الرئيسية / مقالات / بحوث يعقوب بن عبد الله بن أبن / لا رجال إلا شفيرات المذرذرة.. بقلم يعقوب بن عبدالله بن أبـــن

لا رجال إلا شفيرات المذرذرة.. بقلم يعقوب بن عبدالله بن أبـــن

كنت أسير على الطريق الجديدة الرابطة بين “المذرذرة” و الجديدة، فلاحظت مرور العديد من سيارات النقل التى لا أعرف أصحابها و لم أتعود بعدُ على شكولها في تلك الربوع (باصات صغيرة سيارات رينو 21 …) ، فجالت في خلدى بعض الخواطر والنكت المرتبطة بتاريخ طريق المذرذرة تكند، فقمت بتسجيل بعضها في هذه العجالة- التى ركزت فيها على الفترة التى سبقت الطريق المدعمة أو “طينوه” كما يحلو للبعض أن يسميه -.فلعلَّها أن تستهوى بعض القراء الكتاب فيتولوا تكميلها من خلال التعاليق أو يفردوا لها موضوعا ت مستقلة.

ليس الربح المادي وحده هو ما يدفع أغلب “شفيرات المذرذرة” (الشفير هو السائق) إلى تحمل عملهم الروتيني الشاق، بل كانت لديهم أخلاق رفيعة و حس بالمسؤولية اتجاه زبنائهم المكونين من بعض تجار التجزئة وصغار الموظفين و زرافات من القرويين وتلاميذ الثانويات و سكان الأرياف…. و من المعروف أن السيد أحمد لسحاق بن إيفكو رحمه الله كان يشحن سيارته – بعد العطل الأسبوعية – من تلاميذ ثانوية روصو ويوصلهم قبل ابتداء الدروس ولم يرزأ ذويهم درهما.
تغليب الرجل – الذى عرف به – للبعد الأخلاقي على النفع المادي ، هو الذى يشير إليه الأديب محمد بن مامين الأبهمي فى كافه الشهير:

اكثـــرْمزاحْ أهلْ الوتاتْ *** وحنَ عنُّ بعدْ اسكِتنَ
و أحمد لسحاق إلَ بَرتات ْ *** الوثَّ نِحنَ يرْبحنَ 

كان ” شفيرات المذرذرة” على يقين من أن بقاء مدينتهم مرتبط بوجود شرايين حيوية تربطها بالعواصم المجاورة (روصو انواكشوط،) لذلك حرصوا على تزويدها كل يوم بما يستطيع تجارها البسطاء شراءه من سلع وحبوب و ملابس، وبما أنهم يتحلون بالصبر والأناة فقد دأبوا على تلبية رغبات زبنائهم رغم كثرتها وتشعبها أحيانا . فعلى السائق المسكين أن يبحث للتجار عن بضاعة جيدة رخيصة ويقتني للنساء حاجياتهن و يستلم رسائل الموظفين و يشتري الأدوية للمرضى وبشحن قنينات الغاز ….
و إذا قدر الله له القدوم إلى المذرذرة – بعد كثير من التوقف والتوقيف – فلابد أن يوصل لكل حانوت بضاعته ويضع لكل ذات حمل حملها و يبعث بكل رسالة إلى ذويها …. بحيث لا يبقى أمامه إلا بضع ساعات من الليل يتفقد فيها أهله و يأخذ قسطا طفيفا من الراحة قبل معاودة نفس البرنامج في يوم جديد فلا رجال إلا “شفيرات المذرذرة” وجزاهم الله عنا بأحسن جزائه ، ورحم من قضى نحبه منهم و أطال أعمار الباقين و أعانهم على مهمتهم النبيلة.

