَّهُ، وَلَئِنْ اسْتَعَاذَنِي لَأُعِيذَنَّهُ”.
]]>
https://niefrar.org/?feed=rss2&p=5343 0 5343
كرامة امْبَيْكِتْ رَاهَ (الجزء الثانى) https://niefrar.org/?p=3417 https://niefrar.org/?p=3417#respond Fri, 21 Jul 2017 02:07:39 +0000 http://niefrar.org/wordpress/?p=3417  

يخرج الشيخ – كعادته- في الصباح من المنزل، فيسلك طريقه اليومية المعتادة ، حيث يمر أمام بيت عيشة بنت عبدالله الكورى، فتحث الخطى في إثره، ملتمسة دعاءه وتشيعه بضع خطوات ، وكذلك تفعل أمّي حين تراه من بعيد، يواصل الشيخ احماد سيره قدما باتجاه منزل الهاشمية بنت بلال الجولى، حيث يسكن ولي الله أحمد بن محنض اليعقوبي، فيُجرى  معه حديثا نيرا مشفرا بمصطلحات القوم ، ثم يدلف إلى زقاق صغير يوصل إلى الحانوت، وعندما تراه الطبيبة زينب بنت بَابَ سمكَ يتهلل وجهها فرحا، وتتيامن بأنها التقته قبل توجهها إلى المستوصف.

تخلو رفوف دكان الشيخ دائما من البضائع والعروض التجارية، وتزخر بالمؤلفات النفيسة، وأكثرها في مجال التصوف  كإحياء علوم الدين للغزالي و رسالة السلوك للحلبي و مؤلفات الشعراني و أبي بكر البناني و ابن عطاء الله و مناقب عبد العزيز الدباغ و غيرها .. إضافة لبعض شراح الشيخ خليل وكتب السيرة النادرة، ويلاحظ المتصفح لتلك الكتب أن الشيخ قارئ نهم،حيث تكثر تعاليقه الدقيقة في هوامشها وعلى بطون الأغلفة أيضا.

إن  يكن ما قلت فيه كذبا *** قطع الله لسانى وجدع

عاد الشيخ بدَّ بن ادَّ إلى الدكان، وشرع في تجهيز الغداء، وقد أخرج الفرن إلى الشارع المقابل للحانوت، لكي لا تصل رائحة دخانه إلى الحاضرين، وصار يراقبه من بعيد، وهو يعد الشاي لزوار الشيخ الذين بدأوا في التوافد، وأغلبهم من الصالحين وضعفة المسلمين وضيوف الأهل والمعارف.

بدأ الحاضرون يتجاذبون أطراف الحديث والشيخ منكب على كتبه، وربما تدخل بين الفينة والأخرى معلقا على مادار في الحوار. بعد ما انتهى بدّ من إعداد الشاي، نظر إلى الشارع فلاحظ أن القدر ملقى على الأرض، وقد أهرق مافيه وعبثت به أغنام الحي. كانت الساعة تشير إلى الواحدة زوالا، فكر سريعا في كيفية الحصول على كمية من اللحم، مع علمه أن السوق لا تتجاوز عروضها الحادية عشرة صباحا. وضيوف الشيخ كثر ، ولابد من إعداد مائدة أخرى وبسرعة.

ذهب مسرعا باتجاه المسلخة في غور المدينة، فوجد الجزار الشاب أحمد بن شداد، قد شرع في ذبح عجل حنيذ، فتولى إلى الظل في انتظار انتهاء الجزار من عمله، وقف يتأمله وهو يقطع اللحم ويرمى العظم بمهارة، ويوزع – في نفس- الوقت النكت والطرف على الحاضرين…لملم اللحم في ورقة تغليف إسمنية وعاد مسرعا إلى الحانوت، جهز الفرن وأعد الغداء وقدم المائدة إلى الضيوف دون أن يشعر أحد بما حدث. واستلقى على ظهره وأغمض عينيه، وأخذ نفسا عميقا وحمد الله على لطفه به.

