الرئيسية / على الهامش / على الهامش

على الهامش

 يسرني أن أبدأ معكم اليوم سلسلة مقالاتي في هذا الموقع (موقع أخبار انيفرار) والتي ستتمثل في سرد نصوص شعرية أو نثرية ليست من إنشائي بل من محفوظاتي, وقد أحببت من خلال هذه الإطلالة أن أطلع عليها من لم يطلع عليها و أذكر بها من قد اطلع عليها مضيفا أن دورى فيها هو إظهار بعض الأمور المهمة التى تضمنتها من الناحية المعرفية البحتة اوالتاريخية أو اللغوية أو الكشف عن بعض النكت الطريفة التي تتضمنها كذلك وما تعلق بها من أمر بلاغي أو نحوي أو فقهي إن استطعت كذلك وأوجز التعليق مع التعريف بالقائل للشعر أو من أثر عنه النثر إن كان نثرا كذلك,
والله يوفقنا في القول والعمل ويحقق كل ما نرجوه من أمل ويجعل عملنا خالصا لوجهه عز وجل .
الحلقة رقم (1)


ألا هُـبَّي بِصَحْنِكِ فاصْبَحِينا **** ولا تُـبْقِي خُـمورَ الأنْدَرِينا
مُـشَعْشَعَةً كَـأنَّ الحُصَّ فِيها **** إذا مـا الماءُ خَالَطَها سَخِينا
تَـجُورُ بِذي الُّلبانَةِ عَنْ هَواهُ **** إذا مـا ذَاقَـها حَـتَّى يِـلِينا
تَرَى الَّلحِزَ الشَّحيحَ إذا أُمِّرَتْ **** عَـلَيِهِ لِـمالِهِ فِـيها مُـهِينا 

هذه الابيات مطلع إحدي المعلقات العشر وهي قصائد تميزت بالجودة والبراعة في موضوعاتها وقد علقت في الكعبة المشرفة إكراما لقائليها وهي للشاعر الجاهلي عمرو بن كلثوم التغلبي وسبب إنشاده لهذه القصيدة ان ناسا من بني تغلب غلب عليهم العطش في أرض بني بكر بن وائل أبناء عمومتهم لخلاف بينهم ومات منهم خلق كثير عطشا ثم جنحوا الي الصلح وتحاكموا الي الملك عمرو بن هند وهو ابن المنذر بن ماء السماء وهند أمه فأصلح بينهم وأنشد عمر بن كلثوم وهو سيد تغلب يومئذ منها هذه القصيدة التي قدمنا من مطلعها (أربعة أبيات) ومنها :

 إِلَـيْكُمْ يَـا بَـني بَكْرٍ إِلَيْكُمْ **** أَلَـمَّا تَـعْرِفوا مِـنَّا الـيَقِينا
عَـلَيْنا البَيْضُ واليَلَبُ اليَمَانِي **** وأَسْـيافٌ يُـقَمْنَ ويَـنْحَنِينا 

ومنها:
وقَـدْ عَـلِمَ الـقَبائِلُ مِنْ مَعَدٍّ**** إذا قُـبَّـبٌ بِـأَبْطَحِها بُـنِينا
بِـأَنَّا الـمُطْعِمُونَ إذا قَـدَرْنا **** وأَنَّـا الـمُهْلِكُونَ إذا ابْـتُلِينا 

الأبيات الأربعة مطلع القصيدة تفيد أن صاحب القصيدة كان فتى مبذالا ولا يشرب إلا الخمر المعتقة وهي منسوبة لبلدة (الأندرين) وقد وصف حلاوتها ولونها ولذاذتها حتي اذا ذاقها اللحز وهي الغاية القصوى من البخل ( وفعله: لحز كفرح) يصبح لماله فيها مهينا ثم تخلصنا مع الشاعر الي المقصد وهو الفخر بعزة قومه وقوتهم وبأسهم في الأبيات الاربعة التي أوردناها مقاطع وهو الموضوع الرئيسي في القصيدة وهو تحذير بني بكر من بأس قومه فهم كلهم حديد وسلاح وهم أهل البأس وأهل الجود والكرم كما علمت قبائل معد بن عدنان بذاك وبغيره من مزاياهم العظيمة .
يتواصل بإذن الله
بقلم محمدن بن عبدالله بن أحمد

3 تعليقات

  1. نرجو من الكاتب والشاعر محمدن ولد عبد الله فتحَ نافذة من هذا الهامش على شعر ومساجلات أهل لخيام وخاصة تلك القديمة منها والنادرة
    وشكرا

  2. هذه بشارة خير ولله الحمد
    الفكرة ممتازة و نحن المتصفحون فى أمس الحاجة إليها خصوصا أن المستويات اللغوية يعمها التدنى وبالتالى فإنشاء قسم ثابت يعنى باللغة والشعر أمر مهم ومطلوب. خصوصا إذا تناولته شخصية مثل الملك .
    لكن لدي اقتراح بسيط بما اننى متصفح دائم وهو:
    عدم التركيز المطلق على الشعر الجاهلي القديم ولكن قد يتناول الكاتب مرة شعر المتأخرين خصوصا شعر منطقة إيكيدى ، فإننا نعانى أحيانا الأمرين فى سبيل استكناه صوره البلاغية و معانيه البيانية.
    ونسجل ارتياحنا لإنضمام الكاتب الأديب محمدن بن عبد الله لأسرة الموقع
    وفقكم الله وسدد خطاكم فهدفكم تبيل

  3. شكرا للكاتب والشاعر الكبير محمدن على هذه المقالات النافعة

اترك رد