<doc413|center>

رأي الطفل علي بن الصبار بأم عينه أول سيارة في مناسبة زيارة لبعض السنغاليين من مريدى الشيخ سعد أبيه للنمجاط ، حيث كانت الطريق آنذاك تمر بالمذرذرة قادمة من روصو فاخروفة فالنمجاط فتكند انخل فانواكشوط. ومن الطريف أنه هو ورفقائه ظنوا الزيوت المتقاطرة منها أبوالَها فبالغوا لذويهم في تعفن رائحتها. وفي سنة 1920 قدم إلى المذرذرة أول سائق معروف السيد انجاي بُصكُ يقود شاحنة من نوع Latile ، في مهمة رسمية للإدارة الفرنسية ، ثم عمل سائقا لدى شركة le combe ثم واصل بعد ذلك التردد على المذرذرة وتزوج و أنجب من أهلها.
تعود الأطفال على رؤية الشاحنات بصفة يومية بعد شراء السيد البو بن افكو – بعد عودته من الحج- لشاحنة من نوع “شيفرولى” و أتبعها بأخرى من نوع .T46 Merceds

ربطت شاحنات أهل إفكو و تياه و باباه.. تجمعات إيكيد بالمذرذرة كما ربطت القرى الواقعة جنوبها بروصو وهكذا تشكل خط رسمي لنقل البضائع والركاب و الحيوانات، وبدأ الاستغناء التدريجي عن تسيير قوافل الجمال والحمير..
ثم خلفهم في خط المذرذرة لكوارب سائقون كبار منهم أحمد لسحاق بن إيفكو و الحسن بن خيليد رحمهما الله والعيدبن ورزك والزايد بن المولود و أبياي بن امبارك العيد….

في بداية الستينات قرر الرعيل الأول من سائقى “لاندروفير باشى” (مامون بن اسلام بن ابَّا وول اباه وسيد انجاي وول بكرى ومحمدلمين بن عمِّ وعبدالله بن محمد خيرات وول المكى وول اكريبل…) تدشين طريق مباشرة تربط المذرذرة بتكند مرورا بالتجمعات المعروفة كباجليلاي وابير التورس وانهكاره وأيشايه واحسي ارحاحله والحرث…
شكلت هذه الطريق “الخمسينية” اختبارا صعبا لقوة تحمل السائقين ولطول نفسهم وجلادتهم وصبرهم في القرِّ والحرِّ على توصيل زبنائهم إلى انواكشوط ,
.

ومارست الرجال ومارسونى *** فمعوج علي ومستقيم 

ميزت أخلاق الناقلين الإيكيدية طريقة التعامل اليومى في محطة النقل الموجودة شرق سوق العاصمة والمعروفة ب “أگراج المذرذرة” فما رأينا قط فيها سمسارا، ولم تتحول عن مكانها إلا غرارا، رغم مرور عشرات السنين عليها ، ومن المعروف أن طول مكث الخيمة حتى تنال الأرضة من أعمدتها يعدُّ مدحا في العرف الإيگيدي.
وقد وفق السائقون دائما في اعتماد أسعار معقولة مقابل خدمات مقبولة، وبالتالى فلا داعي للسؤال كل يوم عن ثمن التذكرة، ويكفى في طلب “اباص ” أن يتوقف السائق عند محطة التزود بالوقود ، فأما من أعطى فيؤخذ منه و من سكت فنظرة إلى ميسرة، ثم إنهم لا يساومون على الحقير كحقيبة و وعاء مسافر…
ومن المعروف في أدبيات النقل أن مقاعد المقدم الوثيرة تترك للمسنين و النساء، و يتأخرالشباب لقدرتهم على التحمل، و نادرا ما يتم خرق هذا القانون و مما يرويه السائقون في هذا السياق:

مشكلْ لكهولَ والتكدامْ *** مشكــيلَ مَاهِ مَحلولَ
لكهولَ شيــــنينْ الكدامْ*** واللورَ شين افلكهولَ

و نشير إلى أن سائقى المذرذرة يذهبون بالراكب إلى بيته، سواء كان في القرى الجانبية أو في نجد المدينة أو غورها ويضعون معه أثقاله، في جو ظريف خال من التعقد، و لا يلزمون ركاب رحلات العودة بالذهاب فجرا إلى “الدشرة” بل يمرون عليهم في بيوتهم ولو كانوا في أقصى المدينة. كما يوصلون الرسائل إلى ذويها أينما ثقفوا، ولم نسمع أبدا من يشتكى ضياع بضاعته أو نقوده. و لعل حرصهم على منافع المسلمين والتلطف بهم هو ما حدَّ من حوادث السير بينهم لله الحمد.