عند الغروب، التقى بدّ صدفة بالجزار أحمد وهما في الطريق إلى المسجد، فداعبه قائلا لقد تأخرت اليوم في الذبح والحمدلله على ذلك، فقال له أحمد: بالفعل لم أحصل على بهيمة إلا في حدود العاشرة، وذلك عندما أبلغني أحدهم أن عجلا قد عرض للبيع فذهبت إلى صاحبه واتفقنا في السعر وقررت أن أذبحه فورا.

بعد الصلاة كان بدّ يشترى عصيدا من البائعات في الشارع الرئيسي، وفجأة جال في ذهنه حديث الشيخ البارحة حول الأرزاق، وتذكر المثال الذي ساقه لهم ، فوقف متسمرا في مكانه وقال سبحان الله أيمكن أن يكون العجل الذى تغدت من لحمه الجماعة اليوم هو المعني بكلام الشيخ البارحة وليس مجرد مثال عرضي لابدّ أن أتأكد من ذلك.

يقول بدّ ذهبت مسرعا إلى منزل الجزار، وسألته عن صاحب العجل الذي ابتاعه منه، فأخبرنى أنه أجير يعمل في بقر لسيدات بن المعلوم عند امبيكت راه، وأن بيعه تقرر فجأة هذا الصباح لأمر طارئ. فأسقط في يديه وكر راجعا يكرر أَلاَ إنَّ أوْلِيَاءَ اللَّهِ لاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ.

مصدر الكرامة: سماع من الشيخ بدّ بن ادّا رحمه الله.

من صفحة المدون: يعقوب بن اليدالى

]]>
https://niefrar.org/?feed=rss2&p=3417 0 3417
أسفار وأطلال بقلم الأستاذ محمد فال ولد سيدي ميله https://niefrar.org/?p=3376 https://niefrar.org/?p=3376#respond Fri, 16 Jun 2017 09:59:45 +0000 http://niefrar.org/wordpress/?p=3376 كنت صحبة يعقوب ولد السالك والمختار ولد الكوري (أو مخترْ كما ندعوه حميميا).
غادرنا تكنت في ضحى يوم صائف (كانت تكنت القديمة، قبل تكنت الجديدة، على شكل همزة لذلك سميت “تكنت” أي “الهمزة” بالأمازيغية المحلية). توجهنا صوب النمجاط بحثا عن “لمْناحرْ”. تجاوزنا مدينة الشيخ سعد بوه.. عن بُعد، تراءت لنا دار “يتيمة” من حجر. إنها مُغـْـيَه: “دارْ العَرّادْ” كما يُعَرّفها العلامة الشاعر امحمد ولد أحمد يوره. لم يكن امحمد يعني هذه الدار بالذات لأنها في زمن التصابي والأتراب واللواعج والحب اللاهب لم تكن موجودة أبدا، وإنما يعني ربعا من ربوع ذلك المكان.
تركتُ صحبتي في جدلهم حول أفضل المسالك وأوضح المعالم الموصلة إلى “لعْزَيـّبْ” حيث الأغنام وراعيها في انتظارنا. وانشغلت بطيف ولد أحمد يوره.. لقد اخترته “صاحبا ونديمَا”.. هذا السهب، ذلك الغور، تلك الربوة، ودورٌ أخريات من مضارب البدو عفت واندرست رسومها في شعاب مُغـْـيَه هي ما تـَغـَـنـّى بها الشاعر العلامة في قوله:

يَـ عكلِ ذاكْ احْــــدَادْ * مُغـْيـَـــه دارْ العَرّادْ
ؤ ذاكْ احْقفْ تنّصْطادْ * المسْتَطْـــوَلْ لبْيَظْ
ؤ ذاكْ المسْتَعْرَظْ زادْ *اعْلَـيْبْ المسْتَعْرَظْ

“لا حيّة بالوادي”: بعد الأنس واللهو ولجبة الناس والماشية، صمتٌ رهيبٌ وفلاة بلقع “كأنْ لم تغنَ بالأمس”.
أمضينا يوما بجوار الغنم تحت خُيَيْمَة مُشْمِسَة.. ثم عدنا أدراجنا.

