الرئيسية / سلسلة مقالات الأستاذ محمد فال بن عبد اللطيف / أنواع الزواجات…. بقلم الأستاذ محمد فال بن عبداللطيف

أنواع الزواجات…. بقلم الأستاذ محمد فال بن عبداللطيف

تحدثت عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها عن أنواع من الأنكحة كانت معروفة في الجاهلية فقضى عليها الإسلام و أبقى على واحد منها هو الذى نعرفه اليوم : أن يخطب الرجل إلى الرجل وليته فيزوجها إياه على كتاب الله وسنة رسوله عليه الصلاة والسلام ، ولست بمحدثكم عن هذه الأنواع فقد بينتها الصديقة بنت الصديق بيانا ما بعده بيان. بل إنى محدثكم عن أنواع من الزواج أخرى معروفة في بلادنا هذه وعصرنا هذا ، ولا بد للمثقف أن يعرفها و إلا وصف بالغباوة فصار ذلك قادحا في شهادته.تحدثت عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها عن أنواع من الأنكحة كانت معروفة في الجاهلية فقضى عليها الإسلام و أبقى على واحد منها هو الذى نعرفه اليوم : أن يخطب الرجل إلى الرجل وليته فيزوجها إياه على كتاب الله وسنة رسوله عليه الصلاة والسلام ، ولست بمحدثكم عن هذه الأنواع فقد بينتها الصديقة بنت الصديق بيانا ما بعده بيان. بل إنى محدثكم عن أنواع من الزواج أخرى معروفة في بلادنا هذه وعصرنا هذا ، ولا بد للمثقف أن يعرفها و إلا وصف بالغباوة فصار ذلك قادحا في شهادته.
فأول هذه الزواجات ما يسمى ب ” الزواج السياسى” وهو عبارة عن زواج تكون دوافعه سياسية محضة و يلجأ إليه الملوك عادة لأهداف استراتيجية كزواج الأمير محمد لحبيب بن أعمر بن المختار بالأميرة ، أميرة الكايور اجنبت بنت امبودج رحمها الله، والهدف من هذا الزواج هو التأسيس لإستمرارية نفوذ أمراء اترارزة على الضفة اليسرى لنهر السنغال مستبقا بذلك الهيمنة الفرنسية.
ولم يتحقق ذلك الهدف لقوة شكيمة الحاكم الفرنسي على السنغال مسيو فيدرب ، ولكنه نتج على كل حال أميرا تروزيا من خيرة الأمراء هو اعل بن محمد لحبيب المشهور بالعدل والجبروت والقوة.

ومن هذه الزواجات أيضا ما يسمى ب “الزواج المهني ” وهو زواج يلجأ إليه الموظفون من القطاع العام أو القطاع الخاص ليضمنوا به مسارهم المهني ومستقبلهم الوظيفي ، يتزوج أحدهم بنت المدير العام أو ابنة عمة الوزير فيتخذ بذلك آصرة عند أهل القطاع إن لم تضمن له التقدم وأنواع الإمتيازات، فإنها ستصونه على الأقل من أن يظلم أو يكون كأحد الناس ، وكم من موظف بارد شفع فيه أصهاره إلى أحد أهل النفوذ أو النقود فستر ذلك على عجره وبجره فاستحالت سيئاته حسنات وغفر له ما تقدم من ذنبه و ما تأخر. وهذا موجود لا شك فيه ، وآية صدقه أن صاحب النفوذ إذا فقد نفوذه – لأن الله تعالى يفعل ما يشاء والدهر قلب – طلقت وليته طلاقا بائنا و ألقى لها الحبل على الغارب وكانت في تلك المصيبة فائدة لبنت البطرون الجديد إن كانت خلوا و إلا فلأختها ، مصائب قوم عند قوم فوائد ,,, صدق المتنبى

ومن هذه الزواجات أيضا ما يسمى ب ” الزواج الأبيض” وهو عبارة عن زواج صوري يتذرع به المهاجرون إلى الدول الأوربية ليحصلوا به طبقا لتشريعات تلك الدول على بعض الإمتيازات كحق الإقامة و حق العمل و حتى حق الجنسية، ولقد دأبت تلك الدول على معاملة هذا النوع من المتزوجين بنقيض مقصودهم الفاسد فأرجعوهم إلى أهلهم خائبين، وشبيه بهذا النوع ما روجه بعض أهل الأخبار من زواج جعفر بن يحيى البرمكى من العباسة بنت المهدي ليتسنى له رؤيتها في مجلس أخيها الرشيد، وبالرغم من أن قبيلة من عرب البادية ترأسهم أسرة آل امهنا في القرن السابع كانت تدّعى أنها من ثمرة ذلك الزواج ، فإن ا بن خلدون طعن في صحة هذه القصة من أصلها و ما أراه إلا صادقا.

ومن هذه الزواجات ما يسمى ب “الزواج السري” وهو الزواج الذى يقيمه الرجال مع القواعد من النساء، كما يفضله الرجال الذين ليسوا على ثقة من المقدرة على القيام ببعض مسؤولياتهم الزوجية، وكذلك الرجال الذين لا يجدون طولا لمجابهة المصاريف الباهظة المترتبة عادة على الزواج “القانوني” ، ومنهم من يلجأ إليه تفاديا لسخط زوجة له جهرية بحكم أن البيضانيات من أرضنا لا يرضين بوجود أية ضرة مهما كانت.

ومنها زواج “طالب الحلال” أو ” طالبة الحلال” و ضابط هذا النوع أن صاحبه أو صاحبته لا تشترط وفرا في قرينه و لا زائد جمال و إنما يشترط فيه أن يكون ذا دين و أهبة أو ذات دين و أهبة ، و أما زخارف الدنيا الأخرى فهم عنها في غنى و لا حاجة لهم فيها.

ومنها “زواج خضراء الدمن” وقد ورد في الأثر تشبيهها بالمرأة الحسناء في منبت السوء ، وكيفية الأمر أن يرى الرجل من أهل الطول امرأة حسناء عن عُرض ، زينتها المساحيق و الدهان فيخطبها إلى نفسها و أهلها دون أن يكلف نفسه عناء البحث عن سوابقها الأخلاقية و عن ما تحت جمالها البراق ، فيعقد عليها في حفل من أحسن ما سجلته حوليات المخنثين ، فيمكث معها الشهر والشهرين يجمع فيهما بين الخل و العسل ثم لا يلبث أن تفاجئه منها الأوابد و المشاكل فيتخلص من تلك القيود بما ملكت يمينه و ينشد حاله قول الأعرابي :
[| [( ذهبت إلى الشيطان أخطب بنته *** فأوقعها من شقوتى في حباليا
فأنقذنى منها حمــارى وجبتى *** جزى الله عنى جــبتى وحماريا
)] |]

والموضوع اوسع من هذا و لا يتسع المقام إلا لهذا.

بقلم الأستاذ محمد فال بن عبد اللطيف
جريدة الشعب الصادرة الثلاثاء 01 ربيع الثانة 1434

تعليق واحد

  1. أطال الله عمرك.أفدت

اترك رد