و قد كان مرور السيارات الخصوصية على تلك الطريق في حكم النادر، ومن الطريف أن جماعة من أهل المنطقة مر بهم أحد أعيان المحصر متوجها إلى انواكشوط فسألوه الرفقة ، فاشترط عليهم أن لا يتكلموا بالعربية ماداموا معه، ولم تدم رفقتهم طويلا لأنهم أخلوا بالشرط بسرعة، و كان الرجل صارما في تنفيذ اشتراطه.

<doc408|center>

بدأت مطلع الثمانينات مرحلة هامة من تاريخ طريق المذرذرة تكند مع سيارات “لاندورفير هورتم” مع جيل جديد من السائقين منهم على سبيل المثال لا الحصر عبد الله واحميدُ ابني عبد الرحمان وعلي بن هنض والبكاي بن دادََّا و سالم جخت ومحمدسالم بن الصبار وابراهيم الملقب لكهيل بن ابيليل… ، تزامنت هذه الفترة مع موجة التصحر وزحف الرمال وانعدام الأمطار والهجرات الداخلية باتجاه المدن.

كان السائق الماهر الخريت يحتاج ثمان ساعات على الأقل لإيصال مسافريه إلى العاصمة وهو ما يعنى أنه سيغادر المذرذرة الثالثة فجرا لكي يصل انواكشوط في العاشرة. هذا إذا سلم من الأعطال الفنية و نفاد البنزين و الضلال عن الصراط غير المستقيم في حالة ما إذا اضطر إلى أن يعرج إلى بعض البوادى البعيدة عن الطريق.

إذا سلكت للغور من رمل عالج *** فقولا لها ليس الطريق هنالك

تناقص عدد السيارات العاملة علي الطريق بفعل قلة الزبناء و تهالك السيارات، و أصبح الناقلون نحو انواكشوط لايزيدون على عدد أصابع اليد الواحدة، زادت هذه الوضعية من معاناة المسافرين فقد أصبحت السيارة تحمل جميع الكائنات البشرية وغير البشرية..أي أن فيها من كل زوجين اثنين من الضأن اثنين ومن المعز اثنين…، ولعل طلعة الأديب الراحل الطيب بن ديد – والتى سنكتفى بمقطعها الأخير- هي الأكثر تعبيرا عن معاناة المسافرين في تلك الفترة :

لاه ايديركْ فــُــــوكْ الكبونْ ***اللـُّــورَ كيـــــفْ اللِّ مَحبوسْ
ألاِه بيــــكْ الدوسْ أَعيْجُونْ*** ألاه بيــــــــكْ الحُمَّانْ الدوسْ
ألا تِسلكْ مِنْ عَجنتْ بَيدونْ *** ألا تِسلكْ منْ هَـــزتْ سَكوسْ
ألاتسلْك من كـَـــــهْل ابْدبشُ *** لاه بيهْ اكِتـَّــــــــــكْ حَابوسْ
ألا تِسْلك مِن نَطحِتْ كبشُ *** ألا َتسلكْ منْ نطحِتْ عتروسْ 

وقد عايشنا هذه الفترة الصعبة التى برهن فيها الناقلون والمنقولون على قوة تحمل وصبر نادربن، حيث اعتمدوا على التضامن والتفهم والمساعدة في ما بينهم ، فإذا تعطلت إحدى السيارات مثلا ترابط بجانبها الأخريات ،حتى يتغلب السائقون الميكانيكيون على الخلل.دون أي ملل أو ضجر من الركاب.