***

بعد شهرين، ألح عليّ يعقوب أن نذهب معا إلى نفس المكان.. هذه المرة سلكنا الطريق الجنوبي. عرجنا من ناحية “الصدره البيظه” متجهين شمالا.. مررنا بـ”تندَيْجـِنَاجْ”، ومن ثم انيارْكَنْ (“ذات العجول” بالبربرية).. البئران كانتا في الزمن الغابر مأوى وموطن البَهَنّاويين.. علماؤهم وصلحاؤهم، من عهد محمد فدّل، مرورا بالبشير ولد امباريكي وأحمد ولد احبيّب، إلى عهد محمودًا ولد أيّاه والصوفي ولد محمد الأمين، مروا من هنا..
تابعنا شمالا حتى وصلنا “المَنَارْ” فـ”المَحْرَدْ”: أرض الألفغيين.. قلت لـ”صاحبي وعَيْبَة سري”: يبدو أن امحمد يرفض إلا أن يشاركنا سفرنا، فهذا المكان أحبه لسبب لم يجد حرجا في البوح به:

المَحْرَدْ تَعْرَفْ لمْغَــــــلّيهْ * اعْليّ وامْرَغّـــــــبْنِ فيهْ
خاطرْ رَيْتُ سَلّمْتْ اعْليهْ * كَايمْ منْ بَلْ المَحْــرَدْ رَدْ
مَنْزَلُّ ذَ الِّ مُــــــــولعْ بيهْ * وَانَ كَبْــلُ كـــنْتْ المَحْرَدْ
ما نبْغيهْ ؤ لا ما نبْــــغيهْ: * ألاّ حَـــــدُّ عَنْدِ مَــــــحْرَدْ

عند “المنارْ”، كما عند “المَحْرَدْ”، لا شيء غير بقايا بيوت تهدمت بفعل عاديات الزمن، فمنازلُ من حرّكتْ سواكنَ امحمد قفرٌ يباب. ولا أحد، لا أحد على الإطلاق، يحكي لامحمد عن “خُيَيْماتِ عالج” لأن عهد الكل بالخيام بعيد. ولم يبق غير ملعب لعبت هوج الرياح به “كأنهم فيه ما ظلوا ولا باتوا”.

***

قبل سنوات، طلب مني الصديق مختر أن أقضي معه عطلة الأسبوع عند غنمه غربي النيفرار: موطن أهل أعمر إديقب ومسقط رأس أكبر أئمة المذرذره على مر العصور: ألعلامة أحمد سالم ولد بيـبّاهْ (حَحّامْ). كانت الأرض في ذلك الخريف الزاهي معشوشبة نضرة. وبعفوية، قال نظير الغنم انه وجد ضالته عند تل “أكَنـْـكـَانْ”. قلت: وأين أكَنْكاَنْ؟ قال: إنه ذلك التل الكبير الذي يتراءى إلى الغرب منا. آه، لو علم النظير كم على هذا التل وتخومه بكى الشاعر الكبير أحمدو بمبه ولد لبّات! وكم عبّر عن حزنه الشديد على خلوه من أية أمارة للحياة بعد أن كان آهلا معمورا!:

كلّتْ فالِّ بَـــــيْنْ انْبَيْكَـــانْ * للمَــيّاحْ اْلعلْبْ أكَنْكَـانْ
للبَـــــكْصْ اْلويدَانْ انْـــتُرَانْ * حَيّ فـَ اوْهَامْ ابْلحْنُوشَ
عاكبْ هَاذَ منْ بَكْرَ كـــــانْ * واجْمَلْ يسّدّرْ كانْ ؤُ شَ (تدغم: كانـُوشَ)
عَرّفْنِ ذ الوَحْشْ اتْعَاكِـــيبْ ^ أثـْـــرُ وَ ثارِ لمْــــــشُوشَ
ؤ حسْ اطْبَلْ لحْبَارَ والذيبْ * عَنْ طَبْعْ الدّنـْيَ مَنْفُوشَ

