الرئيسية / خصوصيات تاريخية / توطن تشمشه لإكيد (من كتاب شرح أنساب ابناء اعمر اديقب)

توطن تشمشه لإكيد (من كتاب شرح أنساب ابناء اعمر اديقب)

وفي شيم الزوايا أن تشمشه قرروا الذهاب من آدرار بعد وقوع الفتن فيه إلى أرض القبلة فمروا بالمجلس في تيرس . و الأصح عند مؤرخي المدلش أن الرجال الخمسة قدموا عليهم في القبلة عند المكان المسمى انبراكه في الجنوب الشرقي من انواكشوط على بعد 85 كيلو متر . و أول من قدم عليهم يدبيال يعقوب جد اداجفاغ ثم مهنض أمغر ثم يدمس ثم يداج ثم ابهنضام جد اليعقوبيينوفي شيم الزوايا أن تشمشه قرروا الذهاب من آدرار بعد وقوع الفتن فيه إلى أرض القبلة فمروا بالمجلس في تيرس . و الأصح عند مؤرخي المدلش أن الرجال الخمسة قدموا عليهم في القبلة عند المكان المسمى انبراكه في الجنوب الشرقي من انواكشوط على بعد 85 كيلو متر . و أول من قدم عليهم يدبيال يعقوب جد اداجفاغ ثم مهنض أمغر ثم يدمس ثم يداج ثم ابهنضام جد اليعقوبيين . و يبدو أن تشمشه تقاسمت إيكيد بصفة نهائية في عهد الأمير اعل شنظوره ففي وثائق اليعقوبيين أن اعل شنظوره قال للمختار بن ألفغ موسى الأرض أرضك و أنت سيدها فاختر منها ما تحب أن تسكنه تشمشه فقال نحن و أنتم نسكن جانب إيكيد فقال اختر لبني يعقوب منها فقال اخترت الناحية الغربية و التي تليها لبني ديمان و الشرقية للأفغيين .
قلت و لم نزل نسمع من المشائخ و العجائز ممن أدركناه أن سبب اختيار قدماء تشمشه لإيكيد ما فيه من شظف العيش إشفاقا على ذريتهم أن يبطرهم الغنى و يوردون في ذلك حكمة سجعة من كلام البربر ترجمتها : عليكم بأرض سبعها الذئب و مرضها الجوع و فاكهتها دقيق العلك . و الذي يظهر أن هذا التقسيم المذكور كان نظريا بحتا و يكفي للتحقق من ذلك استقراء أماكن تواجد قبائل تشمشه و تواجد آبارها و قد كنا روينا عن مشائخنا أن عادة بني أبهنض أمغر في استغلال الأرض أن من قدر على استغلال شيء منها بحفر أو غيره استغله غير مزاحم و هذا يبدو جليا في خريطة آبارهم فإنك لا تكاد ترى بئرا لبطن من بني ابهنض أمغر إلا و بجوارها بئر لبطن آخر حتى لا يكاد يوجد مجال خاص ببطن معين .

قلت و كان حفر الآبار من أصعب ما يلاقي سكان إيكيد لليونة الأرض و طول الآبار إذ غالبا ما تبلغ عشرين قامة و لذلك تسمى آباره بالعشرينيات و كانوا يطوونها بالثمام و قضبان الأشجار و غالبا ما تنهار كل سنة في موسم الخريف بتأثر المطر و كان حفر الآبار من أركان التزاويت الأربعة و قد نظمها الشيخ محمد عبد الرحمن بن محمد الأمين بقوله :
[| [( ركن التزاويت بدال علما ***** صبر قرى تعلم حفر لما )] |]

و زاد فيها الشيخ سيد أحمد بن أسمه بناء المساجد وعمارتها و هو محق فيما قال رحمه الله تعالى و كانت سياستهم أنهم كلما حفروا بئرا بدؤوا في حفر أخرى ليلا يفاجئهم انهيار البئر القائمة إلا و قد استعدوا لذلك و كان طي البئر يجدد دوريا .
و في إيكيد من الآبار كثير منها ما هو قديم و منها ما هو حديث و منها ما هو قائم و منها ما هو خراب و قد جمع العلامة محمدُّ بن البرا بن بك الفاضلي جميع آبار إيكيد في قصيدة طويلة من بحر الطويل ذكر فيها اسم كل بئر مع مدح من يسكنها من تشمشه و التنبيه على ما اختص به و مطلع القصيدة هو :

[| [( أثارت رسيس الشوق آي منازل **** بشرقي ذات الشول غير عواطل )] |]


من كتاب شرح أنساب ابناء اعمر اديقب لمؤلفه الأستاذ محمد فال بن عبد اللطيف

2 تعليقات

  1. زاوي شمشوي

    لو تفضلتم بنشر وثيقة “أكننت” لاجدتم كما دأبكم.

  2. تعليق بقلم ذ/محمدن ابن عبدالله ، علي ماورد في النص:
    إن ما ورد في النص ينبئ عن مسألتين أساسيتين هما:
    أن تشمشه [ أو [ الخمس الشموس ] كما يطلق عليهم كانوا ملتحمين فيما، بينهم ، حتي في الماء والمرعي وهما الأساسيان في حياة [الرحّل]
    وأن لهم سيادة تقليدية [مرجعية] وهي وثيقة [ أكننت]التي هي أول بير جمعتهم [وحدهم] وقد كتبواوحررواعندهاو ثيقة [أكننت] *وهي بكاف معقودة*وقد كان لهذه الوثيقة، الأثر البالغ في حياة مجموعة [تشمشه] وعليها بنوا كيانهم الأخلاقي والإجتماعي الح…. ولذلك كانت هذه[الوثيقة]هي المر جعية عندهم،و هي الفيصل لحل كل مشكل ، أو نازلة ، فما وافق نصها فهو مقدم وما لم يرد فيها فيعرض علي الشرع والعادة ، المتبعة قياسا علي واقعة أخري قد وقعت في تاريخ قبل ذلك ، ومن تأمل وثيقة [أكننت] فسيجدها جامعة مانعة [كما يقول المناطقة ، رغم قلة واختصار نصها فلم تبق مجالا إلا ونظرت له بطريقة [ المفاهيم ] في علم المنطق] فليرجع اليها من يحب معرفة أنها ليست [أتفاقا أو صلحا] أو معاهدة،كما كان بين المجموعات علي مر التاريخ؟ بل كانت شبه ما نسميه[دستورا]راقياشرعا وعقلا وعادة] ولله در محررها وصائغها والعامل بها وحتي اليوم .قلت : وثيقة جاءت علي بابها**** من سادة *الخمس * وأقطابها
    جامعة مانعة مــابها****إلاذري العـــلا وأسبــابها
    جامعة للخير في قابها *** مانعة للشـــر من بـابها
    تشفي نفوسنا من اوصابها***وتبذل الفضل لطــلا بهــا
    ياليتناقمنا بأسبا بها*** لنجنيّ الخيرمن اقــرابهـــا
    ونبعث الأمل فينا بهــا*** وند خل التاريخ من بابها
    أزكي صلاةجود تسكابهــا***خص بها خير الوري النا بهــا

اترك رد