كما أن جو المزاح السائد طيلة الرحلات يخفف على المسافرين من وعثاء السفر ومن أشهر ظرفاء “الشفيرات” السيد احميدُ بن عبدالرحمان فدائما يطالعك زبناؤه بنكته الطريفة ذات المسحة الإيكيدية، فقد أشعر مرة بدخول “شفير جديد” إلى مهنة المتاعب و لعلمه بأنه لم يمر بالمراحل الإعتيادية (اتبرنيتْ) التى تعود السائق مستقبلا على الصبر والتحمل بادره قائلا : مرحبا بك في عالمنا لكن انتبه فستترك القواعد الصحية المعروفة كتغدى تمدى وتعشى تمشى…

و مما يجدر التنببه إليه تسجيل السائق ابراهيم الملقب لكهيل بنفسه لأسماء المسافرين معه في كل رحلة ووظائفهم ، ولو حفظت تلك الدفاتر لشكلت اليوم مادة بحثية هامة.

أما في ما يخص القرى المجاورة للمذرذرة فقد حاولت كل منها أن تجد حلا للتواصل مع المقاطعة، فهكذا انتدب السيد عبد الله بن اسحاق لتامين ربط قرية الدوشلي بالمدن الحيوية كروصو وانواكشوط ,

كما ربطت سيارة مامون الشهيرة بين ابير التورس وانهكاره و الصنك.

إذا سلكتْ أجارع ذى سبيل *** فليس إلى التواصل من سبيل 

ومن أطرف ما يروى أن الشيخ التاه بن سيد رحمه الله سافر فيها مرة إلى ابير التورس وعنده نعجة، وفي بعض الطريق انضم إليهم راكب ثقيل فجلس على النعجة. فسأله الشيخ عن وجهته فذكر له أنه يقصد المذرذرة فقال له الشيخ إن النعجة لن تتعدى ابير التورس فضحك المسافرون وغير الرجل من جلسته.

وتت مامون الطبع أجناس*** حد اركبه ماه محظور
ما تبلز عيـــنيه فى الناس *** وبلاحس أتمش بشور 

<doc409|center>

كما أوكل أهل التاكلالت نقلهم العمومي للسيد ول الديدْ بن بتار فقام به أحسن قيام. حيث ربط البتراء بالعاصمة من جهة ومن جهة أخرى بالجابر واجويهل وباظ وبقاس…

يارب ليل لدى البتراء مغبوطا *** شربت كأسا به بالراح مخلوطا
وبت أذرى دموع العين معتسفا *** أرضا من الشوق والأحزان لم توطا

و لا بد أن نذكر هنا بسيارة خصوصية كان صاحبها السفير محمدفال بن البنانى الملقب (امفال) رحمه الله يضعها تحت تصرف سكان حيه في حلهم وترحالهم وهي التى خاطبها العلامة ألمين بن سيد بقوله:

مايشطنِّ كرب التحوالْ*** ولا بعــــــدُ زاد املِّ
محـــــدَّ عـــالم بـــمَّفالْ *** والوتَّ تمش واتولِّ
هو ش متـــعدل ينكالْ *** هو لاش أثـــر مخلِّ 

كما تولى المرحوم تياه بن أحمدو مهمة فك العزلة عن عدد من القرى من بينها أبكاك وانيفرار وانيكنن . وكان سيدا خلوقا بشوشا وقد سهر لمدة طويلة على ربط تلك التجمعات الريفية بالمقاطعة الرسمية وكان ذلك الخط مزدهرا في فترة السبعينات و الثمانينات، نظرا لوجود العديد من رجالات تلك الأحياء في السنغال وكذلك لوجود تواصل دائم بين أفراد الجالية المقيمة في المذرذرة مع الحي، إضافة طبعا إلى أسفار التلاميذ الذين يتابعون دراستهم في المذرذرة وروصو ، كما أن جودة خدمات مستوصف المذرذرة آنذاك كانت تدفع بالمرضى إلى تفضيل المذرذرة على غيرها، و لاتزال معالم طريق سيارة تياه قائمة حتى اليوم.