***

وبدون أي ترتيب زمني، أعود إلى السنة الفارطة عندما سافرت مع الشيخ ولد اعلَيّ والمشاغبيْن بونا ولد اعليّ وأحمد سالم ولد همّت في زيارة لـ”ادخلْ”: تلك الجزر الصغيرة التي تتشكل في شمامه في فترة السيول. كنا نمضي بعض يومنا عند إحدى تعرجات بحيرة الليّاتْ، ومن ثم جداول اكْدرْ أو اطويمصَه أو شعبانَه، ثم نمضي ليلتنا عند “حاشيتْ لعْوَيْجَه”: وهي رافد من النهر ينبع من حدود كاني ويصب في بحيرة اركيز. كان المشهد سرياليا، فصريرُ المياه المتدفقة مع ثنايا جدول الليّاتْ، وزقزقة الطيور من كل الألوان، وألاعيب القردة، وعنتريات الخنازير البرية، أمور تنسيك دار الثقافة وطب الحاج وولد محم وسوق العاصمة وملتمسات التأييد والمصادر الموثوقة ومذبحة النحو في جرائدنا.
قررنا مرة أن نَقيل على ضفة الرافد عسانا نصطاد واحدة من “نعاج البحر”. اخترنا شجرة ظليلة وارفة الأغصان داخل أحد خلجان الرافد. لم يكن حظنا في لحم الطيور كبيرا ذلك اليوم لأن “صاحب الميمنة”، مضيفنا سعيد ولد يَرْكْ، لم يكن بـ”الرامي” الماهر، لذلك أخطأ الهدف مرات. إذن تباشرتْ نعاجُ البحر بطول العمر، فاقترح علينا صياد-مزارع أن يهدينا سمكة طازجة. أوقدنا نارين إحداهما للسمكة المسكينة والأخرى للشاي العبق. هبت نسائم النهر.. كانت رياح الجنوب، على ضفة لعويجه، تذكّر بكل من بكوْا تلك الديار بدمع من الشوق منهمر، مُتَمْتِمين في خلجاتهم:

وقفنا وقد شطّت بأحبابنا النوى * على الدار نبكيها: سقَى رَبْعَها المُزْنُ
وزادت دموعُ الواكفين برسمــها *فلو أرسِلت سُفْنٌ، بها جَرَتِ السّفْــنُ
ولم يبقَ صبرٌ يُستعان على النوى * به بعد تــــوديع الخليـــــط ولا جَــفْنُ
سألنا الصَّبا، لما رأينا غرامـــــــها * يزيد بسكان الحِمــــَى والهوى يدنو،
أفيكِ لحمل الشوق يا ريح موضع * فقد ضعُفت عن حمل أشواقنا البُدْنُ 

والحقيقة أن لعويجه ستظل مدعاة لتذكر كل ما قيل من أدب رفيع في ذلك “الأندلس” المنسي، خاصة إنتاج الشاعر المرحوم أحمدّو سالم ولد الداهي: أبرز التائهين في أطلالها. فالمقام هنا مقامه بالدرجة الأولى، فذي لعويجه، وتلك خلجانها وحقولها وأمواهها وبعض من ساكنتها الأولين.. كم مرة ساءلها فلم تجب، وكم مرة عرفها بملامحها ولم تعرفه بملامحه!:

ظَــلّيْتْ اليـــوم انْسَوْلــــكْ * يَلعْوَيْـــجَه ش امْطَــــوْلكْ
فيّ لَيْــدْ؟ ؤ ش امْحَـــوْلكْ * عَنْ عَهْدِ، لا يـــشــقينِ؟
ؤ ذَ الّ نخــتيـرْ انْكَـــــــوْلكْ * ما كلــتِيهْ، ؤ هنْــــــــتِينِ
ؤ وَرّطـّـــــكْ بالسّوْلانْ كَاعْ * وانــتــيّ ما تفْــــــتِيـــــنِ
ؤ شفتكْ واعْرَفْتكْ غيرْ ماعْـــــــــرَفْتــــينِ ؤ لا شفْــــتِينِ

