آل سيد الأمين بن أعمر وكرامة الماء والمطر

نرحب بكم أيها المتصفحون الكرام في الحلقة الثانية من قسم الطرائف والتلائد والذى نخصصه دائما لإبراز صفة أو خاصية قد أورثها السلف السابق للجيل اللاحق. وأذكر دائما أن الهدف من هذا القسم ليس القيام بتراجم مكتملة للشخصيات التى سيجرى تناولها فيه، وإنما الغرض منه إبراز بعض المعلومات المهمة بأسلوب يتلائم مع التصفح في عصر السرعة.

الصفة المختارة: كرامة الماء والمطر

الجد المختار: سيد الأمين بن أعمر إديقب وأمه هي تنغوس بنت باب أحمد.
الحفيد المختار: البشير بن زين بن محمذن بن اجمد بن محمد بن سيد الأمين بن أعمر. وأمه هي امبيريك بنت أحمد بن محمذفال بن عمر.

كان الشيخ سيد الأمين بن أعمر عبدا لله صالحا جوادا عابدا.وقد أورد الشيخ محمد اليدالى أنه جُلب وهو صغير إلى الإمام ناصر الدين رحمه الله فقال إن قلب هذا الصبي أنقى من الرق. و كان يؤثر الخمول و لكن شهرته دوت حتى كان سلطان المغرب في عصره يبعث إليه الصلات و الكتب.
وعلى الرغم من كثرة ما أجرى الله على يده من الخوارق الكثيرة والكرامات المختلفة، إلا أنه تخصص في القطر والمطر ، وإلى ذلك يشير الشيخ أحمدو بن اسليمان في أبياته التوسلية الشهيرة بقوله:

اهتف بأشفغ عبد الله وانتخبن***سيد الأمين الولى ابنيْ سيَّديْ عمرا
فذاك بالأمر بالمعروف مشتهر***ما دام حيا وهذا خُصص المــطرا

ومن أشهر تلك الكرامات السحابة التى طلب منها بالصنهاجية : ( تفهد اجبر ذا أشفغه) أن تقدم الألفغيين وهم إذ ذاك بحاجة ماسة للماء. فأطاعته بإذن الله.
وقد أورد الأستاذ محمد فال بن عبد اللطيف نكتة غريبة في كتابه أنساب بنى أعمر إديقب حين روى أنه رأى بخط العلامة أحمد سالم بن أشفغ عبد الله أن إيدابهم احتاجوا مرة للمطر فأرسلوا واردهم الحص بن محمد بن سيد الأمين إلى الألفغيين يريد مكافأة مطر جده، ويبدو أن مهمة الحص تكللت بالنجاح على يد الولي الصالح حمين مصطف بن يا عبيدى الألفغى.

أما الشيخ سيد أحمد بن إسمه فقد ذكر فى كتابه ذات ألواح ودسر عدة كرامات متواترة لهذا الشيخ. كما ورد ذكره أيضا في لامية محمد يقوى الفاضلى التوسلية الشهيرة عند قوله:

والسيد الأمين ذو السجال***بخالص النجيع والزلال

وقد عمر سيد الأمين حتى أدرك أبناء أبناءِ إخوته وهو أول من دفن عند بئر حيبلل.

أما البشير بن زين فقد كان نقي الصدر مجاب الدعوة ذا كرامات باهرة وسخاء كامل وعبادة وعزوف عن الخلق لا نظير له. ولد في انيفرار حوالي 1912 وعاش في حيه مثالا للعبد الصالح الممتثل المجتنب الآمر بالمعروف الناهى عن المنكر.
وقد وجد البشير آبائه على أمة فعض عليها بالنواجذ، ونال احترام واعتقاد الجميع بيضا وسودا، بعيدا كان أم قريبا ذو عِمة كان أم من العامة.
وكان شيوخ الحي إذا ما أخلفتهم النجوم وهلكت الضروع يلجؤون إليه ويلوذون به ملتمسين منه الاستسقاء، فيبتهل ويدعو ربه فيستجيب له فيمده بعارض تسيل منه الأودية و تسلم منه الأبنية فتصير السنة الشهباء عاما خصيبا، وتتحول الأجراز إلى مراع وزروع.

توفي رحمه الله سنة 1989 عن نحو ثمانين سنة ودفن في انيفرار.
بقلم يعقوب بن الا بن أب