هاج عرفان داثرات المغانى *** بالسيالات من قفا انبيكان
فالعليا فريعة النصف فالبكص *** إلى الجلهتين من أككان
فالمساديغ أوحشت فمــــغانى *** البير من عن يمين ذى الصوان

تولى العديد من السائقين خلافة تياه في مهمة ربط التواصل بين انيفرار والمناطق المجاورة له، كمعطا الإيجيجبى وسيد أحمد بن مشال… و إلى ذلك يشير العلامة عبد الله بن مناح في أبياته الشهيرة:

مضى زمن تياه فيـــه وقد مشى *** على رغمنا والله يفعل ما يشا
ومن بعده جاءت من الدهر برهة *** تخلــــلها معطا بطيئ إذا مشا
ومن فـــــــضل مولانا علينا وجــــوده *** لنا قيض المنمى إلى جده مشا 

و بعد تتابع سنين الجفاف هجر البعض الريف إلى المدن، وبقيت بضع قرى تعانى من ندرة السيارات ، وقد اضطر المتشبثون بالأرض إلى تغيير مادة عرفية هامة من دستورهم الاجتماعى، كانت تحدد أوقات نهي الرجال عن السفر ، حيث أفتى القاضى أحمد سالم بن سيد محمد الرجالَ بجواز مغادرة الحي في أي وقت ، وانتهاز فرص مرور السيارات فقال:

يالعرف أعرف ينت *** عنك فيك اطر ش
حــــد الا ر وت *** يركــــــب فيه . يــمش

في ختام هذه العجالة أود أن أؤكد أن ما كتبته لا يمثل عشر المعشار من تاريخ طريق “المذرذرة تكند” الحافل بالأدب والشعر والملح والنكت و أخلاق الرجال. .فقد ذللتها الرجال بالهشيم و الأعشاب قبل أن أولد، وغاب عنى بعد ذلك كثير من أخبارها ونكتها خصوصا بعد تركى لمسقط رأسى بسبب إكراهات الدراسة والعمل..

و أطالب من هذا المنبر بتكريم السائقين المتميزين وخصوصا منهم من صبروا ورابطوا على طريق المذرذرة تكند في ظروف صعبة ، حيث كانوا بمثابة صمام أمان مكن المذرذرة من تجاوز العديد من الصعوبات والعراقيل كانت كفيلة بجعلها مدينة مهجورة ومنسية إلى الأبد.

مصدر المعلومات
• مقابلة هامة مع المؤرخ علي بن الصبار في منزله بالمذرذرة يوم 25 اغشت 2014
• مقابلة عبر الهاتف مع الأديب سيدات حفيد السائق انجاي بصك بتاريخ 11 شتمبر 2014
• أمدنا السيد محمدن بن مامون مشكورا بصورة نادرة لسيارة والده وكذلك بالشعر الذى مدح به

بقلم يعقوب بن عبد الله بن أبــــن

13 تعليقات

  1. بينما نحن نسير فى الصنك إذ طلع باص شديد للمعان لا ترى عليه آثار النقل قبل كدروه ولا يعرفه منا احد.فقلت كما قال يعقوب:لارجال الا شيفرات المذرذرة.

  2. حد من أهل الصنك لولين

    هنيئا ليعقوب على اختياره وتناوله لموضوع شيق أثار لدى الكثير من القراء ذكريات جميلة تتعلق بتاريخ “ابصاج” فكل سفر كان بمثابة درس من الأخلاق والعلم و الأدب.
    أوافق المعلقين الكبار الذين سبقونى في ما كتبوه وخصوصا الكاتب المتميز بدال بن سيد ميله ولكنى لا حظت في تعليقه شيئا من “اطيب” أردت أن أن أوضحه للقراء.
    فسخن التى ذكر و أشار لها بأنها باكية تثير البواكبا هي سيارة لا ندروفير كان يملكها والده رحمه الله في بداية السبعينات و قد ذكر أنها ليست كالأخريات لأنها خصوصية وليست للنقل حبث كان يتفقد فيها ماشيته قرب تنييظ ، لذلك كانت تربط تنيظ وامبيكت راه و ايكيك وما جاورهما بالصنك وكان دائما يحمل معه اهل التنمية المقيمين في تلك النجوع مع زادهم و اجلابهم و “حشهم” و أظن إن لم تخنى الذاكرة أن السيد أحمد بن شداد هو من اطلق عليها لقب :سخنة: لأنه كان دائما يجلب فيها الحيوانات التى سيذبحها بصفة مجانية,