على طريق العودة غربًا نحو المذرذره، اجتزنا جدول أكْدرْ، ومررنا بجدول جَلُّو، فسهل انْكَلَوْ، وتوقفنا نتحسس طريقا بين أشجار غابة “غُورْ” الكثيفة. المشاغب أحمد سالم يعرف كم أنا مولع بـ”غُورْ” لذلك يدعوه “مَسْيَلْ بُدّالْ”. والحقيقة أنه مسيل الشيخ ولد مَكّـيَّنْ أولا وقبل كل شيء: ذلك الشاعر العملاق الذي دوّخ شمامه بأدبه الجزل.. ذات يوم مر من هنا فألهمه شيطان الشعر أن يمتحن “غُورْ”، وما جاوره من ربوع، عن هويته:

احْلالَكْ يَـ علْبْ اثيَـــــارْ **ؤ غُورْ ؤ خَمْلَشْ واْلكَانَ
ؤ يَـ وُرْطَيْلْ ؤ يَـ امّاسّارْ **ؤ يَـ لَغْجَرْ منْ هُــــوّانَ؟

***

قبل أسابيع قليلة، أمضى معي صديق الطفولة البيبون ولد عثمان أياما في تكنت. قررنا مرة أن نذهب ناحية المحيط لحاجة هناك. بين تكنت والمحيط قرابة 15 كلم بدءا بمنطقة انْوَلَلاَنْ حيث توجد تكنت، وانتهاء بمنطقة آفطوط.. بين المنطقتين توجد منطقة لم تعد معروفة. إنها انبُجَانْ: أغوار صغيرة متفرقة كانت بها قرى للزنوج (الولوف).. كانوا يسمونها “بوط لحنوشه” (انبُ جانْ) لكثرة الأفاعي فيها. أما انوللان فكان – حسب كتاب “أخبار الآبار”- يدعى آوْليلْ قدما، شأنه في التحريف شأن آفطوط التي تعني بالبربرية –قبل تحريفها من “آفظظ”- مكان تجمع المياه. المرور بـ”انبجان” يذكّر حتما بالشاعر الكبير سيديّ ولد هدار في رائعته:

يَـ احْمَدْ كمْتْ ألاّ اتْبَجّلْ **للطُّــــلْبَه فـ اْلمَـــــانْ
والطمّاعْ ؤ لا اتْحَــــجّلْ **تليَــــــــــــانْ اْلحَسّانْ
شاعرْ جَاكْ إزُولْ مَحْـلُ **ؤ ينزلْ زادْ اعْليكْ نَحْلُ
وَديبْ ؤ نزيـهْ و احْــــلُ **واكريمْ ؤ سلـــــــــطانْ
غيرْ أهْلْ انْبُجانْ رَحْــلُ** عَنْ بَــــلْ انْـــبُــــــجَانْ

إنه المدح المزركش بشيء من الخروج عن الموضوع ليفهم منه الممدوح أن رحيل الأهل عن انبجان يتطلب مركوبا للسير في أثر الظاعنين بحثا عنهم.
نظرة على أغوار انبجان اليوم لا توحي أبدا أن قرى من الزنوج ومضارب من البيظان قد توطنته يوما من الأيام. إنه الفيفاء بكل معانيها.

***

كل هذه الديار الدوارس، وغيرها من مرابع يعجز عن سردها المقام، تشكل جزءا من تاريخنا الأدبي، كما يشكل صمتها المطلق رنات ونوتات عذبة تستحق مشقة السفر لأن “في الطبيعة موسيقى لمن يستمع جيدا”.

 

نقلا عن موقع الوطن اينفو  http://elwatan.info/node/7872

]]>
https://niefrar.org/?feed=rss2&p=3376 0 3376
من صفحة الأستاذ ‎سيدي محمد متالي‎. https://niefrar.org/?p=3092 https://niefrar.org/?p=3092#comments Wed, 12 Oct 2016 10:11:20 +0000 http://niefrar.org/wordpress/?p=3092 و في جكَينه مجموعة الأبهميين ” إدابهم”.. منهم, كما أسلفنا الشيخ أحمد ولد الفالي المتوفى 1319 للهجرة و ابنه الشيخ محمد سيديا و المامون ولد محمذن ولد أعمر و نجله شيبة و عبد الرزاق ولد الشيخ أحمد… يقول الأديب يعقوب ولد عبد الله ولد أبُن في زيارتهم:

