الرئيسية / فيسبوكيات / من أيادى الشيخ محمد سيديا بن ابا رحمه الله

من أيادى الشيخ محمد سيديا بن ابا رحمه الله

 بعد كارثة عام ابريكلى وفناء البقر قررت الحكومة الموريتانية منتصف السبعينيات انتهاج خطة لإعادة تنميته من خلال توزيع مجموعة من الأبقار على سكان الولايات الرعوية.
وشكلت الدولة لجانا محلية تشرف على اختيار الأسر التى ستسفيد من البقر مع شرح الشروط التى يجب على الملاك الجدد الإلتزام بها ومنها النهي عن بيع البقر وتحريم إرساله الى المراعى البعيدة وغير ذلك…
ترأس الحاكم  لجنة مقاطعة المذرذرة مع عضوية قائد فرقة الدرك والطبيب البيطرى وقرروا تقسيم البقرات الثلاث التى وصلت إليهم إلى ثلاث أسر فقيرة مستعدة لاحترام الشروط المطلوبة.

الشيخ محمد سيديا بن ابا رحمه الله
الشيخ محمد سيديا بن ابا رحمه الله

كانت إحدى أسر الزر الكبلى من بين المستفيدين واستلمت بقرة حمراء لاتسر الناظرين لكن المنحة صارت محنة فرب الأسرة الضعيف الصالح لاطاقة له بشراء العلف و سوق البقرة الى المرعى بصفة يومية خصوصا أنه لا ماء و لا مرعى في تلك السنين العجاف المؤزلة.
قرر الصالح المجذوب بيع البقرة إلى جزار المقاطعة وفعلا قبل الأخير العرض واتفقا في السعر وما إن نضج اللحم في القدور حتى كان الدرك في طريقه الى بيت الشيخ واقتادوه الى مخفر الدرك وسط ذعر ذويه وأقاربه وجيرانه.
رجع التاجر الوجيه محمد سيديا بن ابا في الزوال إلى منزله كعادته بعد يوم من العمل الشاق في حانوته وما إن دلف الى البيت حتى أخبره ذووه أن الجار الجنب قد أخذه الدرك عنوة الى مخفرهم..
سارع الوجيه وكان دأبه المسارعة إلى الخيرات الى إخراج الشيخ فورا وضمن للدرك إرجاعه إليهم في الصباح الباكر.
لكن الوجيه لم يستطع النوم طيلة الليل فكيف يرجع شيخا هرما صالحا إلى السجن لكن الخيارات قليلة فالشيخ ملتزم بالشروط وموقع عليها ومخالفته خطيرة جدا لكن لابد من وجود مخرج لهذه المعضلة.

باكر الوجيه في التوجه الى حانوته وما ان فتحه حتى كان أحد الدرك يخبره بعدم قدوم الشيخ إلى المخفر ويذكره بالتزامه. فتخلص منه بحنكة إيكيدية وخبرة قلب ثم ذهب إلى الحاكم فوجده يهاتف الوزارة من خلال الجهاز الاسلكي وبعدما انتهى من ذلك بادره الوجيه قائلا :ياسيادة الحاكم لقد منحتم بقرة لمجذوب فضلت عليه وليس لنا علم بمكانها فاذا كنتم على دراية بوجود بقرة في نواحى المقاطعة فإنا على استعداد لدفع ثمنها نقدا كما أصرح أمامكم ان هذا الشيخ الصالح لا يتحمل أي مسؤولية في ضياع البقرة فلا طاقة له برعيها بل أنا من عليكم معاقبته و سجنه ودعوا الشيخ وحاله.
فكر الحاكم مليا ثم طلب من الوجيه الرجوع إليه عند الساعة الثالثة زوالا للنظر والبت في قضية البقرة الغامضة.
كان الوجيه مضجعا في حانوته يطالع الكتب كعادته فقطع تأمله صوت حرسي يخبره بطلب الحاكم المستعجل له. خرج مسرعا ودخل مكتب الحاكم فبادره الأخير قائلا لقد أخبرت الوزارة أن إحدى البقرات ماتت موتا طبيعيا وأن الطبيب البيطري كان حاضرا وكتب تقريرا مفصلا عن ذلك. لكن المشكلة تكمن في فرقة الدرك فهم على علم بما حدث للبقرة ولديهم اعترافات من بعض الشهود.
قال الوجيه ياسيدة الحاكم لقد قمتم بالمهمة الصعبة المتعلقة بالوزارة أما الدرك فسأتولى إقناعهم بالمسالة .
نجح الوجيه في إقناع قائد الدرك بطي ملف البقرة بطريقة ودية وهكذا جنب جاره الجنب متاعب التحقيق والسجن خصوصا أن الدولة في ذلك الوقت كانت صارمة جدا قي التعامل مع هذا النوع من المخالفات.
جزى الله الوجيه محمد سيديا بن ابا على أياديه وفضائله الكثيرة وزكاها في ميزان حسناته.
المصدر. حدثنى الثقة انه سمع تفاصيل هذه القصة من الوجيه مباشرة

يعقوب بن عبدالله بن أبن

اترك رد