الرئيسية / مؤلفات / كتاب تنبيهات السادة المفتين على معنى الاستفاضة عند الأقدمين (سيد محمد بن عبد الرزاق)

كتاب تنبيهات السادة المفتين على معنى الاستفاضة عند الأقدمين (سيد محمد بن عبد الرزاق)

تعريف بكتاب تنبيهات السادة المفتين على معنى الاستفاضة عند الأقدمين:

المؤلف:

هو الشيخ سيد محمد بن عبد الرزاق بن سيد محمد بن الشيخ أحمد بن الفاضل حفظه الله, وقد تقدم بعض مؤلفاته منها: شرح الأخضري, شرح الأجرومية
أما كتابه الذي بين أيدينا اليوم فهو يتعلق بمسألة عمت بها البلوى في العقود الأخيرة, وهي رؤية الهلال, فقد كثرت فيها الآراء, وقيل فيها من الشعر جده وهزله, عاميه وفصيحه, ما يغني عن تصوريها, نورد من ذلك المساجلة التالية نقلا من موقع بلغربان الثقافي: تعريف بكتاب تنبيهات السادة المفتين على معنى الاستفاضة عند الأقدمين
المؤلف: هو الشيخ سيد محمد بن عبد الرزاق بن سيد محمد بن الشيخ أحمد بن الفاضل حفظه الله, وقد تقدم بعض مؤلفاته منها: [شرح الأخضري->http://www.niefrar.org/spip.php?article134], [شرح الأجرومية->http://www.niefrar.org/spip.php?article6].
أما كتابه الذي بين أيدينا اليوم فهو يتعلق بمسألة عمت بها البلوى في العقود الأخيرة, وهي رؤية الهلال, فقد كثرت فيها الآراء, وقيل فيها من الشعر جده وهزله, عاميه وفصيحه, ما يغني عن تصوريها, نورد من ذلك المساجلة التالية نقلا من موقع بلغربان الثقافي:

يقول الشيخ أبوبكر بن بد:


حماة الدين من للصـــوم؟ هـل لّـه۞مـحـام ضد مشـــــــكـلـة الأهـلــه؟
فـهـذي أمــة الإسـلام أمـســــــــى۞لهـا رمـضـان رمــــضـاءً ومَـلّـــه!
فـآونــة يـكون لـها “مـثـــــــــالا”۞ويأتـي “نـــاقصـا” مــــن غيـر قلـه
و”مفروق اللفيف” يكـــون طـورا۞فلـم يُـر سالمـا مـن حـــــــرف علـهْ
وذا التـصريف لم يمنـعـه صــرف۞ولا عدل ولـــم تمـنـعـه جـــــــــلــه
تـكـرر ما أثـار الـشــك حـقــــــــا۞وزاد الطــين – يا علمـاء – بِلــــــه
ثـلاثـون انقـضـت بشـهادة مــــــن۞ذوي عـدل وأفــــــراد وحِــلــــــــه
وزادت لـيـلـة واليوم صــحـــــــو۞ومــا هــل الـهـلال لـمـن أهـلــــــه
فـصامـت ثُـلـة والـيوم عــيــــــــد۞وأفـــطر في ضحى رمضـان ثـــلـه
كأن شهـودنـا جُبلـوا عـلـى مـــــا۞يثـــيـر الشـك يـا لـكِ مـن جِبلـــــه!
مسـالـك علــة لـلصـوم مــــــا إن۞ تـــزال لــنـا بـعـلـتـهـا تـعلــــــــه
مصـيبــة صومنا أمست وأضحـت۞بـهــا عرْج الأهـلـة مســتـقـلـــــــه
تجـسـدهـا الـهـواتـف سـاهــــرات۞بـــمـا يـبـدي الأهـلــة مـن أدلـــــه
شكونـا الأمــر يا علـمـا إليـكــــــم۞لتـشـفـوا عـلــة غـلـبت وغُـلــــــه

وجاءت ردود الفقهاء على هذه الإشكالية متباينة كما يلي:

فيقول سيدي محمد بن آبه العلوي:


دعاة للـشـريـعـة مشـمـعـلـــــــــه۞تـنـاديـنــا بـإثــــبــــــــــات الأهلـه
نـصـوم لـغيــر رؤيتــنا خصوصا۞وقـد حكمـت بهـا علــمـا أجــــــلـه
قد اســـتنـدوا لقـول مـن جمـــوع۞وما تـــــلك الجمـوع جمـوع قلــــه
وذي الأعــــداد يثبت كـل شـيء ۞بــهـا فـي المسلميـن وكـل مـلــــــه
إذا مـا نحـن لــم نعـمـل بـهــــــذا۞فأحـكـام الــشريـعـة مضمـحلـــــــه
وإن قال المعــارض أي قــــــول۞ولـم يـك للشـريـعـة مــن أدلـــــــه
كـمـا مــا للهلال نــراه لـيـــــــلا۞ولا يـبدو بقـابـلة, فـــقــل لـــــــــه
إذا حُجــــب الهلال وإن بصحــو۞فـمـا هذي برؤيـتــنـا مـخـلـــــــــه
فعـادات الشـــهـور اليـوم تخفـــى۞لـمـا قـبـل الـثـلاث وذا جـبـلــــــه

وقد علق العلامة اباه بن عبد الله بن اباه على أدلة هذه الفتوى بقولــــه:

ولكـن الــقرائـن أكذبــتهــــــا۞وقد جــعــلت أعــزتــها أذلـــــــه
كأن سِـــرار آخـــره مـعـــار۞لأولــه ولم يــخــطئ محـــلــــــه
بدابــــرة بـدا لـكـمُ فـهــــــــلا۞بـقـابـلة نـراه ولـو تـحـــلــــــــــه 

ويقول محمد الأمين بن اداه الشمسدي:


ألا يــا أيـها البـطل المـنـــــــادي۞حـمـاة الـدين مشكـلـة الأهـلــــــه
تجاوزت القلوب بهـا الحناجــــــيـ ۞وضل الــعقـل في أرض مـضـله
فإن تنحو لنحـو الشهـر معنــــــــى۞لنـحـو الـجـزم تهديـنـا الأدلــــــه
فشهر الصــوم مجـزوم بحـــــــذف۞لأولـه وآخـــــره لـــعلــــــــــــه
ولا تسـأل تحـرر كـل شــــــــــيء۞”مـراقـبـة” الأهـلــة مسـتقلـــــــه 

ويقول العلامة محنض بابه بن امين الديماني:

أيـا مـن ينتـمـي لأجل ملـــــــــــه ۞لك الحق استبـان هنا فمِل لــــه
ولا تصطـدك أحكـام أذيـعـــــــــت۞بأنسـجـة العنـاكـب مستظـلــــــه

وللشيخ محمد الحسن بن أحمدو الخديم اليعقوبي أطال الله بقاءه نظم جيد في المسألة صاغه على شكل سؤال موجه لأهل العلم طرح فيه إشكاليات المسألة وشرح أبعادها.
أما شيخنا سيد محمد حفظه الله فقد وجَّه تنبيهاتِه إلى الفقهاء والمفتين بشكل مباشر لتذكيرهم ببعض النصوص المتوفرة لديهم, التي لو أمعنوا فيها النظر لاتَّضح لهم الحق الذي لا محيد عنه, وأكثر هذه النقول حول معنى الاستفاضة كما هو عنوان الرسالة, وأنها يشترط فيها أن تفيد العلم أو الظن القريب منه, كما يشترط في صحة الشهادة انتفاء موانعها, كجلب نفع ودفع ضر, وكالاستبعاد فيما خالف العوائد المستمرة.
وقد قال مالك فيمن شهدا برؤية الهلال ثم لم ير بعد ثلاثين: “هما شاهدا سوء” , فيكذَّبان كما قال خليل, ونص أكثر شراح المختصر “أن المستفيضة لا يتأتى فيهم ذلك لإفادة خبرهم القطع” , وأنه “إن فرض عدم الرؤية بعد الثلاثين من إخبارهم بالرؤية دل على أن شرط الاستفاضة لم يتحقق فيهم وحينئذ فيكذبون”, فهذا يبين أهمية معرفة معنى الاستفاضة وشروطها وما ترد به الشهادة.
وقد نبَّه المؤلف خلال ذلك إلى مسألة غفل عنها الكثير, وهي أن حكم الفقهاء بعدم اعتبار أقوال المنجمين واليومية, وتوالي التمام أو النقص في الشهور, ومراعاة الصحو مع كثرة المترقبين, والرؤية في القرى أو الدول المجاورة, وحجم الهلال, وغير ذلك من القرائن والمجرَّبات,كل ذلك يقصد به عدم استقلال هذه الأمور في إثبات الشهر, لأن الشارع علقه على الرؤية خاصَّة, لكنها مفيدة جدًّا في التأكد من حصول العلم برؤية المستفيضة إذا وافقتها, وعدمه إذا خالفتها, كما أنها حينئذ قد تدخل ضمن أنواع الاستبعاد الذي ترد به الشهادة, لذلك لا يمكن إغفالها.
إلى غير من الفوائد الجليلة التي تظهر للقارئ أثناء مطالعة الكتاب, فجزى الله مؤلفه عنا بأحسن جزائه.
مصدر النسخة: تمت طباعة هذه النسخة في وراقة الجزيرة بنواكشواط سنة 1999م, بإشراف الأستاذ يعقوب بن اليدالي, وقد قمت بتصويرها عبر الماسح الضوئي, ثم إعادة ترتيبها, كما أرفقت معها صفحات من نسخة المؤلف بخطه, ونسخة من نظم الشيخ محمد الحسن اليعقوبي لتمام الفائدة.