 


جكَينه قد علت على غيرها~~ بصالح قد حل في غورها
فشيبة الحمد الذي زانها ~~ مرقدُه و زان من أمرها
ثم حوت شيخ بني أعمر ~~ فاكتست نورا على نورها
و حول قبره ثوى نجله ~~ لله بحرُ حلَ في برَها
و حول ذا بحرُ علوم بدا ~~ واسطة العقد على نحرها
و نفعها بين الورى عاجلٌ ~~ كم نفعت جكينه من فورها
و قد أتيتُ زائرا موقنا~~ بنيل ما أرجوه من زورها…


و يعربها امحمد ب” القليب” و يقول في زيارتها:


كلما ازددتُ عيبة من عيوبي ~~ أو ذنوبا من موبقات الذنوب
زرتُ أهل القليب نضو اضطرار ~~ إن أهل القليب أهل القلوب..


و من أهل جَكَينه إبراهيم فال ولد إسويدينا… دفين المذرذره, قيل إنه لما دُفن بها قال أهلها إنه ” قد جاء أهل المذرذره تلك الليلة كثيرٌ من الزرع…” إشارة إلى ما كان ينفقها على أهلها من زراعته في تلك المنطقة…
و كان زمبتي إلى جانب بياده في يوم اشويطره ضد ولد الديد سنة 1902 و مات في هذا اليوم من جانب بياده 50 فردا من مجموعات أهل أضكَكَ…
ويُقال إن زمبتي إذا قاتلوا جعلوا الحجارة في سراويلهم.. فسئلوا عن ذلك فقالوا إنهم يفعلون ذلك حتى لا يهربوا…
و إشويطره معركة بين بياده ـ أحمد سالم ولد إعلي ـ و ابن عمه أحمد ولد محمد فال ولد سيدي.. ول الديد علما…
و اشويطره, أيضا, ضربٌ من لعب العصا ” أنيكَور”.. وهو طريق من الرقص أو اللعب بالعصيَ… قيل إن يعود إلى بعض الاستعراضات التي كان المقاتلون في ” شرببه” يرهبون بها أعداءهم… و هو شائع في منطقة الكَبله دون غيرها من مناطق البلاد… وتبرع فيه قبيلة أهل بوفلان… و تبدأ الرقصة فيه, أولا, بضربات يختلفها القرنان… بصورة سريعة ثم يلتحمان في ضربات أخرى أطول وقتا و تتفق مع إيقاع الطبل….
و في منطقة بتلميت يبدؤون بالالتحام مباشرة.. ولذلك نُسبت اشويطره لهم…
و من اللاعبين في هذا الفن من يدخل الميدان بتبختر و مشية خُيلاء و هي المشية التي قال النبيَ, صلى الله عليه و سلم, إن الله يبغضُها إلا في هذا الموقف.. أي حالة الاستعرا ض للحرب… وذلك عندما أخذ أبو دُجانة سيف النبيَ بحقه و خال في مشيته…. و أبو دجانة هو سماك بن أوس بن خرشة الساعدي الأنصاري.. قال النبي, في أحُد, من يأخذ مني هذا السيف بحقه.. فأخذه أبودجانة… يقول أحمد البدوي في ذلك:


و قال من يأخذ هذا السيفا ~~ بحقَه فناله و استوفى
أبودجانة و خال إذ مشى ~~ و مشيه من بغضه جل حاشى


و في خال نوع من الاستغناء النحوي.. و هو التعويض عن المزيد بالمجرد.. كما في قوله تعالى: “ يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر و أنثى و جعلناكم شُعوبا و قبائل لتعارفوا…” أصلها لتتعارفوا.. و الله تعالى أعلم….