  3. Cher Bouddal,

    Ton commentaire est très enrichissant. Tu es parvenu à travers ton style de prétérition à nous livrer les gros titres. On espère que tu ais un peu plus de temps pour rentrer plus dans les détails.
    Car il me semble que le sujet est à la fois très intéressant et vaste, et la contribution de chacun nous aidera à mieux le cerner.

  4. محمد فال ولد سيد ميله

    لم أجد الوقت الكافي لأناقش صديقي يعقوب في موضوعه الشيق كما هو دأبه. كان بودي أن أتحدث، في تعليق مختصر، عن “امْناتْ المُـفيد”، وأن أحاول، معه، فهم السبب الذي جعل “منت الدبّاه” المباركية، مدللة المحصر، تطلق هذه العبارة على سيارات لاندروفير. كان بودي أن أشرك سائقين أفذاذا في تحفة يعقوب: أمثال سعد بوه وابـّيبيه وولد اباه وولد عبدوت… كنت أنوي الحديث عن سيارة لا كالأخريات كانت تـُدعى “سخنه” (السيدة بالولفية) وكانت، كباقي تلك السيارات التي حملت هموما وشجونا وتاريخا، عبارة عن “باكية أخرى تثير البواكيا”.. لكنني، بسبب المشاغل وإجلالا لباحثنا يعقوب، فضلت الصمت لأنه في حرم هذا النص، جمال.

  5. شكرا على هذه اللفتة الكريمة ومما قيل في سيارة مامون على سبيل المثال لا للحصر قول أحدهم :

    ما يفرغ لكاست جيها ….تزكر من سترت مامون
    ومامون اعل لفظ فيه ….واعل سمع فيه ما مون

    و منه كاف المرحوم محمذن فال ولد السيد :

    سعدك يل تحتاط…..حسناتك بالموزون
    ولل عند الصراط….تجبر وتت مامون.
    و منه قول الاخر :
    مامون ابلا قياس…..ما رين مثل هون
    مامون اعل لنفاس….. واعل الفظه مامون

  6. محمد فال ولد سيدي ميله

    لم أجد الوقت الكافي لأناقش صديقي يعقوب في موضوعه الشيق كما هو دأبه. كان بودي أن أتحدث، في تعليق مختصر، عن “امْناتْ المُـفيد”، وأن أحاول، معه، فهم السبب الذي جعل “منت الدبّاه” المباركية، مدللة المحصر، تطلق هذه العبارة على سيارات لاندروفير. كان بودي أن أشرك سائقين أفذاذا في تحفة يعقوب: أمثال سعد بوه وابـّيبيه وولد اباه ولد عبدوت… كنت أنوي الحديث عن سيارة لا كالأخريات كانت تـُدعى “سخنه” (السيدة بالولفية) وكانت، كباقي تلك السيارات التي حملت هموما وشجونا وتاريخا، عبارة عن “باكية أخرى تثير البواكيا”.. لكنني، بسبب المشاغل وإجلالا لباحثنا يعقوب، فضلت الصمت لأنه في حرم هذا النص، جمال.

  7. لمرابط ول دياه

    تدوينة في منتهى الروعة

  8. ديدي سيدي ميل

    أخي يعقوب،انها تدونة رائعة ، و بحث متكامل في موضوع يستحق التدوين و إنعاش الذاكرة الجموعية وشكرا .

