الرئيسية / تأملات / تصوّر عن الصورة …..

تصوّر عن الصورة …..

طلب مني أحد الزملاء أن أكتب له عن “الصورة ” تصورا يرشده لفهم موهبته الفتية في التصوير حتى يعي ما خلف افتتانه بالصورة، حيث حكى لي أنه كان يرى للأشياء صورة أخرى، وله لكل جملة واقعية في بصره صورة أخرى، وبينما نحن نسير إذ يقف ويقول لي انظر هل ترى تلك الصورة؟ وأعجز عن قصده فيدير وجهي يمينا وشمالا ويقول لي ألا ترى تلك صورة وهذه صورة وهناك صورة جميلة، وعلى خلافه كنت أبصر الأشياء كلمات من اللغة تختزل بنية الكون في أعيان نطلقها لنعيش حياتنا بأسهل ما يمكن ويبدو الأمر سخيفا ومتجاوزا بالنسبة لي .

وبعد فترة انتقالية وبعد أن أصبحت أمسي وأصبح أتقلب في مرابع الفيس بوك أدركت أبعادا من التصور جديدة عن الصورة ما كنت أجد لها معنى في عالم “ما قبل الفيس بوك” …وإذا بي أميل لرأيه أن الصورة تختزل أبعاد الكون بصمت، وتحكي عن الخيال والواقع بكل طلاقة وكل سلاسة وكأنها تقص لطفل صغير قصة من زمن ما قبل التاريخ.
وفعلا أصبحت أنصفه وأزكي رأيه في “عالم الصورة” لما تحمله الصورة من دلالات تباين الواقع وتحجبه أحيانا وتضل الطريق النمطي للتعبير والقياس التصوري.
macro-photography-snails-vyacheslav-mishchenko-7
وما ظنك حين يضاف إلي الصورة علم بفتح العين له هو الآخر ثقله الاجتماعي ودلالاته الثقافية المعلومة…
ورغم أن الصورة ليست سوى لحظة هادئة من الواقع إلا أنها تحتفظ بقيمة وجودية فارغة من الزمن وخارجة عن نطاق التأثر بالزمن، فهي جملة واقعية اقتطعها المصور من البنية الواقعية التي أمامه، فهو اختارها لنقل شعوره وليحكي عن نظرته للكون بلغته الخاصة، وهناك يتفاوت المعبرون في القدرة والموهبة على نقل الشعور.
ولم أزل حتى اليوم أبحث عن زميلي ذلك لأخبره أنني أصبحت أملك عدة علوم عن الصورة بفضل الفيس بوك.. الذي أعلمني جملة من معاني الصورة وكرر في أذني أن لا أنخدع بجمالها حتى وإن كانت مرفقة بعًلم من قاموس الجمال ينبض بالحياة وشعاره الخفة والقبول.
وأمضى شهرا وهو يكرر في أذني: لا تخدعك الصورة ولا دلالة العلم بفتح العين… وعليك بالعيان وألزم المعرفة ….فالطريق سهل والجمال جمال الطبيعة والأخلاق والروح.
ديدي نجيب

تعليق واحد

  1. test التعليقات 🙂

اترك رد