]]>
https://niefrar.org/?feed=rss2&p=3092 1 3092
كلمة آح في الشعر الحساني من صفحة الأستاذ محمذن باب بن كراي على الفيسبوك https://niefrar.org/?p=2215 https://niefrar.org/?p=2215#respond Thu, 11 Jun 2015 08:33:30 +0000 http://niefrar.org/?p=2215 مساؤكم بهجة وسرور

كلمة آح ننطق بها عند شعورنا بالراحة والبهجة تماما عكس أح اللتي تدل على التذمر يقول سيديا ول هدار

اهــو سـيديا بـعد راح … واتمونك واركب للرواح
و ح امـبـدله عــاد بـاح … من ذاك الليلو شاكي
أمــال الـليله كـون راح … =ول الـديـد الـلـماكي

في لغن الحساني عندما يكون الراوي هو آح تشعر بانسيابية النص كما في رائعة ول المبارك ول اليمين

سـبـحانك يـالحي الـمجيد == =ماذ من مال اصحاح انجاح
أومـاذ مـن حد اعليه ابعيد == =يـلتاح افـمرجع فيه التاح
كـديـت زوك أزوك أولـمحاد == =والكور أولسهال أولمهاد
مــا فـيـهم حــد اتــلاو أواد == =اجــن مـن لـسراح ارتـاح
ولـي كـان افـحومت لجواد == =عامر من لمساح أو لبطاح
عـــاد اتـبـطو لـريـاح أوعــاد == =بــولـريـاح اتـبـطـو لــريـاح

أذكر تعليقا ملازما لهذه الطلعه للمرحوم نافع بن يين حيث كان يقول ذاك العقوق يعني بولرياح اتبطو لرياح

و نعود ل آح وانسيابية الرواي بها في قول أحد أدباء الحوض

مـشي الراغب سهو اغرباي == =يــالـبـال اكـبـظـلك تــيـززاي
كــورودالــه تــــم الـــل جـــاي == =عـنـه سـاحل طـاح أولـطاح
والـكـيـعه مـــن ذاك الـحـماي == =لاهــي اكـصـوه فـم اصـفاح
اعــلـيـهـم تــركــب وشــــلاي == =شوف الظلعه من فمه صاح
حد امن الظلعه شك أوشاي == =زاد الـيـن امــن الـظلعه راح
عـادو فـم اخيام اهل الشين == =حـــد اكـيـلهم مـاهـو شــاح
أويــدرك كــاع الـحـيوان الـيـن == =ابـــكـــر مــــــزال افــلــمـراح

ونفس الشيء في قول الولي ول الشيخ سعدبوه أو الولي ول الشيخ يب

مـنـدرتي يـكان الـي كـان == =فديار الصيف امن الفركان
حـاكم مـن ركبت تنزيدان == =ايـــل فــم ابـيـر الـصـلاح
اكـلـب فـالصيف الـمرحان == =كل ابلد يعطي فيه امراح
كــبـل الــعـارظ ذاكـــو بـلـو == =وامنين اعليه العارظ طاح
يــكـانـو طـــاح اعـــل تــلـو == =عـن بـلو لـول ولل راح ؟

وقول امحمدبن احمديوه في السغير

ذالـمـنو نـبـغي امـلـيكه == =كـاعـد دونــو بـودريكه
و حــمـر الــم واطـبـيكه == =أزيـــــــرات الــســيــاح
أوعلب النص أوبوبهيكه == =واعــلــيــب الـــصــلاح