  9. لقد أجدت وأفدت وطرقت موضوعا جديرا بالإهتمام وقلت” ش متعدل ” هو ش متـــعدل ينكالْ *** هو لاش أثـــر مخلِّ
    أخي يعقوب لقد تأثرت كثيرا عندما قرأت مقالك -الى حد البكاء- وذلك للأسباب التالية:
    – لأني عايشت الفترة التي تحدثث عنها وأعرف أغلب من ذكروا واحدا وحدا وأغلبهم قد قدم الى ما قدم.
    – حزني على القيم الرفيعة التي تحدثت عنها في ثنايا مقالك “تصريحا أوتلميحا” حيث بدأت تختفي رويدا رويدا دون أن يشعر الأحفاد.
    – شعوري بالزهو والإفتخار “بمجتمعنا” العبقري الذي استطاع على مر السنين والأزمنة أن يتكيف مع كل الظروف ويجعل من المحنة منحة ويحول السفر الى سياحة وطلب للعلم ومسامرة ، وأدب يروي وشعر يحكى و”اطلع زينات وكفان امكرٌ”وحكم ونوادر وطرائف و “استدمين زينه”صادرة من حكمة وروية ، واتمحصيرة رائعة” منبثقة من عقل و فطنة و”اتحركية طريفة” نابعة من ذكاءوعمق تفكير … كل ذلك في جو أخوي مرح تسوده المودة والتآخي … وقد بدأ ذلك يختفي رويدا رويدا.
    – عدم شعور أغلبنا بالدور الكبير الذي لعبه هؤلاء الأبطال “السائقون” في التنمية بمفهومها العام “بشرية واقتصادية واجتماعية” … فدخلت الباصات على الخط فبدأنا ننسى الجميل رويدا رويدا.
    – شعوري بأن ماذكرت – يايعقوب – من الأدب الطريف والحكايات الظريفة هي غيض من فيض ، قد تآمرت عليه الجغرافيا والتاريخ واكراهات الحياة المختلفة فتركوه هباء منثورا.
    – أني في الغربة والمغترب حساس ولكني أتمثل هنا قول الشيخ سيدي محمد بن الشيخ سيديا :
    لعمرك ماترتاب ميمونة السعدى ==بأنا تركنا السعي في أمرها عمدا
    ســــوى أننا كنا عبيد مشيئـــــة == ولا عار في أن يعجز السيد العبدا
    فلــيس علينا أن يساعدنا القضا == ولكـــن علينا أننا نبذل الجهـــدا
    وهذا مبلغ جهدي …يانخلتي لورين ……

  10. جميل وممتع وأسلوب راقي كما عودتناشكرا ليعقوب وللموقع .

  11. محمد بن أحمد بن الميداح

    قرأت هذا المقال بتمعن لا لكونه يحكي بصدق عن حقبة تاريخية عشتها بأفراحها و اتراحها، و لكني وجدت فيه النموذج الخالص لما يمكن تصنيفه ب البحث العلمي الشيق.
    المذرذره كلها مادة للبحث و لكن المواضيع التي تنشر عنها غالبا ما تكون خالية من العمق و الدقة و التحري…
    و عليه، فكل تشكراتي لهذا الكاتب الشاب، يعقوب ولد الا، الذي امتعني بنصه هذا و وضعني في سياق زمني اعرفه و أحبه حتي الثمالة !

  12. قرأت هذا المقال بتمعن لا لكونه يحكي بصدق عن حقبة تاريخية عشتها بأفراحها و اتراحها، و لكني وجدت فيه النموذج الخالص لما يمكن تصنيفه ب البحث العلمي الشيق.
    المذرذره كلها مادة للبحث و لكن المواضيع التي تنشر عنها غالبا ما تكون خالية من العمق و الدقة و التحري…
    و عليه، فكل تشكراتي لهذا الكاتب الشاب، يعقوب ولد الا، الذي امتعني بنصه هذا و وضعني في سياق زمني اعرفه و أحبه حتي الثمالة !

  13. مقال رائع كالعادة لا قلم إلا قلم يعقوب

اترك رد