محمد الأزعر بن حامد

<doc221|center>
<doc220|center>

نظم الشيخ محمد الحسن اليعقوبي:

3 تعليقات

  1. تلميدي لسيد واهل الشيخ احمد للفال

    وخيرت بالعلامة العارف بالله سيد محمد ولد عبد الرزاق اطال الله بقائه ونفعنا به وعلمه

  2. ومما ساقه المؤلف حفظه الله في هذه الرسالة أنه مع كثرة المترقبين الذن لا يسلمون من الأغراض وأمراض البصر التي يرى صاحبها الأشياء على غير حقيقتها لو طلب منهم الترقب ليلة 27 لراته مستفيضة لا تخلو من عدلين فأكثر – قال وهذا مني على سبيل المبالغة – ثم ساق نصوصا للفقهاء تدل على أن الشارع لا مقصد له في العجلة عن إتمام الهلال إذ ليس فيه حق لمخلوق يخشى فواته ولا حكم مهمل, ولا داعي للعمل فيه بالمظنة والتخمين لأن القطع حاصل إما برؤية شرعية أو بالتمام, ومن النصوص التي جلبها في ذلك قول القرافي في الفروق: وأما أهلة شهور العبادات كرمضان وشوال وذي الحجة ونحوها فلا حاجة فيها إلى مظنة من جهة الزمان بسبب أن القطع بحصولها موجود من جهة الرؤية أو إكمال العدة، فيحصل القطع بالمعنى المقصود فلا حاجة إلى مظنة من جهة أن الزمان يقوم مقامه فإن المظنة إنما تعتبر عند عدم الانضباط، أما معه فلا فإذا ظننا أن الهلال يطلع في هذه الليلة بسبب قرائن تقدمت إما من توالي تمام الشهور فنظن نقص هذا الشهر أو من جهة توالي النقص فنظن تمام هذا الشهر أو من جهة طلوع القمر ليلة البدر قبل غروب الشمس فنظن تمام هذا الشهر أو من جهة تأخره في الطلوع عند غروب الشمس فنظن نقصان هذا الشهر وغير ذلك من الأمارات الدالة عند أرباب المواقيت على رؤية الأهلة، ويوجب أن هذه الليلة هي مظنة رؤية الهلال فإنا لا نعتبر شيئا من ذلك ولا نقيم المظنة مقام الرؤية؛ لأن لنا طريقا للوصول إلى الوصف المطلوب إما بالرؤية أو بكمال العدة، والقاعدة أنه لا يعدل إلى المظنة إلا عند عدم انضباط الوصف دائما أو في الأغلب، وهاهنا ليس كذلك فلذلك سقط اعتبار المظان من الأزمنةاهـ منه

  3. كتاب قيم جاء في وقته فجزاكم الله خيرا

اترك رد