والأمثلة كثيرة

رحم الله الجميع

]]>
https://niefrar.org/?feed=rss2&p=2215 0 2215
بلاغة “اهل آ سكر” تناقض السياق والدلالة من صفحة ديدي النجيب https://niefrar.org/?p=2176 https://niefrar.org/?p=2176#comments Mon, 25 May 2015 11:54:25 +0000 http://niefrar.org/?p=2176 تجمع بلاغة “أهل آسكر “ بين تحطيم سياق الجماعة وتضليل المستمع وامتحانه وجعله في ورطة من امره، فعلى غرار ما يفعل الشعراء من تكثيف المعانى يقوم اهل “آسكر” بتكثيف السياق وتناقضه مع الدلالة وإرفاقه بسخرية خفية تربك المتلقي فلا يسعفه غير صوت الضحك فيغلب عنده أن يضحك حتى يكون من جماعته… أدركت اليوم وأنا أجالس فتية من علية القوم أن للبلاغة أسرارا لم تكتب بعد ولا حواها كتاب عبد القاهر الجرجاني وأن لبيئتنا المحلية سياقات بلاغية وأفانين تستحق أن تخص بالكتابة والنقد والتحليل فليس الكلام في حيزنا الجغرافي رطانة تنتهي بإبلاغ خبر أو نقل معلومة او بحديث عابر يحكي عن تاريخ او عن ثقافة، أدركت اليوم ونحن نتحدث بلهجتنا الحسانية في بيت بسيط وتشغلنا ظروف ترفيهية أن لنا قواميس بلاغية لا تفك شفراتها بسهولة ولنا سياقات كلامية لا يصلها إلا من نال حظا من زمن” آسكر”. فقد تحدث القوم بكلمات لغوية بسيطة مرفقة بسخرية تمنح الكلمات سياقا متفقا عليه قبل الكلام وهو قابل للانتقال إلى ضده في نفس الوقت ويتبع تغيره للمتكلم ما يجعل المستمع يضل في طريقه لفهم المقصود فيرتبك من مقارنة التناقض بين معنى الكلمة والسياق الذي وردت به، وهنا محل تفوقنا على باقي البيئات والمجتمعات، فرغم أنه لكل لغة بلاغتها وكثيرا ما تبرز البلاغة في جمالية اللغة وتناسق العبارات، وانتقاء المفردات وما تحمل من شحنة معنوية بعيدا عن السياق البلاغي أوتبرز بلاغتها في عمقها الدلالي، إلا أننا نملك بلاغة راقية حيث أن المدار الذي ترتكز عليه بلاغتنا ليس في ما ينطق ” لخبار ماه في اللغة” وإنما في الفهم، وصراحة نحن نتفوق في الفهم، حيث أننا ننطق شيئا ونضحك من شيئ آخر وما يربك المستمع هنا هو جهله بالسياق وتعدد السياقات الممكنة في ذهن المتلقي حيث أن البلاغة في بيئتنا ومجتمعنا ليست بلاغة كلمة ولا بلاغة جمالية في المفردات، فقد تجاوزنا الكناية والاستعارة على مستوى الجملة، وأصبحت لدينا كنايات واستعارات سياقية تثار في تعاليق فوضوية الطرح … إنها بلاغة أعقد وأعمق دلالة من المقصود والسر في ذلك أننا نمنح السياق للمستمع ، ونترك لأذن السامع الخيار التام في انتقاء المغزى ونلصق كلماتنا بسخرية خفية ونتبعها بضحك يفقده السيطرة على ترتيب أوراق عقله وفهمه وهنا تتصارع الأذن الاجتماعية مع اللسان الاجتماعي وذلك الصراع هو ما يميزنا. ورغم ماتعني هذه البلاغة من سرعة بديهة أصحابها و وقوة فهمهم إلا أنها تركز كذلك على بعد مزاجي نفسي عميق ،حيث أننا نختبر الحالة النفسية للمستمع أثناء كلامنا دون أن يشعر بذلك ونختبر عقله وصبره وحنكته البلاغية فهي تدور على ثلاثية “الفهم ـ الوعي الاجتماعي ـ الحالة النفسية” وفي الأخير نتملص من السياق ونترك للمستمع ثقل التلقي وردة الفعل، إن مجرد مجالسة أمثال هؤلاء من الناس يتطلب مستوى من الحضور لا يحصل بالصدفة فعلى صاحبه أن يجمع بين الحذق والصبر والتماسك والتفاعل حتى “لا ايحوز اعظام اجماعه” ولا “ينشرب اعليه اتاي”….فعلا لقد كان مقيلا جميلا جمع بين الترف والراحة والتعلم درسنا به جملة من أفانين البلاغة المحلية و”التهين املي ” وضحكنا ……اكيلن…!

]]>
https://niefrar.org/?feed=rss2&p=2176 1 2176