الرئيسية / فيسبوكيات / تواصل أرواح الصالحات

تواصل أرواح الصالحات

رافقت الجدة أمنمنين بنت محمذن انا -رحمها الله- سنة 2007 إلى المغرب في رحلة علاجية , وقد يسر الله كل ما يتعلق بذلك السفر بفضله ومنه وجوده.
كان من عادتي أن أقضي معها سحابة اليوم؛ أرافقها أثناء إجراء الفحوصات, وأحضر معها جلسات العلاج الروتينية؛ ومع حلول الظلام أرجع إلى محل الإقامة; حيث تنوب عني مرافقة أخرى, فتقضي معها الليل في مستشفى مولاي عبد الله بالرباط.
ذات مساء٫ تلقيت مكالمة هاتفية من الوطن؛ نعى لي المتصل خلالها السيدة أم لخوت بنت عبد الله ادا و أخبرني أنها توفيت في المذرذرة, ووري جثمانها الثرى في مقبرة أغودس غربي انيفرار. قررت أن أكتم الخبر المحزن عن أمنمنين؛ نظرا لعدة اعتبارات من أهمها قوة وقرب القرابة التي تربطهما فمحمذن انا و عبدالله ادا شقيقان٫ كما أنهما ترتبطان بصداقة قوية, إضافة طبعا إلى ظروف أمنمنين الصحية آنذاك, لا تسمح لها بتلقي نبإ صادم.
زوال اليوم الموالي كنت جالسا مع الجدة٫ بعدما انتهينا من قراءة مرجانية الشيخ مولود بن أحمد.اجويد – وكانت تستظهر أبياتها عن ظهر قلب, و تطرب كثيرا لقراءة مدائحه- فقالت لي دون مقدمات ” آن البارح ريت أم لخوت امع أهل أحمد سالم ول سيد محمد فغودس” وأردفت قائلة ” صاحبتي هاذي كانت اتوصيني عني انعدله لا اعگبته” و صمتت لبرهة. فاستغربت جدا من دقة الرؤيا ونظرت في وجهها فلاحظت مسحة حزن شديدة, رغم محاولتها إظهار التجلد.
قلت لها إن بعض مفسري الأحلام لا يعبرون الموت في الرؤيا على ظاهره؛ بل يعتبرونه انتقالا من حال إلى حال.. قالت لي بلغة آمرة “اگبظلي أخبار صاحبتي وظاهرلي يواجع عنها ما تات من أهل الدني”
حاولت تغيير الموضوع .. لكن إصرارها على اتصالي بالوطن دفعني إلى إخبارها بالحقيقة المرة.
تواصلت أمنمنين -عبر الهاتف- مع الشيخ بد بن عبد الله ادا وكنت أسمع تحاورهما; فبعد التحية والسؤال عن الأحوال وتقديم واجب العزاء بطريقة إيگيدية, قال لها الشيخ: ‘انت اتعودي ريتي صاحبتك” فقالت له “أيو” (بفتح الهمزة وتشديد الياء وسكون الواو) وتعني نعم بالصنهاجية. فقال لها “بشرك الله بالخير ذاك نعرفو”.
فاستغربت من توقيت الرؤيا ومن دقة تفاصيلها ومن سؤال الشيخ وجواب الجدة.
وفي محاولة مني للتخفيف عنها و مواساتها .. قلت لها مداعبا .. لخوال بعد عادة ما ينطاب فيهم .. ثم رويت لها الگاف التالي :
أسك بألف ول الزبير *
ول أشفغ عبد الله
هذا ماهو طايب يغير*
هذا هو حق الله
فطربت للگاف و سري عنها .. وواصلنا الحديث عن مآثر أم لخوت و شقيقتها فاطمة الزهراء و آم بنت محمذن انا.. رحمة الله عليهن والحديث شجون …

رحم الله أمنمنين و أم لخوت وبد أبناء بد بن ألف و أسكنهم فسيح جناته.
الأرواح جنود مجندة ما تعارف منها ائتلف وما تنافر منها اختلف. رحم الله السلف وبارك في الخلف

من صفحة الباحث يعقوب بن اليدالي على الفيسبوك


 

تعليق واحد

  1. رحم الله الوالده امنمنين و أسكنها فسيح جناته
    كانت كريمة مضيافة تشفق على عابري السيبل تطعمهم و تسقيهم و تحمل كلهم دون تذمر.

اترك رد